abounedaa
16-09-2011, 05:25 AM
برنامج حزب الإخوان المسلمين الحرية والعدالة( خطر على مرضى الضغط العالي)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر المؤمنين والصلاة والسلام على قامع الكفار والمنافقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه فرسان العقيدة والدين .
أما بعد ...
والله لا أدري ما أقول ... فلقد قرأت وسمعت وخَبَرْتُ الإخوان المسلمين ومنهجهم ولكن أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من السفه والانحراف عن الجادة فإنا لله وإنا إليه راجعون.
في التصريحات واللقاءات الاخيرة لأعضاء وقياديي بل والمرشد العام للجماعة كانوا يقولون انتظروا برنامج الحزب ففيه الإجابات الشافية. وياليتهم ما أصدروا هذا البرنامج الأهوج.
سأكتفي بذكر مقتطفات بسيطة جداً من الركام والزخم الموجود في هذا البرنامج الذي إن قرأه من لم يعرف جهة إصداره ظنَّ بل أيقن أنها ليست جهة إسلامية أو تَمُتُّ للإسلام الصحيح بصلة.
في الباب الأول( مباديء وتوجهات الحزب)
الفصل الأول ( الأسس والمنطلقات) ذكروا ثمانية أسس آخرهم وأفجعهم :
(كفالة حق المواطن في الحياة والصحة والعمل والتعليم والسكن وحرية الرأي والاعتقاد)
والكلمة عامة لا تحتمل أي تأويل فهذا برنامج صادر للشعب والحكومة وروجع أكثر من مرة ولا أظنهم سيتراجعون عنه في الإصدارات القادمة إن أصدروا.
فإلى الله المشتكى.
اقرأوا هذا الركام وهذه المصيبة الكبيرة:
(الإخوان يدعون الحكومة إلى الاهتمام بالكنائس حتى يمكن تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية بين أفراد المجتمع بصفة عامة ، يجب الاهتمام بالمؤسسات والهيئات ذات الصلة بالعبادات والإفتاء والوعظ والإرشاد واعمال البر مثل دور العبادة كالمساجد ،والكنائس ، ولجان الإفتاء ولجان الوعظ والإرشاد، ولجان البر والإحسان)
والقادم أشد وأشد..... اقرأ ياسلفي ... اقرأ
(تعتبر الكنيسة المصرية – بمختلف طوائفها- إحدى مكونات المجتمع المصري، وقد لعبت عبر تاريخها الطويل في خدمة القضايا الوطنية المصرية ، وجاء الفتح الإسلامي فساعد الكنيسة القبطية المصرية على القيام بدورها الروحي للأقباط في مصر والشرق.
ومن هنا فإن للكنيسة المصرية دور يجب أن تؤكد عليه وتمارسه بكل فاعلية لتكون كما كانت دائماً عوناً لجهود أبناء الوطن المصري الكبير بمختلف شرائحه للوصول إلى غاية الإصلاح والتغيير المنشودين ، وثورة 1919 م التي أشعلتها الجماهير بكل طوائفها خير شاهد على ذلك.)
حد يفهمني ماذا هو الدور الذي تستطيع ان تقوم به الكنيسة والنصارى لمساعدة المسلمين المصريين
(للكنيسة دور مهم في دعم القيم الثقافية عبرقنوات العمل الإعلامي والثقافي بمختلف ادواته حتى تأخذ الكنائس المصرية بقياداتها الروحية والدينية مكانها في مواجهة التذويب والغزو الفكري والقيمي التي تهب رياحه بصفة دائمة على مصر والعالم العربي والإسلامي في هذا الوقت.)
أقسم بالله أني بكيت عندما قرأت هذا الكلام... أهذا كلام يصدر من أناس يمثلون الدين أمام الناس. لا حول ولا قوة إلا بالله
(على الكنيسة عبء في التصدي للأزمة الأخلاقية والقيمية التي تهدد المجتمع وذلك بنشر القيم الروحية وفعل الخير ونشر الاخلاق الفاضلة وترسيخ قيمة الوحدة الوطنية والترابط بين أبناء الوطن الواحد وتشجيع القدوة الحسنة وفي دعم القيم الأسرية ودعم التضامن والتكافل الاجتماعي بين المسلمين والمسيحيين.)
لا أعرف ماذا أقول؟؟!!
(.............ويقوم التكافل الاجتماعي في الإسلام على مبدأين يوليهما الإسلام أقصى درجة من الأهمية، المبدأ الأول الوحدة والاخوة الإنسانية الكاملة بين البشر. والثاني مصلحة الجماعة وتماسك بنيانها.)
حسبنا الله ونعم الوكيل
إليكم هذا البرنامج السياسي العَـفِـن وأقول السياسي فقط مهما ادَّعوا أن مرجعيتهم دينية فكلامهم يناقض ذلك.
حمل وارفع ضغطك
http://www.islamonline.net/arabic/Daawa/2007/08/ikhwan.pdf (http://www.islamonline.net/arabic/Daawa/2007/08/ikhwan.pdf)
************************************************** *********
الإخوان المسلمون ليسوا معصومون و منهجهم أيضا ليس معصوما
الحمد لله الذى أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة، و رضى لنا الإسلام دينا، و الصلاة و السلام على رسول الله، الذى قد بلغنا الرسالة، و أدى ما عليه من أمانة، و على آله و أصحابه و من دعا بدعوته و استن بسنته إلى يوم الدين .. أما بعد ..
كتبت فيما سبق المقال المسمى "السلفيون ليسوا معصومون، لكن منهج السلفية معصوم" ردا على مقال قد كتبه أحد المنتسبين إلى جماعة الإخوان المسلمين لمدة تزيد عن عشرة سنين، و ألقى فى هذا المقال كثيرا من الشبهات التى يتناقلونها بينهم فى المواقع و المنتديات، بل أرسلوها كتحد لمشايخنا بصورة مباشرة، و قد رد بعض مشايخنا على أهم هذه الشبهات مرارا، و لكنى رأيت أن أرد شبهات هذا المقال بعبارات أبسط و بنقل مقاله كما هو بدون نقصان و بزيادة الرد من عندى بين أقواس باللون الأحمر.
