أيمن الوزير
19-07-2011, 11:08 AM
اخترت* 3* نواب لرئيس الجمهورية*.. أحدهم مرشح حالي للرئاسة*!
لا داعي لقلق الأقباط* .. »ولو سافروا كندا هاروح وراهم*«
16/07/2011 10:03:31 م
أجري الحوار*: محمد مصطفي
http://www.akhbarelyom.org.eg/files/photos/elakhbar/16072011100321.jpg
*> قبل أن نبدأ*.. "الداعية*.. المحامي*.. السياسي*" بأي صفة تحب أن تقدم نفسك للجماهير؟
*>> (يبدو أن السؤال الأول جاء مباغتا*.. فقال بعد فترة تفكير*): هذا ليس شيئا عجبا*.. فكل إنسان مجموع مكوناته،* فالمحاماة والدعوة والممارسة السياسية عناصر تجمعت في شخصية واحدة*.. لكنني أفهم مغزي السؤال*.. حول رفض البعض اشتغال رجل الدين بالسياسة،* فنحن في مصر لم نعتد علي الممارسة السياسية الطبيعية،* بينما مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية جسي جاكسون رجل دين يمارس السياسة،* وجورج بوش الابن كان رئيسا يتكلم عن الدين،* وبيل كلينتون رفع الإنجيل وقال* "هذا الكتاب فيه صلاح العالم*".. بل إن أعلام عدة دول أوروبية ترفع الصليب مثل سويسرا والدانمارك والسويد وفنلندا وغيرها من الأمور التي هي عندهم طبيعية لكن عندنا تشن بسببها حملات وتدور عليها معارك*.
كما أن الثورات المصرية قام بها علماء الإسلام بدءا من عمر مكرم وهو من علماء الأزهر،* حتي* مشاركة الأزهريين في ثورة* 1919* مرورا بدور الإسلاميين في ثورة يوليو* 1952حتي مشاركة شباب التيارات الإسلامية المتعددة في ثورة* 25* يناير،* كما شهد مجلس الشعب المصري في السبعينات تمثيل أحد القساوسة لدائرة شبرا،* وكان يحضر الجلسات بالزي الكنسي*.. ولكن للأسف بعض من يمارسون السياسة عندنا يعانون من تخلف سياسي وضحالة ثقافية وفكرية تجعلهم لا يعرفون تلك الحقائق والوقائع*!
ليست مفاجأة
*> معظم المرشحين المحتملين* (الجادين*) لانتخابات الرئاسة كانوا قد أعلنوا مسبقا عن نيتهم للترشح،* إلا أن قرارك لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة جاء مفاجئا وغير متوقع*.. لماذا اتخذت هذا القرار؟
*>> أنا فوجئت بحالة الضحالة السياسية والعجز عن كيفية إدارة الدولة عند السياسيين الذين تصدوا لإنشاء أحزاب جديدة أو ممن أعلنوا نيتهم الترشح في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية،* وممن ظهر أن الرياح يمكن أن تجري نحوهم،* وفزعت أن منهم من ينتهي اتجاهه إلي تسليم البلد من جديد للأمريكان والصهاينة مرة أخري*.. وعندما استمعت إلي نقاشات وأفكار هذه التيارات ممن يسمون أنفسهم* "النخبة السياسية*"،* وجدت أن ما يطرحونه أقرب إلي* (الرياضة الذهنية*)،* وممارسة التلاعب بالكلام،* وتزييف الحقائق،* كل ذلك جعلني أقلق علي بلدي،* وأيقظ في نفسي وجوب التقدم للرئاسة*.
والحقيقة أن قرار الترشح للرئاسة لم يكن واردا علي ذهني بالمرة،* وكنت أظن أن الضغط الشعبي سيؤدي إلي نتائج أفضل أو مرشحين أقرب لآمال وطموحات الشعب*....
*> ولماذا لم تنتظر حتي تتضح الصورة ويظهر هذا* (المرشح المأمول)؟
*>> يجيب مستنكرا*: ولماذا لم ينتظر آخرون؟ هل أنتظر حتي تضيع الدولة أو* (تغطس*) 60* سنة أخري،* كما حدث من قبل في أعقاب ثورة يوليو* 1952* ثم ولماذا أنتظر أنا بالتحديد؟ عندما وجدت في نفسي أنني الأكفأ لحمل تلك الأمانة كانت المبادرة هي القرار السليم،* بل أعتقد أنني أرتكن علي مقومات معينة لا تتوافر في* غيري من المرشحين إطلاقا،* ولو بنسبة قليلة،* وأراها من الأمور الجوهرية في إدارة الدولة،* ولهذا قررت خوض انتخابات الرئاسة*.
*> مثل ماذا؟ إذا كان عمرو موسي مثلا يستند إلي خبرته الدبلوماسية،* ود*. البرادعي يرتكن إلي علاقاته الدولية*.. فما المقومات التي يري حازم صلاح أبو إسماعيل أنه يمتلكها،* ويفتقرها* غيره؟
*>> مبدئيا العلاقات الدولية والخبرات الدبلوماسية هي مقومات أساسية لعمل الدبلوماسي أو وزير الخارجية وليس بالضرورة من مقومات رئيس الدولة،* فهي تعبير عن إلمام بجزء من الدولة،* وليس عن خبرة بإدارة شئون الدولة ككل*.
أما عما أرتكن إليه من مقومات،* فأنا أعتقد أنني أمتلك تاريخا نضاليا كبيرا،* منذ كنت في سن الرابعة عشرة،* فضلا عن صفات شخصية اكتسبتها من بيتنا الذي لم يخل أبدا من الحديث عن إدارة شئون الدولة،* والخبرة السياسية من والدي رحمه الله الشيخ صلاح أبو إسماعيل*.. وأري أن أهم ما يرجح كفتي هو الرؤية الشاملة لإدارة الدولة وليس فقط التركيز علي مجال دون الآخر،* فقرار ترشحي للرئاسة جاء كمسألة تراكمية لاستكمال مشوار العمل الوطني،* وخلال تلك الرحلة رأينا الويل في الشوارع والمؤتمرات ولم نترخص أبدا في الإصرار علي الحق وسلامة المقاييس،* ومواجهة نظم الحكم بأصنافها،* وقد شهدت وقائع عبر سنوات عمري يقف لها شعر الرأس ومع ذلك رفضت التنازل،* فكيف أتنازل الآن طواعية،* كل ذلك يجعلني الآن* غير متقبل بالمرة لأي تهاون في حراسة اللحظات الفاصلة التي تمر بها مصر وعدم الارتداد إلي الوراء،* والتصدي لمخطط تسليم البلاد لمن يأسرها*.
*> هل تري أن وجود* 3* مرشحين ينتمون للتيار الإسلامي يمكن أن يضعف فرص فوز أحدهم؟
*>> بالعكس*.. هذا دليل علي بطلان أقاويل من كانوا يزعمون أن الإسلاميين يدعون احتكار الصواب المطلق لأنفسهم،* فها هم الآن يدخلون العملية السياسية كغيرهم من المصريين،* في منافسة شريفة من أجل رضا الناخب*.
*> لكن أليس من الوارد أن تنسحب لصالح أحد المتنافسين الاثنين الآخرين د*. محمد سليم العوا أو د*. عبد المنعم أبو الفتوح؟
*>> (يجيب بحدة*): أرفض مجرد سماع مثل هذا السؤال*!
*> ربما ترفض الإجابة*.. لكن السؤال نفسه يتم تداوله بالفعل علي ألسنة المواطنين،* خاصة المنتمين للتيار الإسلامي؟
*>> (أجاب بلهجة حاسمة*): أكرر*.. أرفض مجرد سماع مثل هذا السؤال*!
*> أليس من الوارد أن تنسحب أصلا من الترشح للرئاسة؟
*>> (أجاب بنبرة أعلي*): علي رقبتي*.. مبدأ الانسحاب عندي مرفوض بالمرة*.. وغير وارد علي الإطلاق*.. ومن المستحيل أن أقدم عليه*.. فأنا نذرت نفسي لتلك المعركة الانتخابية*..
*(ثم أضاف مداعبا بلهجة خففت سحابة التوتر في الحديث*): اعتبرها* (عملية استشهادية*).. نتيجتها عندي*.. النصر أو الشهادة*.
