هاني الغريب
20-09-2011, 12:23 AM
عباد الرحمن من سورة الفرقان
القرآن الكريم هو: ـ كلام الحق تبارك وتعالى المُنزل على نبينا صلوات ربي وتسليماته عليه عن طريق الوحي ؛ وهو ما بين دفتي المصحف الشريف .
* *ما اشتملت عليه الآيات: ــ
من رحمة الحق تبارك وتعالى بين عباده أنه أنعم عليهم بنعمة المحبة والمودة ؛ وجعل بينهم صلات قوية , ومن هنا كانت الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة . فما صفات عباد الرحمن ؟
وحول هذا المعنى تدور هذه الآيات .
* * *النص : ــ
يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الحكيم : ـ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif "" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) " .
* * *المفردات اللغوية: ــ
عباد
م عبد × الحر وأصل العُبُودية لله الخضوع والذل لله .
الرحمن
اسم مشتق من الرحمة ومعناها الرقة والتعطف و المَرْحَمَةُ .
هوناً
الهَوْنُ السكينة والوقار × السير في هرولة وتكبر .
خاطبهم
أي بما يكرهونه أنهم يتحملون ما يرد عليهم من أذى أهل الجهل والسفه .
سلاماً
أي تسلماً منك أي قولاً يسلمون فيه من الإثم .
يبيتون
من البيتوتة وهي إدراك الليل سواء نام فيه أم لا أي يصلون لله ما بـين سجود فـي صلاتهم وقـيام
الجاهلون
الجهل ضد العلم والمقصود بها الجاهلون بالله .
سجداً
م ساجد , َسجَدَ خضع ومنه سُجُودُ الصلاة وهو وضع الجبهة على الأرض أي على وجوههم .
قياما
م قائم , يعبدون اللَّه ويصلّون له أي على أقدامهم .
غراما
أي كان لازمًا دائمًا غير مفارق .
اصرف
أي : ادفعه عنا .
سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
بئست وقبحت x حسنت , وأسوأ مكانٍ يقيم فيه الإنسان يستقر به هو أن يكون من أهل النار أي: موضعُ استقرار وإقامة
* * * شرح الآيات : ــ
إنّ كلمة الأخلاق لها مفهوم واسع، وآخر ضيّق؛ فهي في مفهومها الضيق تعني الصدق ، والوفاء ، والإصلاح بين الناس، وعدم الغيبة والنميمة ، وتجنّب سائر الصفات الرذيلة , ومن خلال الآيات الشريفة السابقة تتبين لنا عظمة أولئك العباد المكرمين المستمدة من صفاتهم الكريمة ، حيث أنهم يعيشون الخشوع والتذلل لله تعالى في كل أحوالهم وتقلباتهم ، فترى الواحد منهم غير مترفع ولا متكبر على غيره من الناس ، وفي نفس الوقت لا يجهل إذا ما جُهل عليه بل يرد الإساءة بالإحسان والجهل بالسلام ... هذا في النهار، أما في الليل فيعبرون عن ذوبانهم في طاعة الله ، أسمى آيات التعبير فيفترشون الأرض بجباههم ويحيون ليلهم بسجودهم وقيامهم ، داعين ربهم بقلوب واجفة ربنا اصرف عنا عذاب جهنم، إن عذابها العذاب الأعظم الأخطر الأدوم وإن مستقرها ومقامها هو الأسوأ في المستقرات والمقامات.
* * مواطن الجمال : ــ
*** ( عباد الرحمن ) : إضافة عباد إلى الرحمن فيها تكريم لهم وحتى لا نظن أن العبودية لله ذلة فهذه النسبة تشريفٌ للإنسان فينبغي أن يرتقى إلى مستواها.
*( هوناً ) : تعبير يدل على السكينة والوقار دون افتعال للعظمة والكبر أي يمشي مشية من يرى أن الله يراقبه . * ( غراما ) : تعبير يدل على الملازمة .