و باختصار شديد، لا يؤمن أحد من السلفيين على اختلاف مشايخهم بعصمة لأي أحد حتى كبار الأئمة كابن باز و بن عثيمين و محمد بن عبد الوهاب و بن القيم و بن تيمية و الأئمة الأربعة و غيرهم، بل حتى أفراد الصحابة (لا مجموعهم) رضى الله عن الجميع و رحمهم الله رحمة واسعة على ما قدموا للإسلام و المسلمين. لكن المنهج الذى سار عليه هؤلاء كلهم و من تبعهم بإحسان منهج معصوم، ألا و هو منهج الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة، قبل دخول البدع و الخرافات و الفلسفات و الكذب على تاريخ الأمة، و قبل تفرق الفرق و الجماعات الحزبية.
و السؤال الآن .. هل الإخوان المسلمون معصومون؟؟؟
لا أعتقد أن أحدا من العقلاء فضلا عن أهل العلم يقول أنهم معصومون؛ لا المتعاطفين مع الجماعة ولا الأعضاء و لا حتى المرشد العام نفسه معصوم. لذلك فإذا أخطأ أحدهم فلن يكون أعلى من النقد و الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر. و هم أنفسهم ينكرون على الحكام إذا رأوا أنهم ظلموا أو أخطأوا، و هم ليسوا حتى من الحكام.
السؤال الثانى و الذى هو محور هذا المقال القصير .. هل المنهج الذى يسير عليه الإخوان المسلمون معصوما؟؟؟
و بعض الجواب سيكون إن شاء الله فى هذه الورقات.
قبل أن تظن بى السوء بأنى لا أريد أن تتوحد هذه الأمة أمام أعدائها، فعليك أن تقرأ مقالى المسمى "تفريق الأمة بين البدع و خلافات الجماعات"، فهدفى - يعلم الله - هو جمع الأمة جمعا صحيحا على المنهج المعصوم قبل وجود خلافات تضاد بين الفصائل المختلفة التى تنتمى إلى هذا الدين، و هذا المنهج قد ضعف أحيانا و لكنه لم يمت و لم يغب لحظة من اللحظات عن أرض الواقع بل و لن يموت، خذله كثير من الناس، لكنه لازال منتصرا و سيظل كذلك لأنه محفوظ بوعد الله ثم بوعد رسوله صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى: {وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ . وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ ومَأْوَاهُمُ النَّارُ ولَبِئْسَ المَصِيرُ}، و قال رسوله صلى الله عليه و سلم "لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى تقوم الساعة"، و غير ذلك من الآيات و الأحاديث التى تبين أن أهل الحق لا زالوا سائرين على الحق منذ بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم و حتى يرث الله الأرض و من عليها، أهل الحق سندهم متصل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، لا برئيس أو زعيم فرقة أو مرشد جماعة أو ما إلى ذلك.
هل لا يوجد غير الإخوان المسلمون فى الساحة يطلق عليها جماعة إسلامية؟
يوجد و للأسف كثير ممن يقال عنهم جماعات إسلامية و الخلافات التى بينهم خلافات تضاد و تصل إلى تكفير الأطراف الأخرى.
هل ما تدين لله به تجاه الإخوان المسلمين مثل ما تدين لله به تجاه الجماعات الأخرى ومنهم مثلا جماعة الشيخ ربيع المدخلي و الشيخ فالح الحربي و غيرهم؟
بالطبع نعم، فيجب على الجميع أن يتحدوا على الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة، و لا بأس أن يشترك الجميع بعد تخليهم عن هذه الجماعات كلها فى أي عمل جماعي غير مبني على الحزبية التى قاعدتها "من ليس معنا فهو عدو"، فأنا لا أرفض العمل الجماعي المنظم، و لكنى أرفض الحزبية التى فرقت الأمة.
تعلمون أيها الأحبة أن العلماء قد قسموا الدين تقسيما نظريا إلى عقيدة و شريعة، بالرغم من أنهم مؤمنون يقينا أن العقيدة و الشريعة لا ينفصلان عن بعضهما، فالعقيدة الصحيحة تجعل الفرد لا ينحرف فى أمور الشريعة، و اتباع الفرد للشريعة الصحيحة أيضا هو الذى يجعله يؤمن بالعقيدة الصحيحة.
و لكى يسهل على طالب العلم تعلم دينه (عقيدة و شريعة)، فإن العلماء قد قسموا العلوم أيضا فى أشهر التقسيمات إلى مثلا: علوم اللغة العربية، أصول الفقه، قواعد فقهية، علوم الحديث و المصطلح، علوم القرآن؛ علم العقيدة، علم الفقه، علم الحديث، السيرة و التأريخ، علم التفسير، علم التربية و التزكية، علم مقارنة الأديان.
لكى نقول على شاب ما أنه طبيب أو مهندس مثلا، فلا بد أنه درس دراسة منهجية مبتدئا بالمرحلة الإبتدائية فالإعدادية فالثانوية فالجامعية، ما يقرب من ربع قرن و هو يتعلم كى يحصل فقط على شهادة تثبت أنه مهندس أو طبيب. بل بعد كل هذا لابد من أن يزيد من خبرته النظرية بدورات علمية و شهادات أخرى كالماجستير و الدكتوراة، و يزيد أيضا من خبرته العملية التى تجعلنا بعد كل هذا نثق فى علمه و خبرته كى نأمنه على أرواح العباد.
هل تعلمون يا أمة محمد صلى الله عليه و سلم أن الدين أهم من أرواح العباد، لأنه هو الذى سيحدد مصير الإنسان جسدا و روحا بعد ذلك أإلى سعادة أم إلى شقاء؟
إذا علمنا ذلك فلا بد أن نعلم يقينا من أين نأخذ ديننا؛ كل عالم يجب أن يكون سلفي المنهج، كل طالب علم يجب أن يتعلم من العلماء السلفيين، كل عامي بسيط يجب أن يجتهد وسعه فى اختيار من يفتيه بأن يكون فى اعتقاده يقينا أنه من أهل العلم المخلصين، لا أن شكله يعجبه أو أن أسلوبه يجذبه أو أن لحيته طويلة أو قصيرة أو أنه يلبس كذا أو أنه تخرج من جامعة كذا لا من جامعة كذا.
