مشاهدة النسخة كاملة : زوجي قبيح الشكل


magic200100
10-02-2008, 10:47 PM
السؤال
تزوجت ولم أر زوجي الرؤية الشرعية؛ بسبب الأعراف المتخلفة لدينا، المهم وقع الفأس في الرأس كما يقولون، وتمت مراسم الزواج، ولم أر زوجي إلا في الفندق، وكانت الصدمة الكبيرة أن زوجي لا ينقصه شيء، متعلم وذو خلُق ومثقف، لكنه قبيح الشكل بكل ما تعني هذه الكلمة، نفرت منه، بكيت بحرارة، ليس هو فتى أحلامي الذي كنت أتمناه، لا أستطيع أن أنظر إليه، خرجت معه محاولةً أن أكسر كل الحواجز، عجزت أن أتخيل أن هذا القبيح سوف يقبلني أو يحضنني، أقسم بالله أنني أرحمه كثيراً، ولكن نفسي أبت علي أن تقبله. أرشدوني ماذا أفعل؟


الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة:
أشعر بمعاناتك ومشاعرك التي تتنازعك...
مشاعر الرحمة والشفقة على هذا الزوج الذي يحاول جاهداً أن ينال قبولك ورضاك والذي لا ذنب له في دمامته.
ومشاعر الكره والنفرة منه، واستحالة عيشك معه كزوجة!!
وبقدر ما تنفرين منه تشفقين عليه، وهذا ما يجعلك مترددة محتارة في أمرك، ومحاولاتك الخروج معه وكسر هذا الحاجز تدل على ذلك، لكن للأسف لم تستطيعي.
لو غلبت إحدى مشاعرك على الأخرى لهان وسهل عليك اتخاذ القرار بسرعة، لكن تساوت عندك المشاعر فزادت حيرتك وزاد عذابك وألمك.
عزيزتي،، أود أن أبدأ معك بداية مطمئنة، هي أنك في كلتا الحالتين لست مسؤولة، ولن يلحقك إثم باتخاذ أي قرار.
فلك حرية تقرير مصيرك، وليس لأحد عليك سلطة، فإن شئت خلعتِ نفسك منه على أن تردي له ما دفعه لك من مهر كما فعلت زوجة الصحابي ثابت بن قيس رضي الله عنه، فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري ‏من حديث أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ "يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكن لا أطيقه‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"أتردين عليه حديقته‏؟" قالت‏:‏ نعم"‏.
بل إن بريرة كانت زوجة لمغيث حين كانا مملوكين، لكن بعد أن أعتقتها عائشة رضي الله عنها تركته، روى البخاري قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَه مغيثُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلعَبَّاسٍ: " يَا عَبَّاسُ أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مغيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مغيثاً!؟‏"‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ‏"‏لَوْ رَاجَعْتِهِ"‏‏ قَالَتْ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟" قَالَ: "‏إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ ‏"‏‏، قَالَتْ: "لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ‏".
وإن شئت أو استطعت أن تصبري وتحتسبي وتعيشي معه وترضي منه بما أثنيت عليه به من دماثة خُلُق وثقافة وعلم فالسعادة لا تأتي بالأشكال، بل بالأخلاق والأفعال، فقد تكونين سعيدة معه أكثر مما لو كنت مع غيره.
أنت مخيرة بين هذين الأمرين، فاستخيري مراراً، واسألي الله أن يوفقك وألحي عليه في السؤال، وفكري جيداً قبل البت في هذا الموضوع، وكرري محاولاتك لكسر حاجز النفرة، خصوصاً أنه حاجز طبيعي يحصل لكثير من المتزوجين في بداية الزواج، ولا يختص بحالتك هذه أو بدمامة الزوج.
كان الله في عونك عزيزتي، ووفقك لما فيه خيركما جميعاً، وكما قلت لك: أنت بالخيار بين هذين الأمرين، ولا تثريب عليك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عاشقـــ الانمى ـــة
10-02-2008, 10:54 PM
شكرا على الموضوع