* أفعال المضارعة تفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة ( يَمْشُونَ- يَبِيتُونَ – يَقُولُون )
*** ( اصرف ) :أسلوب أمر غرضه الدعاء .
*** ( سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) : تعبير يدل على سوء العاقبة والتنفير من جهنم .
*** ( سجدا و وقياما ) جاءتا نكرتين لتفيدا التعظيم , والعطف بينهما ليفيد التنوع .
*** علاقة ( الَّذِينَ يَمْشُونَ ) بما قبلها تفصيل بعد إجمال .
*** ( إنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ) : أسلوب مؤكد بإن .والفعل كان يدل على التجدد والاستمرار
* * *التدريبات : ــ
س1 ما صفات عباد الرحمن التي وردت في الآيات ؟
ج / صفات عباد الرحمن هي :................................................. .................................................. ......................
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...............
س2 ما أثر هذه الصفات حينما تتجلى في شخصية المؤمن ؟
ج / تجده كله إيجابية ، حتى أنه لا يتردد أن يقول للجاهل إذا خاطبه سلاماً .
س3 ماذا يريد الجاهل من المؤمنين ( عباد الرحمن) ؟ وكيف يواجهه عباد الرحمن ؟
ج / الجاهل يريد أن يغير من حركة الإنسان المستقيمة ، ولكن عباد الرحمن عندهم موازين معتدلة يمشون عليها ، فيواجهونه بالسلام و بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال .
س4 ما الفرق بين الجاهل والأمي ؟
ج / الأمي هو خال الذهن , ليس عنده معلومة يؤمن بها , وهذا من السهل إقناعه بالصواب أما الجاهل فعنده معلومة مخالفة للواقع لذلك يأخذ منك مجهوداً في إقناعه لأنه يحتاج أولاً لأن تخرج من ذهنه الخطأ , ثم تدخل في قلبه الصواب.
س5 ما المراد بـ { قالوا سلاما ً} ؟
ج / المراد هنا سلام المتاركة , لا سلام الأمان الذي نقوله في التحية ( السلام عليكم ) .
س6 كيف يستعد عباد الرحمن للموت ؟
ج / يستعد "عباد الرحمن " لـه بالعمل الصالح والأخلاق الحسنة والمبادرة إلى ذلك سريعاً قبل فوات الأوان , ويكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له كما قال تعالى : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image007.gif س7 ماذا يدعو عباد الرحمن ربهم ؟
ج / حقاً إن جهنم أخطر عاقبة ، لذا يجدر بالمؤمن أن يدعو الله تعالى أن يفك رقبته من النار
أي : ادفعه عنا بالعصمة من أسبابه ومغفرة ما وقع منا مما هو مقتض للعذاب .
س8 كيف يكون عذاب جهنم ؟ ج / يكون ملازما لأهلها بمنزلة ملازمة الغريم لغريمه.
س9 ما صفات عباد الرحمن في الآيات ؟
ج / * يمشون هوناً أي بالطاعة والمعروف والتواضع والسكينة والوقار.
* أنهم يتحملون ما يرد عليهم من أذى أهل الجهل والسفه .
* يعبدون اللَّه ويصلّون له ويكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين .
س10 ما المقصود بصفات التحلية ؟
ج / هي الصفات التي يتحلى بها عباد الرحمن في الآيات السابقة.
* * *النص : ــ
يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الحكيم : ـ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
" وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْيَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَاللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُإِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِوَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَوَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْحَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) "
* *المفردات اللغوية: ــ
إذا أنفقوا
أي يضيعوا على عيالهم
لم يسرفوا
لم يبذروا × يبخلوا
ولم يقتروا
لم يبخلوا × يسرفوا
لم يُسرفوا ولم يَقتُروا
أي: يُضيِّقوا
وكان
المقصود "إنفاقُهم"
بين ذلك
الإسراف والإقتار
قَواما
وَسَطاً
آثاما
أي: عقوبة × ثوابا
مهانا
ذليلاً
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْحَسَنَاتٍ
أي في الآخرة
غفور
كثير المغفرة
رحيم
كثير الرحمة × قاس
* * * شرح الآيات : ــ
* تستمر الآيات ي الحديث عن صفات الرحمن فتصفهم أنهم : متوسطون ومعتدلون في الإنفاق , ولا يرتكبون الكبائر فلا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها ولا يرتكبون الفواحش ولا يقتربون منها .
