ابو الفاروق
07-10-2011, 01:05 AM
المعلم بين الرسالة والمهنة ونظرة المجتمع
- الرسالة -
.. ما من شك أن كل الاديان السماوية قد كرمت وأعطت للمعلم منزلة كبيرة باعتباره صاحب رسالة جليلة وسامية .
.. ولا ننسى انه قد ثبت عن رسول الله صلى الله علية وسلم قولة " إنما بعثت معلما " حيث بدأت التربية الاسلامية بمعلمها الاول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم " والذى جاء لينشر الدين الجديد وليعلم الناس امور دينهم ودنياهم "
وبالرغم من هذا التكريم الالهى الا ان المجتمع لا يولى اهمية للتعليم ولا للمعلم الذى كرمة الله بأسمى المهن واشرفها على الاطلاق .
- المهنة -
.. مما لا شك فيه ان " المهنة " تؤدى خدمة حيوية من الناحية الاجتماعية , تترفع اى مستوى الاستغلال والتركيز على الكسب الشخصى , كما هو الحال بالنسبة للطب والمحاماة ... الخ .
وليس هناك من شك فى ان التعليم مهنة تؤدى خدمة اجتماعية عالية , وأن المعلم الواعى بجوانب مهنة يمكنة ان يعمل من اجل حياة افضل لمواطن الغد دون استغلال ولا رغبة فى تحصيل كسب مادى , وهناك الكثير من المعلمين الذين يتفانون فى عملهم عن حب له وايمان بأهمية – بيد ان كون مهنة التعليم مهنة تترفع عن مستوى الاستغلال والكسب المادى امر لا يعنى ان المعلمون لا يستحقون ان ينصفوا ماديا , وان تدفع لهم الدولة رواتب مجزية تتناسب مع ما يعطى لغيرهم من اصحاب المهن الحيوية .
وهنا اقولها وبكل اسف ان هذا يزداد الاتفاق علية فى جميع انحاء العالم المتقدم ولا يعتد به فى مصر واغلب الدول العربية .
- نظرة المجتمع -
.. ينظر المجتمع الى المعلم نظرة ضيقة مجحفة حيث اغتزل رسالته السامية ومهنة الرفيعة , ونظر إليه على انه لا يقوم بشىء فى المجتمع سوى " إعطاء الدروس الخصوصية " ويمد يده ويملئها من قوت ورزق اولياء الامور , مبررين لانفسهم ذلك بأن المعلم يجبر أبنائهم على الذهاب إليه لأخذ هذه الدروس سواء جبرا بدنيا أو معنويا, بالا يقوم بدورة المهنى على الوجه الامثل داخل المدرسة , وبالتالي يضطرون للذهاب اليه طوعا وكرها .
.. هذا ان دل على شىء فانما يدل على جهل من المجتمع فى المقام الاول , وعفوا لاستخدام لفظ " الجهل " لكنها حقيقة , وهذا يتضح فيما نعيشة الان فولى الامر الذى يقول ان المعلم يضرب نجلى لانه لا يذهب الية من اجل الدرس الخصوصى يكتفى فقط بأن يجعل أبناءه يذهبون إليه , هو نفسه ولى الامر الذى يذهب الى المدرسة ويصول ويجول فيها ويضرب بالاخضر واليابس ويسب ويلعن كل من فيها اذا أتى اليه نجله وقال له انى ضربت او اهنت فى المدرسة - وهنا لا ارسخ فكرة العقاب البدنى او المعنوى للمتعلم ولكنها تحدث احيانا- اذا فما الفارق بين الحالتين ؟. بل وهو نفسه ايضا الذى يأتى بأبنائه ويذهب خصيصا الى معلم بعينة لانه عرف انه مميز مهنيا ويطلب منه ان يعطى أبنائه درسا خصوصيا , وان رفض المعلم بحجة انه لا يملك الوقت او انهم ذوى مستوى ضعيف او حتى انه لا يعطى دروسا خصوصية يصل الامر الى حد التوسل من ولى الامر وانه سيعطية ما يشاء , وهذا لانه إما يريد مزيد من التفوق لابنائه او انهم ضعاف بالفعل ويحتاجون مزيد من المساعدة الخاصة.
