aymaan noor
09-09-2011, 08:45 AM
الجهل و التعصب
تعتبر هاتان الكلمتان متكاملتان ، فكل منهما تؤدى حتما الى الأخرى
فجهلنا يالأشياء وبالأفكار الأخرى يوصلنا حتما الى التعصب لفكرنا و رأينا ، فنرفض كل فكر آخر ونبتعد عن تثقيف أنفسنا اعتقادا منا بأن مانملكه هو وحده الحقيقة ، و يوصلنا اعتقادنا حتما الى التعصب .
كما أن تعصبنا لفكرنا ورأينا ، يحجب عنا رغبتنا فى الاطلاع على مالدى الآخرين من معرفة ، و بذلك نغيب حتما عن مسايرة عصرنا وفهم الحياة فهما صحيحا ، و بذلك يكون تعصبنا سبا فى جهلنا .
اسطورة أهل الكهف :
- لقد عبر الفيلسوف اليونانى القديم ( أفلاطون ) عن ذلك فى اسطورة ( أهل الكهف ) ، فتخيل مجموعة من الأفراد جالسين فى داخل كهف مكبلين بالسلاسل والغلال ، وجهوههم موجه الى الحائط وظهورهم الى الباب الخارجى و توجد خلفهم نار ، فهم لايستطيعون ان يديروا ظهورهم لينظروا الى الباب الخارجى .
- وبذلك هم لايدركون الا الخيالات التى يرونها على الحائط والتى ماهى الا انعكاسات وخيالات للناس الحقيقيين خارج الكهف ، فكانوا يظنون أن هذه الخيالات هى كل الحقيقة .
- ولكن حين استطاع أحدهم أن يحرر نفسه من الاغلال والقيود ، و خرج خارج الكهف اكتشف أن كل ماكانوا يرونه ماهو الا خيالات و أوهام ، فعاد ألى أصدقائه و أخبرهم بأن مايرونه ليس هو الحقيقة ، ولكن الحقيقة شئ مختلف ، و لكنهم يجهلون ذلك لأنهم مكبلين فلايستطيعون الخروج من الكهف .
أوهام الكهف :
- حين أراد الفيلسوف الانجليزى ( فرنسيس بيكون ) تأسيس منهجه العلمى التجريبى ، نبه الى أن هناك بعض الاخطاء أو بعض الأوهام التى يمكن أن تؤدى بالانسان الى الوقوع فى الخطأ ، و ذكر منها أوهاما أطلق عليها أوهام الكهف نسبة الى اسطورة الكهف لأفلاطون .
- تتلخص أوهام الكهف فى أن كل انسان حبيس كهفه و أفكاره ، فلا ينظر الى الأشياء الا من منظوره الخاص وفقط ، و لكن اذا أراد الانسان أن يصل الى الحقيقة فعليه دائما أن يخرج نفسه من فكرته الضيقة و رؤيته الواحدة للأمور ليرى الامور على حقيقتها وليس كما يريدها هو . ,و يعتبر فرنسيس بيكون هو مؤسس المنهج العلمى التجريبى .
الأدب المصرى المعاصر :
أذكر أيضا قصة لتوفيق الحكيم تسمى ( نهر الجنون ) و هى عبارة عن ملك ووزير أعتقدوا فجأة أن ماء النهر به ميكروب خطير وأن من يشرب من هذا النهر يصاب بالجنون ، ولذلك امتنع الملك عن شرب الماء ، و بما أن الناس فى القرية جميعهم يشربون من ماء النهر ، فلقد اعتقد الملك أن كل اهل القرية قد أصيبوا بالجنون ، و كذلك أيضا نظر أهل القرية الى الملك الذى يرفض شرب الماء على أنه مجنون ، فلو حاول الملك معرفة الحقيقة وتحاور مع أهل القرية ما أصيب بالجنون .
القرآن الكريم :
- لنا فى القرآن الكريم الكثير من الآيات التى تحضنا على التفكير ومعرفة آراء الآخرين ، كما أن هناك الكثير من القصص القرآنى الذى يؤيد ذلك أيضا ،
- فينتقد رب العزة الكافرين فى دفاعهم على الكفر ورفضهم الدين الجديد بقولهم أن هذا ما وجدوا عليه آباءهم ، فيقول رب العزة أنه أفلو كان آباءهم لايعقلون شيئا ، فهل هذا يمكن ان يكون عذرا للكفر ، لماذا لم يدرس هؤلاء الكافرون الدين الجديد ليتفكروا فيه ، فان كان خيرا قبلوه وان كان شرا تركوه .
- كما أن القصص القرآنى ملئ بمثل هذه العبر ، فيتحدث عن أهل الكهف وما ظنوه بعد نومهم العميق بأنهم لبثوا يوما أو بعض يوم ، و لكن حين خرجوا للناس وجدوا أنهم لبثوا مئة عام .
كل ما أريد أن أصل اليه ، هو ضرورة الاطلاع على الأفكار المتنوعة ، و عدم انغلاق الفرد داخل فكره فقط ظنا منه أنه يملك الحقيقة كلها ، فأنظر فيما يعرفه الآخرون فقد تجد منه مايضيف اليك ويصحح فكرك فتأخذ منه ، و أترك منه ماتراه خاطئا ولن تعرف أبدا أنه خاطئ الا اذا تناقشت مع الآخرين واستمعت الى وجهات نظرهم .
