جهاد2000
13-08-2011, 11:43 AM
أمريكا في أفغانستان من سيِّئ إلى أسوأ
المتتبع للشأن الأفغاني حاليًا، يلاحظ أن القوات الأمريكيَّة الغازية صارت تتكبد العديد من الخسائر، تجعل حالها يسير من سيئ إلى أسوأ، وأنها لم تجنِ ما كانت تطمح إليه بمواجهة ما تزعمه من إرهاب، سوى القتل بين صفوف جنودها، حتى أنها لم تنجحْ بعد في القضاء على تنظيم القاعدة أو حركة "طالبان".
وعلى الرغم من التواجد المكثف للقوات الغازية، والتي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان إلا أن ما تستهدفه من تطويق لما تصفه بالإرهاب، لم تجنِ ثماره بعد، حتى أن قتلها لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لم يُشعرْها بعد بنشوة انتصارها، وتحقيق هدفها الإجرامي هذا، فالقاعدة لا تزال موجودة، ولم تندملْ عملياتها، في ظل ما يعرف عن عمليات التنظيم العنكبوتية، التي يصعب معها تحليل أو تقييم أو التنبؤ بشأن عمليات جديدة يمكن أن يقوم بها في المستقبل.
لذلك، لم تعد الولايات المتحدة في مأمن، سواء بعد غدرها بقتل بن لادن، أو باستمرار احتلالها لأفغانستان، وهو ما يبدو من المشهد الميداني العام في أفغانستان بتعدد وتنوع الهجمات القتاليَّة ضد القوات الغازية، وكان آخرها، وقد لا يكون ذلك، ما تمَّ إعلانه عن مسئولية "طالبان" باستهداف طائرة أمريكية بشرقي أفغانستان مما أسفر عن مقتل 31 شخصًا، منهم 25 من عناصر القوات الخاصة الأمريكيَّة، إلى جانب سبعة جنود أفغان، فيما أكَّدت تقارير أوردتها وسائل الإعلام الأمريكيَّة أن العديد من القتلى كانوا من عناصر القوات الخاصة التابعة لسلاح البحرية الذين يطلق عليهم.
وتعد هذه أكبر خسارة في حادث واحد وفي يوم واحد تتعرَّض لها القوات الأمريكيَّة في أفغانستان حتى الآن، مما يعني إخفاق القوات الغازية عن تحقيق أي تقدم على الأرض، فضلا عن الجو، علاوة على الإخفاق السياسي، الذي تجنيه الحكومة العميلة للولايات المتحدة بقيادة حامد كرزاي.
وتحت دعاوى وتبريرات واهية، فإن القوات الغازية تواصل وجودها واحتلالها لهذا الجزء من الأراضي الإسلاميَّة بمزاعم واهية منذ العام 2001، بأنها إذا انسحبت من أفغانستان، "فإن القوى الأصوليَّة ستلغي أي حقوق كسبتها النساء الأفغانيات"، غير أن هذا المنطق الزائف يتجاهل بصورة فاضحة تاريخ وجود الولايات المتحدة وعلاقتها الإمبرياليَّة بهذه المنطقة، وتأثير ذلك في حقوق النساء، إلى غيرها من المزاعم الواهية التي كانت تسوقها إدارة الرئيس السابق جورج بوش لإسقاط نظام "طالبان"، حيث جندت الولايات المتحدة وسلحت "التحالف الشمالي"، وهو تحالف أمراء حرب له سجلُّه في انتهاكات حقوق الإنسان.
والواقع فإنه على مدى عقد من الزمن، لم يفعل احتلال أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة أي شيء لتحسين أحوال الشعب في أفغانستان، خصوصًا أحوال النساء، وطوال هذا العقد، كانت قوات الاحتلال الأمريكيَّة والأطلسيَّة تمدّ أمراء حرب بالمال والسلاح، وتدعم حكومة فاسدة في كابول، ما دفع كثيرين إلى الالتحاق بصفوف "طالبان"، الذين وسعوا نفوذهم عبر أفغانستان.
