الاستاذ محمود حميد
14-08-2011, 11:56 PM
أمواج وذكريات
وقفت في الشرفة تتطلع الي البحر الواسع أمامها تنظر الي الامواج البيضاء التي كانت تتابع وراء بعضها في سيمفونية رقيقة حتي تبدأ في التلاشي كلما اقتربت من شاطيء البحر , ما أشبة تلك الامواج بالافكار التي تنتابها منذ ليلة امس فكلما هدأت فكرة تبدأ اخري الامر الذي جعل النوم لا يقترب من عيناها , لم تدري بالوقت الذي اخذتة في الشرفة فهي منذ ليلة الامس ما بين الحجرة والشرفة
بدأت الشمس تملاء المكان من حولها بأشعتها الذهبية , حتي الامس كانت تلك المناظر تستهويها فتقتبس من الوانها ورتوشها أفكاراً رائعة فتغمس فرشاتها في الالوان ثم تبدأ في نثر تلك المناظر علي اسطح اللوحات حتي امتلاءت حجرتها باللوحات المستوحاة من المنظر الخرافي للبحر عبر شرفتها
***
اما اليوم فهي تبدو قلقة منذ ان اخبرتها صديقتها عبر الهاتف بعودة حبيبها من السفر
جلست علي الفراش وامتدت يداها لتمسك بالبرواز الموجود باعلي المنضدة الصغيرة القريبة من فراشها
***
مرت اكثر من خمس سنوات علي هذه الصورة اخذت تتطلع الي الصورة وقد ارتسمت علي وجهها ابتسامة رقيقة فعلي الرغم من ان اللون الاسود يغلب علي الصورة فقد كانت اجمل لحظات حياتها حين قذفت قبعتها السوداء الي الاعلي وقد اختلطت قبعات كل من في الصورة
لم تكن حفلة تخرج عادية ففي هذا اليوم صارحها بحبة
يبدو انه من هواة اللحظة الاخيرة فطوال سنوات دراستها لم يعبر لها عن حبة فلم تكن علاقتهما تتجاوز تلك النظرات التي كان يلقيها عليها كلما رأها
اما هي فلم تكن تلقي اهتماماً لتلك النظرات فمستقبلها هو الاولي بكل اهتمام فوالدها استاذ جامعي شهير وكذلك والدتها لذا فقد كان عليها ان تهتم بمستقبلها لكي تكون جديرة بحب واحترام والديها
كانت تتوسط الصورة وحولها زملاءها مبتهجين بتخرجهم اما هو فقد كان علي شمال الصورة كان متحفظاً في فرحتة فقد احتفظ بقبعة التخرج فوق رأسة وقد امسك بطرف العباءة السوداء لكي لا تسقط من علي كتفة
في هذا اليوم اقترب منها بطريقة لم تتعودها من احدهم كانت جبهتة تتصبب عرقاً
بعد ان تبادلاً التهنئة بالتخرج سألها عما تنوي فعلة بعد تخرجها
اخبرتة انها ستعمل لدي والدها في شركتة اما هو فأخبرها ان قريب له يعمل في دولة خليجية سوف يرسل له عقد عمل باحدي الشركات بمرتب مجزي
وقبل ان تهنئة بعقد العمل بادرها بجملة مازالت تتذكرها جيداً
كنت اتمني ان نظل معاً طوال العمر
ماذا ؟!
