مشاهدة النسخة كاملة : مصر لم تكن دولة مسيحية أبداً من قبل


mohammed ahmed25
21-10-2011, 06:47 AM
اعترافات نصراني : مصر لم تكن دولة مسيحية أبداً من قبل

السلام عليكم روحمة الله وبركاته
في كتاب رائع كتبه نصراني يُدعَى اسكندر وصفي يرد فيه بالدلائل والوثائق أن مصر لم تكن أبداً دولة مسيحية ولم يأتها عصر يُدعى " بالعصر المسيحي "
بل لم تر غير العصر الفرعوني والعصر الروماني ثم الفتح الإسلامي
والنصارى في مصر طوال عمرهم أقلية في مصر ليس لهم صوت ولا حق ولم تكن أبداً بلادهم في يوم من الأيام :)
يا من تقولون على المسلمين ضيوف على مصر
اقراوا هذا الكتاب
هذا رابط مباشر لتحميل الكتاب
http://krwetatnt.net/lara/6/166.pdf (http://krwetatnt.net/lara/6/166.pdf)

وهذا مقال كتبه عبد المنعم الشحات بالاستعانة بما ورد في كتاب المؤلف النصراني اسكندر وصفي

الحالة العرقية والسياسية والدينية في مصر قبل الفتح الإسلامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أرسل الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالنور والهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، ومن ثمَّ فجميع الأرض يجب أن تنعم بالإسلام؛ لا فرق بين أرض كان يسكنها الروم، وأرض كان يسكنها الفرس فضلاً عن غيرهم من الشعوب التي كانت واقعة تحت سيطرتهم وقت بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-: كالقبط، والبربر، ونحوهم.
ولا فرق بين أرض كان تنتشر فيها الوثنية، وبين أخرى كانت تدين بالأديان المحرفة المبدلة -وإن كان أصلها من عند الله-.
ومستندنا في هذا أنه دين الحق، ونحن نعلم أن كل متبع لدين يزعم أن دينه هو دين الحق فالمحك هنا في المجادلة والمناظرة، ثم المباهلة إذا اقتضى الأمر، كما أمر الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بها: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ . فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران:59-61).
هذه مقدمة لابد منها قبل أن نناقش من باب العلم بالشيء من ناحية، ومن باب التنزل في المناقشة مع من يسمون أنفسهم بـ"أقباط المهجر"؛ الذين وصل بهم الامر إلى حد المطالبة بجلاء العرب المحتلين عن مصر متبعين سنن اليهود في ادعاء الحق التاريخي في مصر، والذي لو طـُبق؛ لطـُرِدوا هم والأمريكيون الحاليون من أمريكا؛ لا سيما وعمرهم فيها أقصر من عمر الإسلام في مصر بكثير.
إن النظام العالمي: الذي يدعوننا ليل نهار إلى احترامه قد اعتبر الأوضاع السياسية عند تكوين "عصبة الأمم" هي الأساس الذي يتم به التعامل عالميًا، ولم يسثنِ من ذلك إلا إسرائيل مع محاولة إعطائها المشروعية القانونية من خلال "وعد بلفور" بصفته معطى من قبل دولة الحماية، ومنطلق اتفاق مع "الشريف الحسين" الذي فرضوه على العرب كممثل لهم!
الحاصل أن حتى إسرائيل لم تنتحل نظرية الحق التاريخي إلا بمساندة وحيلة قانونية؛ لكي تتمكن الأمم المتحدة وريثة عصبة الأمم من الاعتراف بها.
وأما هؤلاء : فيريدون الاستقواء بدولة عمرها في الدنيا خمسمائة عام فقط، وعمرها السياسي لا يتعدى مائتي عام، وعمرها كدولة عظمى لم يكمل بعد مائة عام ولا قاربها!!
يريدون أن يغيروا خريطة العالم، ويعودوا بمصر إلى ما أسموه بـ"العصر القبطي"؛ فهل يوجد في التاريخ المصري عصر يمكن أن نسميه بـ"العصر القبطي"؟؟
وهل كانت الملة النصرانية الأرثوذكسية يومًا ما هي دين الأغلبية في مصر؟!
وهل يوجد عِرْق مصري يمكن أن يقال عنه أنه العرق المصري الأصيل وغيره هو الدخيل؟!
فإذا كان علماء التاريخ يقسمون تاريخ الشعوب إلى فترات باعتبار تعاقب "الدول" -أي: الأنظمة السياسية-، فسوف نجد أن تاريخ مصر ينقسم إلى ثلاث فترات كبار، وهي:
1- العصر الفرعوني: ويمتد من 3200 ق. م إلى استيلاء "الإسكندر الأكبر" على مصر عام 333 ق. م.
2- العصر اليوناني والروماني: ويبدأ من استيلاء "الإسكندر الأكبر" على مصر إلى الفتح الإسلامي لمصر عام 641م، وهو ينقسم إلى فترتين:
الأولى: العصر البطلمي حتى عام 31 ق. م.
الثانية: العصر الروماني منذ 31 ق. م إلى الفتح الإسلامي.
3- العصر الإسلامي: والذي يبدأ من عام 641م -20 هـ -أدامه الله إلى قيام الساعة- "يراجع موسوعة تاريخ مصر أحمد محمود مرعي".
ولذلك فإن الصواب من ناحية البحث التاريخي أن يقال: إن مصر انتقلت بالفتح الإسلامي من العصر الروماني إلى العصر الإسلامي، لاسيما والتاريخ يؤكد أن الحرب بين جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص -رضي الله عنه- كانت مع جيش الروم، وما فتحه من بلادها صلحًا كان صلحًا مع الروم، وأن سكان مصر المدنيين لم يكن لهم في الحرب ناقة ولا جمل!
وليس أمام المتشدقين بالعصر القبطي إلا أحد احتمالين:
الأول: إن سكان مصر في ذلك الوقت مع اختلاف تركيبتهم العرقية، والدينية كانوا يرون أن حكم المسلمين أفضل لهم، وهو القول الذي ما زال يردده النصارى المرتبطون مصلحيًا بالمسلمين، ومنهم: معظم نصارى الداخل، وهو الموقف الرسمي للكنيسة المصرية كما ورد في كتاب: "تاريخ الأمة القبطية"، وهو من إعداد الكنيسة المصرية.
