مشاهدة النسخة كاملة : تحليلات علمانيه000000للى يفهم


غاربله
22-08-2011, 02:17 PM
دوله الفأر التمساح
الشحات ليس الزيدى.
هناك خط واضح وقوى بين الشاب الذى سار عكس الجاذبية وتسلق ١٨ دورا ليسقط علم إسرائيل.. والصحفى العراقى الذى شعر بالعجز الكامل ولم يجد سوى الحذاء يلقيه على بوش فى بغداد.. الشحات ابن الشعور بالقوة بعد الثورة.
والزيدى ابن الشعور باليأس فى مواجهة عدو جبار.
المتسلق يملك قوة تغيير نظام استراح فى حكمة باردة.. جعلت من السلام استسلاما لمطالب إسرائيل.
المظاهرات أمام السفارة ليست إعلانا للحرب ضد إسرائيل، ولكنها إعلان باستمرار الثورة لبناء مصر جديدة.
مصر لا تقوى فيها الدولة على شعبها وتضعف أمام المعتدين على حدودها.
الشباب أمام السفارة يطالبون بالحرب.
ولكن بالقوة.
مبارك لم يكن حكيما، ولكنه موظف صغير لديه مصالح أصغر، تجعله لا يعرف الفرق بين الدولة ودكانة مانى فاتورة مكتوب عليها بخط عريض «الحاج وأولاده».
تصور مبارك أن الضعف حكمة والعجز سياسة لا يفهمها الشعب.
مبارك أثار رعب المصريين بسيرة الحرب.. على الرغم من أن لديه ألف ورقة أخرى غير الحرب يعلن بها عن وجوده ورفضه التجاوزات الإسرائيلية.
الحرب لا يمكن أن تكون هدفا.
لكنها لا يصح أن تتحول إلى بعبع.
الحرب خيار فى حالة توقف قنوات سياسية صنعت «السلام الهش».
إسرائيل لم تخترق الحدود لأنها تريد الحرب، ولكنها أرادت تجربة رد الفعل المصرى.
هل تغيرت مصر؟
مارست إسرائيل دلالها المقبول لدى مبارك، هل يمكنها أن تتدلل على المجلس العسكرى؟
والمجلس العسكرى وقع فى حيرة بين قوتين: الأولى طريقة مبارك القديمة والمحفوظة فى رد الفعل «استوعب.. اصمت.. اختر من الكلمات أقلها تعبيرها عن الغضب.. والأفضل أن تكون على طريقة يا بخت من بات مغلوب…».
والقوة الثانية هى روح الثورة التى تطيح بكل قيم وحكم مبارك ونظامه وشبكات مصالحه.. تطيح بها بقوة لا تريد إبقاء شىء من رائحة مبارك التى نذكر بالهوان أكثر من أى شىء آخر.
وهذا السر فى قصة قرار سحب السفير المصرى من تل أبيب والتصريحات بأنها كانت «مسودة».
والموقف كله بالفعل «مسودة» لأنها تعبر عن الصراع بين «النظام» و«الثورة» لدى صاحب القرار.
صراع عبر عنه ارتباك قرار التعامل مع المظاهرة بين *** اعتادته الشرطة العسكرية قبل العباسية وبعدها وبين محاولة التهدئة المبالغ فيها كما عبرت عنها محاولات مدير الشرطة العسكرية إقناع المتظاهرين بأن «الأمور ماتتاخدش كده».
تبقى أسئلة:
١- لماذا تأخر رد فعل الإخوان المسلمين؟
٢- متى سيظهر السلفيون ليركبوا المظاهرات ضد إسرائيل؟
٣- أين كل الذين اتهموا الثوار بالعمالة وانعدام الوطنية؟
٤- متى ستبدأ الحملة المضادة من بغبغانات الإعلام المدافعة عن موقف الجالس على الكرسى؟
٥- هل ستستمر خطة ترويج الشعور بأن الثورة خطر على السيادة وتسمح بوجود جواسيس وعملاء؟
وتبقى ملاحظات:
١- لم يكن بين مصر وإسرائيل معاهدة سلام ولكن معاهدة تدليل لإسرائيل تضمن لمبارك الاستمرار فى السلطة.