اقصد لو ان سنوات الدراسة لم تنتهي فقد كنا مجموعة رائعة
اها
وقبل ان تتركة لتذهب لتحتفل مع بقية زملاءها اعترف لها بحبة ورغبتة في الارتباط بها واخبرها انه منذ ان رأها اول مرة وهو يحبها فقط كان متردد وهو لا يردي ان كانت تبادلة الحب ام لا
لم تجبة بكلمة فلاتدري علي وجهة التحديد هل عقد لسانها عن الكلام ام فرحة عارمة داهمت قلبها ومنعتها عن الكلام
في ذلك اليوم عادت الي المنزل وظلت صامتة لا تكلم احداً ولم يقطع صمتها سوي الهاتف الذي رن وكان علي الجانب الاخر صديقتها التي اخبرتها انه التقي بها بعد الحفل وتبادل معها حوار بشأنها
وعلمت من صديقتها انه يحبها كثيراً وطلب منها ان تخبرها انه يهيم بها كثيراً ويتمني الارتباط بها فقط يريد ان يعرف ردها قبل ان يجهز اوراقة للسفر
لم تخفي عن صديقتها اعجابها به فقط هي تريد فرصة للتفكير وتريد ان تعرض الامر علي والدتها
***
بعد ايام من التفكير أخبرت والدتها بكل شيء والتي بدورها وبختها وراحت تلقي علي اذنها بكلام لم تستطع تحملة ولم تجب سوي بدموع عيناها الساخنة
فكيف لابنتها او ملاكها الصغير كما كانت تحب ان تناديها والتي قضت سنوات دراستها دون ان تفعل شيء يغضب والديها كغيرها من الفتيات المستهترات علي حد وصفها كيف لها ان تفعل شيء يغضبهم وهي علي اول عتبات حياتها العملية
بعد هذا الحوار الذي دار بينها وبين والدتها لم تحاول بعدها ان تتبادل الكلام مع والدتها في هذا الامر مرة ثانية
***
وبعد ايام اخبرتها صديقتها انه يريد رؤيتها قبل ان يسافر
ترددت كثيراً في قبول هذا العرض وبعد الحاح منه عبر صديقتها وافقت ان تقابلة
تقابلا في كافتريا صغيرة وانيقة قريبة من شاطيء البحر
لم يزد لقاءهما عن ساعة مرت كأنها ثانية واحدة
تمنت حينها لو يتوقف الزمان في تلك اللحظة فقد كان حنوناً الي حد بعيد
وكانت كلماتة كلها تعبر عن عشقة اللامتناهي لها
شعرت بقشعريرة لذيذة تنتاب قلبها لاتدري ان كانت نسمات البحر الباردة التي تداعب خصلات شعرها هي السبب في تلك القشعريرة ام قلبها الذي يتراقص فرحاً بكلماتة الحنونة
اخبرها انه سيسافر بعد ايام وانه يريد فقط كلمة منها تطمئنة و هل تبادلة الحب مثلة ام لا
وبعد الحاح منه اومأت برأسها حينها شعرت بأن تلك القشعريرة تنتاب جسدها كلة
امسك يدها وهو يعدها بأن تكون اسعد فتاة في العالم
شعرت بالدفء وهو يضم يدها اليه سحبت يداها في هدوء وهي تخبرة عما دار بينها وبين والدتها
اخبرها انه متفهم لموقف والدتها وانه سيحاول ان يكون جديراً باحترام والديها عندما يطلب يدها للارتباط بعد عودتة من السفر فقط يريد منها ان تعدة ان تظل له
بدأت الشمس في التلاشي رويداً رويداً في مياة البحر وعلي خلفية هذا المشهد اعطتة وعداً ان تظل له
امسك يدها الصغيرة وحاول ان يضمها اليه ولكن هذه المرة سحبتها سريعاً بعدما ودعتة
وبعد ان وعدها ان يعود سريعاً اليها
***
مرت شهور كثيرة علي هذا اللقاء وفي يوم كانت في حجرتها تمارس هوايتها التي تعشقها فقد كانت جالسة في الشرفة وامامها لوحة كبيرة عليها خطوط زرقاء لمياة البحر وتعلوها قوارب صغيرة تتلاعب بها المياة
دخلا والديها الحجرة وبعد ان ابديا اعجابها بما ترسمة وبعد ان راحا يمدحا منظر البحر من حجرتها
بدأ الكلام عن لوحاتها يخفت شيئاً فشيئاً بعدها اخبرها والدها ان ابن صديقة يريد ان يتقدم له للارتباط بها
شعرت ان قلبها يكاد ينخلع منها ولكنها تظاهرت بالثبات وراحت تنظر الي والدتها والتي بادلتها قائلة
انه شخص مناسب لها وان مستقبلة كبير في شركة والدة وان الكثير من الفتيات يتمنين الارتباط به
لا تدري ما الذي حدث بعد ذلك تحديداً فقد وجدت نفسها وقد خطبت لهذا الشخص والذي لم تكن افكارة متوائمة معها ولم تشعر بالارتياح معه ولم تمر سنه وقد انفصلت عنه
ورغم كل ما مرت به ورغم كل تلك السنين لم يفكر حبيبها ان يحادثها ولو مرة عبر الهاتف