من أين يأخذ الإخوان المسلمون دينهم؟
الإخوان المسلمون ليس لهم منهج معين، فمنهم السلفي!، العلماني، المعتزلي (يقولون العقلاني!)، التكفيري (أتباع الخوارج)، الأشعري، الصوفي، الشيعي، و منهم المخلط الذى يخلط بين أنواع كثيرة من البدع و الفرق الضالة !!!؛ فالإخوان حزب سياسي يستخدم الدين كوسيلة لكسب عواطف الشعوب الإسلامية كى يصل هذا الحزب إلى الحكم، ثم بعد ذلك ليطبقوا الديمقراطية دون تحيز إلى طائفة دون طائفة كما يفعل بعض الديكتاتوريون!، قد يغضب منى أخ و يقول إتق الله و أنصف، إنهم يريدون تحكيم الشريعة الإسلامية!، فأقول إنهم يصرحون بما أقوله لك و لك أن تتثبت و سأساعدك فى ذلك، ثانيا اسأل المرشد العام أو حتى كبار الأعضاء و الذين تأخذ منهم التصريحات التى تخرج موثقة عن الجماعة و قل له: صرح أمام العالم تصريحا موثقا، كما كان يصرح بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى لم يكن دينه مبنيا على التقية، صرح بأن الشريعة الإسلامية و منها الحدود (التى فى سورة النور مثلا) صالحة لكل زمان و مكان و تطالب الجماعة بتحكيمها، و أن الجماعة ستسعى لعمل هيئة للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر مثلا - فى حكومتها التى ستحكم بما أنزل الله طبعا - لتطهر البلاد من المعاصى التى يجهر أصحابها بها فى كل مكان مثل محلات بيع الخمور، أماكن الدعارة، السياحة الجنسية، البنوك الربوية، وما إلى ذلك؛ و أنا أشهد الله إن فعل ذلك أنى مستعد أن أقبل يديه أمام العالم كله، و لتصورنى جميع قنوات العالم الفضائية؛ إن ديننا حق و لا نستحيي منه، و نتحدى به كل من يخالفنا.
هل يتعلم الإخوان المسلمون العلوم الشرعية؟
كما ضربت مثالا بالأعلى يبين أن الكلام فى دين الله ليس لعبة، فالإفتاء و القضاء و الحكم بين الناس يجب ألا يكون عن هوى، بل عن علم ناتج عن سنين من طلب العلم و الذل بين أيدى العلماء لدراسة هذه العلوم ثم تطبيقها تطبيقا عمليا فى دنيا الناس، إذا علمت هذا فانظر إلى حال المرشد العام أو مرشد كل دولة ثم قارن بين العلم الذى هو عليه عقيدة و شريعة ثم قارن بينه و بين المنهج السلفي.
قد تقول لى أليس منهم الشيخ أو العالم فلان؟
تجد أن من عنده علم منهم و يحسب على العلماء و كتبه قيمة، لا يمكننوه من الإرشاد العام بالرغم من أنه من أعضاء الجماعة، و لكنهم لا يطردوه من الجماعة كى يستخدمونه فى لعبة "الورقة البيضاء" التى قد بينت أنها سياسة يستخدمونها ككارت إرهاب لإسكات من يهاجم الجماعة و يصفهم بالعنصرية و الجهل.
هل يعلم الإخوان المسلمون العلوم الشرعية للمنتسبين إليهم؟
تجد أن الشاب يسير خلف الجماعة سنينا يوزع المنشورات و يقوم بالمظاهرات و الإعتصامات و ما إلى ذلك من أوامر المسئولين عنه فى الجماعة، و لا يدرى شيئا عما يقوم بتوزيعه حتى، بل قد رأيت أحدهم يتكلم مع زميل له بحماس شديد و عصبية، فيقول له هل ستأتى إلى المظاهرة يوم الجمعة القادم "دا ها تولع" أى أن الأمر سيحتدم؟
فقال له صديقه لم؟ قال لا أعلم .. و لكنهم يقولون ذلك. يخرج إلى مظاهرة تسال فيها الدماء و تنتهك فيها الحرمات و لا يدرى!!!، إنها الفتن التى أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا يدرى القاتل فيم قَتل، و لا المقتول فيم قُتل". أرأيت كيف يربون الأتباع على الطاعة العمياء؛ و يعرف هذا من انتمى إليهم و حتى من لم ينتم.
بل إنك تجد المنتمين إليهم يتحدثون عن أخطاء علماء المسلمين الكبار، و هو لا يدرى الفرق بين الحديث الصحيح و الموضوع مثلا!، فكثيرا ما ستجد هؤلاء الأغرار يقولون أخطأ بن باز فى كذا و الألباني فى كذا و غيرهم، و إذا تناقشت معه فى أخطاء القرضاوي الشنعاء مثلا، فستجده يقول إنه عالم و أنت لست أعلم منه!، أو تجده يبرر أخطاءه التى يستنكرها لا أقول العلماء و طلبة العلم بل يستنكرها العامة أيضا (مثل عزائه لبابا الفاتيكان (رحمه الله على مذهب القرضاوي))؛ و ستجدهم يحفظون الأتباع الرد على الشبهات المثارة ضد الجماعة و يعطونهم كتبا فى ذلك، و هى كتب مليئة بالشبهات و المتناقضات، و قد رد العلماء عليها بفضل الله جملة و تفصيلا.
و الأشر من ذلك الأعضاء الذين يتعلمون العلم ليجادلوا عن الجماعة و يضفوا عليها الصبغة الشرعية، و ذلك ببتر النصوص و أقوال العلماء التى تروق لهم و تؤيد أفكارهم، قال الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله:
"إن الذي يريد الشذوذ عن الحق، يتبع الشاذ من قول العلماء، ويتعلق بزلاتهم، والذي يؤم الحق في نفسه، يتبع المشهور من قول جماعتهم، وينقلب مع جمهورهم، فهما آيتان بينتان يستدل بهما على اتباع الرجل وعلى ابتداعه".