٢- القوة ليست إعلان الحرب ولكنها إعلان الإرادة.. وهذا ما كان يفتقر إليه نظام مبارك كله الذى قضى على الإرادة وعاش بغريزة التمساح الملتصق الكرسى.
٣- الثورة لا تريد هدم الدولة ولكنها تبنيها على أساس جديد.
٤- لا يمكن سرقة النظام الجديد ولا وضعه فى صندوق أحد التيارات أو المؤسسات فى الدولة.. النظام يتكون فى الشارع وعبر صراعات قوة بين «القديم» و«الجديد».. صراعات لا يحسمها إرهاب بالقوة ولا بالدين.
والثورة التى تبنى كرامة جديدة للفرد العادى.. تبنى كرامة لدولة حرة.. لا دولة تعيش بجلد التمساح ونفسية الفئران


هيا الى الحرب




بما أنك مهتم بمعرفة رأيى، دعنى أقل لك أن مشكلتى مع المدعوق حسنى مبارك لم تكن أبدا فى أنه لم يجعلنا نحارب إسرائيل لكى ننتقم لم*** جنودنا على حدودها أو لكى نثأر لإخواننا فى غزة وجنوب لبنان، بل كانت مشكلتى معه أنه دمر مصر وهزمها بدون حتى أن تدخل حربا مع إسرائيل. وهذا بالتحديد هو سر غرام قادة إسرائيل به خصوصا المتشددين منهم، وهذا أيضا هو الذى جعلهم يعرضون عليه اللجوء إليهم هروبا من شعبه الثائر، وهذا الذى جعلهم يمارسون ضغوطا مذهلة لمساندته فى أيام شدته، مهما كنت دنيئا كيف لا تحب إنسانا حقق لك كل ماتتمناه وكفاك شر ماكنت تخافه، وكل ذلك برخص التراب.
بالمناسبة لا أتحدث هنا عن قيام مبارك بتصدير الغاز المصرى لإسرائيل بثمن بخس، ولا عن ضبطه لسياستنا الخارجية على المقاس الإسرائيلى، ولا عن تحقيقه لكل المصالح الإسرائيلية فى الزراعة والتجارة والصناعة والسياحة وبأكثر مما كانت تحلم به إسرائيل، ولا عن سماحه لإسرائيل بإختراق المجتمع المصرى لدرجة جعلتها تقوم بعمل عشرات الدراسات عن كل شبر فى مصر (وصل الأمر إلى وجود دراسات عن حركة التشجير فى شوارع القاهرة وسوق الجمال فى إمبابة وتأثيره على المجتمع المحيط بها)، لا أتحدث عن كل هذه الكوارث، فكلها أمور يمكن لحسنى مبارك وأذنابه أن يبرروها بكونه مغلوبا على أمره ورث تركة السلام المنقوص من سلفه السادات، أو تصل بهم البجاحة لتصويرها كإنجازات قام بها رجل حكيم كان يسايس أمور البلاد لكى تستقر منبطحة على الأرض.