لا تعرف لماذا لم يتصل بها ولو مرة هل حدث له مكروة
ام تخلي عن حبها
وربما ارتبط بغيرها
***
اصبحت تقضي يومها ما بين العمل في شركة والدها وبين مرسمها الصغير في شرفة حجرتها كانت تشعر من داخلها بالوحشة والكآبةحتي لوحاتها التي كانت ترسمها اقتبست من كآبتها وكان تغلب عليها الالوان القاتمة والداكنة والبحر تظللة سحباً سوداء
حتي عصر امس عندما اخبرتها صديقتها ان حبيبها عاد من السفر وقد تقابل مع صديقتها واخبرها انه تعرض لظروف عصيبة في عملة لم تمكنة حتي بالاتصال من اهلة
اما هي فلم تكن واثقة ما اذا كانت مازالت تبادلة هذا الحب ام ان تلك السنون التي مرت قد علمتها الجفاء
وماذا سيكون رد فعلة عندما يعلم انها لم تحافظ علي وعدها له انت تكون له وحدة ولماذا وافقت ان تخطب لهذا الشخص
ولكن هو ايضاً اخطأ عندما تركها طوال هذه السنين دون ان يحاول الاطمئنان عليها
وفي وسط تلك الامواج المتلاطمة من الافكار سمعت رنين هاتفها وجاء صوت صديقتها تطلب منها ان ترتدي ملابسها لكي يذهبا ليتمشيا سوياً علي شاطيء البحر
اخذت تتمشي هي وصديقتها حتي وصلا الي تلك الكافتريا التي شهدت مولد حبها القديم
وعند جلوسها علي المنضدة تركتها صديقتها
الي اين تذهبين
هناك شخص يرغب في التحدث معك
وقبل ان تستفسر عن هذا الشخص رأتة مقبلاً عليها هو نفسه وفي عينية نظرة اصرار علي الا يتركها هذه المرة اما البحر فقد كانت امواجة هذه المرة تحمل ذكريات منعشة .
محمود
وقفت في الشرفة تتطلع الي البحر الواسع أمامها تنظر الي الامواج البيضاء التي كانت تتابع وراء بعضها في سيمفونية رقيقة حتي تبدأ في التلاشي كلما اقتربت من شاطيء البحر , ما أشبة تلك الامواج بالافكار التي تنتابها منذ ليلة امس فكلما هدأت فكرة تبدأ اخري الامر الذي جعل النوم لا يقترب من عيناها , لم تدري بالوقت الذي اخذتة في الشرفة فهي منذ ليلة الامس ما بين الحجرة والشرفة
بدأت الشمس تملاء المكان من حولها بأشعتها الذهبية , حتي الامس كانت تلك المناظر تستهويها فتقتبس من الوانها ورتوشها أفكاراً رائعة فتغمس فرشاتها في الالوان ثم تبدأ في نثر تلك المناظر علي اسطح اللوحات حتي امتلاءت حجرتها باللوحات المستوحاة من المنظر الخرافي للبحر عبر شرفتها
***
اما اليوم فهي تبدو قلقة منذ ان اخبرتها صديقتها عبر الهاتف بعودة حبيبها من السفر
جلست علي الفراش وامتدت يداها لتمسك بالبرواز الموجود باعلي المنضدة الصغيرة القريبة من فراشها
***
مرت اكثر من خمس سنوات علي هذه الصورة اخذت تتطلع الي الصورة وقد ارتسمت علي وجهها ابتسامة رقيقة فعلي الرغم من ان اللون الاسود يغلب علي الصورة فقد كانت اجمل لحظات حياتها حين قذفت قبعتها السوداء الي الاعلي وقد اختلطت قبعات كل من في الصورة
لم تكن حفلة تخرج عادية ففي هذا اليوم صارحها بحبة
يبدو انه من هواة اللحظة الاخيرة فطوال سنوات دراستها لم يعبر لها عن حبة فلم تكن علاقتهما تتجاوز تلك النظرات التي كان يلقيها عليها كلما رأها
اما هي فلم تكن تلقي اهتماماً لتلك النظرات فمستقبلها هو الاولي بكل اهتمام فوالدها استاذ جامعي شهير وكذلك والدتها لذا فقد كان عليها ان تهتم بمستقبلها لكي تكون جديرة بحب واحترام والديها
كانت تتوسط الصورة وحولها زملاءها مبتهجين بتخرجهم اما هو فقد كان علي شمال الصورة كان متحفظاً في فرحتة فقد احتفظ بقبعة التخرج فوق رأسة وقد امسك بطرف العباءة السوداء لكي لا تسقط من علي كتفة
في هذا اليوم اقترب منها بطريقة لم تتعودها من احدهم كانت جبهتة تتصبب عرقاً
بعد ان تبادلاً التهنئة بالتخرج سألها عما تنوي فعلة بعد تخرجها
اخبرتة انها ستعمل لدي والدها في شركتة اما هو فأخبرها ان قريب له يعمل في دولة خليجية سوف يرسل له عقد عمل باحدي الشركات بمرتب مجزي
وقبل ان تهنئة بعقد العمل بادرها بجملة مازالت تتذكرها جيداً
كنت اتمني ان نظل معاً طوال العمر
ماذا ؟!