الثاني: أنهم كانوا من سقط المتاع يتقاتل عليهم: اليونان والروم، ثم: الفرس والروم، ثم: المسلمين والروم، وهم ينتظرون لمن تكون الغلبة؛ لكي يؤدوا إليه الجزية والبيعة في آن واحد حيث كانت الجزية مفروضة على كل سكان مصر غير الرومانيين قبل الفتح الإسلامي لمصر، وهو أمر يجعلهم أشبه بعمال التراحيل الذين لا يشغلهم سوى مقدار الضرائب التي ستفرض عليهم، وربما شغلتهم حريتهم الدينية بعض الشيء!
وأظن أن كلاً من الاحتمالين كافٍ لنفي فِرْية العصر القبطي الذي اكتشفوا وجوده فجأة وهم في أمريكا!
وأما العرق القبطي الأصيل التي يتغنى به هؤلاء: زاعمين أن العرب دخلاء؛ فأمر لا يثبت أمام النظر التاريخي المنصف، وإذا ما قارنا بين تعداد سكان مصر، وتعداد سكان الجزيرة العربية قاطبة الآن، وعلمنا أن النسبة زمن الفتح الإسلامي كانت أضعاف أضعاف ما هو عليه الآن؛ لندرة المياه في الجزيرة العربية، وعدم توفر وسائل التنقيب عنها علمنا أنه لا يمكن أبدًا أن يُعزى التفوق العددي الساحق للمسلمين على غيرهم إلى أن العرب قد كاثروا أصحاب البلد حتى صاروا أكثر منهم!
ولو افترض مفترض أن كل المسلمين العرب قد تركوا الجزيرة العربية، وتركوا بلاد العراق، وفارس، وغيرها، وجاءوا؛ ليكاثروا المصريين ما قدورا على ذلك! فلا يوجد إلا احتمال واحد وهو: أن معظم أهل مصر قد أسلموا، ثم تعلموا اللسان العربي فصاروا عربًا؛ هذا بالإضافة إلى توطن بعض القبائل المسلمة العربية في مصر، وامتزاجها مع سائر طوائفه العرقية.
وبهذا الطرح نستغني عن البحث عن الحالة العرقية والدينية التي كانت عليها تلك الأغلبية التي دخلت في دين الله طوعًا واختيارًا؛ بيد أنه لا مانع من التنزل مرة ثانية، وثالثة؛ لمناقشة الحالة العرقية والدينية لمصر قبل الفتح الإسلامي.
وتشير الدراسات الأمريكية الحديثة حول الأصول العرقية للشعوب وفقـًا لتحليل الحامض النووي: إلى أن الفراعنة جزء من جنس سكن ما يسمى الآن: ببلاد مصر، والصومال، والحبشة، وليبيا -"ومن الجدير بالذكر أن هذه البلاد جمعتها وحدة سياسية في بعض العصور القديمة"-، وهو أمر أشار إليه كثير من الباحثين قبل بحوث الحامض النووي، ومن الشواهد على ذلك الاعتقاد السائد بأن الفراعنة كانوا ذوي بشرة سوداء، أو شديدة السمرة على الأقل.
ومن ثمَّ فإن أقرب الأجناس الموجودة في مصر إلى أن يكونوا من نسل الفراعنة هم: "سكان النوبة"، أو "سكان سيوه"، وهم مسلمون عن بكرة أبيهم -والحمد لله رب العالمين-، وغالب الظن إن لم يكن يقينـًا أن قبائل النوبة قد تحولوا من الوثنية إلى الإسلام رأسًا دون أن يمروا بالمرحلة النصرانية، بل كان هذا هو حال كثير من غيرهم كما يأتي بيانه -إن شاء الله-.
وأما من سوى سكان النوبة: فقد حصل امتزاج شديد بينهم وبين اليونانيين بعد استيلاء "الإسكندر الأكبر" على مصر، واصطباغ البلاد بصبغة يونانية وواضحة في عهده؛ مما أثر على التركيبة العرقية للمصريين.
واليونانيون هم من سمَّى المصريين ببلاد القبط: الذي اشتقوه من اسم معبد الإله الوثني "تاح"، ويُسمى بيته أو معبده "هاي كا بتاح"، وهو ما نطقه اليونانيون Egeaptus.
ولم يكن الاختلاط مع اليونانيين هو الاختلاط الوحيد، بل حدثت امتزاجات أخرى نتج عنها عدم وجود عرق محدد ينتمي إليه معظم وادي النيل.
وبالإضافة إلى النوبيين والقبط كما سماهم بذلك اليونانيون، كان يوجد الأعراب الذين سكنوا الصحارى المشابهة في مناخها للجزيرة العربية، وهؤلاء كانوا في مصر من قبل الفتح الإسلامي بكثير، وجاءوا إليها عن طريق الهجرة من اليمن إلى الحبشة إلى مصر.
وقد ذكر "إسكندر وصفي" صاحب كتاب: "المنارة التاريخية في مصر: الوثنية والمسيحية":الكثير من المواجهات بين العربان والقبط، وبين العربان والرومان؛ مما يدل على أن العربان منعوا الرومان من السيطرة على ما تحت أيديهم من أراضي في الوقت الذي خضع فيه القبط خضوعًا تامًا لليونانيين، والرومان من بعدهم، ومعظم هؤلاء العربان قد انتقل من الوثنية إلى الإسلام رأسًا دون أن يمر بالمرحلة النصرانية مطلقـًا.
مما سبق يتضح أنه كان بمصر قبل الفتح الإسلامي أربعة أعراق:
الأول: هم أقدم الأعراق في مصر وأولاهم بوصف أصحاب البلد الأصليين -إن كان لهذا الوصف أي قيمة تذكر-، وهم: النوبيون، وهم مسلمون عن بكرة أبيهم -بحمد الله-.
الثاني: عرق خليط أو مهجن، وهم من أسماهم اليونانيون: بـ"القبط"، وسوف يأتي بيان حالتهم الدينية قبل الإسلام وبعده.
الثالث: الأعراب، وهم: الذين يسيطرون على كل صحارى مصر، وقد أسلموا عن بكرة أبيهم -بحمد الله-.
الرابع: أقليات عرقية أخرى: كالجالية اليونانية التي لم تختلط نسبًا بالمصريين، والجالية اليهودية الذين هاجروا من مصر مع نبي الله موسى -عليه السلام-، ولكن عاد إليها بعضهم بعد الأزمات التي تعرضوا لها بعد زمن داود -عليه السلام-.
ومرة جديدة نقرر أن هذا القدر كافٍ لحسم المسألة: بيد أنه لا مانع من مزيد من التنزل في المناقشة؛ لنتكلم عن الحالة الدينية لهذه الطوائف قبل الإسلام، وموقفها من الدخول في الإسلام.