صدقنى كنت سأتغاضى عن هذا كله، لو كان مبارك قد نجح خلال سنين حكمه العجاف فى تطوير التعليم المصرى وجعله تعليما متميزا يخرج أجيالا تفكر بشكل مركب ويطور قدرتها على الخيال والأحلام، أو لو كان قد بنى قاعدة قوية للبحث العلمى تدخل بها مصر إلى عصر العلم بدلا من قبوعها فى عصر الضلالات والهلاوس الذهنية بعد أن تم تجفيف منابع العقل المصرى بإهدار إستقلال الجامعات وتحويلها إلى عزب لأمن الدولة يعلو فيها صوت المنافقين والخانعين وعديمى التفكير، أو لو كان قد نجح فى تحويل المجتمع المصرى إلى مجتمع منتج بدلا من بذل الغالى والنفيس من أجل ترسيخ مابدأه السادات فى تحويله إلى مجتمع إستهلاكى إعتمادى مخوخ الإرادة، أو لو كان قد قام بتحقيق الإكتفاء الذاتى لمصر فى القمح واستغل إمكانياتها الزراعية أو لو كان قد حافظ على بنية المصانع المصرية وطورها بدلا من بيعها وتخريبها، أو لو كان قد أنجز مشروع تنمية سيناء الذى كان يمكن أن يعبر بمصر إلى مستقبل حقيقى مدهش وخلاب ويضمن لنا الأمن القومى الذى لن يتحقق إلا عبر سيناء، هو لم يفعل هذا كله، بل فعل عكسه تماما وفعل ماهو أفدح منه عندما جعل الفساد منهجا متجذرا فى بنية الدولة، وحقق لأعداء مصر كل مايتمنونه فى جعلها بلدا طاردا للكفاءات والمواهب، وبذل كل مافى وسعه من أجل تجريف مؤسسات البلاد بحيث لم تعد تدرى فيها من هو حقا مع الإصلاح والتقدم ومن هو مستفيد من استمرار التخلف والفساد، بل وقام بمساعدة مخلصة من رجال أمن دولته بنصب شبكة من الألغام فى كافة مجالات الحياة لكى يضمن أن يظل متحكما فى مستقبل البلاد هو ومن سيختاره للحكم من بعده.
إسرائيل ليست غبية، هى ليست كائنا أسطوريا لا يقهر، لكنها تقوم بتوظيف قواعد البحث العلمى فى كافة المجالات وعلى رأسها مجال السياسة، لذلك هى تعلم أن مصلحتها الأولى فى أن تظل مصر بلدا غير ديمقراطى لا يحاسب فيه الشعب حكامه ولا يراقبهم، هى ليست خائفة كما يظن البعض من وصول بعض المتشددين الإسلاميين أو القوميين أو اليساريين إلى الحكم لأنها تعلم أنهم لن يحاربوها، لأن العالم لن يسمح بأى مغامرات فى هذا الجزء من العالم أيا كان الثمن، لكنهم سيتسببون بفضل سياستهم الإقصائية قصيرة النظر فى خلق فتن وقلاقل تعيد مصر عشرات السنين إلى الوراء. فى رأيى أكثر ماتخافه إسرائيل أن يصل إلى الحكم تيار وطنى مصرى أيا كانت هويته يتبنى سياسة واقعية ذكية ويفوت عليها فرصة تحويل مصر إلى جبهة لتصدير أزماتها، بعد أن رحل الذى كان يحرس حدودها ويفتح لها بلاده على البهلى. أخشى ماتخشاه إسرائيل أن يحكم مصر من يتعامل معها على طريقة حزب العدالة والتنمية التركى، يحترم إتفاقياته الدولية معها ولكنه لا يجعل مهمتها معه سهلة، بل يحيل علاقاته بها إلى كابوس ثقيل الظل، وحتى عندما تقوم بتوجيه ضربة موجعة له كما حدث فى الإعتداء على السفينة التركية الذاهبة إلى غزة يتمكن من خلال سياسة واقعية منضبطة فى تحويل الأمر إلى فرصة لكسب تعاطف شعبى يجعله يعطل عجلة التعاون مع إسرائيل التى تم فرضها عليه دوليا، وهذا ما تخشى إسرائيل أن يحدث فى مصر الآن.