* ومن يفعل تلك المعاصي فله عقاب الله وهو النار خالدا فيها إلى أن يشاء الله , إلا من تاب وعاد إلى الحق سبحانه وتعالى فيبدل الحق تبارك وتعالى السيئات التي ارتكبها إلى حسنات فإنه سبحانه وتعالى دائم المغفرة والرحمة بعباده .
* * * مواطن الجمال : ــ
*** " يُسْرِفُوا- يَقْتُرُوا" : بينهما تضاد يوضح المعنى ويبرزه .
*** " وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا " : تعبير يدل على الاعتدال والوسطية .
*** " من يفعل ذلك يلق آثاما" :أسلوب تهديد لمن يعصى الله ووعيد له بعذاب النار وأسلوب شرط وعلاقة " يلق آثاما " بما قبلها نتيجة لها .
*** " لا يَدْعُونَ مَعَاللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ : تعبير يدل على وحدانية الله .
*** " مُهَانًا " : نكرة للتنفير والتهويل .
*** بين " سَيِّئَاتِهِمْ " و "حَسَنَاتٍ " تضاد يوضح المعنى ويبرزه .
file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image008.gif *** " وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " : ختام مناسب يدل على كمال القدرة على وجه الاستمرار والدوام ، فهو كثير الرحمة وكثير المغفرة .
*** " غَفُورًا رَحِيمًا" : نكرتان للتعظيم وصيغتان للمبالغة توحيان بكثرة المغفرة وكثرة الرحمة
* * *التدريبات : ــ
س1 ما صفات عباد الرحمن التي وردت في الآيات ؟
ج / صفات عباد الرحمن هي :................................................. .................................................. ......................
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ......
س2 كيف يكون الإنفاق فيه إسراف أو تقتير ؟
ج / من أنفق في غير طاعة الله درهماً واحداً فهو إسراف ، ومن أمسك درهمه عن طاعة الله فهو تقتير .
س2 ما هي النفقة المعتدلة ؟ ج / ألا يجيع من لهم عليه حق ولا يعريهم من الكسوة ، ولا ينفق نفقةً يقول الناس عنه لقد أسرف .
س3 ما العوامل الخاصة التي تتحكم في مقدار الإسراف والتقتير ؟
ج / 1- الصبر فمن كان في دينه رقَّة أو ضعف لا ينبغي له أن يتهوَّر في إنفاق المال .
2- طريقته الخاصة في الحياة التي لا يستطيع أن يغيِّرَهَا .
3- الدخل ، الدخل له علاقةٌ بالإسراف وبالتقتير .
4- طبيعة عياله ، وطبيعة مجتمعه .
س4 ما المقصود بـ" قواما ً" ؟ ج / القوام هو العَدْلُ وأن تبلغ بالنفقة الهدف وأن تكون مالكاً لحالك أي الإنفاق الذي يحقق الهدف .
س5 ما المقصود بقوله " يقتلون النفس " ؟
G] ج / 1- قتل النفس بالانتحار . 2- قتل الغير بالعدوان .
س6 ما المقصود بـ (آثاما) ؟ وكيف يعاقب الإنسان في الآخرة ؟
ج / ﴿ آثاما ﴾ هنا العقاب ، أي يلقى عقاباً في الدنيا ، وأما في الآخرة :" يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا " أي يضاعف الله له العذاب ويخلد فيه ذليلاً .
س7 ما الجمال في " من يفعل ذلك " ؟ ج / أسلوب تهديد لمن يعصى الله ووعيد له بعذاب النار
س8 ما لوازم التوبة ؟ ج / الإيمان والعمل الصالح .
س9 كيف تكون التوبة مقبولة ؟
ج / لن تكون توبتك صحيحةً ولا مقبولةً إلا إذا تبدَّل عملك من عملٍ سيِّئ إلى عملٍ صالح .
س10 ما المقصود بصفات التخلية ؟
ج / هي الصفات السيئة التي يتخلى عنها عباد الرحمن في هذه الآيات .
