مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الاول/الاسلام السياسى والمعركه القادمه .د/مصطفى محمود


mohammed ahmed25
10-08-2011, 01:49 PM
لا تقولوا الديموقراطيه كفر
الحضور الاسلامى على الساحه العالميه طولا و عرضا من اقصى المغرب فى الولايات المتحده الامريكيه(6 ملايين مسلم بين سود و بيض ومهاجرين) الى الجاليات العربيه فى كندا شمالا الى انجلترا و فرنسا والمانيا فى قلب اوروبا بما فيها من ملايين الجزائريين والمغاربه والعرب والهنود الى الشرق.. تركيا والبانيا.. الى القارة الاسيويه الشاسعه حيث نجد دولا بكاملها اسلاميه مثل ازربيجان واوزبكستان و تركمانستان وتتارستان و كازاخستان و بنجلاديش و باكستان و كشمير و اندونيسيا و جزر القمر ,الى القارة الهنديه ذاتها وفيها اكثر من مائة مليون مسلم,الى افريقيا جنوبا حيث الدول العربيه من مصر و السودان واريتريا ,الى لبنان و سوريا وفلسطين و العراق والخليج والمملكه العربيه السعوديه و اليمن ..الى تونس وليبيا والجزائر والمغرب و السنغال و موريتانيا على المتوسط والاطلسى ,الى الصومال فى الحزام الاستوائى ,الى تشاد و النيجر فى عمق الصحراء .
الف مليون من البشر او يزيد تحت رايه واحده : راية لا اله الا الله
هذا الحضور الكبير بعمقه التاريخى تعرض للحصار و التمزيق وتعرض للتحدى وتعرض للغزو الفكرى وتعرض للحروب الفعليه المتعدده من قوى الاستعمار التى نزلت بذاتها و ثقلها فى الماضى و نهبت الثروات و حطمت الامبراطوريات و رحلت بعد ان اعملت التفتيت و التقسيم و التمزيق, وبعد ان خلقت حدودا مفتعله واقامت زعامات عميله و تركت جروحا غائره..وظل الاسلام باقيا رغم البلاء .
ولما لم تنفع تلك الفتن فى القضاء على الاسلام طرحوا علينا الفكره الماركسيه و اغرقونا فى صراع اليمين واليسار
واوقعونا فى الخراب الشمولى والاشتراكى..ومن لم يقبل الماركسيه استدرجوه الى القوميه والعروبه,والذين تحمسوا للقوميه والعروبه نسوا ان الذى جعل للعروبه رايا و صوتا ووحده كان الاسلام..و قبل الاسلام كان العرب قبائل ي*** بعضها بعضا لا نفير لها ولا رايه ..بل ان اللغة العربيه ذاتها لم يكن لها ذيوع ولا انتشار قبل القران.
و دارت الدوائر و سقطت الماركسيه واختفت الشيوعيه وافتضحت القوميه و تعرت الشعارات الزائفه فاستداروا ليكروا علينا بوجوه جديده و شعارات جديده ..هذه المره اسمها الليبراليه و العلمانيه.
اما الليبراليه فهى ان تفعل ما تشاء لا تسأل عن حرام او حلال. وهى غوايه لها جاذبيتها ,فهم سوف يلبون لك شهواتك و لذاتك..ولكن لذاتك ليست هدفهم بل هدفهم عزل الدين و اخراجه عن الساحه, وابطال دوره, وادواتهم هذه المره هى السينما والمسرح والملهى والمرقص و البار و الخمور والمخدرات والنساء الباهرات, وكغطاء فلسفى لتلك الهجمه الشرسه جاءوا بالعلمانيه..دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ..ولله المسجد تصلى فيه و تتعبد و تسجد و تركع كيف شئت
..ولكن الشارع لنا والسياسه لنا و نظام الحياه من شأننا ولا شأن لله فيه ولا امر ولا نهى لله فيه..( نعم للعقيده ولا للشريعه)
والمعركه مازالت دائره و نحن فى معمعتها و الرايه هذه المره هى الاسلام السياسى..نكون او لا نكون..وهم مازالوا يمكرون بنا..فإن خروج الاسلام من الحياه سوف يعقبه خروج الاسلام من المسجد ثم هزيمته الكامله..فالاسلام منهج حياه ولا يمكن ان يكون له نصف حياه او ان يسجن فى صومعه..
و لكى يكسبوا المعركه قبل ان يخوضوها جعلوا من الاسلام السياسى خصما للديموقراطيه..ووقع السذج من المسلمين فى الفخ فقالوا معهم ان الديموقراطيه كفر..وهذا منتهى امانيهم..
والحق الذى لا مراء فيه ان الاسلام لا يمكن ان يكون خصما للديموقراطيه..فالانتخاب و البيعه والشورى والاستماع الى راى الخصم هو صميم الاسلام, والتعدديه فى الراى اساس فى الاسلام,بينما الانفراد بالراى والديكتاتوريه والقهر مرفوض من الاسلام جملة وتفصيلا.
واليوم والمعركه تدور يجب ان يفهم كل مسلم اين يقف ومع من و ضد من؟
و سوف يخسر المسلم كثيرا اذا وقف ضد الديموقراطيه بل سوف يخسر دينه و سوف يخسر نفسه.
والحقيقه ان الديموقراطيه ديانتنا , وقد سبقناهم اليها منذ ايام نوح عليه السلام الذى ظل يدعو قومه بالحسنى على مدى تسعمائة سنه من عمره المديد لا قوة له ولا سلاح الا الرأى و الحجه يدعوهم بالكلمة فى برلمان مفتوح يقول فيه و يسمع,بينما هم يسخرون منه و يهددونه بالرجم.
فى تلك الايام كان هؤلاء البهم الهمج هم اجداد اجداد مستعمرى اليوم..وكان نوح النبى عليه السلام هو رسول الاسلام والمتحدث بلسانه.
وحينما خرج النبى محمد عليه الصلاة والسلام فى آخر سلسلة الانبياء ..قال الله سبحانه و تعالى له :" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
" ان انت الا نذير"
" انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر"
" ما انت عليهم بجبار"
و تلك هى الاصول الحقيقيه للديموقراطيه فهى تراث اسلامى.
فاذا قالوا لكم الديموقراطيه
قولوا : الديموقراطية لنا و نحن حملة لوائها و نحن اولى بها منكم.