و قال سليمان التيمي: "لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله"، قال ابن عبد البر معقبا: ( هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا ) [جامع بيان العلم وفضله].
ما يقال عن الإخوان المسلمين يقال أيضا مثله عن الجماعات المنشقة عنهم أو غير المنشقة، كالإخوان القطبيين، و الجماعة الإسلامية، و جماعة الجهاد و التكفير و الهجرة، و جماعة التبليغ، و غيرهم؛ فكلما أعجب أحد كبارهم عقله و فكره أنشأ جماعة خاصة به و شق صف المسلمين و وحدتهم و كفر أو ضلل كل من خالفه!!!
و أنا الآن سأطرح عدة تساؤلات لتساعد الباحث عن الحقيقة لنعرف بعض الحقائق التى لا يمكن إغفالها فى الوقت الراهن، خصوصا لمن أراد التقريب مع الجماعة:
1- إذا كان أمامنا ماء عذبا صافيا (السلفية)، و ماء آخر عكرا (المبدعة و الجماعات)، فهل يجوز علينا و نحن عقلاء أن نستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير؟
2- ماذا عن حصاد الجماعة لمدة قرن من الزمان إلا بعض سنين، ماذا لو كان نفس جهدهم موجه لتعليم الناس أمور دينهم على منهج السلف الصالح، ألم يكن هذا أفضل من هذا النبات النكد الخارج من الجماعة {والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإذْنِ رَبِّهِ والَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إلاَّ نَكِداً}؟
3- لماذا استخدام قضية فلسطين على الأخص كحصان طروادة الذى يركب لدغدغة عواطف المسلمين للتعاطف مع جماعتكم، بالرغم من أن هناك قضايا أخرى هامة جدا غيرها تتغافلون عنها، بل حتى لا تريدون السلفيين فى فلسطين دعمكم فيها (تحت إمرتكم خداما لكم بشرط تطبيق الشريعة) ثم تشوهون صورتهم أمام العالم؟
4- لماذا يتواتر على ألسنة المنتمين إليكم دائما على علماء الدين الإسلامي أنهم "علماء المراحيض" لأنهم يشرحون فقه الطهارة و الغسل و ما إلى ذلك!، أليس هذا من الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة، أم أنه ليس له قيمة فى هذا الزمان؟
5- لماذا يتواتر على ألسنة المنتمين إليكم دائما على علماء الدين الإسلامي أنهم "علماء السلطة" و "أتباع ذيل بغلة السلطان"، مع أنه من المعلوم جيدا أن علماء السلفية لا فى عصرنا و لا فيما مضى كانوا يسعون لإرضاء السلطان على حساب الدين، إن كان المقصود هو عدم الخروج عليه لتمكينكم من الحكم فى "مصر" مثلا، فلماذا لا يقال مثله فى "قطر" مثلا، هل الحكم عندنا يختلف أم الحاكم أم الشعب؟
6- لماذا المقامرة بأرواح العباد و مصير البلاد، هل الفوضى الخلاقة! من الدين الإسلامي، لماذا لا تراعى المصالح و المفاسد فى إنكار المنكرات عندكم؟ إن خالدا رضى الله عنه حينما وجد أن قوة جيشه لا تتحمل قوة أعداد النصارى الهائلة تراجع بذكاء شديد و لم يعرض الجيش للهلكة، فقال بعض الناس: أنتم الفرار، فقال صلى الله عليه و سلم "بل أنتم الكرار"؛ الخطط الماسونية التى يحاولون تطبيقها الآن (من 2012 إلى 2019 على الأكثر) لتصفية أكبر عدد ممكن من أعدائهم (المسلمين) خصوصا من الشباب، ألا تخافون على الشباب من الوقوع فى براثنها، و قد رأينا بأعيننا بعض العملاء يريد تصفية شعبه تنفيذا لنفس فيلم حرب أمريكا على العراق.
7- هل الآيات و الأحاديث الواردة فى النكير و الوعيد بالعذاب الشديد فى ذم علماء السوء و القول على الله بغير علم و إحلال الحرام و تحريم الحلال، لا تنطبق على أى منتم لجماعة الإخوان المسلمين؟ أم أن هناك استثناء فى دين الله؟.
8- هل هناك مذهب فقهي مبنى على تبنى الآراء الشاذة و اختيار أى كلام لأى قائل من العلماء سواء وافق أم خالف الكتاب و السنة؟.
9- جماعتكم تضم كل أهل البدع بلا استثناء، فماذا نفعل فى الآيات و الأحاديث التى خصصت جماعة المسلمين و وعدتهم بالنجاة و ذمت المبتدعة و وعدتهم بالنار، و أمرت بالرجوع إلى الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح وقت النزاع؟
10- لنفترض جدلا أن الشيخ "أبو النور المقدسي" رحمه الله و من تبعه كانوا من الخوارج التكفيريين، بل قولوا حتى أنهم من الكفار الأصليين، إذا كنت أيها العالم الجليل أعلم أهل الأرض كما يزعمون، قد بررت و لم تعتذر عما فعلته حكومة حماس معهم - و فى نفس الوقت تعزى بابا الفاتيكان! – أنا أسألك ثلاث أسئلة:
. كيف تصنع بـ "لا إله إلا الله" إذا جائت يوم القيامة، و أنت تحفظ الحديث.
. هل إذا كانوا من الشيعة كنت ستبرر أيضا ما قد حدث.
. لماذا لم تخف من الكفار أن يقولوا "إن الإخوان يقتلون السلفيين"؟
من و صلته رسالتى هذه فليرسلها إلى عناصر الجماعات الإسلامية، كى يسهل علينا التقريب بينهم على بصيرة، و ليس على التقية و ترك إنكار المنكر و الأمر بالمعروف.
و إليكم هذا الكتاب القيم الذى قدم لنا ..