مع أطيب الأمنيات بالنجاح والتفوق
.أ / هاني الغريب ت 1663390/012
القرآن الكريم هو: ـ كلام الحق تبارك وتعالى المُنزل على نبينا صلوات ربي وتسليماته عليه عن طريق الوحي ؛ وهو ما بين دفتي المصحف الشريف .
* *ما اشتملت عليه الآيات: ــ
من رحمة الحق تبارك وتعالى بين عباده أنه أنعم عليهم بنعمة المحبة والمودة ؛ وجعل بينهم صلات قوية , ومن هنا كانت الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة . فما صفات عباد الرحمن ؟
وحول هذا المعنى تدور هذه الآيات .
* * *النص : ــ
يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الحكيم : ـ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif "" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) " .
* * *المفردات اللغوية: ــ
عباد
م عبد × الحر وأصل العُبُودية لله الخضوع والذل لله .
الرحمن
اسم مشتق من الرحمة ومعناها الرقة والتعطف و المَرْحَمَةُ .
هوناً
الهَوْنُ السكينة والوقار × السير في هرولة وتكبر .
خاطبهم
أي بما يكرهونه أنهم يتحملون ما يرد عليهم من أذى أهل الجهل والسفه .
سلاماً
أي تسلماً منك أي قولاً يسلمون فيه من الإثم .
يبيتون
من البيتوتة وهي إدراك الليل سواء نام فيه أم لا أي يصلون لله ما بـين سجود فـي صلاتهم وقـيام
الجاهلون
الجهل ضد العلم والمقصود بها الجاهلون بالله .
سجداً
م ساجد , َسجَدَ خضع ومنه سُجُودُ الصلاة وهو وضع الجبهة على الأرض أي على وجوههم .
قياما
م قائم , يعبدون اللَّه ويصلّون له أي على أقدامهم .
غراما
أي كان لازمًا دائمًا غير مفارق .
اصرف
أي : ادفعه عنا .
سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
بئست وقبحت x حسنت , وأسوأ مكانٍ يقيم فيه الإنسان يستقر به هو أن يكون من أهل النار أي: موضعُ استقرار وإقامة
* * * شرح الآيات : ــ
إنّ كلمة الأخلاق لها مفهوم واسع، وآخر ضيّق؛ فهي في مفهومها الضيق تعني الصدق ، والوفاء ، والإصلاح بين الناس، وعدم الغيبة والنميمة ، وتجنّب سائر الصفات الرذيلة , ومن خلال الآيات الشريفة السابقة تتبين لنا عظمة أولئك العباد المكرمين المستمدة من صفاتهم الكريمة ، حيث أنهم يعيشون الخشوع والتذلل لله تعالى في كل أحوالهم وتقلباتهم ، فترى الواحد منهم غير مترفع ولا متكبر على غيره من الناس ، وفي نفس الوقت لا يجهل إذا ما جُهل عليه بل يرد الإساءة بالإحسان والجهل بالسلام ... هذا في النهار، أما في الليل فيعبرون عن ذوبانهم في طاعة الله ، أسمى آيات التعبير فيفترشون الأرض بجباههم ويحيون ليلهم بسجودهم وقيامهم ، داعين ربهم بقلوب واجفة ربنا اصرف عنا عذاب جهنم، إن عذابها العذاب الأعظم الأخطر الأدوم وإن مستقرها ومقامها هو الأسوأ في المستقرات والمقامات.
* * مواطن الجمال : ــ
*** ( عباد الرحمن ) : إضافة عباد إلى الرحمن فيها تكريم لهم وحتى لا نظن أن العبودية لله ذلة فهذه النسبة تشريفٌ للإنسان فينبغي أن يرتقى إلى مستواها.
*( هوناً ) : تعبير يدل على السكينة والوقار دون افتعال للعظمة والكبر أي يمشي مشية من يرى أن الله يراقبه . * ( غراما ) : تعبير يدل على الملازمة .