*> ما تقييمك لفرص فوزك في انتخابات الرئاسة المقبلة؟
*>> أنا أعتقد* - وأعتذر عن هذا الاعتقاد*- أن فرصتي في النجاح* "غير مشكوك فيها*"،* بل أقول* "ولا حتي تقريبا*"،وهذا الكلام ليس من باب العجب ولا الغرور ولا الوهم،* ولكني أعتقد أنني أمثل نوعيات وفئات واسعة من جموع الشعب المصري*.. أنا أخاطب الفطرة المصرية العادية،* بالآمال والمخاوف التي عند الناس*.. التي لا تخضع لا إلي خلفيات ولا استثناءات،* بالطبع أطمع في تأييد فئات كثيرة،* لكني لا أعتمد بفضل الله إلا علي قوة رسالتي ووضوح نداءاتي بإنقاذ اللحظة الفاصلة في عمر الوطن*.
*> من أين تكتسب تلك الثقة في شعبيتك*.. ألا تري أن جمهور الدروس الدينية يختلف عن أطياف الناخبين*.. وأن إعجاب الناس في الجوامع لا يشترط أن يتحول إلي أصوات في صناديق الاقتراع؟*
*>> أنا لا أعول علي الإعجاب بالكلمات،* والتأثير العاطفي،* إنما أقصد ما أراه من أثر ووقع لكلماتي السياسية وبرامجي الانتخابية،* وهذا يتضح لي يوما بعد يوم،* ليس في صفوف الإسلاميين فقط،* بل بين الليبراليين واليساريين وأصحاب الأيدلوجيات بصفة عامة،* ولم أصادف حتي الآن من لم ينفعل ببرنامجي الانتخابي،* ولم يبد تأييدا وفرحا لما طرحته،* وإقرارا بأنه المنقذ الوحيد ضمن كل المطروح علي الساحة،* لذلك أنا لا أهتم بالصنعة اللغوية ولا دغدغة مشاعر الناس،* بل علي وضوح الرؤية وعمق البرامج،* وتحقيق طمأنينة شعبية لا يخالطها أي شك أو ريبة تجاه الدولة،* وإزالة الموروث القديم بعدم ثقة الشعب فيمن يحكمه*.
*> أنت محسوب علي جماعة الإخوان المسلمين*.. فلماذا تخوض السباق الرئاسي رغم قرار الإخوان بعدم الترشح للرئاسة،* بل تم فصل د*. عبد المنعم أبو الفتوح من التنظيم لنفس السبب؟
*>> هذا قرار يخص جماعة الإخوان المسلمين مع أفرادها التنظيميين،* وأنا علاقتي بالإخوان المسلمين رائعة،* وفوق مستوي الشبهات،* وخضت انتخابات مجلس الشعب علي قائمتهم،* ودافعت عنهم،* وربما هذا ما جعل البعض يظن أنني عضو في تنظيم الإخوان،* ولكني في الحقيقة لست عضوا تنظيميا،* وهذا القرار الذي تشير إليه أنا أعلم وهم يعلمون أنه لا يخاطبني ولا يسري عليّ*.
*> هل بدأت حملتك الانتخابية رسميا*.. وهل تم تشكيل فريق المتطوعين والمساعدين؟
*>> أول مؤتمر انتخابي جماهيري حاشد عقدته الجمعة الماضية في مسقط رأسي قرية بهرمس مركز إمبابة،* ومن هناك أعلنت عن أبرز معالم برنامجي الانتخابي،* وتم توزيع الصور والبوسترات الرسمية للحملة،* وبالفعل تم تشكيل فريق المتطوعين من الشباب من* 10* محافظات علي مستوي الجمهورية بشكل مبدئي،* ونحن نعمل في ظل وقت ضيق للغاية خاصة أن بقية المرشحين بدأوا قبلنا،* لكن حماس الشباب،* وإقبال المؤيدين يزيدنا عزما علي مواصلة المشوار*.
*> نشر أحد المشاركين علي الصفحة الرسمية لحملتك علي موقع* (فيس بوك*)،* أنك ذكرت أن فاعل خير تبرع بـ* 100* ألف جنيه دعما لك*.. ما صحة ذلك*.. وما مصادر تمويل حملتك الانتخابية؟
*>> (يبدي اندهاشه*): هذا الكلام عار تماما عن الصحة،* فلم يدفع لي أحد شيئا،* وأنا لم أقل أبدا أن شخصا ما أعطاني* 100* ألف جنيه لدعم حملتي لانتخابات الرئاسة،* وربما هناك سوء تفاهم،* ولا أقول سوء نية،* من هذا المشارك،* وعلي العموم فإن مصاريف حملتي الانتخابية أتحملها تقريبا بالكامل من جيبي الخاص*.
*> إن كنت أكدت مسبقا ثقتك في الفوز*.. هل اخترت طاقم إدارتك؟ هل اخترت نائب رئيس* الجمهورية؟
*>> نعم*.. اخترت* 3* نواب لرئيس الجمهورية*.. وحددت أسماءهم ومجالاتهم بالفعل،* حيث أنني أري أن وجود نواب للرئيس ضرورة لشخص الرئيس إن كان صادقا في تأدية ما عليه من التزامات تجاه الوطن والمواطنين،* فالرئيس وحده قد لا يجد وقتا أو جهدا كافيا للتركيز في كل مجال من مجالات إدارة الدولة*.
*> هل هم من فريقك الانتخابي؟
*>> لا*.. هم من خارج فريقي الانتخابي،* بل إن منهم من لن يعطوني أصواتهم في الانتخابات،* لكني حددتهم بعد تفكير طويل من باب الإخلاص لهذا الوطن واختيار أفضل العناصر لخدمته*.
*> هل عرضت عليهم هذا المنصب؟
*>> لا*.. ليس بعد*.. وطبعا لم أكشف عن أسمائهم في الفترة الحالية*.. وإن كان أحدهم هو أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة،* وهو لم يسبق له أن ترأس أي هيئة رسمية،* وليس من ضمن الأسماء الأكثر تداولا في الإعلام*.
*> تقديم نفسك كمرشح إسلامي يثير القلق عند الأقباط مثلا*.. كيف تطمئنهم؟
*>> أقول لهم بوضوح لا مجال للقلق من الأساس حتي تكون هناك رسائل طمأنة،* ولكن لمزيد من التوضيح هذه بلدنا جميعا*.. هي بلدي كما هي بلدكم*.. وليست لي أولوية في العيش علي أرضها منكم*.. (يضحك مداعبا*).. "حتي لو سابوا البلد وهاجروا*.. حتي لو راحوا كندا*.. هاروح وراهم*.. وأرجع بهم*.. وأقول لهم*: هذه بلدكم ولا يمكن لأحد أن يخرجكم منها أو يسلبكم حقوقكم فيها*".
البرنامج الانتخابي
*> ما أبرز منطلقات برنامجك الانتخابي؟
*>> برنامجي الانتخابي يتسم بالعمق في كل بند من بنود إدارة الدولة،* فهم يتميز بالاتساع الشديد ووضوح التفاصيل،* ويقوم علي* 3* منطلقات رئيسية؛ الأول*: حماية الدولة من الارتداد الدستوري،* فمصر شهدت في تاريخها الحديث عدة ثورات عظيمة،* لكنها في كل مرة كانت الثغرات تترك الطريق نحو العودة لحكم الظلم مرة أخري،* وبدلا من أن يكون لدينا* "مبارك*" يصبح عندنا* "مبارك بشارطة*"،* ولذلك يلزم ضمانات قوية تحول دون احتمالية عودة الطغيان ممثلة في حزمة من البنود الدستورية ومشروعات القوانين،* فضلا عن تفعيل دور المحكمة الدستورية ممثلة في جمعيتها العمومية وليس في بعض الدوائر،* بالإضافة إلي منح حصانات لأجهزة الرقابة المختلفة لمساعدتها علي القيام بدورها في كشف الانحرافات في الجهاز السياسي للدولة،* بما يحول دون صناعة ديكتاتور جديد وتركيز السلطات في يد حاكم أو مجموعة منتفعين*.
أما المنطلق الثاني فيتمثل في التنسيق بين مناهج التوجيه التي تخاطب الإنسان المصري،* وعدم التعارض أو التشتت فيما بينها،* وذلك لصياغة صفات وسمات إنسان جديد قادر علي صناعة التطور والتقدم،* وأقصد بهذه الهيئات* 10* جهات منها مؤسسات التعليم والأزهر الشريف والإعلام والأندية الرياضية وبيوت الثقافة والمساجد وفرق الكشافة والهيئات النظامية في الجيش والشرطة،* ونزلاء الملاجئ ودور الرعاية*.. بحيث يجد الطفل مثلا أن منظومة القيم التي يتلقاها في المدرسة هي نفسها التي يتدرب عليها في النادي،* ويسمعها في أجهزة الإعلام،* بما يصب في بوتقة واحدة،* وأري أن الإنسان المصري قادر أن يكون أكثر كفاءة من الأمريكاني والألماني والياباني*...