اقصد لو ان سنوات الدراسة لم تنتهي فقد كنا مجموعة رائعة
اها
وقبل ان تتركة لتذهب لتحتفل مع بقية زملاءها اعترف لها بحبة ورغبتة في الارتباط بها واخبرها انه منذ ان رأها اول مرة وهو يحبها فقط كان متردد وهو لا يردي ان كانت تبادلة الحب ام لا
لم تجبة بكلمة فلاتدري علي وجهة التحديد هل عقد لسانها عن الكلام ام فرحة عارمة داهمت قلبها ومنعتها عن الكلام
في ذلك اليوم عادت الي المنزل وظلت صامتة لا تكلم احداً ولم يقطع صمتها سوي الهاتف الذي رن وكان علي الجانب الاخر صديقتها التي اخبرتها انه التقي بها بعد الحفل وتبادل معها حوار بشأنها
وعلمت من صديقتها انه يحبها كثيراً وطلب منها ان تخبرها انه يهيم بها كثيراً ويتمني الارتباط بها فقط يريد ان يعرف ردها قبل ان يجهز اوراقة للسفر
لم تخفي عن صديقتها اعجابها به فقط هي تريد فرصة للتفكير وتريد ان تعرض الامر علي والدتها
***
بعد ايام من التفكير أخبرت والدتها بكل شيء والتي بدورها وبختها وراحت تلقي علي اذنها بكلام لم تستطع تحملة ولم تجب سوي بدموع عيناها الساخنة
فكيف لابنتها او ملاكها الصغير كما كانت تحب ان تناديها والتي قضت سنوات دراستها دون ان تفعل شيء يغضب والديها كغيرها من الفتيات المستهترات علي حد وصفها كيف لها ان تفعل شيء يغضبهم وهي علي اول عتبات حياتها العملية
بعد هذا الحوار الذي دار بينها وبين والدتها لم تحاول بعدها ان تتبادل الكلام مع والدتها في هذا الامر مرة ثانية
***
وبعد ايام اخبرتها صديقتها انه يريد رؤيتها قبل ان يسافر
ترددت كثيراً في قبول هذا العرض وبعد الحاح منه عبر صديقتها وافقت ان تقابلة
تقابلا في كافتريا صغيرة وانيقة قريبة من شاطيء البحر
لم يزد لقاءهما عن ساعة مرت كأنها ثانية واحدة
تمنت حينها لو يتوقف الزمان في تلك اللحظة فقد كان حنوناً الي حد بعيد
وكانت كلماتة كلها تعبر عن عشقة اللامتناهي لها
شعرت بقشعريرة لذيذة تنتاب قلبها لاتدري ان كانت نسمات البحر الباردة التي تداعب خصلات شعرها هي السبب في تلك القشعريرة ام قلبها الذي يتراقص فرحاً بكلماتة الحنونة
اخبرها انه سيسافر بعد ايام وانه يريد فقط كلمة منها تطمئنة و هل تبادلة الحب مثلة ام لا
وبعد الحاح منه اومأت برأسها حينها شعرت بأن تلك القشعريرة تنتاب جسدها كلة
امسك يدها وهو يعدها بأن تكون اسعد فتاة في العالم
شعرت بالدفء وهو يضم يدها اليه سحبت يداها في هدوء وهي تخبرة عما دار بينها وبين والدتها
اخبرها انه متفهم لموقف والدتها وانه سيحاول ان يكون جديراً باحترام والديها عندما يطلب يدها للارتباط بعد عودتة من السفر فقط يريد منها ان تعدة ان تظل له