يزعم النصارى أن دين النصارى وتحديدًا المذهب الأرثوذكسي كان هو دين الأغلبية في مصر قبل الفتح الإسلامي! ثم يضربون أخماسًا في أسداس؛ لتبرير هذا التحول من الأغلبية إلى أقلية ضئيلة تبلغ 7% وفق الإحصاءات التي تمت في عصر الاحتلال الأجنبي، ثم حاول النصارى إرهاب الأجهزة المعنية بالإحصاء؛ ليصمتوا عن محاولات النصارى الزعم بأن نسبتهم 10 %، ثم من باب: "سكتنا له... " يحاولون رفع النسبة إلى 20 % إلى أن فاجأتهم مؤسسة: "بيو" للدراسات الأمريكية، بإعلانها أن مجموع الأقليات الدينية في مصر لا يشكل سوى 5.4 %!!
فتارة يقولون: إن العرب قد كاثروهم حتى صاروا أكثرية، وقد بينا هشاشة هذا التبرير!
وتارة يقولون: إن فقراء النصارى اضطروا إلى الإسلام؛ لتفادي دفع الجزية، وبقي أغنياؤهم! وتناسى هؤلاء: أن الأقباط يدفعون الجزية طوال عمرهم، كما تناسوا أن الدولة الرومانية الكاثوليكية عجزت عن تحويل الأرثوذكس إلى الكاثوليكية بالحديد والنار، والزيت المغلي!! فكيف نجحت الجزية الإسلامية المخففة أكثر بكثير من الجزية الرومانية، وبلا حديد ولا نار، ولا زيت مغلي أن تحول كل هذه الجموع؟؟!!
ثم إن الجزية في الشريعة الإسلامية لا تفرض على الفقراء العاجزين عنها؛ فعن هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ أنه وَجَدَ رَجُلاً وَهُوَ عَلَى حِمْصَ يُشَمِّسُ نَاسًا مِنَ النَّبَطِ فِي أَدَاءِ الْجِزْيَةِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا) (رواه مسلم).
ثم إن هؤلاء قد تناسوا حقيقة ذكرها "إسكندر وصفي" في كتابه المشار إليه سابقـًا -وشهد شاهد من أهلها-: بأن معظم من تحول من الوثنية إلى النصرانية كانوا من الفقراء أصلاً؛ طمعًا في ملكوت الرب، وهم الذين صمدوا أمام محاولات إعادتهم إلى الوثنية فيما يعرف عندهم بـ"عصر الشهداء الأول"، نحكي هذا من باب التقرير، ومن باب الرد على شبهة: "إن فقراءهم قد أسلموا... " مع أن هؤلاء الفقراء كانوا هم عصب النصرانية في مواجهة الوثنية فكيف دخلوا في الإسلام إلا إذا كان هذا عن اقتناع منهم؟؟!!
نعم بقي بعض أغنياء النصارى بعد الفتح الإسلامي لم يدخلوا في الإسلام، وجلَّ هؤلاء كانوا من الجالية اليونانية؛ فمحاولات "نصارى المهجر" اليوم الفخر بالغنى الذي منعهم من الدخول في الإسلام؛ فيه اعتراف بعدم مصريتهم التي يدندنون حولها!!
فلو سلمنا جدلاً أن مذهبًا دينيًا ما وليكن هو المذهب الأرثوذكسي كان هو السائد في مصر؛ فلا يوجد إلا احتمال وحيد لتحوله إلى أقلية، وهو تحول معظم أبنائه إلى الإسلام، وإذا كان من الثابت تاريخيًا عدم استخدام القوة لإجبار أحد على الدخول في الإسلام، بل عدم وجود حرب بين المسلمين والقبط أصلاً؛ دل هذا على أن التحول كان اختياريًا، كما تحول النوبيون والأعراب إلى الإسلام اختياريًا، وإن كان التحول في هذين الفريقين بنسبة مائة بالمائة، وفي الأقباط كان بنسبة كبيرة، ولكنها دون ذلك.
بيد أن التصور الأدق هو أن النصرانية كانت ديانة تتقاسم هي والوثنية الانتشار في مصر، وفي ذات الوقت كانت مذاهب النصرانية المختلفة تتقاسم الانتشار فيما بينها، وأن معظم هؤلاء دخلوا في الإسلام، وبقيت أقلية من كل فريق مثل: الأرثوذكس غالبيتها؛ فصاروا أكبر أقلية دينية في مصر.
وتفصيل ذلك تاريخيًا:أن بداية دخول النصرانية في مصر كان على يد "مرقس" صاحب الإنجيل المشهور سنة 51م، وإذا تـَجَوَّزنا غاية التجوز، فاعتبرنا كل هذه المدة حتى الفتح الإسلامي فترة نصرانية -"وهو تـَجَوُّز يأباه التاريخ"-؛ لوجدنا أن عمر الفترة النصرانية من تاريخ مصر هو: 600 سنة، لا يمكن أن تقاس من حيث الطول، ولا من حيث الإسهام الحضاري في العالم بـ 1400 عام، هي فترة العصر الإسلامي في مصر، بيد أن هذه الفترة لا تكاد تصفو على الربع أو ما دونه إذا ما أخذنا في الاعتبار الفترة التي كانت النصرانية فيها تمثل دين الأغلبية في مصر حيث ظلت الوثنية هي الدين السائد في مصر حتى مجمع "نيقية" سنة 325م.
وقصة هذا المجمع أن النصرانية قد دخلت إلى مصر عن طريق "مرقس" أحد دعاة نصرانية بولس، والذي وضع بذور الغلو في عيسى -عليه السلام- في رسائله، ثم ضمنها مرقس أيضًا في إنجيله، وجاء "أفلوطين" فأكمل بناءها الفلسفي متأثرًا: بالفلسفة اليونانية، والمصرية، والهندية، ثم جاء شماس -"وهي أدني رتبة دينية عند النصارى"-، يُدعى "أثناسيوس" فأكمل صياغتها اللاهوتية -"ترى الكنيسة الغربية أن أثناسيوس كان عالة على الأسقف الجزائري أوغسطين، بينما ترى الكنيسة الشرقية العكس"-.
وكان "مذهب الموحدين" أكثر رواجًا في بلاد الشام، حتى أظهر أسقف مصري يسمى: "أريوس" انتصاره لعقيدة التوحيد؛ فقام "أثناسيوس" برفع شكوى إلى الإمبراطور "قسطنطين"، ورضوه حكمًا بينهم وبين "آريوس" وأتباعه، رغم أن "قسطنطين" كان وثنيًا قبيل انعقاد مجمع "نيقية"؛ فلما وجد التوافق بين مذهب "أثناسيوس" وبين عقائده الوثنية انحاز إليه ونصره على "أريوس"، ثم أصدر بعدها مرسومًا في عام 331 ينهي فيه الحظر الذي كان مفروضًا على دخول الوثنيين إلى النصرانية، ثم تنصر، وفرض هذا المذهب على الإمبراطورية ككل.