الخطوط العريضة لجماعة الإخوان المسلمين وخلافتهم المرتقبة
(رسالة إلى العقلاء والمغرر بهم من شباب الإخوان المسلمين(
تأليف: الشيخ نعمان الوتر حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر المؤمنين والصلاة والسلام على قامع الكفار والمنافقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه فرسان العقيدة والدين .
أما بعد ...
والله لا أدري ما أقول ... فلقد قرأت وسمعت وخَبَرْتُ الإخوان المسلمين ومنهجهم ولكن أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من السفه والانحراف عن الجادة فإنا لله وإنا إليه راجعون.
في التصريحات واللقاءات الاخيرة لأعضاء وقياديي بل والمرشد العام للجماعة كانوا يقولون انتظروا برنامج الحزب ففيه الإجابات الشافية. وياليتهم ما أصدروا هذا البرنامج الأهوج.
سأكتفي بذكر مقتطفات بسيطة جداً من الركام والزخم الموجود في هذا البرنامج الذي إن قرأه من لم يعرف جهة إصداره ظنَّ بل أيقن أنها ليست جهة إسلامية أو تَمُتُّ للإسلام الصحيح بصلة.
في الباب الأول( مباديء وتوجهات الحزب)
الفصل الأول ( الأسس والمنطلقات) ذكروا ثمانية أسس آخرهم وأفجعهم :
(كفالة حق المواطن في الحياة والصحة والعمل والتعليم والسكن وحرية الرأي والاعتقاد)
والكلمة عامة لا تحتمل أي تأويل فهذا برنامج صادر للشعب والحكومة وروجع أكثر من مرة ولا أظنهم سيتراجعون عنه في الإصدارات القادمة إن أصدروا.
فإلى الله المشتكى.
اقرأوا هذا الركام وهذه المصيبة الكبيرة:
(الإخوان يدعون الحكومة إلى الاهتمام بالكنائس حتى يمكن تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية بين أفراد المجتمع بصفة عامة ، يجب الاهتمام بالمؤسسات والهيئات ذات الصلة بالعبادات والإفتاء والوعظ والإرشاد واعمال البر مثل دور العبادة كالمساجد ،والكنائس ، ولجان الإفتاء ولجان الوعظ والإرشاد، ولجان البر والإحسان)
والقادم أشد وأشد..... اقرأ ياسلفي ... اقرأ
(تعتبر الكنيسة المصرية – بمختلف طوائفها- إحدى مكونات المجتمع المصري، وقد لعبت عبر تاريخها الطويل في خدمة القضايا الوطنية المصرية ، وجاء الفتح الإسلامي فساعد الكنيسة القبطية المصرية على القيام بدورها الروحي للأقباط في مصر والشرق.
ومن هنا فإن للكنيسة المصرية دور يجب أن تؤكد عليه وتمارسه بكل فاعلية لتكون كما كانت دائماً عوناً لجهود أبناء الوطن المصري الكبير بمختلف شرائحه للوصول إلى غاية الإصلاح والتغيير المنشودين ، وثورة 1919 م التي أشعلتها الجماهير بكل طوائفها خير شاهد على ذلك.)
حد يفهمني ماذا هو الدور الذي تستطيع ان تقوم به الكنيسة والنصارى لمساعدة المسلمين المصريين
(للكنيسة دور مهم في دعم القيم الثقافية عبرقنوات العمل الإعلامي والثقافي بمختلف ادواته حتى تأخذ الكنائس المصرية بقياداتها الروحية والدينية مكانها في مواجهة التذويب والغزو الفكري والقيمي التي تهب رياحه بصفة دائمة على مصر والعالم العربي والإسلامي في هذا الوقت.)
أقسم بالله أني بكيت عندما قرأت هذا الكلام... أهذا كلام يصدر من أناس يمثلون الدين أمام الناس. لا حول ولا قوة إلا بالله
(على الكنيسة عبء في التصدي للأزمة الأخلاقية والقيمية التي تهدد المجتمع وذلك بنشر القيم الروحية وفعل الخير ونشر الاخلاق الفاضلة وترسيخ قيمة الوحدة الوطنية والترابط بين أبناء الوطن الواحد وتشجيع القدوة الحسنة وفي دعم القيم الأسرية ودعم التضامن والتكافل الاجتماعي بين المسلمين والمسيحيين.)
لا أعرف ماذا أقول؟؟!!
(.............ويقوم التكافل الاجتماعي في الإسلام على مبدأين يوليهما الإسلام أقصى درجة من الأهمية، المبدأ الأول الوحدة والاخوة الإنسانية الكاملة بين البشر. والثاني مصلحة الجماعة وتماسك بنيانها.)
حسبنا الله ونعم الوكيل
إليكم هذا البرنامج السياسي العَـفِـن وأقول السياسي فقط مهما ادَّعوا أن مرجعيتهم دينية فكلامهم يناقض ذلك.
حمل وارفع ضغطك
http://www.islamonline.net/arabic/Daawa/2007/08/ikhwan.pdf (http://www.islamonline.net/arabic/Daawa/2007/08/ikhwan.pdf)
************************************************** *********
الإخوان المسلمون ليسوا معصومون و منهجهم أيضا ليس معصوما
الحمد لله الذى أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة، و رضى لنا الإسلام دينا، و الصلاة و السلام على رسول الله، الذى قد بلغنا الرسالة، و أدى ما عليه من أمانة، و على آله و أصحابه و من دعا بدعوته و استن بسنته إلى يوم الدين .. أما بعد ..
كتبت فيما سبق المقال المسمى "السلفيون ليسوا معصومون، لكن منهج السلفية معصوم" ردا على مقال قد كتبه أحد المنتسبين إلى جماعة الإخوان المسلمين لمدة تزيد عن عشرة سنين، و ألقى فى هذا المقال كثيرا من الشبهات التى يتناقلونها بينهم فى المواقع و المنتديات، بل أرسلوها كتحد لمشايخنا بصورة مباشرة، و قد رد بعض مشايخنا على أهم هذه الشبهات مرارا، و لكنى رأيت أن أرد شبهات هذا المقال بعبارات أبسط و بنقل مقاله كما هو بدون نقصان و بزيادة الرد من عندى بين أقواس باللون الأحمر.
