سيف سالم
21-09-2011, 03:51 PM
أصوات تتعالي وصرخات وخبطات علي أبواب معدنية أسمعها وأنا أعبر الطريق ووجدت نفسي أعدو خوفا علي حياتي من أن أكون ضحية احد البلطجيه الذين انتشرو كما لم ينتشرو من قبل ، بعد أن هدأت نفسي وإطماننت أني بعيد عن الخطر إقتربت من الأصوات لأعرف ماذا يحدث.
يا للهول ويا للصاعقه أكثر من 50 رجل وسيده يحملون العصي ويلوحون بها ويلقون التهديدات والشتائم وبكل قوتهم يضربون الباب المعدني لأحد المدارس وكأنهم يريدون عبور خط بارليف أو تحرير المسجد الأقصي.
أصوات هرج ومرج وصرخات رعب وفزع تأتي من داخل أسوار هذه المدرسة التي لطالما كنت أمر عليها أثناء ذهابي إلي العمل أو العودة منه ولم أسمع أبدا داخلها سوي أصوات بعض المعلمين يقرأون بعض أجزاء المناهج المختلفة والتلاميذ تكرر من ورائهم بصوت يسمعه أي أب وأم وكأنه موسيقي أو أغنيه يملأها الحب والحنان.
لم أصدق ما أراه وبكل جرأة لم أعتادها علي نفسي من قبل قررت أن أقترب لأسال أحد هؤلاء الغاضبين الذين تجمعو حول المدرسة وكأنهم قوات المارينز الامريكي الذين أتوا للفتك بالظواهري او أحد الإرهابيين.
"إحم يا استاذ لو سمحت"
"إيـــــــــه عايز إيـــــــه ؟”
"هو حضراتكم ناويين تكسروا المدرسة ولا بتعملو ايه بالظبط ؟”
وكأن احد مقذوفات الأمن المركزي أنطلقت وأستقرت في رأسي فهم دائما ما كانوا يصوبون تجاه الرؤوس، هذا ما شعرت به عندما إنفجر الرجل وبعض الرجال الاخرين بصوت عالي فجر الطبلة الداخليه لأحد أذناي وقال:
"أحنا حنموتهم ولاد الـــ................ "
و بعد وصلة من الشتائم التي لا تليق أبدا أن توجه إلي المعلم إضطررت وكلي رعب أن أسال مرة أخري:
"حضرتك أنا اسف في السؤال يعني هو حضراتكم عايزين تموتوا المدرسين ليه ؟”
وأجاب الرجل بعد أن صرخ ليفجر أذني الأخري:
"هو مدير إدارتهم قال كده و حضرنا معاه إجتماع وقال أيوة من حق ولي الأمر إنه يأدب المدرس لو مشتغلش"
"حضرتك مدير الادارة قال كده"
"ايــــــــــه مش مصدق ولا ايـــــــــه"
"لا لا يا افندم قال طبعا إزاي يعني - طبعا يقول ما يقولش ليه يعني وهو صغير".
إبتعدت فورا وأنا كلي رعب وخوف و وقفت بعيدا أشاهد ما يحدث و ظللت أدور حول نفسي وأنا مازلت غير مصدق ما يحدث وأسال نفسي ما هذا الذي سمعته وكيف تدهور حال المعلم حتي يأتي اليوم الذي يحمل فيه أولياء الأمور العصي والأسلحه البيضاء لضرب وتأديب المعلم ، هذا المعلم الذي لولاه لما كنا تعلمنا أو دخلنا كليات وحصلنا علي الشهادات ، ومن هذا وكيف يفكر الذي يسمح لأولياء الامور بالذهاب الي محل عمل المعلم وضربه أو تاديبه كما يقول.
هدوء غريب ساد المكان فجاة عندما إنفتح باب المدرسة وخرج الأستاذ محمد رسلان والأستاذ عبد السلام والأستاذ على وهم من المعلمين المشهود لهم بالكفاءة ويعرفهم جميع سكان الحي وبدأوا في التحدث مع أولياء الأمور وشرح الموقف وسبب الإضراب.