*> أقاطعه*: أراك استبعدت الكنائس*.. هل هذا مقصود؟
*>> يرد*: نعم*.. فالكنائس في مصر لا تتبع الدولة،* فالمساجد تتبع وزارة الأوقاف أما الكنائس فتتبع الكنيسة المصرية،* فإذا ما عادت تابعة للدولة المصرية ستنضم بالطبع لمؤسسات توجيه وإرشاد المواطن*.
أما المنطلق الأخير،* فهو التركيز علي مؤسسية الدولة،* ووضع السياسات العامة للدولة وفقا للمنهج العلمي بما يسد الطريق علي العشوائية وإدارة الدولة* "وفقا لتعليمات السيد الرئيس*"،* أو يتم تسيير أعمال وزارة كاملة بـ* "توجيهات الوزير*" بدلا من صياغة رؤية علمية شاملة من كافة الكفاءات التي تضمها تلك الوزارة*.
*> إذا اقتربنا بشكل أكثر تفصيلا لمحاور برنامجك الانتخابي الرئاسي*.. ماذا لديك مثلا في السياسة الخارجية لمصر*.. خاصة العلاقات مع دول مثل أمريكا وإيران وإسرائيل؟
*>> السياسة الخارجية لمصر أوسع من مجرد شكل علاقة مع دول معينة،* إنما هي عملية متكاملة وضخمة تقوم علي دراسة مصالح مصر مع كافة دول العالم،* مثل التركيز علي العمق الأفريقي والبعد العربي والمحيط الإسلامي،* بالإضافة إلي نقطة في* غاية الأهمية تتعلق بتوفير* (البدائل الدولية*) التي تقوم علي مد جسور العلاقات مع العديد من دول العالم،* وليس الارتباط بقطب واحد نسير في فلك سياساته،* بما يسمح لنا بالحفاظ علي استقلالية قرارنا،* والحفاظ علي كرامتنا الوطنية،* بعيدا عن الهيمنة والاستسلام والانبطاح المفروض علينا من الغرب،* وأول ما سأقوم به في هذا الاتجاه هو رسم خريطة للعالم،* مع بيان درجة علاقتنا مع كل دولة،* ونوعية المصالح التي تخدمنا من جراء تعميق علاقتنا بهذه الدولة أو تلك*.
وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية أنا لا أحب* "العنترية الزائفة*"،* وغير وارد إطلاقا فكرة الصدام مع أمريكا،* لأنني أتفهم تماما اعتبارات القوي الأخري،* إنما يمكن أن تحدث تفاهمات علي أرضية المصالح المشتركة يعرف فيها كل طرف ما يحتاجه من الطرف الآخر،* ويحترم قدراته،* وذلك في إطار من استقلالية القرار الوطني والتعامل بعزة تستند إلي قوة مصر ومحورية دورها،* فمن المعروف أنك في أي تفاوض أنت لا تحصل علي ما تريده*.. إنما علي ما تساويه*.
أما عن إيران،* فأنا أدرك أن لها أهدافا إقليمية في المنطقة،* وأن الاقتراب من إيران له آثار سلبية علي علاقتنا بدول الخليج العربي،* وأمريكا،* كما أن هناك اختلافا عقائديا بين السنة والشيعة،* ولكن استسلام مصر لاتجاه واحد في السياسة الخارجية يجعلها ضعيفة وباهتة،* كما كانت في عهد النظام السابق،* حيث لم تتعامل مع إيران،* ولم توثق علاقاتها بدول أمريكا الجنوبية،* كالبرازيل وفنزويلا،* وتوقفت عن ممارسة دورها الطبيعي في أفريقيا،* وتعاونها مع دول جنوب شرق آسيا كان تافها،* لذلك فإنني أركز علي فكرة* (البدائل الدولية*) بإقامة علاقات مع تلك الدول تحقق المصلحة الوطنية،* وفي نفس الوقت تحفظ استقلالية القرار والأداء الدبلوماسي المصري بعيدا عن الهيمنة والتبعية*.. وهذا بالطبع يندرج تحته ملف التعامل مع إيران،* مع وضع تلك التحفظات موضع الدراسة حتي تقي مصر الآثار الجانبية لهذه العلاقة*.
*> هل ستلغي اتفاقيات كامب ديفيد وتصدير الغاز مع إسرائيل؟
*>> لن أقبل أن تكون الكرامة الوطنية هي الذبيحة التي نقدمها دوما لإسرائيل،* ولكن تنفيذ ذلك يجب أن يتسم بالعمق والإتزان والحكمة،* وليس بالعنترية والسذاجة،* فالمعاهدات التي بيننا وبينهم عبارة عن* 3* أقسام؛ الأول*: بمقابل،* وهو معاهد السلام،* والثاني بلا مقابل؛ مثل اتفاقية المعابر،* والأخير بمقابل بخس،* مثل اتفاقية الغاز،* وأنا أشعر بخصومة شديدة تجاه تلك الاتفاقات،* وبالطبع فإن اتفاقية المعابر التي لا تعود علي مصر أي مصلحة من ورائها ستلغي فورا،* كما أن اتفاقية الغاز ستكون عندنا* "طلبات سياسية واقتصادية*" مقابل استمرار العمل بتلك الاتفاقية عليهم أن يذعنوا لها وإلا تلغي فورا،* وهذه الطلبات واضحة في ذهني لكني أتركها لوقت التفاوض لمفاجأة الخصم*.
أما عن اتفاقية* "كامب ديفيد*" فسوف أضغط بكل قوتي لإلغائها ولكن لابد من دراسة هذا الأمر من جميع جوانبه السياسية والقانونية والدبلوماسية والاستراتيجية،* فالتعجل يجعل ظهورنا مكشوفة،* ويمكن أن يجرنا إلي أي نوع من الحروب،* إنما لابد من الحفاظ علي أمننا الاستراتيجي دون أن يكون معني ذلك الاستسلام أو السكوت علي صلف الصهاينة،* بل أستطيع أن أقول مطمئنا أن مصر أقوي بكثير من أمريكا وإسرائيل،* وأن ما يطلبونه من مصر أكبر بكثير مما تتطلبه مصر من* غيرها*.
التجربة الألمانية
*> ما أهم ملامح البرنامج الاقتصادي؟
*>> إجمالا،* استلهم برنامجي الاقتصادي من* (التجربة الألمانية*) وبناء الدولة هناك عقب الحرب العالمية الثانية،* وقد درستها تفصيليا،* وخرجت منها بعدد من الدروس المستفادة*.
وبالتفصيل،* فقد أعددت* 10* مشروعات اقتصادية عملاقة ومحددة تؤدي إلي إخراج مصر إلي آفاق التمكن الاقتصادي،* تشمل مشروعات تجارية وزراعية وصناعية وبحثية،* ثانيا*: إطلاق سراح كل المحظورات التي كبّل بها النظام السابق مقدراتنا الاقتصادية والعلمية،* حيث كان محظورا تطوير أبحاث استخدامات الطاقة النووية وأبحاث تطوير المجال الكيميائي،* وأبحاث التربة في سيناء،* وحدث منع واقعي من مباحث أمن الدولة من خلال سحب ملفات أبحاث معينة من الوزارة المختصة،* والتجميد،* واقتحام أقسام كليات بعينها في جامعات حكومية،* بل هناك واقعة لإحراق المزارع التي كانت تجري عليها تجارب المركز القومي للبحوث الزراعية لمضاعفة إنتاج القمح،* كما كان محظورا زراعة الصحراء الغربية،* ومنع التعاون مع السودان لزراعة أراض هناك لحساب مصر بنظام حق الانتفاع*.
ثالثا*: إنشاء هيئة للتسويق الدولي مهمتها إقامة معارض دائمة في العديد من دول العالم لتسويق المنتجات اليدوية المصرية ذات الشهرة العالمية مثل السجاد اليدوي والفخار والنحاس وجلاليب كرداسة ومنتجات خان الخليلي،* وذلك من خلال سفاراتنا في العالم بالتعاون مع القطاع الخاص والجمعيات الأهلية،* ويمكن أن تعمل هذه الهيئة خلال عام علي الأكثر وتحقق عوائد ضخمة للأسر المصرية،* وهذا ما تفعله الصين التي تطرق بمنتجاتها دول العالم وجاءت حتي أبواب بيوتنا*.
