مشاهدة النسخة كاملة : ليس للابداع حدود


مسيو محمد حسني
16-01-2008, 10:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ليس للإبداع حدود..


هل يتحتم عليّ أن أقرأ للعقّاد ونجيب محفوظ حتى يكتسب مدادي الألق..
أم على خاطري أن يجول في إلحاد إيليا وطه حسين وكفر نزار قباني حتى يسمح له بالعبور إلى أفق الأدب؟
هل على قلمي الصاعد المتعثر أن يتمرغ في الالحاد والكفر والزندقة حتى يمارس(الابداع بحرية؟)
وهل التفكير بمنطق البهيمة هو مايصنع مبدعا حقيقيا؟!!!

أخطأ خلق كثير حين ظن أن أدب الالحاد هو سبيل لامناص عنه لكل من يزمع الصعود بدفاتره الى آفاق الأدب الرحبة..
ولم لا يصنع المبدع نفسه من أدواته ولم لايرسم له لونا آخر شائقا ..وشاقّا فريدا يجعل منه هو بوابة العبور وسلم الابداع؟!
لن أسلم بقلمي لهم ليقتات على فتات موائدهم المغبرة وإن تسمّت بالأدب رغما عنه ولو كان الأدب رجلا لمزّق صحائفهم!ولحاكمهم على حقوقه المسلوبة..

فببصماتهم السود التي تناثرت لمساتها هنا وهناك ولوحت "إنما نحن فتنة" فزعت بعيدا عن منطق زيفهم المسمى (أدبا أو ابداعا من الناحية الفنية)
فتنة لم تدرك أن الأدب (الإسلامي تحديدا) يستوعب كل مالايتعارض معه فمافتئت تخمش بأظلافها كل ماتخال أنها تصل إليه من ذلك الدين العدل بينما لاتملك فالله يأبى إلاأن يتم نوره..
ألست في غنى عن الشرب من إناء مسموم والنهر الرقراق أمامي تعلوه طلاوة وحلاوة هو منتهى الجمال!
أو لست في غنى بالأدب النقي مهماكان مصدره ..عن أدب ممسوخ أو أفاويه أشلاء كأنهم خشب مسندة
لم تدرك مغزى أن ليس للإبداع حدود ..حيث فهمت الابداع تفكيرا خارج حدود العقل وبعيدا عن احترام الدين،

أليست الأفكار الابداعية لامتناهية العدد !!
خاطر متلون وأحلام راتعة في فضاءات الشعور تفتت طلاسم اليأس ، أو تدفن النور عند مقبرة الندم ..
الأفكار الابداعية أعداد تعجز الأرقام عن حسابها ولايزنها النبض بميزانه الحساس بلغة الكمّ بل بلغة الهاجس متناثرة متفجرة كنجيمات المجرة ..
مطّردة كالمزن حين يصّعد لها القطر، منهمرة كالدمع..طفليه الضحكات متسللة كالأمواج تصافح الشاطئ راجلة في هدوء أو ضجيج..
ليس للأفكار الابداعية حدود عدد ..ربما تيبس كورق الخريف الساحر ولها مع اللون شأن ومع النبرة والعطر والزهر شؤون تهز شؤون العيون!او ترسم هالات منتشرة بسجدة قلب في محراب الكون..

ليس للإبداع حدود لأن المشاعر لاحدود لكنهها ولأن الكلمات متنامية التراكب والتوافق والتفاضل والتكامل في حدود الثمانِ والعشرين صوتا..
وليس الالحاد ولا الفساد جمالا ..وان كتب بحروف الجمال كوجه عجوز أثقلت وجنتاها الأصباغ
ليس للابداع حدود .. ولكنّ بجوف قلبه بوصلة تحلق به في الاتجاه الصحيح (ان فقه الحقيقة )
تنطلق باطراقاته في كل صوب ..لكن بعيدا عن خبط الحيوان ..ولو قدر للحيوان أن ينطق فلن ينطق بالله كفرا..
أفلايعقلون!!

....................

الكلمات لاينتهي عدها رغم حد يقف بأحرفها عند الثمان والعشرين نبضة جميلة أولها ألف وتختمها الياء
كذلك الابداع حين يرتسم فإنه بحاجة الى أدوات أولها العقل ...وتاليها الجمال
(وإن الله جميل يحب الجمال

احمد رضا
16-01-2008, 10:57 PM
الله يا ميسو
بصراحه مقال روعه
تسلم ايدك يا استاذنا