و لكنهم سوف يلتفون لييخرجوا بمكيده اخرى فيقولوا : ان الاسلام ليس فيه نظريه للحكم
و سوف نقول: و تلك فضيلة الاسلام وميزته,فلو نص القرآن على نظرية للحكم لسجنتنا هذه النظريه كما سجنت الشيوعيين ماركسيتهم فماتوا بموتها..والتاريخ بطوله و عرضه و تغيراته المستمره وحاجاته المتجدده المتطوره لا يمكن حشره فى نظريه , ولو سجنته فى قالب ما يلبث كالثعبان ان يشق الثوب الجامد و ينسلخ منه.

والافضل ان يكون هناك اطار عام و توصيات عامه ومبادئ عامه للحكم الامثل..مثل العدل والشورى و حرية التجاره وحرية الانتاج و احترام الملكيه الفرديه و قوانين السوق و كرامة المواطن وان يأتى الحكام بالانتخاب و يخضعوا للدستور.
اما تفاصيل هذا الدستور فهو امر سوف يخضع لمتغيرات التاريخ و هو مايجب ان يترك لوقته.
والايدولوجيات التى حاولت المصادره على تفكير الناس و فرضت عليهم تفكيرا مسبقا و نهجا مسبقا قال به هذا او ذاك من العباقره..ثبت فشلها.
و هذا ما فعله القران..فقد جاء باطار عام و توصيات عامه ومبادئ عامه للحكم الامثل ..و ترك باقى التفاصيل لاجتهاد الناس عبر العصور ..ليأتى كل زمان بالشكل السياسى الذى يلائمه..
وفى خضم الاجتهاد الاسلامى سوف تجد محصولا عظيما تأخذ منه و تدع ..من ايام الشيخ محمد عبده والافغانى و حسن البنا و المودودى , الى زمان مالك بن نبى والمهدى بن عبود و الزندانى , الى ابراهيم بن على الوزير و الشيخ محمد الغزالى و الشعراوى و يس رشدى و الدكتور محمد عماره و كمال ابو المجد..موسوعة من الفكر سوف تمد من يقرأها بمدد من الفهم لا ينفذ.
و السؤال الذى يخرجون به من وقت لآخر : الا يحرم الاسلام على المرأة ان تعمل ..؟؟ و هم لا يكفون عن ترديده.
و اقول لهم: هاتوا ايه واحده من القرآن تثبت كلامكم
و الامر القرآنى للنساء بالقرار فى البيوت كن لنساء النبى وكان مشفوعا فى مكان آخر بالآيه " يانساء النبى لستن كأحد من النساء"
و تلك اذا خضوضيه لزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام
وهل رأيتم زوجة ريجان تعمل او زوجة بوش لها بوتيك..ان كل واحدة منهما عملها الوحيد زوجها .
وهن زوجات رؤساء علمانيين..فما بال زوجة سيد البشر و خاتم الانبياء صاحب الرساله الكبرى..كيف يجوز ان يكون لها عمل اخر غير زوجها.
الخصوصيه هنا واضحه وهى لاتنسحب الا على من كن مثلها من نساء الامه ومن كن فى مثل ظروفها.
والكلام الآخر السخيف الذى يرفض الدوله الاسلاميه لانها دوله دينيه لم يفهم كلمة عمر بن الخطاب و ابى بكر و هم الساده والمثل ..حينما يقول الواحد منهم صبيحة بيعته:
" ان اصبت فاعينونى وان اخطأت فقومونى"
لا عصمة لحاكم ..ولا حكم الهى فى الاسلام..وانما هو حكم مدنى ديموقراطى يخطئ صاحبه و يراجع .
و قولهم بان الاسلام يقف سدا منيعا امام اجتهاد العقل ..بمقولته الشهيره: لا اجتهاد مع النص..وما اكثر النصوص..بل القرآن كله نصوص.
