مشاهدة النسخة كاملة : العنب ...للفقــــــراء ايضا


hussein ahmed s
15-08-2011, 04:47 PM
http://raddar.co.il/Files/141698278.jpg
قد نكون قد اعتدنا جميعا على شراء الفاكهة بانواعها و بالطبع هناك من الفاكهة اصنافا لا يتمكن الكثير من ابتياعها بل يكتفون بالنظر اليها نظرة متعفف زاهد ولم يدور بخاطرى يوما ان الحياه لن تخلو يوما من الاعلى والادنى والغنى والفقر بل والفقر المدقع
الام..ترتدى جلبابا اسود والابن لم يبلغ السادسة من عمره يمسك بيدها تاره و بملابسها تاره اخرى ,..التفتت الام فجأه فلم تره ..الذعر يسيطر عليها ..تبحث عنه فى وجوه من الماره...وفجأه تجده هنااك بعيداا خلف الباعه و هو يزيل اثر المياه التى تطايرت على جلبابه حين توقف سياره فارهه ..وكأن كل نصيبه من الدنيا ان تتسخ ملابسه ثم يجلس بعيدا بعيدا ولم لا فقد لا يملك غيرها ..لقد كان جلبابه به اربعه الوان من الملابس..والام يبدو انها لا تتقن الحياكه ....بضع دقائق تحول بينى وبين مدفع الافطار و الكل يترقب الاذان فقد كان يوما شديد الحراره...امسكت الام الطفل بيدها واقسمت الا تتركه ليغيب عن ناظريها ولو للحظات وانا بدورى انظر للساعه بين حين واخر ...الطفل بل الاطفال جميعهم يحبون الامتلاك و يتمنون لو ان لديهم كل العاب الدنيا واطعمتها وملابسها و فاكهتها..نعم و فاكهتها فلم يتخيل هذا الصغير ان هناك من الفاكهة اصنافا وانواع ....لكن شتان بين من يستطيع ان يبتاع ما يريد وبين هذا الصغير ...بخطوات متردده اقتربت الام من البائع والطفل يمنى نفسه بان ياخذ من العنب عنقودا كاملا وليس بضع حبات..وضعت الام فى يمناها عده جنيهات..ربما ما يكفى للاجره
و لم يتبق فى يسراها سوى القليل بل اقل القليل..خمسون قرشا هى كل ما تملكه ..الام فى حيرة من امرها تنظر الى الطفل الذى لا يعلم من الحياة شيئا سوى انه يريد و الان والبكاء هو سلاحه الذى يمتلك قلوب الامهات و عقولهن...و هى تعلم ان ثمن الكيلو الواحد يفوق اضعاف ما بكلتا يديها. تلتفت يمنة ويسره و ربما نظرت الى بين حين واخر( وانا انتظر شيئا لم يصل بل و ربما لن يصل حتى نهاية العمر).. لتعلم ان كنت ارى ما تملكه من نقود..التفتت فجأه لارى البائع لكنى لم اجده ..ترى اين ذهب؟ هل تجاهلها و ابتعد لكى لايشعر بالحرج من نظرات الطفل اليه؟ ...لكن حيرتى لم تستمر طويلا فقد رأيته رافعا كلتا يديه و هو يحمل بهما ما يشبه العنب وكأنه وجد ضالته..والواقع ان ما يحمله لم يكن عنبا ولا من اقاربه ولا جيرانه..ارتسمت علامات السعاده على وجه الام وابنها معا فمثلها يرضى بالقليل و يحمد الله على كل حال والطفل يحرك فمه الصغير و نظرت الى البائع والى سعادة الطفل ولا ادرى هل الوم الفقر ام البائع ام الوم نفسى وابتعدت الام بطفلها رويدا رويدا و سط الزحام ولله الحمد على كل حال .

جهاد2000
15-08-2011, 09:18 PM
جزاكم الله خيرا .