لذلك أندهش عندما يتصور البعض من صادقى الوطنية أن إسرائيل تتضرر من تفجير أنابيب الغاز أو من الزعيق حتى الإنفتاق أمام سفارتها، أو حتى من عمل عمليات تخريبية على حدودها، بالعكس أزعم ويمكن أن يؤيدنى المتخصصون بالأدلة والبراهين التاريخية والمعاصرة أن ذلك بعض مما تتمناه إسرائيل، يخطئ من يظن أن التخريب الذى مارسه مبارك فى سيناء طيلة عقود لم يكن متعمدا بالتنسيق مع إسرائيل وبرضاها الكامل، لكى تستطيع إستخدامه فى ساعة الزنقة لتحقيق مصالحها بتحويل سيناء إلى منطقة قلاقل تستطيع من خلالها أن تهز إستقرار مصر وتعرقل بناء ديمقراطية حقيقية فيها وتظهر أمام العالم بمظهر المغلوب على أمره الذى لو قام بفعل عدائى فإنه يفعله من أجل الحفاظ على حدوده واستقراره، وسيتحالف معها فى ذلك كل حلفائها المصريين الذين بنت معهم شبكة علاقات نمت وتجذرت وأصبحت تدر عليها وعليهم مصالح بملايين الدولارات، وهى شبكة مصالح لن يضربها إلا تداول السلطة الذى سيجعل حكم مصر للمرة الأولى بيد الشعب.
حربنا مع إسرائيل لن ننتصر فيها أبدا بإغلاق سفارة وطرد سفير وحرق حتة قماش، كل هذه إجراءات تكتيكية حتى وإن بدا بعضها واجبا سياسيا، فهى للأسف لن تؤدى إلا إلى إنتصارات معنوية تلهى شعبنا عن الحقيقة المرة، حقيقة تخلفنا وتقدم إسرائيل، حقيقة أننا لن نهزمها إلا بما هزمتنا هى به: الديمقراطية والعلم. فهيا بنا إلى الحرب بهما وليس بغيرهما، هذا إذا كنا نريد نصرا حقيقيا يخلصنا من إسرائيل إلى الأبد. أما لو على الهتاف فما أسهل الهتاف، لو على العنتريات ما أجملها، بيد أنها لم ت*** ذبابة، حتى الآن على الأقل.

محب الجنة 10
23-08-2011, 01:13 PM
دوله الفأر التمساح
الشحات ليس الزيدى.
هناك خط واضح وقوى بين الشاب الذى سار عكس الجاذبية وتسلق ١٨ دورا ليسقط علم إسرائيل.. والصحفى العراقى الذى شعر بالعجز الكامل ولم يجد سوى الحذاء يلقيه على بوش فى بغداد.. الشحات ابن الشعور بالقوة بعد الثورة.
والزيدى ابن الشعور باليأس فى مواجهة عدو جبار.
المتسلق يملك قوة تغيير نظام استراح فى حكمة باردة.. جعلت من السلام استسلاما لمطالب إسرائيل.
المظاهرات أمام السفارة ليست إعلانا للحرب ضد إسرائيل، ولكنها إعلان باستمرار الثورة لبناء مصر جديدة.
مصر لا تقوى فيها الدولة على شعبها وتضعف أمام المعتدين على حدودها.
الشباب أمام السفارة يطالبون بالحرب.
ولكن بالقوة.
مبارك لم يكن حكيما، ولكنه موظف صغير لديه مصالح أصغر، تجعله لا يعرف الفرق بين الدولة ودكانة مانى فاتورة مكتوب عليها بخط عريض «الحاج وأولاده».
تصور مبارك أن الضعف حكمة والعجز سياسة لا يفهمها الشعب.
مبارك أثار رعب المصريين بسيرة الحرب.. على الرغم من أن لديه ألف ورقة أخرى غير الحرب يعلن بها عن وجوده ورفضه التجاوزات الإسرائيلية.
الحرب لا يمكن أن تكون هدفا.
لكنها لا يصح أن تتحول إلى بعبع.
الحرب خيار فى حالة توقف قنوات سياسية صنعت «السلام الهش».
إسرائيل لم تخترق الحدود لأنها تريد الحرب، ولكنها أرادت تجربة رد الفعل المصرى.
هل تغيرت مصر؟
مارست إسرائيل دلالها المقبول لدى مبارك، هل يمكنها أن تتدلل على المجلس العسكرى؟
والمجلس العسكرى وقع فى حيرة بين قوتين: الأولى طريقة مبارك القديمة والمحفوظة فى رد الفعل «استوعب.. اصمت.. اختر من الكلمات أقلها تعبيرها عن الغضب.. والأفضل أن تكون على طريقة يا بخت من بات مغلوب…».
