مشاهدة النسخة كاملة : إنا لله وإنا إليه راجعون


حنان الجبلاوى
31-07-2011, 05:50 AM
إنا لله وإنا إليه راجعون ..

نقولها عند الإبتلاء وعند المصيبة وتحديدًا مصيبة الموت ..

عندما تدبرت معانى هذه الآية وتفكرت فيها وجدت الآتى :
تكررت كلمة إنَّا مرتين وهنا اتصل الضمير ( نا المتكلمين) بمعنى نحن بـ ( إن ) وهى تفيد التأكيد والعموم ، وتكرارها فى الآية مرتين تأكيد للتأكيد .. أى إن كل من على الأرض ملك لله سبحانه وتعالى ، كمن يسألك عن شئ يخصك فتقول إنه لى .. فنحن جميعًا لله ملك يمينه ونحن أحياء .. وراجعون إليه طال العمر أم قصر بعد موتنا .. وراجعون إليه يوم الحساب ليجازينا عن أعمالنا ..

وفى تفسير القرطبى :
إنا لله : توحيد وإقرار بالعبودية والملك ، وقوله : وإنا إليه راجعون إقرار بالهلك ، على أنفسنا والبعث من قبورنا ، واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له .

وفى تفسير ابن كثير :
المؤمنون تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم ، وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء ، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة ، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده ، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة .

فلنسأل أنفسنا
هل حافظنا على الأمانة التى حملنا الله إياها ؟
فأنفسنا أمانة سترد إلى الله عالم الغيب والشهادة .. فهل راعينا هذه الأمانة أم كنا لها خائنين ؟
وهل رضينا بقضاء الله تعالى وكنا له شاكرين ؟
أم جزعنا وكنا من الغاضبين والمغضوب عليهم ؟
وكيف ستكون عودتنا لله خالقنا ومالكنا ؟..

هل سنعود إليه بوجوه خاشعة من ذنوبها ومقرها نار جهنم ؟!!
أم وجوه ناعمة راضية عن عملها تسكن الجنة وتنعم بنعيمها ؟!! ..

كما ذكر الله تعالى [ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ (7) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10)]

أمرنا الله تعالى بالصبر .. وبشرنا بثنائه علينا ورحمته لمن صبر ورضى بقضاءه
إذ قال سبحانه وتعالى : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( 156 ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ( 157 ) )- سورة البقرة

(أولئك عليهم صلوات من ربهم ) أي : ثناء من الله عليهم ورحمة .

(وأولئك هم المهتدون) : قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : نعم العدلان ونعمت العلاوة ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ) فهذان العدلان ( وأولئك هم المهتدون ) فهذه العلاوة ، وهي ما توضع بين العدلين ، وهي زيادة في الحمل وكذلك هؤلاء ، أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضا .

وفي صحيح مسلم ، عن أم سلمة أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : ( إنا لله وإنا إليه راجعون) اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ، إلا آجره الله من مصيبته ، وأخلف له خيرا منها " قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخلف الله لي خيرا منه : رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين الراضين بقضائك .. واخلف لنا خيرًا

بقلمى