وأصبحت حركة "طالبان" أقوى من أي وقت مضى مع تزايد الخسائر البشريَّة، خصوصًا بين المدنيين، وتعاظم الدمار؛ فالاحتلال لم يأت بالديمقراطيَّة إلى أفغانستان ولن يأتي بها، كما أنه لم يحرِّر النساء الأفغانيات، كما تدعي الإدارة الأمريكية، بل إنه يُفاقم الفساد المتأصل في الحكومة وانتهاكات حقوق النساء وحقوق الإنسان التي يرتكبها حلفاء للرئيس حامد كرزاي.
وبنظرة تاريخيَّة، نجد أنه لم ينجحْ أي طرف من الغزاة في غزو أفغانستان، فعلى مرّ العصور لم ينجحْ أي منهم في تحقيق أهدافه في أفغانستان، حتى الأمريكيين أنفسهم لم ينجحوا في ذلك، في ظل ما فشل فيه قبلهم البريطانيون والروس.
ولذلك فإن أفغانستان لا تزال عصيَّة على الغزاة، وما يؤكد ذلك أنه مع فشل محتليها السابقين، فإن محتليها الحاليين في طريقهم إلى الفشل، لما يمنون به من فشل كبير منذ احتلال البلاد.
وعلى الرغم مما سبق وأعلنه الأمريكيون من انتصار هناك -كما سبق أن فعلوا الشيء نفسه في العراق– إلا أنه مع ذلك فإن حركة "طالبان" لا تزال قويَّة، وتنظيم القاعدة لا يزال يعيد ترتيباته، على الرغم من تدمير البنى التحتيَّة له في الحرب التي تعرَّض لها بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، فضلا عما أصابه من استشهاد زعيمه أسامة بن لادن.
كما أنه وعلى الرغم من الحديث الأمريكي عن تحقيق الانتصار، فإن هناك حديثًا بدأ ينطلق من الإدارة الأمريكيَّة بأهمية الحوار مع المعتدلين من حركة "طالبان"، وكأنهم يريدون عملاء جددًا في أفغانستان، كما فعلوا بالعراق.
وإذا كانت سلطات الاحتلال الأمريكي مصرَّة في استمرارها بأفغانستان أو على الحدود الباكستانيَّة – الأفغانيَّة، فإنه – حسب المحللين- عليها فهم طبيعة المجتمع الأفغاني والباكستاني الذي يعتمد كلاهما على الإثنية والعرقيات والخصائص الاجتماعية المتباينة، وهي التباينات التي تشهدها القارة شبه الهندية أيضًا.
والواضح في أمر استمرار الاحتلال الأمريكي لأفغانستان -والذي يكاد يودع عقده الأول- فإن الولايات المتحدة لم تستطعْ بناء جيش قوي في كابول أو حتى تقوية موقف كرزاي، وهو الحال نفسه الذي فشلت فيه من قبلُ في بناء جيش عراقي قوي، أو دعم الحكومة التي أوجدتها.
الخطورة في الأمر أن الإدارة الأمريكيَّة الحالية أصبحت تروِّج لمفاهيم مغلوطة، يرددها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عندما وصف أعضاء حركة "طالبان" بأنهم يسعون إلى المال وأن بعضهم الآخر غير مؤمن بالعمل مع الحركة الأم.
وهي المعلومات التي توصف بأنها غير صحيحة بالمرة، والتي تلقَّتها الإدارة ممن يتعمد إدارة الصراع في أفغانستان تجاه جانب أحادي، وتأتي استجابة لتشويه حركة "طالبان"، التي سبق أن زعمت الدعاية الغربيَّة ومن لف لفيفها أنها كانت ترفض تعليم الفتيات، في الوقت الذي لم تنجزْ فيه الولايات المتحدة شيئًا ملموسًا يحدُّ من مبررات وجودها، وهو القضاء على ما يسمى الإرهاب.
والواقع، فإن تدهور الأوضاع في أفغانستان، ما كان له أن يحدث لولا تدخل حلف شمال الأطلسي وشراكته للولايات المتحدة، وهي الشراكة التي جلبت معهما العديد من المعارك التي أصبحت تشهدها أفغانستان حاليًا، وأصبحت تنعكس سلبًا على المحتلين، وفق ما حصدته مقاومة الاحتلال لنحو 31 مقاتلا أمريكيًّا في ساعة واحدة، وفي يوم واحد، وفي هجوم واحد.