*> كيف سيتعامل المرشح الإسلامي مع قضية فوائد البنوك؟
*>> بعض الناس ثقافتها السياسية منهارة*.. تجده يمدح بإعجاب تجربة دولة مثل ماليزيا،* لكنه لا يعرف أن ماليزيا ألغت فوائد البنوك،* ووصلت بالفائدة إلي صفر٪* وكانت هذه الخطوة نقطة انطلاقها لبناء نهضتها الاقتصادية،* كذلك قالت رئيسة وزراء بريطانيا سابقا أن الاقتصاد الانجليزي لا يمكن أن يتحرر إلا إذا ألغيت فوائد البنوك،* حتي في التجربة البرازيلية يقومون بتخفيض الفائدة من سنة لأخري في إطار خطة لإلغائها،* ونحن للأسف لا يؤثر فينا أن الله حرم الربا،* لكن ينال إعجابنا تجارب دولية حققت ذلك،* فالربا تسبب في إفلاس* 439* بنكا في أوروبا خلال* 10* سنوات،* و1067* بنكا في أمريكا خلال نفس الفترة*.. وأري أن مسألة إلغاء الربا من البنوك يحتاج إلي* "سواقة*" اقتصادية حكيمة ولكنها ستكون بالغة النجاح*.
وبمناسبة الحديث عن البنوك،* أقترح في برنامجي حل أزمة الإسكان تماما من خلال توجيه إيداعات البنوك لإنشاء مشروعات إسكانية من الإيجارات المتحررة،* متعددة المستوي من الغرفة الواحدة حتي الإسكان الفاخر،* وهذا الأمر سيوفر شقة لكل مواطن مصري،* وفي نفس الوقت يتم استثمار أموال البنوك في مشروعات حقيقية تأتي بعوائد حقيقية،* وليس مجرد الاكتفاء بالإقراض تأتي بفوائد علي* "اللا استثمار*".
*> ماذا عن الجانب الاجتماعي؟
*>> كرامة المواطن ورعاية مصالح الفقراء علي رأس أولوياتي،* مع الاهتمام بتنسيق وتشبيك جهود الجمعيات الأهلية،* فمن الغريب أن النظام السابق لم يضع خريطة لمجالات عمل الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني حتي لا يحدث تكديس في مجال،* وفراغ* في مكان آخر،* ومن يصدق أن الدولة بكل إمكانياتها لم تنشئ عمارة واحدة فقط في كل منطقة عشوائية تكون عبارة عن دورات مياة بدلا من الحمامات المشتركة* غير الآدمية التي يختلط فيها الرجال بالنساء،* مع الوضع في الاعتبار أن هناك جهات أهلية قادرة علي إنشاء تلك العمارة بشرط توجيه الحكومة*.
ومن برنامجي للتخفيف عن الفقراء إنشاء شركة من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الأهلي مسئولة عن نقل السلع من أماكن إنتاجها إلي أماكن بيعها،* خاصة السلع الغذائية،* وذلك سيؤدي إلي تخفيض تكلفة النقل بما لا يقل عن* 30٪* وتصل إلي* 70* ٪* في بعض السلع،* إذا نظرنا إلي تقليل الفاقد من التالف،* وهذا لن يكلف الدولة كثيرا لكنه سيخفض الأسعار بالنسبة* "للغلابة اللي حقهم في رقبتنا*"،* وفي نفس الإطار الاهتمام بالرعاية الصحية لعمال المحاجر ومصانع الألومنيوم ممن يعملون في ظروف بيئية سيئة للغاية ويموتون نتيجة ذلك ولم تكن تفعل لهم الدولة شيئا*.
أما بالنسبة للحفاظ علي كرامة المواطن،* فمن ضمن برنامجي إنشاء مكتب وكيل نيابة في كل قسم شرطة مهمته التأكد من مراعاة قواعد حقوق الإنسان في القسم،* ورصد أي تجاوزات أو انتهاكات مع منحه حق الضبطية القضائية بإحالة المخالفين إلي المحاكمة الفورية مع إلغاء كمائن التفتيش والاشتباه في الشوارع حتي لا يشعر المواطن بتهديد حريته وأمنه،* كما سيتم تدريجيا إلغاء نظام السجون تماما،* فأنا رجل قانون درست بإمعان* (فقه العقوبة*) وأعلم أن السجن نظام فاشل أفسد الأسر وزاد من معدل الجريمة،* والبديل في نظري إقامة معسكرات إنتاجية تأهيلية يتم فيها إعادة تأهيل المذنب علي حياة صحية بديلة بدلا من البيئة الإجرامية التي كان فيها،* ليعود لمجتمعه أكثر نفعا*.
*»البلد مكشوفة*«
*> أخيرا*.. كيف تقرأ الخريطة السياسية حاليا،* في ظل تشابك العلاقات بين المجلس العسكري وشباب الثورة والحكومة؟*
*>> نحن شعب جرب الثورات عدة مرات،* وأصابتنا منها اللدغات واحدة تلو الاخري،* وبالتالي لا يصح ولا يستقيم أن نقع فيها مجددا،* وأول هذه الدروس المستفادة ألا يتراخي ترتيب نقل الحكم إلي السلطة المدنية ولا حتي تحت تأثير* (الشياكة المنطقية*)،* فثبت أن هذا لا لزوم له الآن،* وإلا سنعود للوراء* 60* سنة كما حدث بعد ثورة* 1952*.*. وغير مقبول أن يظل المصريون لمدة* 6* أشهر لا يعرفون موعد الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية ولا نظام الانتخابات وتقسيم الدوائر،* كيف تكون قوانين الصحافة والجمعيات الأهلية والأحزاب كما هي،* وهذا من فعل من يريدون إبقاء الوضع علي ما هو عليه،* وإبطاء انتقال السلطة لرئيس شرعي منتخب،* ويستهلكون الوقت علي الناس،* ولذلك،* فإن الحد الأدني الذي لا أقبل إلا به إعلان جدول زمني باليوم وليس بالفترات الكبيرة لآلية انتقال السلطة،* وأقول للمجلس العسكري* "زمن الوقت الأصلي انتهي*.. ونحن الآن في اللحظات الأخيرة قبل الوقت الضائع*"،* فإما أن يدركوها وإلا ستكون المباراة انتهت معهم*.
فعلي المجلس العسكري أن يدرك أنه منفذ لقرار الشعب وليس صانعا للقرار،* فإذا وضع نفسه في موضع المراجع لقرارات الشعب فأعتقد أن الخطورة ستكون كبيرة،* وعليه أن يترك* "العصلجة*" في بعض الأمور البسيطة،* فالعجب كل العجب ألا تظهر لنا صورة فوتوغرافية واحدة للذين يحاكمون من داخل الأقفاص حتي يطمئن الشعب،* وهذا يهدد مصداقية المجلس العسكري وإخلاصه*.
*(يصمت قليلا قبل أن يكمل*): والحقيقة أنه من أهم أسباب اتخاذ قراري بالترشح للرئاسة إحساسي بأن* "البلد مكشوفة*" وتلزم إعانة عاجلة من وطني مخلص بلا خلفيات حتي يتسلم قيادة الدولة ويعود الجيش لحماية الحدود،* وتكون من أبرز أولويات الرئيس المقبل تعمير المناطق الحدودية في سيناء والبحر الأحمر بمدن جديدة حقيقية تحظي بكثافة سكانية مرتفعة تكون خط الأمان الأول أمام الطامعين*.