والقوة الثانية هى روح الثورة التى تطيح بكل قيم وحكم مبارك ونظامه وشبكات مصالحه.. تطيح بها بقوة لا تريد إبقاء شىء من رائحة مبارك التى نذكر بالهوان أكثر من أى شىء آخر.
وهذا السر فى قصة قرار سحب السفير المصرى من تل أبيب والتصريحات بأنها كانت «مسودة».
والموقف كله بالفعل «مسودة» لأنها تعبر عن الصراع بين «النظام» و«الثورة» لدى صاحب القرار.
صراع عبر عنه ارتباك قرار التعامل مع المظاهرة بين *** اعتادته الشرطة العسكرية قبل العباسية وبعدها وبين محاولة التهدئة المبالغ فيها كما عبرت عنها محاولات مدير الشرطة العسكرية إقناع المتظاهرين بأن «الأمور ماتتاخدش كده».
تبقى أسئلة:
١- لماذا تأخر رد فعل الإخوان المسلمين؟
٢- متى سيظهر السلفيون ليركبوا المظاهرات ضد إسرائيل؟
٣- أين كل الذين اتهموا الثوار بالعمالة وانعدام الوطنية؟
٤- متى ستبدأ الحملة المضادة من بغبغانات الإعلام المدافعة عن موقف الجالس على الكرسى؟
٥- هل ستستمر خطة ترويج الشعور بأن الثورة خطر على السيادة وتسمح بوجود جواسيس وعملاء؟
وتبقى ملاحظات:
١- لم يكن بين مصر وإسرائيل معاهدة سلام ولكن معاهدة تدليل لإسرائيل تضمن لمبارك الاستمرار فى السلطة.
٢- القوة ليست إعلان الحرب ولكنها إعلان الإرادة.. وهذا ما كان يفتقر إليه نظام مبارك كله الذى قضى على الإرادة وعاش بغريزة التمساح الملتصق الكرسى.
٣- الثورة لا تريد هدم الدولة ولكنها تبنيها على أساس جديد.
٤- لا يمكن سرقة النظام الجديد ولا وضعه فى صندوق أحد التيارات أو المؤسسات فى الدولة.. النظام يتكون فى الشارع وعبر صراعات قوة بين «القديم» و«الجديد».. صراعات لا يحسمها إرهاب بالقوة ولا بالدين.
والثورة التى تبنى كرامة جديدة للفرد العادى.. تبنى كرامة لدولة حرة.. لا دولة تعيش بجلد التمساح ونفسية الفئران


هيا الى الحرب




بما أنك مهتم بمعرفة رأيى، دعنى أقل لك أن مشكلتى مع المدعوق حسنى مبارك لم تكن أبدا فى أنه لم يجعلنا نحارب إسرائيل لكى ننتقم لم*** جنودنا على حدودها أو لكى نثأر لإخواننا فى غزة وجنوب لبنان، بل كانت مشكلتى معه أنه دمر مصر وهزمها بدون حتى أن تدخل حربا مع إسرائيل. وهذا بالتحديد هو سر غرام قادة إسرائيل به خصوصا المتشددين منهم، وهذا أيضا هو الذى جعلهم يعرضون عليه اللجوء إليهم هروبا من شعبه الثائر، وهذا الذى جعلهم يمارسون ضغوطا مذهلة لمساندته فى أيام شدته، مهما كنت دنيئا كيف لا تحب إنسانا حقق لك كل ماتتمناه وكفاك شر ماكنت تخافه، وكل ذلك برخص التراب.