المصدر
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-14-154481.htm
المتتبع للشأن الأفغاني حاليًا، يلاحظ أن القوات الأمريكيَّة الغازية صارت تتكبد العديد من الخسائر، تجعل حالها يسير من سيئ إلى أسوأ، وأنها لم تجنِ ما كانت تطمح إليه بمواجهة ما تزعمه من إرهاب، سوى القتل بين صفوف جنودها، حتى أنها لم تنجحْ بعد في القضاء على تنظيم القاعدة أو حركة "طالبان".
وعلى الرغم من التواجد المكثف للقوات الغازية، والتي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان إلا أن ما تستهدفه من تطويق لما تصفه بالإرهاب، لم تجنِ ثماره بعد، حتى أن قتلها لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لم يُشعرْها بعد بنشوة انتصارها، وتحقيق هدفها الإجرامي هذا، فالقاعدة لا تزال موجودة، ولم تندملْ عملياتها، في ظل ما يعرف عن عمليات التنظيم العنكبوتية، التي يصعب معها تحليل أو تقييم أو التنبؤ بشأن عمليات جديدة يمكن أن يقوم بها في المستقبل.
لذلك، لم تعد الولايات المتحدة في مأمن، سواء بعد غدرها بقتل بن لادن، أو باستمرار احتلالها لأفغانستان، وهو ما يبدو من المشهد الميداني العام في أفغانستان بتعدد وتنوع الهجمات القتاليَّة ضد القوات الغازية، وكان آخرها، وقد لا يكون ذلك، ما تمَّ إعلانه عن مسئولية "طالبان" باستهداف طائرة أمريكية بشرقي أفغانستان مما أسفر عن مقتل 31 شخصًا، منهم 25 من عناصر القوات الخاصة الأمريكيَّة، إلى جانب سبعة جنود أفغان، فيما أكَّدت تقارير أوردتها وسائل الإعلام الأمريكيَّة أن العديد من القتلى كانوا من عناصر القوات الخاصة التابعة لسلاح البحرية الذين يطلق عليهم.
وتعد هذه أكبر خسارة في حادث واحد وفي يوم واحد تتعرَّض لها القوات الأمريكيَّة في أفغانستان حتى الآن، مما يعني إخفاق القوات الغازية عن تحقيق أي تقدم على الأرض، فضلا عن الجو، علاوة على الإخفاق السياسي، الذي تجنيه الحكومة العميلة للولايات المتحدة بقيادة حامد كرزاي.
وتحت دعاوى وتبريرات واهية، فإن القوات الغازية تواصل وجودها واحتلالها لهذا الجزء من الأراضي الإسلاميَّة بمزاعم واهية منذ العام 2001، بأنها إذا انسحبت من أفغانستان، "فإن القوى الأصوليَّة ستلغي أي حقوق كسبتها النساء الأفغانيات"، غير أن هذا المنطق الزائف يتجاهل بصورة فاضحة تاريخ وجود الولايات المتحدة وعلاقتها الإمبرياليَّة بهذه المنطقة، وتأثير ذلك في حقوق النساء، إلى غيرها من المزاعم الواهية التي كانت تسوقها إدارة الرئيس السابق جورج بوش لإسقاط نظام "طالبان"، حيث جندت الولايات المتحدة وسلحت "التحالف الشمالي"، وهو تحالف أمراء حرب له سجلُّه في انتهاكات حقوق الإنسان.
والواقع فإنه على مدى عقد من الزمن، لم يفعل احتلال أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة أي شيء لتحسين أحوال الشعب في أفغانستان، خصوصًا أحوال النساء، وطوال هذا العقد، كانت قوات الاحتلال الأمريكيَّة والأطلسيَّة تمدّ أمراء حرب بالمال والسلاح، وتدعم حكومة فاسدة في كابول، ما دفع كثيرين إلى الالتحاق بصفوف "طالبان"، الذين وسعوا نفوذهم عبر أفغانستان.