*> وماذا تقول لشباب الثورة؟
*>> إذا حدث* -لا قدر الله*- فشل للثورة بعد نجاحها،* سيكون السبب هم شباب الثورة أنفسهم،* لأنهم استقلوا بأمور ضخمة دون أن تكون لديهم الحنكة،* وهذه الأشهر الستة كلها من المماطلة والتسويف والتلاعب واستهلاك الوقت في رقبتهم،* وأنا أرهقت نفسي كثيرا في التحاور معهم حتي قبل أن أعلن نيتي الترشح للرئاسة،* لكنني وجدت منهم رغبة في التصدر والزعامة بغير خبرة وأنا* غير مستعد إطلاقا للمزاحمة علي صدارة المشهد،* ولكني أسأل الله أن يخلف ظني وتنجح الأمور ويتولي أمر البلاد من يصلح شأنها،* أما عن نفسي فسأظل متمسكا بالإسلام منهجا وحيدا كفئا كافيا لإنقاذ البلاد مما هي فيه تحت شعار واضح،* لن نقبل أن نحيا إلا كراما،* وأعناقنا ثمنا لعزتنا*.
http://www.akhbarelyom.org.eg/issuse/detailze.asp?mag&said&field=news&id=43791
لا داعي لقلق الأقباط* .. »ولو سافروا كندا هاروح وراهم*«
16/07/2011 10:03:31 م
أجري الحوار*: محمد مصطفي
http://www.akhbarelyom.org.eg/files/photos/elakhbar/16072011100321.jpg
*> قبل أن نبدأ*.. "الداعية*.. المحامي*.. السياسي*" بأي صفة تحب أن تقدم نفسك للجماهير؟
*>> (يبدو أن السؤال الأول جاء مباغتا*.. فقال بعد فترة تفكير*): هذا ليس شيئا عجبا*.. فكل إنسان مجموع مكوناته،* فالمحاماة والدعوة والممارسة السياسية عناصر تجمعت في شخصية واحدة*.. لكنني أفهم مغزي السؤال*.. حول رفض البعض اشتغال رجل الدين بالسياسة،* فنحن في مصر لم نعتد علي الممارسة السياسية الطبيعية،* بينما مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية جسي جاكسون رجل دين يمارس السياسة،* وجورج بوش الابن كان رئيسا يتكلم عن الدين،* وبيل كلينتون رفع الإنجيل وقال* "هذا الكتاب فيه صلاح العالم*".. بل إن أعلام عدة دول أوروبية ترفع الصليب مثل سويسرا والدانمارك والسويد وفنلندا وغيرها من الأمور التي هي عندهم طبيعية لكن عندنا تشن بسببها حملات وتدور عليها معارك*.
كما أن الثورات المصرية قام بها علماء الإسلام بدءا من عمر مكرم وهو من علماء الأزهر،* حتي* مشاركة الأزهريين في ثورة* 1919* مرورا بدور الإسلاميين في ثورة يوليو* 1952حتي مشاركة شباب التيارات الإسلامية المتعددة في ثورة* 25* يناير،* كما شهد مجلس الشعب المصري في السبعينات تمثيل أحد القساوسة لدائرة شبرا،* وكان يحضر الجلسات بالزي الكنسي*.. ولكن للأسف بعض من يمارسون السياسة عندنا يعانون من تخلف سياسي وضحالة ثقافية وفكرية تجعلهم لا يعرفون تلك الحقائق والوقائع*!
ليست مفاجأة
*> معظم المرشحين المحتملين* (الجادين*) لانتخابات الرئاسة كانوا قد أعلنوا مسبقا عن نيتهم للترشح،* إلا أن قرارك لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة جاء مفاجئا وغير متوقع*.. لماذا اتخذت هذا القرار؟
*>> أنا فوجئت بحالة الضحالة السياسية والعجز عن كيفية إدارة الدولة عند السياسيين الذين تصدوا لإنشاء أحزاب جديدة أو ممن أعلنوا نيتهم الترشح في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية،* وممن ظهر أن الرياح يمكن أن تجري نحوهم،* وفزعت أن منهم من ينتهي اتجاهه إلي تسليم البلد من جديد للأمريكان والصهاينة مرة أخري*.. وعندما استمعت إلي نقاشات وأفكار هذه التيارات ممن يسمون أنفسهم* "النخبة السياسية*"،* وجدت أن ما يطرحونه أقرب إلي* (الرياضة الذهنية*)،* وممارسة التلاعب بالكلام،* وتزييف الحقائق،* كل ذلك جعلني أقلق علي بلدي،* وأيقظ في نفسي وجوب التقدم للرئاسة*.
والحقيقة أن قرار الترشح للرئاسة لم يكن واردا علي ذهني بالمرة،* وكنت أظن أن الضغط الشعبي سيؤدي إلي نتائج أفضل أو مرشحين أقرب لآمال وطموحات الشعب*....
*> ولماذا لم تنتظر حتي تتضح الصورة ويظهر هذا* (المرشح المأمول)؟
*>> يجيب مستنكرا*: ولماذا لم ينتظر آخرون؟ هل أنتظر حتي تضيع الدولة أو* (تغطس*) 60* سنة أخري،* كما حدث من قبل في أعقاب ثورة يوليو* 1952* ثم ولماذا أنتظر أنا بالتحديد؟ عندما وجدت في نفسي أنني الأكفأ لحمل تلك الأمانة كانت المبادرة هي القرار السليم،* بل أعتقد أنني أرتكن علي مقومات معينة لا تتوافر في* غيري من المرشحين إطلاقا،* ولو بنسبة قليلة،* وأراها من الأمور الجوهرية في إدارة الدولة،* ولهذا قررت خوض انتخابات الرئاسة*.
*> مثل ماذا؟ إذا كان عمرو موسي مثلا يستند إلي خبرته الدبلوماسية،* ود*. البرادعي يرتكن إلي علاقاته الدولية*.. فما المقومات التي يري حازم صلاح أبو إسماعيل أنه يمتلكها،* ويفتقرها* غيره؟
*>> مبدئيا العلاقات الدولية والخبرات الدبلوماسية هي مقومات أساسية لعمل الدبلوماسي أو وزير الخارجية وليس بالضرورة من مقومات رئيس الدولة،* فهي تعبير عن إلمام بجزء من الدولة،* وليس عن خبرة بإدارة شئون الدولة ككل*.
أما عما أرتكن إليه من مقومات،* فأنا أعتقد أنني أمتلك تاريخا نضاليا كبيرا،* منذ كنت في سن الرابعة عشرة،* فضلا عن صفات شخصية اكتسبتها من بيتنا الذي لم يخل أبدا من الحديث عن إدارة شئون الدولة،* والخبرة السياسية من والدي رحمه الله الشيخ صلاح أبو إسماعيل*.. وأري أن أهم ما يرجح كفتي هو الرؤية الشاملة لإدارة الدولة وليس فقط التركيز علي مجال دون الآخر،* فقرار ترشحي للرئاسة جاء كمسألة تراكمية لاستكمال مشوار العمل الوطني،* وخلال تلك الرحلة رأينا الويل في الشوارع والمؤتمرات ولم نترخص أبدا في الإصرار علي الحق وسلامة المقاييس،* ومواجهة نظم الحكم بأصنافها،* وقد شهدت وقائع عبر سنوات عمري يقف لها شعر الرأس ومع ذلك رفضت التنازل،* فكيف أتنازل الآن طواعية،* كل ذلك يجعلني الآن* غير متقبل بالمرة لأي تهاون في حراسة اللحظات الفاصلة التي تمر بها مصر وعدم الارتداد إلي الوراء،* والتصدي لمخطط تسليم البلاد لمن يأسرها*.
*> هل تري أن وجود* 3* مرشحين ينتمون للتيار الإسلامي يمكن أن يضعف فرص فوز أحدهم؟
*>> بالعكس*.. هذا دليل علي بطلان أقاويل من كانوا يزعمون أن الإسلاميين يدعون احتكار الصواب المطلق لأنفسهم،* فها هم الآن يدخلون العملية السياسية كغيرهم من المصريين،* في منافسة شريفة من أجل رضا الناخب*.
*> لكن أليس من الوارد أن تنسحب لصالح أحد المتنافسين الاثنين الآخرين د*. محمد سليم العوا أو د*. عبد المنعم أبو الفتوح؟
*>> (يجيب بحدة*): أرفض مجرد سماع مثل هذا السؤال*!
*> ربما ترفض الإجابة*.. لكن السؤال نفسه يتم تداوله بالفعل علي ألسنة المواطنين،* خاصة المنتمين للتيار الإسلامي؟
*>> (أجاب بلهجة حاسمة*): أكرر*.. أرفض مجرد سماع مثل هذا السؤال*!
*> أليس من الوارد أن تنسحب أصلا من الترشح للرئاسة؟
*>> (أجاب بنبرة أعلي*): علي رقبتي*.. مبدأ الانسحاب عندي مرفوض بالمرة*.. وغير وارد علي الإطلاق*.. ومن المستحيل أن أقدم عليه*.. فأنا نذرت نفسي لتلك المعركة الانتخابية*..
*(ثم أضاف مداعبا بلهجة خففت سحابة التوتر في الحديث*): اعتبرها* (عملية استشهادية*).. نتيجتها عندي*.. النصر أو الشهادة*.