بدأت الشمس في التلاشي رويداً رويداً في مياة البحر وعلي خلفية هذا المشهد اعطتة وعداً ان تظل له
امسك يدها الصغيرة وحاول ان يضمها اليه ولكن هذه المرة سحبتها سريعاً بعدما ودعتة
وبعد ان وعدها ان يعود سريعاً اليها
***
مرت شهور كثيرة علي هذا اللقاء وفي يوم كانت في حجرتها تمارس هوايتها التي تعشقها فقد كانت جالسة في الشرفة وامامها لوحة كبيرة عليها خطوط زرقاء لمياة البحر وتعلوها قوارب صغيرة تتلاعب بها المياة
دخلا والديها الحجرة وبعد ان ابديا اعجابها بما ترسمة وبعد ان راحا يمدحا منظر البحر من حجرتها
بدأ الكلام عن لوحاتها يخفت شيئاً فشيئاً بعدها اخبرها والدها ان ابن صديقة يريد ان يتقدم له للارتباط بها
شعرت ان قلبها يكاد ينخلع منها ولكنها تظاهرت بالثبات وراحت تنظر الي والدتها والتي بادلتها قائلة
انه شخص مناسب لها وان مستقبلة كبير في شركة والدة وان الكثير من الفتيات يتمنين الارتباط به
لا تدري ما الذي حدث بعد ذلك تحديداً فقد وجدت نفسها وقد خطبت لهذا الشخص والذي لم تكن افكارة متوائمة معها ولم تشعر بالارتياح معه ولم تمر سنه وقد انفصلت عنه
ورغم كل ما مرت به ورغم كل تلك السنين لم يفكر حبيبها ان يحادثها ولو مرة عبر الهاتف
لا تعرف لماذا لم يتصل بها ولو مرة هل حدث له مكروة
ام تخلي عن حبها
وربما ارتبط بغيرها
***
اصبحت تقضي يومها ما بين العمل في شركة والدها وبين مرسمها الصغير في شرفة حجرتها كانت تشعر من داخلها بالوحشة والكآبةحتي لوحاتها التي كانت ترسمها اقتبست من كآبتها وكان تغلب عليها الالوان القاتمة والداكنة والبحر تظللة سحباً سوداء
حتي عصر امس عندما اخبرتها صديقتها ان حبيبها عاد من السفر وقد تقابل مع صديقتها واخبرها انه تعرض لظروف عصيبة في عملة لم تمكنة حتي بالاتصال من اهلة
اما هي فلم تكن واثقة ما اذا كانت مازالت تبادلة هذا الحب ام ان تلك السنون التي مرت قد علمتها الجفاء
وماذا سيكون رد فعلة عندما يعلم انها لم تحافظ علي وعدها له انت تكون له وحدة ولماذا وافقت ان تخطب لهذا الشخص
ولكن هو ايضاً اخطأ عندما تركها طوال هذه السنين دون ان يحاول الاطمئنان عليها
وفي وسط تلك الامواج المتلاطمة من الافكار سمعت رنين هاتفها وجاء صوت صديقتها تطلب منها ان ترتدي ملابسها لكي يذهبا ليتمشيا سوياً علي شاطيء البحر
اخذت تتمشي هي وصديقتها حتي وصلا الي تلك الكافتريا التي شهدت مولد حبها القديم
وعند جلوسها علي المنضدة تركتها صديقتها
الي اين تذهبين
هناك شخص يرغب في التحدث معك
وقبل ان تستفسر عن هذا الشخص رأتة مقبلاً عليها هو نفسه وفي عينية نظرة اصرار علي الا يتركها هذه المرة اما البحر فقد كانت امواجة هذه المرة تحمل ذكريات منعشة .
محمود