فجأة وبدون سابق إنذار تبدل الهدوء إلي حاله من الفوضي و الجنون عندما بدأ أولياء الأمور بضرب الساده المعلمين وهم لا حول لهم ولا قوة ولولا بعض الشرفاء وبعض رجال الشرطة لتحول الأمر إلي كارثة ولشهدت مصر أول حاله لقتل معلم علي باب مدرسته بأوامر من رؤسائه.
الكل يعلم علم اليقين أن وزير التربية و التعليم والسيد رئيس الوزراء يتحملون كامل المسئوليه فيما حدث وما سوف يحدث ، فلو لم يتم تجاهل طلبات المعلمين التي بدأوا في المطالبة بها منذ أكثر من شهرين لما حدث ما حدث.
يدخل إضراب المعلمين يومه الخامس بدون أي تحرك من قبل وزير التعليم أو من قبل السيد شرف رئيس الوزراء علما بأن المدارس التي تشهد حالات الإضراب تزيد يوما بعد يوم وكأن السادة أصحاب الكراسي المسحورة والمكاتب المكيفة يعيشون في وادي ومصر كلها تعيش في وادي اخر.
بالامس إتجهت إلي أحد مستشفيات التأمين الصحي بصحبة أحد أصدقائي وزوجته التي علي وشك أن تضع مولودها الثاني وهناك قال لنا أمن المستشفي إذهبوا الي أحد المستشفيات الخاصه لأن الأطباء مضربون عن العمل ولا يتابعون سوي الحالات شديدة الخطورة لدرجة أن العديد من المرضي تركو المستشفي وتوجهو الي مستشفيات خاصه ، وكون حالة زوجة صديقي خطرة وبعد ان تشاجر صديقي معهم وهدد بإبلاغ الشرطة فقد إضطر الأطباء الي السماح بدخولها وحجزها بالمستشفي ونحمد الله فلا أنا ولا صديقي نتحمل أبدا أجر مستشفي خاص وكلنا يعلم أجر المستشفي الخاص .
لا اعلم لماذا لم يهاجم الإعلام الأطباء ولماذا لم يقف وزير الصحة في وجه الأطباء كما فعل وزير التعليم بل وعلي العكس فقد أعلن وزير الصحه أنه مع إضراب الإطباء للمطالبة بحقوقهم بل ومنع أي جهة من توقيع أي جزاء علي الطبيب وهو بذلك يعطي درسا لجميع الوزراء الذين يقدرون قيمة عمل موظفيهم ويعرفون أن من حقهم أن يطالبوا بحقوقهم المشروعه.
لست ولن أكون أبدا ضد إضراب الأطباء فهذا حقهم مثلما هو حق لأي مواطن مصري بغض النظر عن نوع عمله أو مهنته ، السؤال هو لماذا لم يعترف أي أحد بأن المعلم من حقه أن يمارس حقه الطبيعي في التظاهر أو الإضراب طالما أن طلباته لم تجد من يسمعها أو يعترف بها.
لمصلحة من تتجاهل الحكومة المصرية بشكل تام مطالب المعلمين ولماذا وبعد إشتراك ما يزيد عن 70 % من مدارس مصر في الإضراب نجد السيد الوزير يخرج علينا ليعلن أن الأمن مستتب والحالة أفضل مما كانت عليه قبل الثورة وأن عدد المدارس التي إشتركت في الإضراب لا تزيد عن 3 % من إجمالي عدد مدارس مصر.
الان وبعد ان أعلن المعلمون أن يوم السبت القادم 24 سبتمبر هو موعد الإعتصام المفتوح أمام مقر رئاسة الوزراء حتي يتم تلبية مطالبهم ، لا أعلم ماذا سيفعل وزير التعليم وماذا ستفعل الحكومة المصرية ، وهل من مخططات وزارة التعليم أن تاتي بأولياء الأمور لضرب المعلمين أمام مجلس الوزراء أم أن الوزارة أعدت العدة لتنهي الإعتصام بموقعة البقرة أو الجاموسة.
السادة حكام مصر ، علي مر العصور كان ومازال الشعب المصري هو الشعب الذي لم تصلح معه أبدا وسائل التهديد أو الترهيب ولن تؤدي أيا من وسائلكم إلا أن تزيد من إصرار وعناد المعلمين حتي تتحقق جميع مطالبهم مهما كانت النتائج.