*> ما تقييمك لفرص فوزك في انتخابات الرئاسة المقبلة؟
*>> أنا أعتقد* - وأعتذر عن هذا الاعتقاد*- أن فرصتي في النجاح* "غير مشكوك فيها*"،* بل أقول* "ولا حتي تقريبا*"،وهذا الكلام ليس من باب العجب ولا الغرور ولا الوهم،* ولكني أعتقد أنني أمثل نوعيات وفئات واسعة من جموع الشعب المصري*.. أنا أخاطب الفطرة المصرية العادية،* بالآمال والمخاوف التي عند الناس*.. التي لا تخضع لا إلي خلفيات ولا استثناءات،* بالطبع أطمع في تأييد فئات كثيرة،* لكني لا أعتمد بفضل الله إلا علي قوة رسالتي ووضوح نداءاتي بإنقاذ اللحظة الفاصلة في عمر الوطن*.
*> من أين تكتسب تلك الثقة في شعبيتك*.. ألا تري أن جمهور الدروس الدينية يختلف عن أطياف الناخبين*.. وأن إعجاب الناس في الجوامع لا يشترط أن يتحول إلي أصوات في صناديق الاقتراع؟*
*>> أنا لا أعول علي الإعجاب بالكلمات،* والتأثير العاطفي،* إنما أقصد ما أراه من أثر ووقع لكلماتي السياسية وبرامجي الانتخابية،* وهذا يتضح لي يوما بعد يوم،* ليس في صفوف الإسلاميين فقط،* بل بين الليبراليين واليساريين وأصحاب الأيدلوجيات بصفة عامة،* ولم أصادف حتي الآن من لم ينفعل ببرنامجي الانتخابي،* ولم يبد تأييدا وفرحا لما طرحته،* وإقرارا بأنه المنقذ الوحيد ضمن كل المطروح علي الساحة،* لذلك أنا لا أهتم بالصنعة اللغوية ولا دغدغة مشاعر الناس،* بل علي وضوح الرؤية وعمق البرامج،* وتحقيق طمأنينة شعبية لا يخالطها أي شك أو ريبة تجاه الدولة،* وإزالة الموروث القديم بعدم ثقة الشعب فيمن يحكمه*.
*> أنت محسوب علي جماعة الإخوان المسلمين*.. فلماذا تخوض السباق الرئاسي رغم قرار الإخوان بعدم الترشح للرئاسة،* بل تم فصل د*. عبد المنعم أبو الفتوح من التنظيم لنفس السبب؟
*>> هذا قرار يخص جماعة الإخوان المسلمين مع أفرادها التنظيميين،* وأنا علاقتي بالإخوان المسلمين رائعة،* وفوق مستوي الشبهات،* وخضت انتخابات مجلس الشعب علي قائمتهم،* ودافعت عنهم،* وربما هذا ما جعل البعض يظن أنني عضو في تنظيم الإخوان،* ولكني في الحقيقة لست عضوا تنظيميا،* وهذا القرار الذي تشير إليه أنا أعلم وهم يعلمون أنه لا يخاطبني ولا يسري عليّ*.
*> هل بدأت حملتك الانتخابية رسميا*.. وهل تم تشكيل فريق المتطوعين والمساعدين؟
*>> أول مؤتمر انتخابي جماهيري حاشد عقدته الجمعة الماضية في مسقط رأسي قرية بهرمس مركز إمبابة،* ومن هناك أعلنت عن أبرز معالم برنامجي الانتخابي،* وتم توزيع الصور والبوسترات الرسمية للحملة،* وبالفعل تم تشكيل فريق المتطوعين من الشباب من* 10* محافظات علي مستوي الجمهورية بشكل مبدئي،* ونحن نعمل في ظل وقت ضيق للغاية خاصة أن بقية المرشحين بدأوا قبلنا،* لكن حماس الشباب،* وإقبال المؤيدين يزيدنا عزما علي مواصلة المشوار*.
*> نشر أحد المشاركين علي الصفحة الرسمية لحملتك علي موقع* (فيس بوك*)،* أنك ذكرت أن فاعل خير تبرع بـ* 100* ألف جنيه دعما لك*.. ما صحة ذلك*.. وما مصادر تمويل حملتك الانتخابية؟
*>> (يبدي اندهاشه*): هذا الكلام عار تماما عن الصحة،* فلم يدفع لي أحد شيئا،* وأنا لم أقل أبدا أن شخصا ما أعطاني* 100* ألف جنيه لدعم حملتي لانتخابات الرئاسة،* وربما هناك سوء تفاهم،* ولا أقول سوء نية،* من هذا المشارك،* وعلي العموم فإن مصاريف حملتي الانتخابية أتحملها تقريبا بالكامل من جيبي الخاص*.
*> إن كنت أكدت مسبقا ثقتك في الفوز*.. هل اخترت طاقم إدارتك؟ هل اخترت نائب رئيس* الجمهورية؟
*>> نعم*.. اخترت* 3* نواب لرئيس الجمهورية*.. وحددت أسماءهم ومجالاتهم بالفعل،* حيث أنني أري أن وجود نواب للرئيس ضرورة لشخص الرئيس إن كان صادقا في تأدية ما عليه من التزامات تجاه الوطن والمواطنين،* فالرئيس وحده قد لا يجد وقتا أو جهدا كافيا للتركيز في كل مجال من مجالات إدارة الدولة*.
*> هل هم من فريقك الانتخابي؟
*>> لا*.. هم من خارج فريقي الانتخابي،* بل إن منهم من لن يعطوني أصواتهم في الانتخابات،* لكني حددتهم بعد تفكير طويل من باب الإخلاص لهذا الوطن واختيار أفضل العناصر لخدمته*.
*> هل عرضت عليهم هذا المنصب؟
*>> لا*.. ليس بعد*.. وطبعا لم أكشف عن أسمائهم في الفترة الحالية*.. وإن كان أحدهم هو أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة،* وهو لم يسبق له أن ترأس أي هيئة رسمية،* وليس من ضمن الأسماء الأكثر تداولا في الإعلام*.
*> تقديم نفسك كمرشح إسلامي يثير القلق عند الأقباط مثلا*.. كيف تطمئنهم؟
*>> أقول لهم بوضوح لا مجال للقلق من الأساس حتي تكون هناك رسائل طمأنة،* ولكن لمزيد من التوضيح هذه بلدنا جميعا*.. هي بلدي كما هي بلدكم*.. وليست لي أولوية في العيش علي أرضها منكم*.. (يضحك مداعبا*).. "حتي لو سابوا البلد وهاجروا*.. حتي لو راحوا كندا*.. هاروح وراهم*.. وأرجع بهم*.. وأقول لهم*: هذه بلدكم ولا يمكن لأحد أن يخرجكم منها أو يسلبكم حقوقكم فيها*".
البرنامج الانتخابي
*> ما أبرز منطلقات برنامجك الانتخابي؟
*>> برنامجي الانتخابي يتسم بالعمق في كل بند من بنود إدارة الدولة،* فهم يتميز بالاتساع الشديد ووضوح التفاصيل،* ويقوم علي* 3* منطلقات رئيسية؛ الأول*: حماية الدولة من الارتداد الدستوري،* فمصر شهدت في تاريخها الحديث عدة ثورات عظيمة،* لكنها في كل مرة كانت الثغرات تترك الطريق نحو العودة لحكم الظلم مرة أخري،* وبدلا من أن يكون لدينا* "مبارك*" يصبح عندنا* "مبارك بشارطة*"،* ولذلك يلزم ضمانات قوية تحول دون احتمالية عودة الطغيان ممثلة في حزمة من البنود الدستورية ومشروعات القوانين،* فضلا عن تفعيل دور المحكمة الدستورية ممثلة في جمعيتها العمومية وليس في بعض الدوائر،* بالإضافة إلي منح حصانات لأجهزة الرقابة المختلفة لمساعدتها علي القيام بدورها في كشف الانحرافات في الجهاز السياسي للدولة،* بما يحول دون صناعة ديكتاتور جديد وتركيز السلطات في يد حاكم أو مجموعة منتفعين*.
أما المنطلق الثاني فيتمثل في التنسيق بين مناهج التوجيه التي تخاطب الإنسان المصري،* وعدم التعارض أو التشتت فيما بينها،* وذلك لصياغة صفات وسمات إنسان جديد قادر علي صناعة التطور والتقدم،* وأقصد بهذه الهيئات* 10* جهات منها مؤسسات التعليم والأزهر الشريف والإعلام والأندية الرياضية وبيوت الثقافة والمساجد وفرق الكشافة والهيئات النظامية في الجيش والشرطة،* ونزلاء الملاجئ ودور الرعاية*.. بحيث يجد الطفل مثلا أن منظومة القيم التي يتلقاها في المدرسة هي نفسها التي يتدرب عليها في النادي،* ويسمعها في أجهزة الإعلام،* بما يصب في بوتقة واحدة،* وأري أن الإنسان المصري قادر أن يكون أكثر كفاءة من الأمريكاني والألماني والياباني*...