تعتبر هاتان الكلمتان متكاملتان ، فكل منهما تؤدى حتما الى الأخرى
فجهلنا يالأشياء وبالأفكار الأخرى يوصلنا حتما الى التعصب لفكرنا و رأينا ، فنرفض كل فكر آخر ونبتعد عن تثقيف أنفسنا اعتقادا منا بأن مانملكه هو وحده الحقيقة ، و يوصلنا اعتقادنا حتما الى التعصب .
كما أن تعصبنا لفكرنا ورأينا ، يحجب عنا رغبتنا فى الاطلاع على مالدى الآخرين من معرفة ، و بذلك نغيب حتما عن مسايرة عصرنا وفهم الحياة فهما صحيحا ، و بذلك يكون تعصبنا سبا فى جهلنا .
اسطورة أهل الكهف :
- لقد عبر الفيلسوف اليونانى القديم ( أفلاطون ) عن ذلك فى اسطورة ( أهل الكهف ) ، فتخيل مجموعة من الأفراد جالسين فى داخل كهف مكبلين بالسلاسل والغلال ، وجهوههم موجه الى الحائط وظهورهم الى الباب الخارجى و توجد خلفهم نار ، فهم لايستطيعون ان يديروا ظهورهم لينظروا الى الباب الخارجى .
- وبذلك هم لايدركون الا الخيالات التى يرونها على الحائط والتى ماهى الا انعكاسات وخيالات للناس الحقيقيين خارج الكهف ، فكانوا يظنون أن هذه الخيالات هى كل الحقيقة .
- ولكن حين استطاع أحدهم أن يحرر نفسه من الاغلال والقيود ، و خرج خارج الكهف اكتشف أن كل ماكانوا يرونه ماهو الا خيالات و أوهام ، فعاد ألى أصدقائه و أخبرهم بأن مايرونه ليس هو الحقيقة ، ولكن الحقيقة شئ مختلف ، و لكنهم يجهلون ذلك لأنهم مكبلين فلايستطيعون الخروج من الكهف .
أوهام الكهف :
- حين أراد الفيلسوف الانجليزى ( فرنسيس بيكون ) تأسيس منهجه العلمى التجريبى ، نبه الى أن هناك بعض الاخطاء أو بعض الأوهام التى يمكن أن تؤدى بالانسان الى الوقوع فى الخطأ ، و ذكر منها أوهاما أطلق عليها أوهام الكهف نسبة الى اسطورة الكهف لأفلاطون .
- تتلخص أوهام الكهف فى أن كل انسان حبيس كهفه و أفكاره ، فلا ينظر الى الأشياء الا من منظوره الخاص وفقط ، و لكن اذا أراد الانسان أن يصل الى الحقيقة فعليه دائما أن يخرج نفسه من فكرته الضيقة و رؤيته الواحدة للأمور ليرى الامور على حقيقتها وليس كما يريدها هو . ,و يعتبر فرنسيس بيكون هو مؤسس المنهج العلمى التجريبى .
الأدب المصرى المعاصر :
أذكر أيضا قصة لتوفيق الحكيم تسمى ( نهر الجنون ) و هى عبارة عن ملك ووزير أعتقدوا فجأة أن ماء النهر به ميكروب خطير وأن من يشرب من هذا النهر يصاب بالجنون ، ولذلك امتنع الملك عن شرب الماء ، و بما أن الناس فى القرية جميعهم يشربون من ماء النهر ، فلقد اعتقد الملك أن كل اهل القرية قد أصيبوا بالجنون ، و كذلك أيضا نظر أهل القرية الى الملك الذى يرفض شرب الماء على أنه مجنون ، فلو حاول الملك معرفة الحقيقة وتحاور مع أهل القرية ما أصيب بالجنون .
القرآن الكريم :
- لنا فى القرآن الكريم الكثير من الآيات التى تحضنا على التفكير ومعرفة آراء الآخرين ، كما أن هناك الكثير من القصص القرآنى الذى يؤيد ذلك أيضا ،
- فينتقد رب العزة الكافرين فى دفاعهم على الكفر ورفضهم الدين الجديد بقولهم أن هذا ما وجدوا عليه آباءهم ، فيقول رب العزة أنه أفلو كان آباءهم لايعقلون شيئا ، فهل هذا يمكن ان يكون عذرا للكفر ، لماذا لم يدرس هؤلاء الكافرون الدين الجديد ليتفكروا فيه ، فان كان خيرا قبلوه وان كان شرا تركوه .
- كما أن القصص القرآنى ملئ بمثل هذه العبر ، فيتحدث عن أهل الكهف وما ظنوه بعد نومهم العميق بأنهم لبثوا يوما أو بعض يوم ، و لكن حين خرجوا للناس وجدوا أنهم لبثوا مئة عام .
كل ما أريد أن أصل اليه ، هو ضرورة الاطلاع على الأفكار المتنوعة ، و عدم انغلاق الفرد داخل فكره فقط ظنا منه أنه يملك الحقيقة كلها ، فأنظر فيما يعرفه الآخرون فقد تجد منه مايضيف اليك ويصحح فكرك فتأخذ منه ، و أترك منه ماتراه خاطئا ولن تعرف أبدا أنه خاطئ الا اذا تناقشت مع الآخرين واستمعت الى وجهات نظرهم .