وهنا فليسأل الجميع أنفسهم ما موقف المعلم الذى هو فى النهاية بشر ولا يملك سوى راتبة الضئيل ماذا يفعل؟
.. يا أيها المجتمع ! هل كنت تعلم ان هناك ما يسمى بالمشاركة الشعبية فى التعليم ؟ وهى مشاركة المجتمع فى العملية التعليمية التعلميه , وان هذه المشاركة الشعبية لها العديد من الأدوار , والذى يقوم بأداء هذه الادوار ما يسمى " بمجلسى الاباء – والامناء " والذى يقوم بالاشراف والمراقبة على كل ذلك , اولياء الامور – ومعهم العديد من المعلمين الشرفاء , ومن أهم هذه الادوار – متابعة سير العملية التعليمية داخل المدرسة ككل , ومراقبة العمل المهنى للمعلم داخل الفصل , والحد من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية , وفى النهاية ايجاد الحلول لكل مشكلة تطرأ وتؤثر على سير العملية التعليمية التعلمية , سواء فى البيئة المحيطة بالمدارس التى يقيمون حولها او فى المجتمع الاكبر .
وهنا تأتى العديد من التساؤلات والتى من المفترض ان يجيب عنها كل ولى أمر باعتبار انه فرد من أفراد المجتمع , هل انا على علم بذلك ؟ هل قمت بواجباتى تجاه أبنائي على الوجه الأمثل وعلمت ما لى وما على داخل مدارسهم وأمام معلميهم ؟ هل شاركت بفاعلية من اجل مستقبل ابنائى وابناء غيرى وقمت بزيارة مدارسهم وأشرفت واطلعت وراقبت بل وحاسبت من اجل تعليم أفضل ؟
.. لقد ظهرت جليا نظرة المجتمع للمعلمين بعد اعتصامهم وإضرابهم في الأيام القليلة الماضية , حيث أن هذه الاعتصامات والاضرابات قد قابلها المجتمع باستنكار وعدم تعاطف , وابسط ما كان يقال ماذا يريد المعلمون وهم من هم " سفاحين ومافيا الدروس الخصوصية " وكأن المجتمع قد وضع جميع المعلمين في بوتقة واحدة ألا وهى أنهم جميعا يريدون الزيادة المادية , ولا لوم على المجتمع ذلك لان الأعلام وكعادته هو من قام بالعرض الخاطىء للمشكلة , بدلا من إظهار الحقائق كاملة أملا في الإصلاح وإيجاد الحلول ؛ فهل يعلم المجتمع أن أعداد المعلمين تقارب المليون معلم أي انه وإن كان هناك منهم من يطالب بزيادة مادية فقط, فإنهم سيكونوا كثر , ومن كان يطالب بمكانة أدبية واجتماعية فسيكونوا كثر بل أكثر نظرا لعدد المعلمين الضخم , لذلك فكان يجب على الإعلام والكتاب والمفكرين , عرض كل الحقائق والآراء ووجهات النظر للمعلمين بدلا من انتقاء عناصر بعينها تتحدث عن الماديات فقط؛ وكأن حال لسانهم حال جميع المعلمين .
.. إن المطلب المادي كان ضمن مجموعة كبيرة من المطالب , بل انه كان ليس زيادة مادية في حد ذاتها وإنما كان المطالبة بتنفيذ ما أقرته الدولة بزيادة نسبة الحافز إلى 200 % والذي قد وجد المعلمون أنهم محرومون منه دون جميع موظفي الجهاز الادارى للدولة أليس هذا نوعا من الظلم , هذا وقد كانت جميع مطالب المعلمين متمركزة حول ؛ إعلاء شأن المعلمين واسترجاع كرامتهم وهيبتهم – وإقالة وزير التربية والتعليم – تعيين كل المعلمين الذين يعملون بالآجر والحقيقة إنهم بلا اجر – الارتقاء بالمنظومة التعليمية ككل – تفعيل دور المعاهد التربوية والبحثية والاهتمام بتثقيف المعلمين مهنيا وفنيا – إشراك المعلمون المميزون في وضع المناهج حيث أنهم الأجدر والأقدر على فعل ذلك ؛ إلى غير ذلك من المطالب .