و باختصار شديد، لا يؤمن أحد من السلفيين على اختلاف مشايخهم بعصمة لأي أحد حتى كبار الأئمة كابن باز و بن عثيمين و محمد بن عبد الوهاب و بن القيم و بن تيمية و الأئمة الأربعة و غيرهم، بل حتى أفراد الصحابة (لا مجموعهم) رضى الله عن الجميع و رحمهم الله رحمة واسعة على ما قدموا للإسلام و المسلمين. لكن المنهج الذى سار عليه هؤلاء كلهم و من تبعهم بإحسان منهج معصوم، ألا و هو منهج الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة، قبل دخول البدع و الخرافات و الفلسفات و الكذب على تاريخ الأمة، و قبل تفرق الفرق و الجماعات الحزبية.
و السؤال الآن .. هل الإخوان المسلمون معصومون؟؟؟
لا أعتقد أن أحدا من العقلاء فضلا عن أهل العلم يقول أنهم معصومون؛ لا المتعاطفين مع الجماعة ولا الأعضاء و لا حتى المرشد العام نفسه معصوم. لذلك فإذا أخطأ أحدهم فلن يكون أعلى من النقد و الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر. و هم أنفسهم ينكرون على الحكام إذا رأوا أنهم ظلموا أو أخطأوا، و هم ليسوا حتى من الحكام.
السؤال الثانى و الذى هو محور هذا المقال القصير .. هل المنهج الذى يسير عليه الإخوان المسلمون معصوما؟؟؟
و بعض الجواب سيكون إن شاء الله فى هذه الورقات.
قبل أن تظن بى السوء بأنى لا أريد أن تتوحد هذه الأمة أمام أعدائها، فعليك أن تقرأ مقالى المسمى "تفريق الأمة بين البدع و خلافات الجماعات"، فهدفى - يعلم الله - هو جمع الأمة جمعا صحيحا على المنهج المعصوم قبل وجود خلافات تضاد بين الفصائل المختلفة التى تنتمى إلى هذا الدين، و هذا المنهج قد ضعف أحيانا و لكنه لم يمت و لم يغب لحظة من اللحظات عن أرض الواقع بل و لن يموت، خذله كثير من الناس، لكنه لازال منتصرا و سيظل كذلك لأنه محفوظ بوعد الله ثم بوعد رسوله صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى: {وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ . وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ ومَأْوَاهُمُ النَّارُ ولَبِئْسَ المَصِيرُ}، و قال رسوله صلى الله عليه و سلم "لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى تقوم الساعة"، و غير ذلك من الآيات و الأحاديث التى تبين أن أهل الحق لا زالوا سائرين على الحق منذ بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم و حتى يرث الله الأرض و من عليها، أهل الحق سندهم متصل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، لا برئيس أو زعيم فرقة أو مرشد جماعة أو ما إلى ذلك.
هل لا يوجد غير الإخوان المسلمون فى الساحة يطلق عليها جماعة إسلامية؟
يوجد و للأسف كثير ممن يقال عنهم جماعات إسلامية و الخلافات التى بينهم خلافات تضاد و تصل إلى تكفير الأطراف الأخرى.
هل ما تدين لله به تجاه الإخوان المسلمين مثل ما تدين لله به تجاه الجماعات الأخرى ومنهم مثلا جماعة الشيخ ربيع المدخلي و الشيخ فالح الحربي و غيرهم؟
بالطبع نعم، فيجب على الجميع أن يتحدوا على الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة، و لا بأس أن يشترك الجميع بعد تخليهم عن هذه الجماعات كلها فى أي عمل جماعي غير مبني على الحزبية التى قاعدتها "من ليس معنا فهو عدو"، فأنا لا أرفض العمل الجماعي المنظم، و لكنى أرفض الحزبية التى فرقت الأمة.
تعلمون أيها الأحبة أن العلماء قد قسموا الدين تقسيما نظريا إلى عقيدة و شريعة، بالرغم من أنهم مؤمنون يقينا أن العقيدة و الشريعة لا ينفصلان عن بعضهما، فالعقيدة الصحيحة تجعل الفرد لا ينحرف فى أمور الشريعة، و اتباع الفرد للشريعة الصحيحة أيضا هو الذى يجعله يؤمن بالعقيدة الصحيحة.
و لكى يسهل على طالب العلم تعلم دينه (عقيدة و شريعة)، فإن العلماء قد قسموا العلوم أيضا فى أشهر التقسيمات إلى مثلا: علوم اللغة العربية، أصول الفقه، قواعد فقهية، علوم الحديث و المصطلح، علوم القرآن؛ علم العقيدة، علم الفقه، علم الحديث، السيرة و التأريخ، علم التفسير، علم التربية و التزكية، علم مقارنة الأديان.
لكى نقول على شاب ما أنه طبيب أو مهندس مثلا، فلا بد أنه درس دراسة منهجية مبتدئا بالمرحلة الإبتدائية فالإعدادية فالثانوية فالجامعية، ما يقرب من ربع قرن و هو يتعلم كى يحصل فقط على شهادة تثبت أنه مهندس أو طبيب. بل بعد كل هذا لابد من أن يزيد من خبرته النظرية بدورات علمية و شهادات أخرى كالماجستير و الدكتوراة، و يزيد أيضا من خبرته العملية التى تجعلنا بعد كل هذا نثق فى علمه و خبرته كى نأمنه على أرواح العباد.
هل تعلمون يا أمة محمد صلى الله عليه و سلم أن الدين أهم من أرواح العباد، لأنه هو الذى سيحدد مصير الإنسان جسدا و روحا بعد ذلك أإلى سعادة أم إلى شقاء؟
إذا علمنا ذلك فلا بد أن نعلم يقينا من أين نأخذ ديننا؛ كل عالم يجب أن يكون سلفي المنهج، كل طالب علم يجب أن يتعلم من العلماء السلفيين، كل عامي بسيط يجب أن يجتهد وسعه فى اختيار من يفتيه بأن يكون فى اعتقاده يقينا أنه من أهل العلم المخلصين، لا أن شكله يعجبه أو أن أسلوبه يجذبه أو أن لحيته طويلة أو قصيرة أو أنه يلبس كذا أو أنه تخرج من جامعة كذا لا من جامعة كذا.