اقول لهم: لا يوجد فى القران نص اكثر تحديدا و صرامه من قطع يد السارق و قد جاء فى القران هذا النص مطلقا لا استثناء فيه..
"والسارق و السارقه فاقطعوا ايديهما"
ومع ذلك فقد اجتهد النبى عليه الصلاة و السلام فى فهم النص فلم يطبقه فى الحروب,واجتهد فيه عمر بن الخطاب فلم يطبقه فى عام المجاعه..وهى استثناءات لم ترد فى القرآن ..فضربا بذلك المثل على جواز الاجتهاد و جواز عمل العقل حتى فى نص من نصوص الشريعه ..فما بال النصوص الاخرى التى لا تمس حكما او عباده.
اما حكاية الفن و التناقض الذى خلقوه بين الفن و الدين ليجعلوا من الاسلام عدوا للجمال..اقول حتى الشعر و الشعراء الذى قال عنهم القران : انه يتبعهم الغاوون وانهم فى كل واد يهيمون..وانهم يقولون ما لا يفعلون..عاد فاستثنى قائلا ...الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ..و ينطبق هذا على الفنون كلها ..فهى جميعا تخضع لنفس القاعده.
حسنها حسن ..و قبيحها قبيح ..كل ما يدعو منها للخير فهو فن حسن ..وكل ما يدعو للفساد والافساد هو فن قبيح, وهى قاعدة يطبقونها حتى فى الغرب ..فهم يقولون عن كثير من الاعمال الفنيه انها رديئه و هابطه..والفن الردئ عنهم متهم كما هو فى كل مكان.
و المعركه مستمره
ولكننا فى حاجه الى كتيبة تجدد الدين و تقاتل خصومه باسلحة العصر وليس بفتاوى الف سنة مضت ..فالاسلام السياسى هو اسلام ينازع الاخرين سلطاتهم ..وهو بطبيعته يريد ارضا يقف عليها غيره..و هو لايريد ان يحكم بل يريد ان يحرر ارضه المغتصبه ..و يريد ان يحرر عقولا قام الاخرون بغسلها و تغريبها ..و يريد ان يسترد اسرته و بيته .ز بالكلمة الطيبه و بالحجة و البينه وليس بتفجير الطائرات و خطف الرهائن.. بالسياسه لا بالحروب...بالحوار الحضارى لا بالاشتباك العسكرى..

و لكنهم لن يعطوا الفرصه لهذا الحوار الحضارى و هم ينتظرون سقطة من زعامة متخلفه و يتعللون بصيحة *** يصرخ بها منبر ضال,او عربة ملغومة يفجرها عميل ثم يتطوع عميل اخر ليقول انها من عمل الجهاد الاسلامى او شباب محمد او حزب الله..ليثيروا بها ثائرة الابيض والاحمر والاصفر على الاسلام واهله ..
و لكن اهل العلم يعلمون ان العدوان مبيت منذ عشرات السنين منذ سقوط الخلافة العثمانيه , ومنذ وعد بلفور و تهجير مطاريد اليهود من اقطار العالم و جمعهم فى اسرائيل و اقامة الترسانة النوويه و الكيميائيه و الميكروبيه فى داخل القلعة الاسرائيليه.زو تحطيم اى سلاح عربى منافس.
هم يخططون من قديم لهذا اليوم.
و المعركة مستمره.
و سوف تستمر بطول ما بقى من زمان الى يوم الدين
و لن تكون معركة سهله
و طوبى لهم.. من كانوا من ابطالها

mohammed ahmed25
10-08-2011, 02:51 PM
منقول

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم , أما بعد:

لا ينبغي أن تؤخذ العلاقة بين الشورى والديموقراطية على أنها علاقة توافق أو علاقة تضاد.
ذلك أن كـل نظام منهما يمثل استقلالاً تـاماً له أسسه ومبادئه وآليات تنفيذه، ووجود مواطن اتفاق، أو مواطن اختلاف، لا يعني أن ترسم العلاقة بينهما بتوافق، أو تضاد.
الشورى : صورة من صور المشاركة في الحكم، تستمد جذورها من أصول الدين وجذوره، وهي من أهم المبادئ الشرعية التي يقوم عليها النظام السياسي في الإسلام، بل إن بعض الباحثين يرى أن الشورى هي النظام السياسي ذاته، وليس واحداً من مبادئه، أو قاعدة من قواعده، نظراً لما يترتب على الشورى في المنظور الإسلامي من بيان العلاقة بين الحاكم وأهل الشورى، والتزام الدولة بالقواعد المشروعة.
أما الديموقراطية : فنظام سياسي اجتماعي غربي النشأة، عرفه الغرب من الحقبة اليونانية، ودخل عليه تطوير في الحضارة المعاصرة. كما أنها تنظم العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة من منطلق مبدأ المساواة بين المواطنين، ومنح حق المشاركة في صنع التشريعات، وسن القوانين التي تنظم الحياة العامة وفق مبدأ أن : (الشعب مصدر السلطات) ؛ فالسلطة في النظام الديموقراطي، هي للشعب بواسطة الشعب.
وفي الشورى حق التشريع لله وحده ؛ فالشريعة من عند الله وليست من عند البشر، بل هي وحي منزل من عند الله. وعلى الرغم من وضوح ذلك في عقيدة المسلم ومعايشته واقعاً وتطبيقاً، إلا أن الشريعة أعطت للإنسان مساحة يجتهد فيها - وهي مساحة واسعة -، وتكون اجتهاداً في مجالين : الاجتهاد فيما لا نص فيه. والاجتهاد في فهم دلالة النص فيما تحتمل فيه تلك الدلالة الاجتهاد، وهو اجتهاد له ضوابطه كما أنه لا يكون إلا من ذوي أهلية واختصاص.
وكما أن للإنسـان سلطة الاجتهاد، كذلك له مساحة واسعة في سياسـة الحكم وإدارة شؤون الناس واحترام الرأي العام، والرقابة العامة والقضاء. كلها ميادين للاجتهاد فكل ما أدى فيها إلى الصلاح، وحقق المصلحة، فهو مشروع مطلوب من غير حصر في نظام محدد.
والديموقراطية، تجعل السلطة في التشريع للشعب والأمة، أما في الممارسة والواقع ؛ فالسلطة للمجالس البرلمانية، وقد تكون للحزب ذي الأغلبية النيابية.
الشورى مأمور بها شرعاً، ومحكومة بالشرع، وتربط بين صلاح الدين والدنيا، وسعادة الدنيا والآخرة ؛ فالصلاح الدنيوي له بعد ديني يتمثل في المعيار الديني لهذا الصلاح.
والديموقراطية يقتصر نظرها في حدود صلاح دنيا الإنسان، وبالمقاييس الدنيوية بل بالمادية فقط.
وهكذا فالسلطة في الشورى مقيدة بعدم خروجها عن النصوص الشرعية. كما أن مجالها يكون فيما لا نص فيه، أو في دلالة النص إذا كانت دلالة غير قطعية، وإذا وجد النص قطعي الدلالة ؛ فإن مجال الشورى يكون حينئذ في الوسائل التنفيذية والتطبيقات في اللوائح والقرارات، وما شابهها.
وفي كل ذلك يجب أن تكون التشريعات متفقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
أما سلطات المجلس النيابي في الديمقراطية، فيمكن القول أنها مطلقة وإن كانت مقيدة بالدستور لكن الدستور نفسه قابل للتغيير.
إن الحقوق والحريات العامة في الشورى تختلف عنها في الديموقراطية من جهتين :
1 - في الشورى تتحول الحقوق والحريات إلى واجبات اجتماعية ودينية، تأخذ طابع (الوظيفة الاجتماعية) المرتبطة بتحقيق المقاصد الشرعية، وبتوازن
يحقق مصلحة الفرد والجماعة دون طغيان أحد الجانبين على الآخر.