فجرَت عملية تحويل للوثنيين في مصر من أصول قبطية ويونانية إلى دين النصارى قسرًا، وعلى الرغم من أن دين النصارى المحرف أقل كفرًا من دين الوثنيين إلا أن الجذور الوثنية الواضحة في هذا الدين لا سيما "الثالوث" المستفاد شكلاً وموضوعًا من الديانة المصرية القديمة؛ لم يشجع الكثيرين من الوثنيين على ترك دين آبائهم إلى دين مقتبس منه، بالإضافة إلى أن القسوة المفرطة التي تعامل بها النصارى مع الوثنيين فور حصولهم على دعم الإمبراطور؛ نفـَّر الوثنيين منهم تنفيرًا بالغـًا.
ومع ذلك فلا يمكن اعتبار كل هذه الفترة فترة سيطرة لدين النصرانية بشكلها الحالي؛ حيث تقاسمت ديانات: ثلاث، أو خمس -إن أردنا الدقة- السيطرة والنفوذ:
الأول: دين النصارى الموحِّدين أتباع "آريوس"، والذين ظلت لهم كنيسة رغم رفض مجمع "نيقية" لعقيدتهم.
ومن الجدير بالذكر: أن "مذهب الموحدين" من قبل "آريوس"، ومِن بعده -رحمهم الله وتقبلهم عنده في الشهداء، وإن كان آريوس هو الرمز الأبرز في مسيرة هذه الطائفة- بقي موجودًا، وظلت دعوتهم قائمة إلى ما قبيل البعثة المحمدية بنحو قرن من الزمان، وهو القرن الذي شهد أعظم صراع دموي بين طوائف النصارى؛ لينظر الله إلى أهل الأرض فيمقتهم: عربهم، وعجمهم؛ إلا بقايا من أهل الكتاب، ويرسل رسوله بالنور والهدى ودين الحق.
الثاني: دين النصارى القائلين: بألوهية عيسى -عليه السلام-.
وهؤلاء انقسموا فيما بعد إلى فرقتين:
الأولى: جمهور النصارى.
الثانية: أتباع "نسطور" الذي رفض وصف "مريم" -عليها السلام- بـ"أم الإله"، وكان له تأثير كبير وأتباع، ودينه يُعد إلى اليوم عند النصارى دينًا آخر غير دينهم، وليس مجرد طائفة.
ثم انقسم هذا الجمهور إلى فرقتين كبيرتين بعد مجمع "خلقدونية" عام 450: وهما المعروفتان الآن: بـ"الأرثوذكسية"، و"الكاثوليكية"، واستخدم الحاكم الروماني القسوة ذاتها في فرض مذهبه الكاثوليكي على الأرثوذكس، إلى مجيء الفتح الإسلامي؛ فدخل الناس في دين الله أفواجًا من: القبط، واليونانيين، والنوبيين، والأعراب، وبقيت قلة من سائر الطوائف النصرانية تمتعت بما يوفره عقد الذمة من أمان؛ فظهرت فرقة الأرثوذكس على الكاثوليك، وأصبحت أكبر أقلية دينية في مصر.
الثالث: دين الوثنيين والذي بقي ظاهرًا في مصر إلى زمن الفتح الإسلامي حيث كانوا ما زالوا يحتفلون بـ"وفاء النيل"! ويقدمون عروس النيل قربانـًا لمن ظنوهم آلهة الفيضان حتى أوقف عمرو -رضي الله عنه- ذلك الوأد التي عجزت النصرانية عن إزاحته!
وقد كان الصراع بين كل هذه الطوائف محتدمًا، وتحتفي الكنيسة المصرية جدًا بعصرين تسميهما:
الأول: "عصر الشهداء الأول"، وهم من قـُتِل وعُذِّب على أيدي الوثنيين في الفترة التي سبقت تنصر "قسطنطين".
والثاني: يسمونه: بـ"عصر الشهداء الثاني"، وهم من قتل وعذب على أيدي الكاثوليك، ومن عجيب أمر البعض المطالبة بتمجيد هذه الرموز الدينية باعتبارهم رموز وطنية -"بالمفهوم المعاصر لكلمة وطنية"!- مع أن توصيف هذه الحروب من وجهة النظر القومية المعاصرة؛ أنها كانت حربًا أهلية دينية يجب أن تطوى تفاصيلها، أو على الأقل تترك لأبناء ملتهم يمجدونها كيفما شاءوا!!
بيد أن ثمة سؤال يجب أن يطرح على هؤلاء وهو: هل سيطالبون بتدريس تاريخ كل المرحلة أم سيكتفون بذكر ما يرْوونه لهم تاركين ما عداه؟!
إن الدارس للتاريخ التفصيلي لتلك المرحلة، سوف يدرك بوضوح تام أن أسلوب السحل، وحرق المخالفين أحياء، وهدم المعابد على من فيها... ! كان لغة الخطاب المفضلة من الوثنيين مع النصارى؛ فلما جاءت الكرة للنصارى فعلوا بالوثنيين أضعاف أضعاف ما فعلوه بهم!! ثم لما اختلفوا فما بين بعضهم البعض كانت أيضًا هذه هي لغة الحوار الوحيدة بين طوائفهم!!!
هذا بالإضافة إلى الحرب التي قامت بين الكنيسة الأرثوذكسية خاصة وبين العلماء؛ لاسيما الفلاسفة -"رغم قيام هذا الدين على أساس فلسفي إلا أنهم حرموها إيقافـًا لتيار التعديلات الفلسفية التي كانت تجري على قانون الإيمان شيئًا فشيئًا، ومنها: الصراع الذي دار بين الكنيستين: الشرقية والغربية"-، وكذلك "علم الطب" التي رأت الكنيسة أنه ينافي الإيمان، ويزاحم معجزات القساوسة! وباختصار كان العنوان الأبرز لتلك الحقبة التاريخية هو: "الجهل في الدنيا وحمامات الدم في الدين"!!
ومن كل ما سبق، ومن خلال مرجع رئيسي كاتبه نصراني -"إسكندر وصفي"- نخلص إلى النتائج التالية:
الأولى: عدم وجود حقبة تاريخية تسمى بـ"الحقبة القبطية".
الثانية: إن النصرانية في مصر بجميع طوائفها ظلت طوال عمرها أقلية على الأقل إلى القرن الأخير قبل الإسلام.
الثالثة:إن النصرانية المحرفة ظلت أقلية مقارنة بنصرانية "آريوس" إلى هذا القرن الأخير المشار إليه.
الرابعة:إن الفترات التي علا فيها صوت النصرانية في البلاد خـَفتَ فيها صوت العلوم الدنيوية.
الخامسة: إن حرب تكسير العظام بين الطوائف المتنازعة تم فيه تبادل الأدوار بحيث لا يبقى من يستحق البكاء عليه، ولا وصفه بالبطولة -فضلاً عن الشهادة-؛ إلا من مات في سبيل الحق، وهم "الموحدون"، لا سيما وأن التاريخ لم يسجل عليهم: حالات قتل وحشية؛ كتلك التي سجلها على "المثلِثين"، وإنْ سجل لهم: "حالات مقاومة مشرفة".
فهذا هو ملخص حالة أهل مصر قبل أن ينورها الله بالإسلام، و"بضدها تتميز الأشياء"، فالحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة

aymaan noor
21-10-2011, 11:12 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أستاذى الفاضل و شكرا على رابط الكتاب

nioten
21-10-2011, 11:20 AM
مصر للمصريين

aymaan noor
21-10-2011, 11:36 AM
مصر للمصريين

جزاك الله خيرا أستاذى الفاضل وبارك الله فيك
أولا : نعم مصر للمصريين و المسلم و المسيحى هما قطبا الأمة المصرية ، و المساواة الكاملة فى الحقوق و الواجبات و المواطنة الكاملة هى أساس التعامل فى مصر الحديثة ان شاء الله
ثانيا : و لكن الموضوع الأصلى يتحدث عن دراسة تاريخية وليس عن مسيحى اليوم ، فالتاريخ علم نقرأه و نطلع عليه ولا نكتفى بكتاب تاريخى واحد أو مصدر واحد ولكن ننوع مصادرنا ، و من هنا تأتى المعرفة ، فالثقافة والمعرفة لا تأتى الا من خلال القراءة وتحليل مانقرؤه .
شكرا لك أستاذى الفاضل على تأكيد هذا المعنى " أن مصر للمصريين" "

nioten
21-10-2011, 02:42 PM
جزاك الله خيرا أستاذى الفاضل وبارك الله فيك
أولا : نعم مصر للمصريين و المسلم و المسيحى هما قطبا الأمة المصرية ، و المساواة الكاملة فى الحقوق و الواجبات و المواطنة الكاملة هى أساس التعامل فى مصر الحديثة ان شاء الله
ثانيا : و لكن الموضوع الأصلى يتحدث عن دراسة تاريخية وليس عن مسيحى اليوم ، فالتاريخ علم نقرأه و نطلع عليه ولا نكتفى بكتاب تاريخى واحد أو مصدر واحد ولكن ننوع مصادرنا ، و من هنا تأتى المعرفة ، فالثقافة والمعرفة لا تأتى الا من خلال القراءة وتحليل مانقرؤه .
شكرا لك أستاذى الفاضل على تأكيد هذا المعنى " أن مصر للمصريين" "