.. ومما سبق يتضح أن المعلمون في حقيقة الأمر قد هبوا وقاموا من اجل رفعة وتقدم هذا الوطن إيمانا منهم بان دورهم قد آن بعد الثورة وأنهم لن يصمتوا بعد الآن , وبصمتهم لن نستطيع أن نجنى ثمار ثورتنا .
.. يعلم الله إنني لم أقم بكتابة هذه الكلمات إلا ابتغاء مرضاة الله وإحقاقا للحق , لا دفاعا ولا نفاقا لأحد , وإنما إيضاحا لصورة فئة من أهم الفئات في اى مجتمع , حيث يعتبر المعلم هو حجر الزاوية لكل عمل تعليمي , فبغير جهد المعلم ورغبته فى التعليم تصبح الأبنية المدرسية أماكن لا جدوى منها , ولا يرجى منها صلاح , فلا بديل للمعلم وأدواره الهامة فى العملية التعليمية ؛ وبذلك فإن المجتمع المصري إن كان يريد إصلاحا وبناء أجيال جديدة متمكنة من فروع العلم المختلفة ومزودة بالثقافة ومتصفة بالأخلاق الحميدة والمثل العليا فوسيلة فى ذلك الاعتماد على العلم والمعلمين , اى اننا فى حاجة الى اعداد المعلم المجدد فى العملية التعليمية من اجل تربية الاجيال الجديدة بعد الثورة .
.. وهذا لن يتحقق الا اذا اعطينا للمعلم كل الحقوق الادبية والمادية , ونأخذ منه كل الواجبات , فالمعلم يعمل ويؤدى رسالة ومهنة السامية بتفانى واخلاص وضمير , والدولة تقوم بإعطائه كل الحقوق قدر المستطاع , والمجتمع يقوم بدوره الإشرافي والرقابي بلا تخاذل ... فليقم كلا منا بدورة في مكانة وموقعة لنخرج فى النهاية سيمفونية نعزف فيها أفرادا ولكن يسمعها الجميع لحنا واحد .
- الرسالة -
.. ما من شك أن كل الاديان السماوية قد كرمت وأعطت للمعلم منزلة كبيرة باعتباره صاحب رسالة جليلة وسامية .
.. ولا ننسى انه قد ثبت عن رسول الله صلى الله علية وسلم قولة " إنما بعثت معلما " حيث بدأت التربية الاسلامية بمعلمها الاول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم " والذى جاء لينشر الدين الجديد وليعلم الناس امور دينهم ودنياهم "
وبالرغم من هذا التكريم الالهى الا ان المجتمع لا يولى اهمية للتعليم ولا للمعلم الذى كرمة الله بأسمى المهن واشرفها على الاطلاق .
- المهنة -
.. مما لا شك فيه ان " المهنة " تؤدى خدمة حيوية من الناحية الاجتماعية , تترفع اى مستوى الاستغلال والتركيز على الكسب الشخصى , كما هو الحال بالنسبة للطب والمحاماة ... الخ .
وليس هناك من شك فى ان التعليم مهنة تؤدى خدمة اجتماعية عالية , وأن المعلم الواعى بجوانب مهنة يمكنة ان يعمل من اجل حياة افضل لمواطن الغد دون استغلال ولا رغبة فى تحصيل كسب مادى , وهناك الكثير من المعلمين الذين يتفانون فى عملهم عن حب له وايمان بأهمية – بيد ان كون مهنة التعليم مهنة تترفع عن مستوى الاستغلال والكسب المادى امر لا يعنى ان المعلمون لا يستحقون ان ينصفوا ماديا , وان تدفع لهم الدولة رواتب مجزية تتناسب مع ما يعطى لغيرهم من اصحاب المهن الحيوية .
وهنا اقولها وبكل اسف ان هذا يزداد الاتفاق علية فى جميع انحاء العالم المتقدم ولا يعتد به فى مصر واغلب الدول العربية .