* أفعال المضارعة تفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة ( يَمْشُونَ- يَبِيتُونَ – يَقُولُون )
*** ( اصرف ) :أسلوب أمر غرضه الدعاء .
*** ( سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) : تعبير يدل على سوء العاقبة والتنفير من جهنم .
*** ( سجدا و وقياما ) جاءتا نكرتين لتفيدا التعظيم , والعطف بينهما ليفيد التنوع .
*** علاقة ( الَّذِينَ يَمْشُونَ ) بما قبلها تفصيل بعد إجمال .
*** ( إنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ) : أسلوب مؤكد بإن .والفعل كان يدل على التجدد والاستمرار
* * *التدريبات : ــ
س1 ما صفات عباد الرحمن التي وردت في الآيات ؟
ج / صفات عباد الرحمن هي :................................................. .................................................. ......................
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...............
س2 ما أثر هذه الصفات حينما تتجلى في شخصية المؤمن ؟
ج / تجده كله إيجابية ، حتى أنه لا يتردد أن يقول للجاهل إذا خاطبه سلاماً .
س3 ماذا يريد الجاهل من المؤمنين ( عباد الرحمن) ؟ وكيف يواجهه عباد الرحمن ؟
ج / الجاهل يريد أن يغير من حركة الإنسان المستقيمة ، ولكن عباد الرحمن عندهم موازين معتدلة يمشون عليها ، فيواجهونه بالسلام و بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال .
س4 ما الفرق بين الجاهل والأمي ؟
ج / الأمي هو خال الذهن , ليس عنده معلومة يؤمن بها , وهذا من السهل إقناعه بالصواب أما الجاهل فعنده معلومة مخالفة للواقع لذلك يأخذ منك مجهوداً في إقناعه لأنه يحتاج أولاً لأن تخرج من ذهنه الخطأ , ثم تدخل في قلبه الصواب.
س5 ما المراد بـ { قالوا سلاما ً} ؟
ج / المراد هنا سلام المتاركة , لا سلام الأمان الذي نقوله في التحية ( السلام عليكم ) .
س6 كيف يستعد عباد الرحمن للموت ؟
ج / يستعد "عباد الرحمن " لـه بالعمل الصالح والأخلاق الحسنة والمبادرة إلى ذلك سريعاً قبل فوات الأوان , ويكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له كما قال تعالى : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image007.gif س7 ماذا يدعو عباد الرحمن ربهم ؟
ج / حقاً إن جهنم أخطر عاقبة ، لذا يجدر بالمؤمن أن يدعو الله تعالى أن يفك رقبته من النار
أي : ادفعه عنا بالعصمة من أسبابه ومغفرة ما وقع منا مما هو مقتض للعذاب .
س8 كيف يكون عذاب جهنم ؟ ج / يكون ملازما لأهلها بمنزلة ملازمة الغريم لغريمه.
س9 ما صفات عباد الرحمن في الآيات ؟
ج / * يمشون هوناً أي بالطاعة والمعروف والتواضع والسكينة والوقار.
* أنهم يتحملون ما يرد عليهم من أذى أهل الجهل والسفه .
* يعبدون اللَّه ويصلّون له ويكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين .
س10 ما المقصود بصفات التحلية ؟
ج / هي الصفات التي يتحلى بها عباد الرحمن في الآيات السابقة.
* * *النص : ــ
يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الحكيم : ـ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
" وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْيَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَاللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُإِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِوَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَوَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْحَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) "
* *المفردات اللغوية: ــ
إذا أنفقوا
أي يضيعوا على عيالهم
لم يسرفوا
لم يبذروا × يبخلوا
ولم يقتروا
لم يبخلوا × يسرفوا
لم يُسرفوا ولم يَقتُروا
أي: يُضيِّقوا
وكان
المقصود "إنفاقُهم"
بين ذلك
الإسراف والإقتار
قَواما
وَسَطاً
آثاما
أي: عقوبة × ثوابا
مهانا
ذليلاً
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْحَسَنَاتٍ
أي في الآخرة
غفور
كثير المغفرة
رحيم
كثير الرحمة × قاس
* * * شرح الآيات : ــ
* تستمر الآيات ي الحديث عن صفات الرحمن فتصفهم أنهم : متوسطون ومعتدلون في الإنفاق , ولا يرتكبون الكبائر فلا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها ولا يرتكبون الفواحش ولا يقتربون منها .