من أين يأخذ الإخوان المسلمون دينهم؟
الإخوان المسلمون ليس لهم منهج معين، فمنهم السلفي!، العلماني، المعتزلي (يقولون العقلاني!)، التكفيري (أتباع الخوارج)، الأشعري، الصوفي، الشيعي، و منهم المخلط الذى يخلط بين أنواع كثيرة من البدع و الفرق الضالة !!!؛ فالإخوان حزب سياسي يستخدم الدين كوسيلة لكسب عواطف الشعوب الإسلامية كى يصل هذا الحزب إلى الحكم، ثم بعد ذلك ليطبقوا الديمقراطية دون تحيز إلى طائفة دون طائفة كما يفعل بعض الديكتاتوريون!، قد يغضب منى أخ و يقول إتق الله و أنصف، إنهم يريدون تحكيم الشريعة الإسلامية!، فأقول إنهم يصرحون بما أقوله لك و لك أن تتثبت و سأساعدك فى ذلك، ثانيا اسأل المرشد العام أو حتى كبار الأعضاء و الذين تأخذ منهم التصريحات التى تخرج موثقة عن الجماعة و قل له: صرح أمام العالم تصريحا موثقا، كما كان يصرح بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى لم يكن دينه مبنيا على التقية، صرح بأن الشريعة الإسلامية و منها الحدود (التى فى سورة النور مثلا) صالحة لكل زمان و مكان و تطالب الجماعة بتحكيمها، و أن الجماعة ستسعى لعمل هيئة للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر مثلا - فى حكومتها التى ستحكم بما أنزل الله طبعا - لتطهر البلاد من المعاصى التى يجهر أصحابها بها فى كل مكان مثل محلات بيع الخمور، أماكن الدعارة، السياحة الجنسية، البنوك الربوية، وما إلى ذلك؛ و أنا أشهد الله إن فعل ذلك أنى مستعد أن أقبل يديه أمام العالم كله، و لتصورنى جميع قنوات العالم الفضائية؛ إن ديننا حق و لا نستحيي منه، و نتحدى به كل من يخالفنا.
هل يتعلم الإخوان المسلمون العلوم الشرعية؟
كما ضربت مثالا بالأعلى يبين أن الكلام فى دين الله ليس لعبة، فالإفتاء و القضاء و الحكم بين الناس يجب ألا يكون عن هوى، بل عن علم ناتج عن سنين من طلب العلم و الذل بين أيدى العلماء لدراسة هذه العلوم ثم تطبيقها تطبيقا عمليا فى دنيا الناس، إذا علمت هذا فانظر إلى حال المرشد العام أو مرشد كل دولة ثم قارن بين العلم الذى هو عليه عقيدة و شريعة ثم قارن بينه و بين المنهج السلفي.
قد تقول لى أليس منهم الشيخ أو العالم فلان؟
تجد أن من عنده علم منهم و يحسب على العلماء و كتبه قيمة، لا يمكننوه من الإرشاد العام بالرغم من أنه من أعضاء الجماعة، و لكنهم لا يطردوه من الجماعة كى يستخدمونه فى لعبة "الورقة البيضاء" التى قد بينت أنها سياسة يستخدمونها ككارت إرهاب لإسكات من يهاجم الجماعة و يصفهم بالعنصرية و الجهل.
هل يعلم الإخوان المسلمون العلوم الشرعية للمنتسبين إليهم؟
تجد أن الشاب يسير خلف الجماعة سنينا يوزع المنشورات و يقوم بالمظاهرات و الإعتصامات و ما إلى ذلك من أوامر المسئولين عنه فى الجماعة، و لا يدرى شيئا عما يقوم بتوزيعه حتى، بل قد رأيت أحدهم يتكلم مع زميل له بحماس شديد و عصبية، فيقول له هل ستأتى إلى المظاهرة يوم الجمعة القادم "دا ها تولع" أى أن الأمر سيحتدم؟
فقال له صديقه لم؟ قال لا أعلم .. و لكنهم يقولون ذلك. يخرج إلى مظاهرة تسال فيها الدماء و تنتهك فيها الحرمات و لا يدرى!!!، إنها الفتن التى أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا يدرى القاتل فيم قَتل، و لا المقتول فيم قُتل". أرأيت كيف يربون الأتباع على الطاعة العمياء؛ و يعرف هذا من انتمى إليهم و حتى من لم ينتم.
بل إنك تجد المنتمين إليهم يتحدثون عن أخطاء علماء المسلمين الكبار، و هو لا يدرى الفرق بين الحديث الصحيح و الموضوع مثلا!، فكثيرا ما ستجد هؤلاء الأغرار يقولون أخطأ بن باز فى كذا و الألباني فى كذا و غيرهم، و إذا تناقشت معه فى أخطاء القرضاوي الشنعاء مثلا، فستجده يقول إنه عالم و أنت لست أعلم منه!، أو تجده يبرر أخطاءه التى يستنكرها لا أقول العلماء و طلبة العلم بل يستنكرها العامة أيضا (مثل عزائه لبابا الفاتيكان (رحمه الله على مذهب القرضاوي))؛ و ستجدهم يحفظون الأتباع الرد على الشبهات المثارة ضد الجماعة و يعطونهم كتبا فى ذلك، و هى كتب مليئة بالشبهات و المتناقضات، و قد رد العلماء عليها بفضل الله جملة و تفصيلا.
و الأشر من ذلك الأعضاء الذين يتعلمون العلم ليجادلوا عن الجماعة و يضفوا عليها الصبغة الشرعية، و ذلك ببتر النصوص و أقوال العلماء التى تروق لهم و تؤيد أفكارهم، قال الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله:
"إن الذي يريد الشذوذ عن الحق، يتبع الشاذ من قول العلماء، ويتعلق بزلاتهم، والذي يؤم الحق في نفسه، يتبع المشهور من قول جماعتهم، وينقلب مع جمهورهم، فهما آيتان بينتان يستدل بهما على اتباع الرجل وعلى ابتداعه".