- نظرة المجتمع -
.. ينظر المجتمع الى المعلم نظرة ضيقة مجحفة حيث اغتزل رسالته السامية ومهنة الرفيعة , ونظر إليه على انه لا يقوم بشىء فى المجتمع سوى " إعطاء الدروس الخصوصية " ويمد يده ويملئها من قوت ورزق اولياء الامور , مبررين لانفسهم ذلك بأن المعلم يجبر أبنائهم على الذهاب إليه لأخذ هذه الدروس سواء جبرا بدنيا أو معنويا, بالا يقوم بدورة المهنى على الوجه الامثل داخل المدرسة , وبالتالي يضطرون للذهاب اليه طوعا وكرها .
.. هذا ان دل على شىء فانما يدل على جهل من المجتمع فى المقام الاول , وعفوا لاستخدام لفظ " الجهل " لكنها حقيقة , وهذا يتضح فيما نعيشة الان فولى الامر الذى يقول ان المعلم يضرب نجلى لانه لا يذهب الية من اجل الدرس الخصوصى يكتفى فقط بأن يجعل أبناءه يذهبون إليه , هو نفسه ولى الامر الذى يذهب الى المدرسة ويصول ويجول فيها ويضرب بالاخضر واليابس ويسب ويلعن كل من فيها اذا أتى اليه نجله وقال له انى ضربت او اهنت فى المدرسة - وهنا لا ارسخ فكرة العقاب البدنى او المعنوى للمتعلم ولكنها تحدث احيانا- اذا فما الفارق بين الحالتين ؟. بل وهو نفسه ايضا الذى يأتى بأبنائه ويذهب خصيصا الى معلم بعينة لانه عرف انه مميز مهنيا ويطلب منه ان يعطى أبنائه درسا خصوصيا , وان رفض المعلم بحجة انه لا يملك الوقت او انهم ذوى مستوى ضعيف او حتى انه لا يعطى دروسا خصوصية يصل الامر الى حد التوسل من ولى الامر وانه سيعطية ما يشاء , وهذا لانه إما يريد مزيد من التفوق لابنائه او انهم ضعاف بالفعل ويحتاجون مزيد من المساعدة الخاصة.
وهنا فليسأل الجميع أنفسهم ما موقف المعلم الذى هو فى النهاية بشر ولا يملك سوى راتبة الضئيل ماذا يفعل؟
.. يا أيها المجتمع ! هل كنت تعلم ان هناك ما يسمى بالمشاركة الشعبية فى التعليم ؟ وهى مشاركة المجتمع فى العملية التعليمية التعلميه , وان هذه المشاركة الشعبية لها العديد من الأدوار , والذى يقوم بأداء هذه الادوار ما يسمى " بمجلسى الاباء – والامناء " والذى يقوم بالاشراف والمراقبة على كل ذلك , اولياء الامور – ومعهم العديد من المعلمين الشرفاء , ومن أهم هذه الادوار – متابعة سير العملية التعليمية داخل المدرسة ككل , ومراقبة العمل المهنى للمعلم داخل الفصل , والحد من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية , وفى النهاية ايجاد الحلول لكل مشكلة تطرأ وتؤثر على سير العملية التعليمية التعلمية , سواء فى البيئة المحيطة بالمدارس التى يقيمون حولها او فى المجتمع الاكبر .