حفظ الله مصر وحفظ كل معلم.
وائل سعيد محمد
يا للهول ويا للصاعقه أكثر من 50 رجل وسيده يحملون العصي ويلوحون بها ويلقون التهديدات والشتائم وبكل قوتهم يضربون الباب المعدني لأحد المدارس وكأنهم يريدون عبور خط بارليف أو تحرير المسجد الأقصي.
أصوات هرج ومرج وصرخات رعب وفزع تأتي من داخل أسوار هذه المدرسة التي لطالما كنت أمر عليها أثناء ذهابي إلي العمل أو العودة منه ولم أسمع أبدا داخلها سوي أصوات بعض المعلمين يقرأون بعض أجزاء المناهج المختلفة والتلاميذ تكرر من ورائهم بصوت يسمعه أي أب وأم وكأنه موسيقي أو أغنيه يملأها الحب والحنان.
لم أصدق ما أراه وبكل جرأة لم أعتادها علي نفسي من قبل قررت أن أقترب لأسال أحد هؤلاء الغاضبين الذين تجمعو حول المدرسة وكأنهم قوات المارينز الامريكي الذين أتوا للفتك بالظواهري او أحد الإرهابيين.
"إحم يا استاذ لو سمحت"
"إيـــــــــه عايز إيـــــــه ؟”
"هو حضراتكم ناويين تكسروا المدرسة ولا بتعملو ايه بالظبط ؟”
وكأن احد مقذوفات الأمن المركزي أنطلقت وأستقرت في رأسي فهم دائما ما كانوا يصوبون تجاه الرؤوس، هذا ما شعرت به عندما إنفجر الرجل وبعض الرجال الاخرين بصوت عالي فجر الطبلة الداخليه لأحد أذناي وقال:
"أحنا حنموتهم ولاد الـــ................ "
و بعد وصلة من الشتائم التي لا تليق أبدا أن توجه إلي المعلم إضطررت وكلي رعب أن أسال مرة أخري:
"حضرتك أنا اسف في السؤال يعني هو حضراتكم عايزين تموتوا المدرسين ليه ؟”
وأجاب الرجل بعد أن صرخ ليفجر أذني الأخري:
"هو مدير إدارتهم قال كده و حضرنا معاه إجتماع وقال أيوة من حق ولي الأمر إنه يأدب المدرس لو مشتغلش"
"حضرتك مدير الادارة قال كده"
"ايــــــــــه مش مصدق ولا ايـــــــــه"
"لا لا يا افندم قال طبعا إزاي يعني - طبعا يقول ما يقولش ليه يعني وهو صغير".
إبتعدت فورا وأنا كلي رعب وخوف و وقفت بعيدا أشاهد ما يحدث و ظللت أدور حول نفسي وأنا مازلت غير مصدق ما يحدث وأسال نفسي ما هذا الذي سمعته وكيف تدهور حال المعلم حتي يأتي اليوم الذي يحمل فيه أولياء الأمور العصي والأسلحه البيضاء لضرب وتأديب المعلم ، هذا المعلم الذي لولاه لما كنا تعلمنا أو دخلنا كليات وحصلنا علي الشهادات ، ومن هذا وكيف يفكر الذي يسمح لأولياء الامور بالذهاب الي محل عمل المعلم وضربه أو تاديبه كما يقول.
هدوء غريب ساد المكان فجاة عندما إنفتح باب المدرسة وخرج الأستاذ محمد رسلان والأستاذ عبد السلام والأستاذ على وهم من المعلمين المشهود لهم بالكفاءة ويعرفهم جميع سكان الحي وبدأوا في التحدث مع أولياء الأمور وشرح الموقف وسبب الإضراب.
فجأة وبدون سابق إنذار تبدل الهدوء إلي حاله من الفوضي و الجنون عندما بدأ أولياء الأمور بضرب الساده المعلمين وهم لا حول لهم ولا قوة ولولا بعض الشرفاء وبعض رجال الشرطة لتحول الأمر إلي كارثة ولشهدت مصر أول حاله لقتل معلم علي باب مدرسته بأوامر من رؤسائه.