و قال سليمان التيمي: "لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله"، قال ابن عبد البر معقبا: ( هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا ) [جامع بيان العلم وفضله].
ما يقال عن الإخوان المسلمين يقال أيضا مثله عن الجماعات المنشقة عنهم أو غير المنشقة، كالإخوان القطبيين، و الجماعة الإسلامية، و جماعة الجهاد و التكفير و الهجرة، و جماعة التبليغ، و غيرهم؛ فكلما أعجب أحد كبارهم عقله و فكره أنشأ جماعة خاصة به و شق صف المسلمين و وحدتهم و كفر أو ضلل كل من خالفه!!!
و أنا الآن سأطرح عدة تساؤلات لتساعد الباحث عن الحقيقة لنعرف بعض الحقائق التى لا يمكن إغفالها فى الوقت الراهن، خصوصا لمن أراد التقريب مع الجماعة:
1- إذا كان أمامنا ماء عذبا صافيا (السلفية)، و ماء آخر عكرا (المبدعة و الجماعات)، فهل يجوز علينا و نحن عقلاء أن نستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير؟
2- ماذا عن حصاد الجماعة لمدة قرن من الزمان إلا بعض سنين، ماذا لو كان نفس جهدهم موجه لتعليم الناس أمور دينهم على منهج السلف الصالح، ألم يكن هذا أفضل من هذا النبات النكد الخارج من الجماعة {والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإذْنِ رَبِّهِ والَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إلاَّ نَكِداً}؟
3- لماذا استخدام قضية فلسطين على الأخص كحصان طروادة الذى يركب لدغدغة عواطف المسلمين للتعاطف مع جماعتكم، بالرغم من أن هناك قضايا أخرى هامة جدا غيرها تتغافلون عنها، بل حتى لا تريدون السلفيين فى فلسطين دعمكم فيها (تحت إمرتكم خداما لكم بشرط تطبيق الشريعة) ثم تشوهون صورتهم أمام العالم؟
4- لماذا يتواتر على ألسنة المنتمين إليكم دائما على علماء الدين الإسلامي أنهم "علماء المراحيض" لأنهم يشرحون فقه الطهارة و الغسل و ما إلى ذلك!، أليس هذا من الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة، أم أنه ليس له قيمة فى هذا الزمان؟
5- لماذا يتواتر على ألسنة المنتمين إليكم دائما على علماء الدين الإسلامي أنهم "علماء السلطة" و "أتباع ذيل بغلة السلطان"، مع أنه من المعلوم جيدا أن علماء السلفية لا فى عصرنا و لا فيما مضى كانوا يسعون لإرضاء السلطان على حساب الدين، إن كان المقصود هو عدم الخروج عليه لتمكينكم من الحكم فى "مصر" مثلا، فلماذا لا يقال مثله فى "قطر" مثلا، هل الحكم عندنا يختلف أم الحاكم أم الشعب؟
6- لماذا المقامرة بأرواح العباد و مصير البلاد، هل الفوضى الخلاقة! من الدين الإسلامي، لماذا لا تراعى المصالح و المفاسد فى إنكار المنكرات عندكم؟ إن خالدا رضى الله عنه حينما وجد أن قوة جيشه لا تتحمل قوة أعداد النصارى الهائلة تراجع بذكاء شديد و لم يعرض الجيش للهلكة، فقال بعض الناس: أنتم الفرار، فقال صلى الله عليه و سلم "بل أنتم الكرار"؛ الخطط الماسونية التى يحاولون تطبيقها الآن (من 2012 إلى 2019 على الأكثر) لتصفية أكبر عدد ممكن من أعدائهم (المسلمين) خصوصا من الشباب، ألا تخافون على الشباب من الوقوع فى براثنها، و قد رأينا بأعيننا بعض العملاء يريد تصفية شعبه تنفيذا لنفس فيلم حرب أمريكا على العراق.
7- هل الآيات و الأحاديث الواردة فى النكير و الوعيد بالعذاب الشديد فى ذم علماء السوء و القول على الله بغير علم و إحلال الحرام و تحريم الحلال، لا تنطبق على أى منتم لجماعة الإخوان المسلمين؟ أم أن هناك استثناء فى دين الله؟.
8- هل هناك مذهب فقهي مبنى على تبنى الآراء الشاذة و اختيار أى كلام لأى قائل من العلماء سواء وافق أم خالف الكتاب و السنة؟.
9- جماعتكم تضم كل أهل البدع بلا استثناء، فماذا نفعل فى الآيات و الأحاديث التى خصصت جماعة المسلمين و وعدتهم بالنجاة و ذمت المبتدعة و وعدتهم بالنار، و أمرت بالرجوع إلى الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح وقت النزاع؟
10- لنفترض جدلا أن الشيخ "أبو النور المقدسي" رحمه الله و من تبعه كانوا من الخوارج التكفيريين، بل قولوا حتى أنهم من الكفار الأصليين، إذا كنت أيها العالم الجليل أعلم أهل الأرض كما يزعمون، قد بررت و لم تعتذر عما فعلته حكومة حماس معهم - و فى نفس الوقت تعزى بابا الفاتيكان! – أنا أسألك ثلاث أسئلة:
. كيف تصنع بـ "لا إله إلا الله" إذا جائت يوم القيامة، و أنت تحفظ الحديث.
. هل إذا كانوا من الشيعة كنت ستبرر أيضا ما قد حدث.
. لماذا لم تخف من الكفار أن يقولوا "إن الإخوان يقتلون السلفيين"؟
من و صلته رسالتى هذه فليرسلها إلى عناصر الجماعات الإسلامية، كى يسهل علينا التقريب بينهم على بصيرة، و ليس على التقية و ترك إنكار المنكر و الأمر بالمعروف.
و إليكم هذا الكتاب القيم الذى قدم لنا ..
الخطوط العريضة لجماعة الإخوان المسلمين وخلافتهم المرتقبة
(رسالة إلى العقلاء والمغرر بهم من شباب الإخوان المسلمين(
تأليف: الشيخ نعمان الوتر حفظه الله