مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع سورة الحج .....الوقفة الثانية


مجدى الشاويش
15-10-2011, 05:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الوقفة الثانية مشاهد يوم القيامة
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١ (http://tanzil.net/#22:1)﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ ﴿٢ (http://tanzil.net/#22:2)﴾الحج
وهذه المسألة في ترتيب هذه الأشياء يوم القيامة، وهي مسألة مهمة.

فإنَّ ما يحصل يوم القيامة وما يكون فيه الذي جاء في الكتاب والسنة أشياء كثيرة، مثل ما ذَكَرْ قيام الناس، الحوض، الميزان، الصحف، الحساب، العرض، القراءة، تطاير الصحف، الكتاب، الصراط، الظلمة، وهذه أشياء متنوعة، فكيف ترتيبها؟

الظاهر والذي قرَّرَهُ المحققون من أهل العلم أنَّ ترتيبها كالتالي:

1- إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر، ثم يقومون في أرض المحشر قياماً طويلا، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم، ويخافون في ذلك خوفاً شديداً؛ لأجل طول المقام ويقينهم بالحساب وما سيُجري الله - عز وجل - عليهم.

2- فإذا طال المُقام رَفَعَالله - عز وجل - لنبيه صلى الله عليه وسلم أولاً حوضه المورود، فيكون حوض النبي صلىالله عليه وسلم في ***ات القيامة إذا اشتد قيامهم لرب العالمين في يوم كان مقدارهخمسين ألف سنة.
فمن مات على سنّته غير مًغَيِّرٍ ولا مُحْدِثٍ ولا مُبَدِّلْوَرَدَ عليه الحوض وسُقِيَ منه فيكونُ أول الأمان له أن يكون مَسْقِيَاً من حوضنبينا صلى الله عليه وسلم، ثم بعدها يُرْفَعُ لكل نبي حوضه، فيُسْقَى منه صالحأمته.

3- ثم يقوم الناس مُقاماً طويلاً ثم تكون الشفاعة العظمى -شفاعةالنبي صلى الله عليه وسلم- بأن يُعَجِّلَ الله - عز وجل - حساب الخلائق في الحديثالطويل المعروف أنهم يسألونها آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم إلى آخره، فيأتون إلى النبيصلى الله عليه وسلم ويقولون له: يا محمد، ويصِفُونَ له الحال وأن يقي الناس الشدةبسرعة الحساب، فيقول صلى الله عليه وسلم بعد طلبهم اشفع لنا عند ربك، يقول «أنالها، أنا لها»، فيأتي عند العرش فيخر فيحمد الله - عز وجل - بمحامد يفتحها الله - عز وجل - عليه، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك وسل تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ. فتكونشفاعته العظمى في تعجيل الحساب .حديث الشفاعة في البخاري (4476)

4- بعد ذلك يكون العرض -عرضالأعمال-.

5-ثم بعد العرض يكون حساب.

6-وبعد الحساب الأول تتطايرالصحف، والحساب الأول من ضمن العرض؛ لأنه فيه جدال ومعاذير، ثُمَّ بعد ذلك تتطايرالصحف ويُؤْتَى أهل اليمين كتابهم باليمين وأهل الشمال كتابهم بشمالهم فيكون قراءةالكتاب.

7- ثم بعد قراءة الكتاب يكون هناك حساب أيضاً لقطع المعذرة وقيامالحجة بقراءة ما في الكتب.

8-ثم بعدها يكون الوزن، الميزان، فتوزن الأشياءالتي ذكرنا.

9- ثم بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج؛ أزواج بمعنىكل شكل إلى شكله، وتُقَامْ الألوية -ألوية الأنبياء- لواء محمد صلى الله عليه وسلم،ولواء إبراهيم، ولواء موسى إلى آخره، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم، كلشَكْلٍ إلى شكله.
والظالمون والكفرة أيضاً يُحْشَرُونَ أزواجاً يعني متشابهينكما قال {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوايَعْبُدُونَ(22)مِنْ دُونِ اللَّهِ}[الصافات:22-23]؛ يعني بأزواجهم يعني أشكالهمونُظَرَاءَهُمْ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين، ويُحْشَرْ الظلمة معالظلمة، ويُحْشَرْ منكري البعث مع منكري البعث، ويُحْشَرْ منكري الرسالة وهكذا فيأصناف.

10- ثُمَّ بعد هذا يَضْرِبُ الله - عز وجل - الظُّلمة قبل جهنموالعياذ بالله، فيسير الناس بما يُعْطَونَ من الأنوار، فتسير هذه الأمة وفيهمالمنافقون، ثُمَّ إذا ساروا على أنوارهم ضُرِبَ السُّور المعروف {فَضُرِبَبَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْقِبَلِهِ الْعَذَابُ(13)يُنَادُونَهُم ْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوابَلَى}[الحديد:13-14] الآيات، فيُعْطِيْ الله - عز وجل - المؤمنين النورفيُبْصِرُون طريق الصراط، وأما المنافقون فلا يُعْطَون النور فيكونون مع الكافرينيتهافتون في النار، يمشون وأمامهم جهنم والعياذ بالله.

11-ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم أولاً ويكون على الصراط، ويسأل الله - عز وجل - له ولأمتهفيقول: «اللهم سلّم سلم، اللهم سلّم سلم». فَيَمُرْ صلى الله عليه وسلم وتَمُرُّأمته على الصراط، كُلٌ يمر بقدر عمله ومعه نور أيضاً بقدر عمله، فيمضي مَنْ غَفَرَالله - عز وجل - له، ويبقى في النار يسقط في النار في طبقة الموحّدين من شاء الله - عز وجل - أن يُعَذبه.
ثم إذا انتهوا من النار اجتمعوا في عَرَصَات الجنة يعني فيالسّاحات التي أعدها الله - عز وجل -؛ لأن يُقْتَصَّ أهل الإيمان بعضهم من بعضويُنْفَى الغل حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل.

12-فيدخل الجنة أولالأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقراء المهاجرين، فقراء الأنصار إلى آخره ثم فقراء الأمة، ويُؤَخَرْ الأغنياء لأجل الحساب الذي بينهم وبين الخلق ولأجل محاسبتهم على ذلك.
إلى آخر ما يحصل في ذلك مما جاء في القرآن العظيم.أسأل الله - عز وجل - أن يجعلني وإياكم من أهل الجنة، وأن يعيذنا من سَخَطِهِ والنار.
اللهم لَقِّنَّاحُجَّتَنَا في القبور واجعلنا ممن يأخذه كتابه باليمين وتُحَاسِبُهُ حساباً يسيراًيا أكرم الأكرمين.

أسأل الله - جل جلاله - لي ولكم ولأحبابنا جميعاً ولمن لهحق علينا المغفرة والرضوان، وأن لا يؤاخذنا بسيئات أعمالنا وأن يغفر لنا ذنوبنافإنه سبحانه أهل للجود والكرم والمغفرة والرحمة.

سبحانك اللهم وبحمدك اشهدأن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وصلى الله وسلم بارك على نبينامحمد.

------------------------

على العربى
28-08-2016, 10:51 AM
جزاك الله خيراً وبارك فيك