بالمناسبة لا أتحدث هنا عن قيام مبارك بتصدير الغاز المصرى لإسرائيل بثمن بخس، ولا عن ضبطه لسياستنا الخارجية على المقاس الإسرائيلى، ولا عن تحقيقه لكل المصالح الإسرائيلية فى الزراعة والتجارة والصناعة والسياحة وبأكثر مما كانت تحلم به إسرائيل، ولا عن سماحه لإسرائيل بإختراق المجتمع المصرى لدرجة جعلتها تقوم بعمل عشرات الدراسات عن كل شبر فى مصر (وصل الأمر إلى وجود دراسات عن حركة التشجير فى شوارع القاهرة وسوق الجمال فى إمبابة وتأثيره على المجتمع المحيط بها)، لا أتحدث عن كل هذه الكوارث، فكلها أمور يمكن لحسنى مبارك وأذنابه أن يبرروها بكونه مغلوبا على أمره ورث تركة السلام المنقوص من سلفه السادات، أو تصل بهم البجاحة لتصويرها كإنجازات قام بها رجل حكيم كان يسايس أمور البلاد لكى تستقر منبطحة على الأرض.
صدقنى كنت سأتغاضى عن هذا كله، لو كان مبارك قد نجح خلال سنين حكمه العجاف فى تطوير التعليم المصرى وجعله تعليما متميزا يخرج أجيالا تفكر بشكل مركب ويطور قدرتها على الخيال والأحلام، أو لو كان قد بنى قاعدة قوية للبحث العلمى تدخل بها مصر إلى عصر العلم بدلا من قبوعها فى عصر الضلالات والهلاوس الذهنية بعد أن تم تجفيف منابع العقل المصرى بإهدار إستقلال الجامعات وتحويلها إلى عزب لأمن الدولة يعلو فيها صوت المنافقين والخانعين وعديمى التفكير، أو لو كان قد نجح فى تحويل المجتمع المصرى إلى مجتمع منتج بدلا من بذل الغالى والنفيس من أجل ترسيخ مابدأه السادات فى تحويله إلى مجتمع إستهلاكى إعتمادى مخوخ الإرادة، أو لو كان قد قام بتحقيق الإكتفاء الذاتى لمصر فى القمح واستغل إمكانياتها الزراعية أو لو كان قد حافظ على بنية المصانع المصرية وطورها بدلا من بيعها وتخريبها، أو لو كان قد أنجز مشروع تنمية سيناء الذى كان يمكن أن يعبر بمصر إلى مستقبل حقيقى مدهش وخلاب ويضمن لنا الأمن القومى الذى لن يتحقق إلا عبر سيناء، هو لم يفعل هذا كله، بل فعل عكسه تماما وفعل ماهو أفدح منه عندما جعل الفساد منهجا متجذرا فى بنية الدولة، وحقق لأعداء مصر كل مايتمنونه فى جعلها بلدا طاردا للكفاءات والمواهب، وبذل كل مافى وسعه من أجل تجريف مؤسسات البلاد بحيث لم تعد تدرى فيها من هو حقا مع الإصلاح والتقدم ومن هو مستفيد من استمرار التخلف والفساد، بل وقام بمساعدة مخلصة من رجال أمن دولته بنصب شبكة من الألغام فى كافة مجالات الحياة لكى يضمن أن يظل متحكما فى مستقبل البلاد هو ومن سيختاره للحكم من بعده.