*> أقاطعه*: أراك استبعدت الكنائس*.. هل هذا مقصود؟
*>> يرد*: نعم*.. فالكنائس في مصر لا تتبع الدولة،* فالمساجد تتبع وزارة الأوقاف أما الكنائس فتتبع الكنيسة المصرية،* فإذا ما عادت تابعة للدولة المصرية ستنضم بالطبع لمؤسسات توجيه وإرشاد المواطن*.
أما المنطلق الأخير،* فهو التركيز علي مؤسسية الدولة،* ووضع السياسات العامة للدولة وفقا للمنهج العلمي بما يسد الطريق علي العشوائية وإدارة الدولة* "وفقا لتعليمات السيد الرئيس*"،* أو يتم تسيير أعمال وزارة كاملة بـ* "توجيهات الوزير*" بدلا من صياغة رؤية علمية شاملة من كافة الكفاءات التي تضمها تلك الوزارة*.
*> إذا اقتربنا بشكل أكثر تفصيلا لمحاور برنامجك الانتخابي الرئاسي*.. ماذا لديك مثلا في السياسة الخارجية لمصر*.. خاصة العلاقات مع دول مثل أمريكا وإيران وإسرائيل؟
*>> السياسة الخارجية لمصر أوسع من مجرد شكل علاقة مع دول معينة،* إنما هي عملية متكاملة وضخمة تقوم علي دراسة مصالح مصر مع كافة دول العالم،* مثل التركيز علي العمق الأفريقي والبعد العربي والمحيط الإسلامي،* بالإضافة إلي نقطة في* غاية الأهمية تتعلق بتوفير* (البدائل الدولية*) التي تقوم علي مد جسور العلاقات مع العديد من دول العالم،* وليس الارتباط بقطب واحد نسير في فلك سياساته،* بما يسمح لنا بالحفاظ علي استقلالية قرارنا،* والحفاظ علي كرامتنا الوطنية،* بعيدا عن الهيمنة والاستسلام والانبطاح المفروض علينا من الغرب،* وأول ما سأقوم به في هذا الاتجاه هو رسم خريطة للعالم،* مع بيان درجة علاقتنا مع كل دولة،* ونوعية المصالح التي تخدمنا من جراء تعميق علاقتنا بهذه الدولة أو تلك*.
وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية أنا لا أحب* "العنترية الزائفة*"،* وغير وارد إطلاقا فكرة الصدام مع أمريكا،* لأنني أتفهم تماما اعتبارات القوي الأخري،* إنما يمكن أن تحدث تفاهمات علي أرضية المصالح المشتركة يعرف فيها كل طرف ما يحتاجه من الطرف الآخر،* ويحترم قدراته،* وذلك في إطار من استقلالية القرار الوطني والتعامل بعزة تستند إلي قوة مصر ومحورية دورها،* فمن المعروف أنك في أي تفاوض أنت لا تحصل علي ما تريده*.. إنما علي ما تساويه*.
أما عن إيران،* فأنا أدرك أن لها أهدافا إقليمية في المنطقة،* وأن الاقتراب من إيران له آثار سلبية علي علاقتنا بدول الخليج العربي،* وأمريكا،* كما أن هناك اختلافا عقائديا بين السنة والشيعة،* ولكن استسلام مصر لاتجاه واحد في السياسة الخارجية يجعلها ضعيفة وباهتة،* كما كانت في عهد النظام السابق،* حيث لم تتعامل مع إيران،* ولم توثق علاقاتها بدول أمريكا الجنوبية،* كالبرازيل وفنزويلا،* وتوقفت عن ممارسة دورها الطبيعي في أفريقيا،* وتعاونها مع دول جنوب شرق آسيا كان تافها،* لذلك فإنني أركز علي فكرة* (البدائل الدولية*) بإقامة علاقات مع تلك الدول تحقق المصلحة الوطنية،* وفي نفس الوقت تحفظ استقلالية القرار والأداء الدبلوماسي المصري بعيدا عن الهيمنة والتبعية*.. وهذا بالطبع يندرج تحته ملف التعامل مع إيران،* مع وضع تلك التحفظات موضع الدراسة حتي تقي مصر الآثار الجانبية لهذه العلاقة*.
*> هل ستلغي اتفاقيات كامب ديفيد وتصدير الغاز مع إسرائيل؟
*>> لن أقبل أن تكون الكرامة الوطنية هي الذبيحة التي نقدمها دوما لإسرائيل،* ولكن تنفيذ ذلك يجب أن يتسم بالعمق والإتزان والحكمة،* وليس بالعنترية والسذاجة،* فالمعاهدات التي بيننا وبينهم عبارة عن* 3* أقسام؛ الأول*: بمقابل،* وهو معاهد السلام،* والثاني بلا مقابل؛ مثل اتفاقية المعابر،* والأخير بمقابل بخس،* مثل اتفاقية الغاز،* وأنا أشعر بخصومة شديدة تجاه تلك الاتفاقات،* وبالطبع فإن اتفاقية المعابر التي لا تعود علي مصر أي مصلحة من ورائها ستلغي فورا،* كما أن اتفاقية الغاز ستكون عندنا* "طلبات سياسية واقتصادية*" مقابل استمرار العمل بتلك الاتفاقية عليهم أن يذعنوا لها وإلا تلغي فورا،* وهذه الطلبات واضحة في ذهني لكني أتركها لوقت التفاوض لمفاجأة الخصم*.
أما عن اتفاقية* "كامب ديفيد*" فسوف أضغط بكل قوتي لإلغائها ولكن لابد من دراسة هذا الأمر من جميع جوانبه السياسية والقانونية والدبلوماسية والاستراتيجية،* فالتعجل يجعل ظهورنا مكشوفة،* ويمكن أن يجرنا إلي أي نوع من الحروب،* إنما لابد من الحفاظ علي أمننا الاستراتيجي دون أن يكون معني ذلك الاستسلام أو السكوت علي صلف الصهاينة،* بل أستطيع أن أقول مطمئنا أن مصر أقوي بكثير من أمريكا وإسرائيل،* وأن ما يطلبونه من مصر أكبر بكثير مما تتطلبه مصر من* غيرها*.
التجربة الألمانية
*> ما أهم ملامح البرنامج الاقتصادي؟
*>> إجمالا،* استلهم برنامجي الاقتصادي من* (التجربة الألمانية*) وبناء الدولة هناك عقب الحرب العالمية الثانية،* وقد درستها تفصيليا،* وخرجت منها بعدد من الدروس المستفادة*.
وبالتفصيل،* فقد أعددت* 10* مشروعات اقتصادية عملاقة ومحددة تؤدي إلي إخراج مصر إلي آفاق التمكن الاقتصادي،* تشمل مشروعات تجارية وزراعية وصناعية وبحثية،* ثانيا*: إطلاق سراح كل المحظورات التي كبّل بها النظام السابق مقدراتنا الاقتصادية والعلمية،* حيث كان محظورا تطوير أبحاث استخدامات الطاقة النووية وأبحاث تطوير المجال الكيميائي،* وأبحاث التربة في سيناء،* وحدث منع واقعي من مباحث أمن الدولة من خلال سحب ملفات أبحاث معينة من الوزارة المختصة،* والتجميد،* واقتحام أقسام كليات بعينها في جامعات حكومية،* بل هناك واقعة لإحراق المزارع التي كانت تجري عليها تجارب المركز القومي للبحوث الزراعية لمضاعفة إنتاج القمح،* كما كان محظورا زراعة الصحراء الغربية،* ومنع التعاون مع السودان لزراعة أراض هناك لحساب مصر بنظام حق الانتفاع*.
ثالثا*: إنشاء هيئة للتسويق الدولي مهمتها إقامة معارض دائمة في العديد من دول العالم لتسويق المنتجات اليدوية المصرية ذات الشهرة العالمية مثل السجاد اليدوي والفخار والنحاس وجلاليب كرداسة ومنتجات خان الخليلي،* وذلك من خلال سفاراتنا في العالم بالتعاون مع القطاع الخاص والجمعيات الأهلية،* ويمكن أن تعمل هذه الهيئة خلال عام علي الأكثر وتحقق عوائد ضخمة للأسر المصرية،* وهذا ما تفعله الصين التي تطرق بمنتجاتها دول العالم وجاءت حتي أبواب بيوتنا*.