وأما في الديمقراطية ؛ فلا تزال تأخذ في ذلك موقفاً يغالى فيه في تغليب الجانب الفردي.
2 - هذه الحريات والحقوق مقيدة بضوابط من الشريعة نفسها، أما في الديموقراطية فهذه الحقوق مطلقة لا يحدها إلا ضابط عدم الإضرار بالغير، أو القانون، ولكن القانون نفسه يتغير.
الشورى مرتبطة بقيم أخلاقية نابعة من الدين نفسه، ولذلك فهي ثابتة غير خاضعة لتقلبات الميول والرغبات، ومن ثم فهي تضبط تصرفات الأمة وتحكم، رغباتها. بينما لا توجد مثل هذه القيم الثابتة في الديموقراطية، بل هي قيم نسبية تتحكم فيها رغبات وميول الأكثرية، ومتغيرات الظروف وتقلبات الزمن.
ولهذا فـإن الأمـة المتسلطـة تجد لها ما يبرر تسلطهـا في ظـل الأنظمة الديموقراطية، بينما تهدف القيم الإسلامية إلى تغليب النظرة الإنسانية الشاملة وإلغاء الإطار الأناني المحدود في فكرة الدولة القومية ذات السيادة المطلقة، وإبراز الجوانب الإيجابية فيها، والإسلام ليس ضد القوميات بإطلاق ولكنه ضد القوميات المتسلطة. وأما الجوانب الإيجابية المميزة لكل قومية عن الأخرى، والتي تتيح تجسيداً للحضارة الإنسانية؛ فهو أمر صحي ومرغوب فيه كالفروق القائمة بين أفراد البشر؛ فالقومية في الإسلام تتخذ مساراً أوسع في إنسانيته من التصور السائد في الفقه السياسي المعاصر.
وهنا تجدر ملاحظة أن انتزاع الأنموذج الديموقراطي من بيئته الغربية، وغرسه في بيئة إسلامية لا تلائمه، لا يؤدي إلا إلى أنموذج غير منسجم لا يحمل شيئاً من المزايا لكلا البيئتين.
من هذا العرض الموجز، يمكن القول أن الديموقراطية ليست نقيضاً للشورى، كما أنها ليست مثلها فلكل مبادئه وأسسه وقواعده. وميدان الاجتهاد في الشورى يُمكنه من الاستفادة من الجديد النافع ولو كان وافداً أجنبياً، وهو في ذات الوقت لا يقبل الوافد دونما نظر واجتهاد وانسجام مع أحوال الإسلام وقواعده.
والشورى مصطلح إسلامي يحمل معناه الخاص المستقل، كالمصطلحات الإسلامية الأخرى مثل: الصلاة، والزكاة، والجهاد ؛ فهي تفسر بمقتضى الشرع، وليس من المهم مقارنتها بغيرها من المبادئ. وعند المقارنة قد يوجد نوع من الالتقاء في بعض المبادئ والنظم في بعض الصور والجزئيات والوسائل والمظاهر ، وهذا أمر مقبول ومألوف في كل المصطلحات. ولكنها لا تقضي على خصوصية كل نظام واستقلاليته ولا تعني دخول بعضها في بعض.
والخلاصة ليست العبرة بالمبادئ المجردة، أو التنظيرات المحلقة، والمثاليات التي لا واقع لها بل إن كل ما حقق العدل ورفع الظلم، وكفل الحريات، وحفظ الحقوق والحياة الكريمة، ومستوى العيش الطيب فهو مقبول وصحيح.

Mr.Salama
10-08-2011, 05:37 PM
جزاكم الله خيرا

جهاد2000
10-08-2011, 09:48 PM
جزاكم الله خيرا .

mohammed ahmed25
11-08-2011, 11:29 AM
جزاكم الله خيرا
شكرا ع المرور

غاربله
11-08-2011, 01:15 PM
والخلاصة ليست العبرة بالمبادئ المجردة، أو التنظيرات المحلقة، والمثاليات التي لا واقع لها بل إن كل ما حقق العدل ورفع الظلم، وكفل الحريات، وحفظ الحقوق والحياة الكريمة، ومستوى العيش الطيب فهو مقبول وصحيح.



فعلا كيف نستطيع تكييف الواقع لليحقق حلم الافراد فى
العدل ورفع الظلم، وكفل الحريات، وحفظ الحقوق والحياة الكريمة، ومستوى العيش الطيب
ولاتهمنا هل هى شورى ام ديمقراطيه هل هى انتخابات ام بيعه المهم وطن متماسك قوى وشعب يحصل على حقوقه وبالتالى قادر على القيام بواجباته