مشاهدة النسخة كاملة : الصهاينة: نقل المأزق الداخلي إلى غزة وسيناء


جهاد2000
20-08-2011, 10:24 PM
الصهاينة: نقل المأزق الداخلي إلى غزة وسيناء

الكاتب: طلعت رميح

منذ بداية التظاهرات وأعمال الاحتجاج والتمرد في داخل الكيان الصهيوني والسؤال الدوار هو؛ كيف تتعامل القيادة الصهيونية مع هذا التطور الجديد لدى الجمهور الصهيوني؟.
التمرد الجماهيري، هو حادث غير مسبوق على هذا النحو، وهو يأتي خروجاً على نمط الصراع في داخل هذا الكيان، إذ كانت الخلافات دوماً حول أنجح الطرق في هزيمة الجانب العربي، وكيف يمكن الحفاظ على وجود الكيان، فإذا بالجمهور الصهيوني يخرج في تظاهرات صارت تتوسع وتنتشر وتطرح شعارات مطلبية؛ اقتصادياً، اجتماعياً، وسياسياً، وتطالب بتغيير شامل في حكم وسياسات هذا الكيان كله.

وقد لاحظ المتابعون والخبراء أن القيادة الصهيونية تعاملت في البداية مع حدث التظاهرات بلا مبالاة، غير أنها تحولت من بعد لإعمال خطة تقوم على ترحيل حالة التمرد الداخلي نحو الخارج، وإشعار التجمع الصهيوني بخطر وجودي. وصارت تستخدم تلك التحركات لتعميق المصلحة الصهيونية، وهو ما تمثل في طرح خطط استيطانية في الأراضي الفلسطينية، تحت دعوى حل مشكلة ارتفاع أسعار الأراضي والشقق السكنية التي يشكو منها المواطنين الصهاينة، بدلاً من خفض الأسعار ومحاسبة المتلاعبين بسوق الأراضي والشقق الصهيونية ..الخ ، كما جرت محاولة لاستدراج لبنان إلى صدام حدودي.

بل إن المراقبين كانوا يتساءلون منذ فترة عن الخطة الصهيونية لمواجهة الانعزال الدولي، الذي بات مهددا لخطة الكيان الصهيوني الرامية لإفشال خطة إعلان الدولة الفلسطينية، ونيل الاعتراف بها من الأمم المتحدة، وكيف يمكن مواجهة طوفان البشر المحتمل احتشادهم على الحدود العربية، لدعم استقلال دولة فلسطينية فضلاً عن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة.
وهنا جرت واقعه العمل المقاوم في إيلات التي سقط خلالها 7 مواطنين صهاينة قتلى، فما كان من الصهاينة إلا العمل بأسرع ما يمكن نحو تعميق خطة ترحيل الأزمة الصهيونية الناتجة عن تحول الجمهور الصهيوني من "عابد للدولة" إلى منتقد ومهاجم لها نحو الخارج، ومواجهة المأزق الخارجي-الناتج عن خطة إعلان الدولة الفلسطينية- الذي يتطلب وحدة الموقف الداخلي.


فالمتابع لردود الفعل الصهيونية على الحادث يلحظ أن القيادة الصهيونية سارعت إلى توتير الصراع باتجاه غزة، وباتجاه سيناء، وأن هذا التصعيد بهذه الاتجاهات جاء فعلياً قبل أحداث إيلات، إذ المراجع للتصريحات الصهيونية يشدد على مغزى تصريحات وزير الحرب الصهيوني التي تحدث فيها عن أن "مصر لا تعيش مجدها وأن التوتر الحاصل بسيناء يهدد امن إسرائيل".
الصهاينة باختصار يدفعون باتجاه توتير الأجواء مع المحيط إلى حد الصدام والفعل العسكري أو التلويح والتهديد به، لوقف تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية في داخل الكيان، عبر العودة بالمواطنين الصهاينة إلى مربع الشعور بالخطر والمعارك والحروب، وان الأعداء يتربصون بالكيان الصهيوني، بما يتطلب وحدة المجتمع والدولة والجيش؛ وافتعال التوتر العسكري مع غزة ومصر، لتحقيق هذا الهدف.

البعض لا يدرك مدى الخطر الذي يتعرض له كيان هو من الأصل لا يمثل مجتمعاً بل تجمعاً لشتات من العالم، جراء المظاهرات التي جرت في هذا الكيان الفترة الماضية. والبعض لا يدرك مغزى الانعزال الذي يعيشه هذا الكيان، ومدى تأثير الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل تحرر غزة بالسلاح .

القادة الصهاينة وكيانهم في مأزق كبير ،وخطتهم هي نقل المواجهة مع الخارج، ووضع الآخرين في مربع الأزمة والمأزق

المصدر

http://alfath-news.com/article.aspx?id=236061