*> كيف سيتعامل المرشح الإسلامي مع قضية فوائد البنوك؟
*>> بعض الناس ثقافتها السياسية منهارة*.. تجده يمدح بإعجاب تجربة دولة مثل ماليزيا،* لكنه لا يعرف أن ماليزيا ألغت فوائد البنوك،* ووصلت بالفائدة إلي صفر٪* وكانت هذه الخطوة نقطة انطلاقها لبناء نهضتها الاقتصادية،* كذلك قالت رئيسة وزراء بريطانيا سابقا أن الاقتصاد الانجليزي لا يمكن أن يتحرر إلا إذا ألغيت فوائد البنوك،* حتي في التجربة البرازيلية يقومون بتخفيض الفائدة من سنة لأخري في إطار خطة لإلغائها،* ونحن للأسف لا يؤثر فينا أن الله حرم الربا،* لكن ينال إعجابنا تجارب دولية حققت ذلك،* فالربا تسبب في إفلاس* 439* بنكا في أوروبا خلال* 10* سنوات،* و1067* بنكا في أمريكا خلال نفس الفترة*.. وأري أن مسألة إلغاء الربا من البنوك يحتاج إلي* "سواقة*" اقتصادية حكيمة ولكنها ستكون بالغة النجاح*.
وبمناسبة الحديث عن البنوك،* أقترح في برنامجي حل أزمة الإسكان تماما من خلال توجيه إيداعات البنوك لإنشاء مشروعات إسكانية من الإيجارات المتحررة،* متعددة المستوي من الغرفة الواحدة حتي الإسكان الفاخر،* وهذا الأمر سيوفر شقة لكل مواطن مصري،* وفي نفس الوقت يتم استثمار أموال البنوك في مشروعات حقيقية تأتي بعوائد حقيقية،* وليس مجرد الاكتفاء بالإقراض تأتي بفوائد علي* "اللا استثمار*".
*> ماذا عن الجانب الاجتماعي؟
*>> كرامة المواطن ورعاية مصالح الفقراء علي رأس أولوياتي،* مع الاهتمام بتنسيق وتشبيك جهود الجمعيات الأهلية،* فمن الغريب أن النظام السابق لم يضع خريطة لمجالات عمل الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني حتي لا يحدث تكديس في مجال،* وفراغ* في مكان آخر،* ومن يصدق أن الدولة بكل إمكانياتها لم تنشئ عمارة واحدة فقط في كل منطقة عشوائية تكون عبارة عن دورات مياة بدلا من الحمامات المشتركة* غير الآدمية التي يختلط فيها الرجال بالنساء،* مع الوضع في الاعتبار أن هناك جهات أهلية قادرة علي إنشاء تلك العمارة بشرط توجيه الحكومة*.
ومن برنامجي للتخفيف عن الفقراء إنشاء شركة من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الأهلي مسئولة عن نقل السلع من أماكن إنتاجها إلي أماكن بيعها،* خاصة السلع الغذائية،* وذلك سيؤدي إلي تخفيض تكلفة النقل بما لا يقل عن* 30٪* وتصل إلي* 70* ٪* في بعض السلع،* إذا نظرنا إلي تقليل الفاقد من التالف،* وهذا لن يكلف الدولة كثيرا لكنه سيخفض الأسعار بالنسبة* "للغلابة اللي حقهم في رقبتنا*"،* وفي نفس الإطار الاهتمام بالرعاية الصحية لعمال المحاجر ومصانع الألومنيوم ممن يعملون في ظروف بيئية سيئة للغاية ويموتون نتيجة ذلك ولم تكن تفعل لهم الدولة شيئا*.
أما بالنسبة للحفاظ علي كرامة المواطن،* فمن ضمن برنامجي إنشاء مكتب وكيل نيابة في كل قسم شرطة مهمته التأكد من مراعاة قواعد حقوق الإنسان في القسم،* ورصد أي تجاوزات أو انتهاكات مع منحه حق الضبطية القضائية بإحالة المخالفين إلي المحاكمة الفورية مع إلغاء كمائن التفتيش والاشتباه في الشوارع حتي لا يشعر المواطن بتهديد حريته وأمنه،* كما سيتم تدريجيا إلغاء نظام السجون تماما،* فأنا رجل قانون درست بإمعان* (فقه العقوبة*) وأعلم أن السجن نظام فاشل أفسد الأسر وزاد من معدل الجريمة،* والبديل في نظري إقامة معسكرات إنتاجية تأهيلية يتم فيها إعادة تأهيل المذنب علي حياة صحية بديلة بدلا من البيئة الإجرامية التي كان فيها،* ليعود لمجتمعه أكثر نفعا*.
*»البلد مكشوفة*«
*> أخيرا*.. كيف تقرأ الخريطة السياسية حاليا،* في ظل تشابك العلاقات بين المجلس العسكري وشباب الثورة والحكومة؟*
*>> نحن شعب جرب الثورات عدة مرات،* وأصابتنا منها اللدغات واحدة تلو الاخري،* وبالتالي لا يصح ولا يستقيم أن نقع فيها مجددا،* وأول هذه الدروس المستفادة ألا يتراخي ترتيب نقل الحكم إلي السلطة المدنية ولا حتي تحت تأثير* (الشياكة المنطقية*)،* فثبت أن هذا لا لزوم له الآن،* وإلا سنعود للوراء* 60* سنة كما حدث بعد ثورة* 1952*.*. وغير مقبول أن يظل المصريون لمدة* 6* أشهر لا يعرفون موعد الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية ولا نظام الانتخابات وتقسيم الدوائر،* كيف تكون قوانين الصحافة والجمعيات الأهلية والأحزاب كما هي،* وهذا من فعل من يريدون إبقاء الوضع علي ما هو عليه،* وإبطاء انتقال السلطة لرئيس شرعي منتخب،* ويستهلكون الوقت علي الناس،* ولذلك،* فإن الحد الأدني الذي لا أقبل إلا به إعلان جدول زمني باليوم وليس بالفترات الكبيرة لآلية انتقال السلطة،* وأقول للمجلس العسكري* "زمن الوقت الأصلي انتهي*.. ونحن الآن في اللحظات الأخيرة قبل الوقت الضائع*"،* فإما أن يدركوها وإلا ستكون المباراة انتهت معهم*.
فعلي المجلس العسكري أن يدرك أنه منفذ لقرار الشعب وليس صانعا للقرار،* فإذا وضع نفسه في موضع المراجع لقرارات الشعب فأعتقد أن الخطورة ستكون كبيرة،* وعليه أن يترك* "العصلجة*" في بعض الأمور البسيطة،* فالعجب كل العجب ألا تظهر لنا صورة فوتوغرافية واحدة للذين يحاكمون من داخل الأقفاص حتي يطمئن الشعب،* وهذا يهدد مصداقية المجلس العسكري وإخلاصه*.
*(يصمت قليلا قبل أن يكمل*): والحقيقة أنه من أهم أسباب اتخاذ قراري بالترشح للرئاسة إحساسي بأن* "البلد مكشوفة*" وتلزم إعانة عاجلة من وطني مخلص بلا خلفيات حتي يتسلم قيادة الدولة ويعود الجيش لحماية الحدود،* وتكون من أبرز أولويات الرئيس المقبل تعمير المناطق الحدودية في سيناء والبحر الأحمر بمدن جديدة حقيقية تحظي بكثافة سكانية مرتفعة تكون خط الأمان الأول أمام الطامعين*.
*> وماذا تقول لشباب الثورة؟
*>> إذا حدث* -لا قدر الله*- فشل للثورة بعد نجاحها،* سيكون السبب هم شباب الثورة أنفسهم،* لأنهم استقلوا بأمور ضخمة دون أن تكون لديهم الحنكة،* وهذه الأشهر الستة كلها من المماطلة والتسويف والتلاعب واستهلاك الوقت في رقبتهم،* وأنا أرهقت نفسي كثيرا في التحاور معهم حتي قبل أن أعلن نيتي الترشح للرئاسة،* لكنني وجدت منهم رغبة في التصدر والزعامة بغير خبرة وأنا* غير مستعد إطلاقا للمزاحمة علي صدارة المشهد،* ولكني أسأل الله أن يخلف ظني وتنجح الأمور ويتولي أمر البلاد من يصلح شأنها،* أما عن نفسي فسأظل متمسكا بالإسلام منهجا وحيدا كفئا كافيا لإنقاذ البلاد مما هي فيه تحت شعار واضح،* لن نقبل أن نحيا إلا كراما،* وأعناقنا ثمنا لعزتنا*.
http://www.akhbarelyom.org.eg/issuse/detailze.asp?mag&said&field=news&id=43791