وهنا تأتى العديد من التساؤلات والتى من المفترض ان يجيب عنها كل ولى أمر باعتبار انه فرد من أفراد المجتمع , هل انا على علم بذلك ؟ هل قمت بواجباتى تجاه أبنائي على الوجه الأمثل وعلمت ما لى وما على داخل مدارسهم وأمام معلميهم ؟ هل شاركت بفاعلية من اجل مستقبل ابنائى وابناء غيرى وقمت بزيارة مدارسهم وأشرفت واطلعت وراقبت بل وحاسبت من اجل تعليم أفضل ؟
.. لقد ظهرت جليا نظرة المجتمع للمعلمين بعد اعتصامهم وإضرابهم في الأيام القليلة الماضية , حيث أن هذه الاعتصامات والاضرابات قد قابلها المجتمع باستنكار وعدم تعاطف , وابسط ما كان يقال ماذا يريد المعلمون وهم من هم " سفاحين ومافيا الدروس الخصوصية " وكأن المجتمع قد وضع جميع المعلمين في بوتقة واحدة ألا وهى أنهم جميعا يريدون الزيادة المادية , ولا لوم على المجتمع ذلك لان الأعلام وكعادته هو من قام بالعرض الخاطىء للمشكلة , بدلا من إظهار الحقائق كاملة أملا في الإصلاح وإيجاد الحلول ؛ فهل يعلم المجتمع أن أعداد المعلمين تقارب المليون معلم أي انه وإن كان هناك منهم من يطالب بزيادة مادية فقط, فإنهم سيكونوا كثر , ومن كان يطالب بمكانة أدبية واجتماعية فسيكونوا كثر بل أكثر نظرا لعدد المعلمين الضخم , لذلك فكان يجب على الإعلام والكتاب والمفكرين , عرض كل الحقائق والآراء ووجهات النظر للمعلمين بدلا من انتقاء عناصر بعينها تتحدث عن الماديات فقط؛ وكأن حال لسانهم حال جميع المعلمين .
.. إن المطلب المادي كان ضمن مجموعة كبيرة من المطالب , بل انه كان ليس زيادة مادية في حد ذاتها وإنما كان المطالبة بتنفيذ ما أقرته الدولة بزيادة نسبة الحافز إلى 200 % والذي قد وجد المعلمون أنهم محرومون منه دون جميع موظفي الجهاز الادارى للدولة أليس هذا نوعا من الظلم , هذا وقد كانت جميع مطالب المعلمين متمركزة حول ؛ إعلاء شأن المعلمين واسترجاع كرامتهم وهيبتهم – وإقالة وزير التربية والتعليم – تعيين كل المعلمين الذين يعملون بالآجر والحقيقة إنهم بلا اجر – الارتقاء بالمنظومة التعليمية ككل – تفعيل دور المعاهد التربوية والبحثية والاهتمام بتثقيف المعلمين مهنيا وفنيا – إشراك المعلمون المميزون في وضع المناهج حيث أنهم الأجدر والأقدر على فعل ذلك ؛ إلى غير ذلك من المطالب .
.. ومما سبق يتضح أن المعلمون في حقيقة الأمر قد هبوا وقاموا من اجل رفعة وتقدم هذا الوطن إيمانا منهم بان دورهم قد آن بعد الثورة وأنهم لن يصمتوا بعد الآن , وبصمتهم لن نستطيع أن نجنى ثمار ثورتنا .
.. يعلم الله إنني لم أقم بكتابة هذه الكلمات إلا ابتغاء مرضاة الله وإحقاقا للحق , لا دفاعا ولا نفاقا لأحد , وإنما إيضاحا لصورة فئة من أهم الفئات في اى مجتمع , حيث يعتبر المعلم هو حجر الزاوية لكل عمل تعليمي , فبغير جهد المعلم ورغبته فى التعليم تصبح الأبنية المدرسية أماكن لا جدوى منها , ولا يرجى منها صلاح , فلا بديل للمعلم وأدواره الهامة فى العملية التعليمية ؛ وبذلك فإن المجتمع المصري إن كان يريد إصلاحا وبناء أجيال جديدة متمكنة من فروع العلم المختلفة ومزودة بالثقافة ومتصفة بالأخلاق الحميدة والمثل العليا فوسيلة فى ذلك الاعتماد على العلم والمعلمين , اى اننا فى حاجة الى اعداد المعلم المجدد فى العملية التعليمية من اجل تربية الاجيال الجديدة بعد الثورة .
.. وهذا لن يتحقق الا اذا اعطينا للمعلم كل الحقوق الادبية والمادية , ونأخذ منه كل الواجبات , فالمعلم يعمل ويؤدى رسالة ومهنة السامية بتفانى واخلاص وضمير , والدولة تقوم بإعطائه كل الحقوق قدر المستطاع , والمجتمع يقوم بدوره الإشرافي والرقابي بلا تخاذل ... فليقم كلا منا بدورة في مكانة وموقعة لنخرج فى النهاية سيمفونية نعزف فيها أفرادا ولكن يسمعها الجميع لحنا واحد .