الكل يعلم علم اليقين أن وزير التربية و التعليم والسيد رئيس الوزراء يتحملون كامل المسئوليه فيما حدث وما سوف يحدث ، فلو لم يتم تجاهل طلبات المعلمين التي بدأوا في المطالبة بها منذ أكثر من شهرين لما حدث ما حدث.
يدخل إضراب المعلمين يومه الخامس بدون أي تحرك من قبل وزير التعليم أو من قبل السيد شرف رئيس الوزراء علما بأن المدارس التي تشهد حالات الإضراب تزيد يوما بعد يوم وكأن السادة أصحاب الكراسي المسحورة والمكاتب المكيفة يعيشون في وادي ومصر كلها تعيش في وادي اخر.
بالامس إتجهت إلي أحد مستشفيات التأمين الصحي بصحبة أحد أصدقائي وزوجته التي علي وشك أن تضع مولودها الثاني وهناك قال لنا أمن المستشفي إذهبوا الي أحد المستشفيات الخاصه لأن الأطباء مضربون عن العمل ولا يتابعون سوي الحالات شديدة الخطورة لدرجة أن العديد من المرضي تركو المستشفي وتوجهو الي مستشفيات خاصه ، وكون حالة زوجة صديقي خطرة وبعد ان تشاجر صديقي معهم وهدد بإبلاغ الشرطة فقد إضطر الأطباء الي السماح بدخولها وحجزها بالمستشفي ونحمد الله فلا أنا ولا صديقي نتحمل أبدا أجر مستشفي خاص وكلنا يعلم أجر المستشفي الخاص .
لا اعلم لماذا لم يهاجم الإعلام الأطباء ولماذا لم يقف وزير الصحة في وجه الأطباء كما فعل وزير التعليم بل وعلي العكس فقد أعلن وزير الصحه أنه مع إضراب الإطباء للمطالبة بحقوقهم بل ومنع أي جهة من توقيع أي جزاء علي الطبيب وهو بذلك يعطي درسا لجميع الوزراء الذين يقدرون قيمة عمل موظفيهم ويعرفون أن من حقهم أن يطالبوا بحقوقهم المشروعه.
لست ولن أكون أبدا ضد إضراب الأطباء فهذا حقهم مثلما هو حق لأي مواطن مصري بغض النظر عن نوع عمله أو مهنته ، السؤال هو لماذا لم يعترف أي أحد بأن المعلم من حقه أن يمارس حقه الطبيعي في التظاهر أو الإضراب طالما أن طلباته لم تجد من يسمعها أو يعترف بها.
لمصلحة من تتجاهل الحكومة المصرية بشكل تام مطالب المعلمين ولماذا وبعد إشتراك ما يزيد عن 70 % من مدارس مصر في الإضراب نجد السيد الوزير يخرج علينا ليعلن أن الأمن مستتب والحالة أفضل مما كانت عليه قبل الثورة وأن عدد المدارس التي إشتركت في الإضراب لا تزيد عن 3 % من إجمالي عدد مدارس مصر.
الان وبعد ان أعلن المعلمون أن يوم السبت القادم 24 سبتمبر هو موعد الإعتصام المفتوح أمام مقر رئاسة الوزراء حتي يتم تلبية مطالبهم ، لا أعلم ماذا سيفعل وزير التعليم وماذا ستفعل الحكومة المصرية ، وهل من مخططات وزارة التعليم أن تاتي بأولياء الأمور لضرب المعلمين أمام مجلس الوزراء أم أن الوزارة أعدت العدة لتنهي الإعتصام بموقعة البقرة أو الجاموسة.
السادة حكام مصر ، علي مر العصور كان ومازال الشعب المصري هو الشعب الذي لم تصلح معه أبدا وسائل التهديد أو الترهيب ولن تؤدي أيا من وسائلكم إلا أن تزيد من إصرار وعناد المعلمين حتي تتحقق جميع مطالبهم مهما كانت النتائج.
حفظ الله مصر وحفظ كل معلم.
وائل سعيد محمد