نختلف فى اشياء كثيره وهذا العادى ولكن يجب ان نتفق اننا مصريين نحب مصر ولكن لكل طريقته الخاصه
انا اقول ان مصر لم تكن مسيحيه
وازيد ولن تكون دينيه ابدا مصر للمصريين لا فرق بينهم الا عند الله سبحانه وتعالى

أحـمد قرنى
21-10-2011, 04:20 PM
مصر للمصريين


مصر دولة إسلامية
وأهلاً ومرحباً باصحابنا وزمايلنا النصارى بأن يتواجدوا فيها فكلنا نحبهم ونعاملهم أفضل معاملة

د.عبدالله محمود
22-10-2011, 12:35 AM
مشكور على الكتاب أولاً .. أما الموضوع , فلي عودة
إن شـــــــــــــــــــــــاء الله .. جزاك الله خيراً

د.عبدالله محمود
22-10-2011, 06:41 PM
قرأت منذ عدة أشهر بحث مفاده الآتى :
إن أهل مصر " جميعهم " قد دخلوا الإسلام
واستدل الباحث بدخول أهل النوبة إلى الإسلام
بنسبة 100 %
رغم أن النوبة هى النقطة الأبعد عن المكان الذى دخل منه المسلمون
والأماكن الذى أستقروا فيها وبدأوا منها دعوتهم
علاوة على لغة أهل النوبة المختلفة
وهو ما يجعل أمر دخول أهل النوبة للإسلام دون غيرهم أشبه بالمستحيل
وتحمل الدراسة الكثير من الدلائل التى تصب فى هذا الاتجاه
والتى تقول أن نصارى مصر دخلوا الإسلام عن بكرة أبيهم
وأن من يقطنوا مصر حالياً من نصارى هم نسل من تبقى من الرومان فى مصر
والله أعلم

ومرحباً بشعار مصر للجميع وأدام الله علينا معاً حسن المعشر

mohammed ahmed25
22-10-2011, 06:45 PM
جزاكم الله خيرا
و شكرا على المرور

mohammed ahmed25
28-10-2011, 07:39 AM
اسم الكتاب:- فتح مصر
لتحميل الكتاب
http://www.مكتبةالتاريخ.com/2011/08/conquered-egypt.html
اسم المؤلف:- د/جمال عبد الهادى (كليه الشريعه والدرسات الاسلاميه)
محتوى الكتاب:- يتناول الكتاب حاله مصر قبل الفتح الاسلامى والاضهادات الدينيه التى كان يعانى منها الاقباط (المصرين) من نصارى ويهود وفلاسفه على يد البيزنطين قبل الفتح الاسلامى لمصر
يذكر الكتاب بعد ذلك اسباب تفكير المسلمين فى فتح مصر والدوافع التى دفعتهم لفتح مصر
ويوضح موقف الخليفه عمر بن الخطاب من فتح مصر وحماسه قائده عمرو بن العاص لفتح مصر
ويوضح الكتاب مراحل فتح مصر والصلح مع المقوقس واتمام فتح مصر وافريقيه (برقه وطرابلس) ويذكر اسباب انتصار المسلمين
ويذكر الكتاب الحريه الدينيه التى تمتع بها الاقباط فى ظل الحكم الاسلام والرخاء الاقتصادى والتقدم العلمى والامان الاجتماعى فى عهد الحكم الاسلامى لمصر
وبعد ذلك يوضح شهادات بعض المورخين المعاصرين للفتح الاسلامى وشهاده ابنه المقوقس(ارمانوسه القبطيه) وادله نتشار العدل فى العصر الاسلامى
ينهى الكاتب كتابه بأجبه عن سؤال هام وهو من المتطرفين والارهابين المسلمين ام اعدائهم اعداء الانسانيه
اهم المواضيع التى اهتم بها كتاب فتح مصر ايضا شهاده بعض الاستاتذه والمؤرخين عن الاضهادات الرومانيه للأقباط قبل الفتح الأسلامى

Khaled Soliman
28-10-2011, 10:18 AM
طبتم وطابت كلماتك، وكرمتم وكرم مساعكم ، وبلغكم المولى رجاكم ومناكم وجزاكم عنا خيراً

highlight
28-10-2011, 11:03 AM
يا جماعة.........
مصر كان بيحكمها الرومان و كانوا بيتبعوا الوثنية........
بس المصريين كانوا مسيحيــــــــــــــــــن............
وبعدين جه الفتح العربى الاسلامى على يد عمرو ابن العاص..........
مصر كانت مسيحية..................او........اغلب اللى فيها يعتنقون المسيحية
ولما الدولة الرومانية اعترفت بالمسحية...اعتنقوا مذهب مغاير للمذهب اللى عليه المصريين
وبعدين تم الفتح الاسلامى على يد عمرو بن العاص.......


احاديث دينية........

في صحيح مسلم عن أبي ذر رفعه: (إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً).