وأصبحت حركة "طالبان" أقوى من أي وقت مضى مع تزايد الخسائر البشريَّة، خصوصًا بين المدنيين، وتعاظم الدمار؛ فالاحتلال لم يأت بالديمقراطيَّة إلى أفغانستان ولن يأتي بها، كما أنه لم يحرِّر النساء الأفغانيات، كما تدعي الإدارة الأمريكية، بل إنه يُفاقم الفساد المتأصل في الحكومة وانتهاكات حقوق النساء وحقوق الإنسان التي يرتكبها حلفاء للرئيس حامد كرزاي.
وبنظرة تاريخيَّة، نجد أنه لم ينجحْ أي طرف من الغزاة في غزو أفغانستان، فعلى مرّ العصور لم ينجحْ أي منهم في تحقيق أهدافه في أفغانستان، حتى الأمريكيين أنفسهم لم ينجحوا في ذلك، في ظل ما فشل فيه قبلهم البريطانيون والروس.
ولذلك فإن أفغانستان لا تزال عصيَّة على الغزاة، وما يؤكد ذلك أنه مع فشل محتليها السابقين، فإن محتليها الحاليين في طريقهم إلى الفشل، لما يمنون به من فشل كبير منذ احتلال البلاد.
وعلى الرغم مما سبق وأعلنه الأمريكيون من انتصار هناك -كما سبق أن فعلوا الشيء نفسه في العراق– إلا أنه مع ذلك فإن حركة "طالبان" لا تزال قويَّة، وتنظيم القاعدة لا يزال يعيد ترتيباته، على الرغم من تدمير البنى التحتيَّة له في الحرب التي تعرَّض لها بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، فضلا عما أصابه من استشهاد زعيمه أسامة بن لادن.
كما أنه وعلى الرغم من الحديث الأمريكي عن تحقيق الانتصار، فإن هناك حديثًا بدأ ينطلق من الإدارة الأمريكيَّة بأهمية الحوار مع المعتدلين من حركة "طالبان"، وكأنهم يريدون عملاء جددًا في أفغانستان، كما فعلوا بالعراق.
وإذا كانت سلطات الاحتلال الأمريكي مصرَّة في استمرارها بأفغانستان أو على الحدود الباكستانيَّة – الأفغانيَّة، فإنه – حسب المحللين- عليها فهم طبيعة المجتمع الأفغاني والباكستاني الذي يعتمد كلاهما على الإثنية والعرقيات والخصائص الاجتماعية المتباينة، وهي التباينات التي تشهدها القارة شبه الهندية أيضًا.
والواضح في أمر استمرار الاحتلال الأمريكي لأفغانستان -والذي يكاد يودع عقده الأول- فإن الولايات المتحدة لم تستطعْ بناء جيش قوي في كابول أو حتى تقوية موقف كرزاي، وهو الحال نفسه الذي فشلت فيه من قبلُ في بناء جيش عراقي قوي، أو دعم الحكومة التي أوجدتها.
الخطورة في الأمر أن الإدارة الأمريكيَّة الحالية أصبحت تروِّج لمفاهيم مغلوطة، يرددها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عندما وصف أعضاء حركة "طالبان" بأنهم يسعون إلى المال وأن بعضهم الآخر غير مؤمن بالعمل مع الحركة الأم.
وهي المعلومات التي توصف بأنها غير صحيحة بالمرة، والتي تلقَّتها الإدارة ممن يتعمد إدارة الصراع في أفغانستان تجاه جانب أحادي، وتأتي استجابة لتشويه حركة "طالبان"، التي سبق أن زعمت الدعاية الغربيَّة ومن لف لفيفها أنها كانت ترفض تعليم الفتيات، في الوقت الذي لم تنجزْ فيه الولايات المتحدة شيئًا ملموسًا يحدُّ من مبررات وجودها، وهو القضاء على ما يسمى الإرهاب.
والواقع، فإن تدهور الأوضاع في أفغانستان، ما كان له أن يحدث لولا تدخل حلف شمال الأطلسي وشراكته للولايات المتحدة، وهي الشراكة التي جلبت معهما العديد من المعارك التي أصبحت تشهدها أفغانستان حاليًا، وأصبحت تنعكس سلبًا على المحتلين، وفق ما حصدته مقاومة الاحتلال لنحو 31 مقاتلا أمريكيًّا في ساعة واحدة، وفي يوم واحد، وفي هجوم واحد.
المصدر
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-14-154481.htm