إسرائيل ليست غبية، هى ليست كائنا أسطوريا لا يقهر، لكنها تقوم بتوظيف قواعد البحث العلمى فى كافة المجالات وعلى رأسها مجال السياسة، لذلك هى تعلم أن مصلحتها الأولى فى أن تظل مصر بلدا غير ديمقراطى لا يحاسب فيه الشعب حكامه ولا يراقبهم، هى ليست خائفة كما يظن البعض من وصول بعض المتشددين الإسلاميين أو القوميين أو اليساريين إلى الحكم لأنها تعلم أنهم لن يحاربوها، لأن العالم لن يسمح بأى مغامرات فى هذا الجزء من العالم أيا كان الثمن، لكنهم سيتسببون بفضل سياستهم الإقصائية قصيرة النظر فى خلق فتن وقلاقل تعيد مصر عشرات السنين إلى الوراء. فى رأيى أكثر ماتخافه إسرائيل أن يصل إلى الحكم تيار وطنى مصرى أيا كانت هويته يتبنى سياسة واقعية ذكية ويفوت عليها فرصة تحويل مصر إلى جبهة لتصدير أزماتها، بعد أن رحل الذى كان يحرس حدودها ويفتح لها بلاده على البهلى. أخشى ماتخشاه إسرائيل أن يحكم مصر من يتعامل معها على طريقة حزب العدالة والتنمية التركى، يحترم إتفاقياته الدولية معها ولكنه لا يجعل مهمتها معه سهلة، بل يحيل علاقاته بها إلى كابوس ثقيل الظل، وحتى عندما تقوم بتوجيه ضربة موجعة له كما حدث فى الإعتداء على السفينة التركية الذاهبة إلى غزة يتمكن من خلال سياسة واقعية منضبطة فى تحويل الأمر إلى فرصة لكسب تعاطف شعبى يجعله يعطل عجلة التعاون مع إسرائيل التى تم فرضها عليه دوليا، وهذا ما تخشى إسرائيل أن يحدث فى مصر الآن.
لذلك أندهش عندما يتصور البعض من صادقى الوطنية أن إسرائيل تتضرر من تفجير أنابيب الغاز أو من الزعيق حتى الإنفتاق أمام سفارتها، أو حتى من عمل عمليات تخريبية على حدودها، بالعكس أزعم ويمكن أن يؤيدنى المتخصصون بالأدلة والبراهين التاريخية والمعاصرة أن ذلك بعض مما تتمناه إسرائيل، يخطئ من يظن أن التخريب الذى مارسه مبارك فى سيناء طيلة عقود لم يكن متعمدا بالتنسيق مع إسرائيل وبرضاها الكامل، لكى تستطيع إستخدامه فى ساعة الزنقة لتحقيق مصالحها بتحويل سيناء إلى منطقة قلاقل تستطيع من خلالها أن تهز إستقرار مصر وتعرقل بناء ديمقراطية حقيقية فيها وتظهر أمام العالم بمظهر المغلوب على أمره الذى لو قام بفعل عدائى فإنه يفعله من أجل الحفاظ على حدوده واستقراره، وسيتحالف معها فى ذلك كل حلفائها المصريين الذين بنت معهم شبكة علاقات نمت وتجذرت وأصبحت تدر عليها وعليهم مصالح بملايين الدولارات، وهى شبكة مصالح لن يضربها إلا تداول السلطة الذى سيجعل حكم مصر للمرة الأولى بيد الشعب.
حربنا مع إسرائيل لن ننتصر فيها أبدا بإغلاق سفارة وطرد سفير وحرق حتة قماش، كل هذه إجراءات تكتيكية حتى وإن بدا بعضها واجبا سياسيا، فهى للأسف لن تؤدى إلا إلى إنتصارات معنوية تلهى شعبنا عن الحقيقة المرة، حقيقة تخلفنا وتقدم إسرائيل، حقيقة أننا لن نهزمها إلا بما هزمتنا هى به: الديمقراطية والعلم. فهيا بنا إلى الحرب بهما وليس بغيرهما، هذا إذا كنا نريد نصرا حقيقيا يخلصنا من إسرائيل إلى الأبد. أما لو على الهتاف فما أسهل الهتاف، لو على العنتريات ما أجملها، بيد أنها لم ت*** ذبابة، حتى الآن على الأقل.

السلام عليكم

أعتقد اخى ان الصواب جانب حضرتك فى النقطة دى
الاخوان اصدروا بيان من اول الاحداث
ونزلنا كلنا فى المظاهرات ( الاخوان ) ومش بمجهود فردى انما الجماعة كلها نزلت

واعتقد اننا لو عملنا او ماعملناش مش هنسلم من ألسنة اللى بينتقدوا لمجرد الانتقاد

والله مش قصدى حضرتك انا متابع مشاركاتك وحضرتك حيادى علشان كدا انا بحترمك جدا

بس انا بأكد لحضرتك اننا نزلنا وشاركنا فى المظاهرات