قال حرملة في رواية يعني بالقيراط أن قبط مصر يسمون أعيادهم وكل مجمع لهم القيراط يقولون نشهد القيراط

وفي الطبراني وتاريخ مصر لابن يونس واللفظ له عن كعب بن مالك رفعه: (إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالأقباط خيراً فإن لهم ذمة)

ورقد روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما)

. وروى الطبراني والحاكم عن كعب بن مالك مرفوعا: إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما.

وصححه الألباني. وهذا رواه الطحاوي في بيان مشكل الآثار بزيادة: يعني أن أم إسماعيل صلى الله عليه وسلم كانت منهم. وقال: فعقلنا بذلك أن تلك الرحم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم أنها من قبل هاجر أم إسماعيل صلى الله عليه وسلم. اهـ.

وقال ابن الأثير في النهاية: معنى قوله: فإن لهم ذمة ورحما. أي أن هاجر أم إسماعيل عليه السلام كانت قبطية من أهل مصر. اهـ.

وأما ما يتعلق بمارية رضي الله عنها، فهو في رواية أخرى لحديث أبي ذر عند مسلم أيضا، بلفظ: فإن لهم
ذمة وصهرا.

قال النووي في شرح مسلم وفي رياض الصالحين: أما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم. اهـ.

وروى ابن الجوزي في كشف المشكل أن سفيان سئل عن قوله "فإن لهم ذمة ورحما" فقال: من الناس من يقول هاجر كانت قبطية وهي أم إسماعيل، ومن الناس من يقول كانت مارية أم إبراهيم قبطية. اهـ.

وقال المناوي في فيض القدير: (فإن لهم ذمة) ذماما وحرمة وأمانا من جهة إبراهيم بن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن أمه مارية منهم (ورحما): قرابة، لأن هاجر أم إسماعيل منهم. اهـ.

فحق أهل مصر بسبب مارية من جهة كونها أم إبراهيم، ولا يعني هذا أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها، بل كانت سرية عنده أهداها له المقوقس ملك مصر، وعلى هذا نص أهل العلم، فذكروا مارية في سراريه صلى الله عليه وسلم ولم يذكروها في أزواجه، قال الصالحي في سبل الهدى والرشاد: قال ابن عبد الحكم: إن صهرهم تسرِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، أي بمارية، ونسبهم أن أم إسماعيل هاجر منهم اهـ.

وروى النسائي في السنن الكبرى عن الزهري قال: كانت له سرية قبطية يقال لها مارية. اهـ.

ولابن يونس وحده عن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول الله يقول: (إن الله سيفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بقبطها خيراً، فإن لهم منكم صهراً وذمة)

وجاء عن ابن عيينة أنه قال: من الناس من يقول هاجر أم إسماعيل كانت قبطية، ومنهم من يقول مارية أم إبراهيم بن النبي قبطية.

وروى الزهري أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب الأنصاري حدثه أن رسول الله قال: (إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً).
قال الزهري: الرحم باعتبار هاجر، والذمة باعتبار إبراهيم، ويحتمل أن يراد بالذمة العهد الذي أخذوه أيام عمر فإن مصر فتحت زمنه صلحاً، وفي الحديث علم من أعلام نبوته

لسه فى اعتراض؟؟
هل تصدقون حديث القول فى زمن الاكاذيب؟

ان مصر للمصرين....

أفنان أحمد
28-10-2011, 02:38 PM
إن الأرض للـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
يورثها من يشاء من عباده
أقيموا شرع الله فى أرضه
يعم السلام و الرخاء و الأمان وينعم المسلم و غير المسلم وحتى الحيوانات
اللهم اذن لشرعك أن يحكم و دينك أن يسود
(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)

mahmmoud_sakr
28-10-2011, 02:44 PM
مصر دوله أسلاميه تحت راية الاسلام ومهما كانت من قبل فقد دخلها الجيوش الاسلاميه ورحبو بذالك الاقباط
والان لهم أطماع أين كان هذا الكلام من قبل
لانك لن تجد أحد فى مصر أمثال الصحابه لكن أغلبهم يقلدون الغرب فى كل شئ فلا يجدون من يخافون منه الان ........
وتوصلوا لما كانو يخططو له من خلال وسائل التكنولوجيا وأستخدامها فى تحقيق أغراضهم فتجدها الان فى كل بيت
أمثال التليفزيون والدش والكمبيوتر والهواتف المحموله أدخلناها علينا بدون ضوابط لما يتامشى مع عاداتنا وتقالدينا وديننا

دايما بقولها كل شئ وله كاتلوج كيفية الأستخدام
وكاتلوج الانسان هوه الاسلام لو مشى على نهجه سعد فى الدنيا والاخره أما غير ذالك فليتحمل العواقب فلا يلوم إلا نفسه

مايكل تيفا
28-10-2011, 03:58 PM
ما فائدة موضوع مثل هذا يؤجج المشاعر
مشكوك في مصدره
الذي يريد ان يعرف التاريخ يقرأ الكتب وليس من مصدر واحد بل من مصادر متعددة
يجد الحقيقة ساطعة أمامه
ان هناك عصر قبطي موجود والكنائس القديمة المتعددة المترامية من شمال مصر الى اقصى الجنوب شاهدة على ذلك
وانا اكرر هذا الموضوع واضعة مثير للفتن يهيج ابناء الوطن الواحد على بعضهم البعض
الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها
اليس كذلك....!!!!
تعقلوا يا اهل مصر
ان مصرنا تسع الجميع مسلمين ومسيحيين
فلنضع تلك القاعدة لنحيا بها
لكم ما لنا وعليكم ما علينا
فقط المساواة في كل شيء بين ابناء الوطن الواحد لا اكثر ولا اقل