* ومن يفعل تلك المعاصي فله عقاب الله وهو النار خالدا فيها إلى أن يشاء الله , إلا من تاب وعاد إلى الحق سبحانه وتعالى فيبدل الحق تبارك وتعالى السيئات التي ارتكبها إلى حسنات فإنه سبحانه وتعالى دائم المغفرة والرحمة بعباده .
* * * مواطن الجمال : ــ
*** " يُسْرِفُوا- يَقْتُرُوا" : بينهما تضاد يوضح المعنى ويبرزه .
*** " وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا " : تعبير يدل على الاعتدال والوسطية .
*** " من يفعل ذلك يلق آثاما" :أسلوب تهديد لمن يعصى الله ووعيد له بعذاب النار وأسلوب شرط وعلاقة " يلق آثاما " بما قبلها نتيجة لها .
*** " لا يَدْعُونَ مَعَاللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ : تعبير يدل على وحدانية الله .
*** " مُهَانًا " : نكرة للتنفير والتهويل .
*** بين " سَيِّئَاتِهِمْ " و "حَسَنَاتٍ " تضاد يوضح المعنى ويبرزه .
file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image008.gif *** " وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " : ختام مناسب يدل على كمال القدرة على وجه الاستمرار والدوام ، فهو كثير الرحمة وكثير المغفرة .
*** " غَفُورًا رَحِيمًا" : نكرتان للتعظيم وصيغتان للمبالغة توحيان بكثرة المغفرة وكثرة الرحمة
* * *التدريبات : ــ
س1 ما صفات عباد الرحمن التي وردت في الآيات ؟
ج / صفات عباد الرحمن هي :................................................. .................................................. ......................
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ......
س2 كيف يكون الإنفاق فيه إسراف أو تقتير ؟
ج / من أنفق في غير طاعة الله درهماً واحداً فهو إسراف ، ومن أمسك درهمه عن طاعة الله فهو تقتير .
س2 ما هي النفقة المعتدلة ؟ ج / ألا يجيع من لهم عليه حق ولا يعريهم من الكسوة ، ولا ينفق نفقةً يقول الناس عنه لقد أسرف .
س3 ما العوامل الخاصة التي تتحكم في مقدار الإسراف والتقتير ؟
ج / 1- الصبر فمن كان في دينه رقَّة أو ضعف لا ينبغي له أن يتهوَّر في إنفاق المال .
2- طريقته الخاصة في الحياة التي لا يستطيع أن يغيِّرَهَا .
3- الدخل ، الدخل له علاقةٌ بالإسراف وبالتقتير .
4- طبيعة عياله ، وطبيعة مجتمعه .
س4 ما المقصود بـ" قواما ً" ؟ ج / القوام هو العَدْلُ وأن تبلغ بالنفقة الهدف وأن تكون مالكاً لحالك أي الإنفاق الذي يحقق الهدف .
س5 ما المقصود بقوله " يقتلون النفس " ؟
G] ج / 1- قتل النفس بالانتحار . 2- قتل الغير بالعدوان .
س6 ما المقصود بـ (آثاما) ؟ وكيف يعاقب الإنسان في الآخرة ؟
ج / ﴿ آثاما ﴾ هنا العقاب ، أي يلقى عقاباً في الدنيا ، وأما في الآخرة :" يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا " أي يضاعف الله له العذاب ويخلد فيه ذليلاً .
س7 ما الجمال في " من يفعل ذلك " ؟ ج / أسلوب تهديد لمن يعصى الله ووعيد له بعذاب النار
س8 ما لوازم التوبة ؟ ج / الإيمان والعمل الصالح .
س9 كيف تكون التوبة مقبولة ؟
ج / لن تكون توبتك صحيحةً ولا مقبولةً إلا إذا تبدَّل عملك من عملٍ سيِّئ إلى عملٍ صالح .
س10 ما المقصود بصفات التخلية ؟
ج / هي الصفات السيئة التي يتخلى عنها عباد الرحمن في هذه الآيات .
مع أطيب الأمنيات بالنجاح والتفوق
.أ / هاني الغريب ت 1663390/012