آسر الصمت
28-10-2011, 04:12 PM
ما فائدة موضوع مثل هذا يؤجج المشاعر
مشكوك في مصدره
الذي يريد ان يعرف التاريخ يقرأ الكتب وليس من مصدر واحد بل من مصادر متعددة
يجد الحقيقة ساطعة أمامه
ان هناك عصر قبطي موجود والكنائس القديمة المتعددة المترامية من شمال مصر الى اقصى الجنوب شاهدة على ذلك
وانا اكرر هذا الموضوع واضعة مثير للفتن يهيج ابناء الوطن الواحد على بعضهم البعض
الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها
اليس كذلك....!!!!
تعقلوا يا اهل مصر
ان مصرنا تسع الجميع مسلمين ومسيحيين
فلنضع تلك القاعدة لنحيا بها
لكم ما لنا وعليكم ما علينا
فقط المساواة في كل شيء بين ابناء الوطن الواحد لا اكثر ولا اقل




أحييك أخى مايكل
مصر للمصريين
ومصر تتسع للجميع
النسبة للأرض لا للدين
فاهلا بكل المصريين فى بلدهم
أهلا بهم مسلمون وأقباطا وغيرهم
احييك مرة ثانية

aymaan noor
28-10-2011, 04:42 PM
ما فائدة موضوع مثل هذا يؤجج المشاعر
مشكوك في مصدره
الذي يريد ان يعرف التاريخ يقرأ الكتب وليس من مصدر واحد بل من مصادر متعددة
يجد الحقيقة ساطعة أمامه
ان هناك عصر قبطي موجود والكنائس القديمة المتعددة المترامية من شمال مصر الى اقصى الجنوب شاهدة على ذلك
وانا اكرر هذا الموضوع واضعة مثير للفتن يهيج ابناء الوطن الواحد على بعضهم البعض
الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها
اليس كذلك....!!!!
تعقلوا يا اهل مصر
ان مصرنا تسع الجميع مسلمين ومسيحيين
فلنضع تلك القاعدة لنحيا بها
لكم ما لنا وعليكم ما علينا
فقط المساواة في كل شيء بين ابناء الوطن الواحد لا اكثر ولا اقل



أستاذى الفاضل / الأستاذ مايكل تيفا
أولا : مرحبا بك فى منتدى الثانوية العامة ، فأنا أرى أن هذه هى المشاركة الأولى لك ، و أتمنى ألا تكون الأخيرة
ثانيا : أسمح لى أن أختلف معك فى أن الموضوع يثير الفتنة ، فقوانين المنتدى تسمح بالرأى والرأى الآخر بشرط عدم التطاول ،
ثالثا : أن رأى الشخص لايعبر عن رأى المنتدى كما أنه لايعبر عن رأى جموع المصريين ، فالمنتدى لجميع الآراء كما أن مصر لجميع المصريين .
رابعا : أن الحرية الفكرية التى تمنح لجميع المصريين هى الوسيلة المثلى لإظهار الأفكار المتطرفة لمحاربتها ودحضها بالفكر الهادئ والمستنير ،
خامسا : و تأكد أستاذى الفاضل أن مساوئ الحرية أخف وأقل ضررا من الكبت والمنع والحذف واستخدام السلطة فى منع الآراء و الأفكار ، و أن مايحدث أحيانا من تطرف فكرى هو ناتج فى المقام الأول عن سياسة القمع التى اتبعها النظام السابق طوال ثلاثون عاما ، فمرحبا بتبادل وتصارع الآراء والأفكار حتى يستطيع الشعب المصرى استعادة اكتشاف ذاته ومعدنه الحقيقى الذى حقق به حضارات متنوعة على مر العصور بدءا من الحضارة الفرعونية مرورا بالرومانية والقبطية والاسلامية .
سادسا :
ان مصرنا تسع الجميع مسلمين ومسيحيين
فلنضع تلك القاعدة لنحيا بها
لكم ما لنا وعليكم ما علينا
فقط المساواة في كل شيء بين ابناء الوطن الواحد لا اكثر ولا اقل
ما أجمل هذه الكلمات التى أحييك عليها والتى أؤكد لك أنها هى الفهم الصحيح الذى يؤمن به غالبية المصريين
فمصر للمصريين جميعا ، و جميع المصريون متساوون فى الحقوق والواجبات ، هذا بند أصيل فى الدستور المصرى لن يحيد عنه المصريون أبدا باذن الله
شكرا لك أستاذى الفاضل و مرحبا بك فى المنتدى

mohammed ahmed25
28-10-2011, 06:50 PM
هل مصر دولة قبطية...
--------------------------------------------------------------------------------
كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن تاريخ الوجود الإسلامى فى مصر والجدل حول ‏
هل كان هذا الوجود الإسلامى على أرض مصر إستعمارا أم فتحا إسلاميا؟
وللإجابة على هذا التساؤل يجدر بنا الغوص فى تاريخ مصر القديم قبل دخول الإسلام للحكم والإجابة على هذا ‏السؤال
نظرة على تاريخ مصر القديم
للبدء فى هذه الرحلة عبر التاريخ المصرى القديم يجب علينا أن نعترف بأن فترة الحكم الفرعونى لمصر كان لها ‏أكبر الأثر فى تشكيل وجدان الشعب المصرى والذى مازال حتى عصرنا الحاضر يحتفظ ببعض من هذه ‏الموروثات الفرعونية ولذلك سنبدأ من نهاية الدولة الفرعونية التى سقطت على أيدى الرومان وذهب الفراعنة ‏بدون رجعة بعدما تركوا للشعب القبطى الأفكار الوثنية التى شكلت الشخصية المصرية القديمة والتى أصبحت ‏جزءا لا يتجزأ من هذه الشخصية.‏
ثم كان الإستعمار الرومانى الذى لم يكن أفضل حالا من سابقه حيث تفنن الرومان فى إذلال هذا الشعب وفرض ‏الضرائب عليه حتى وصل عدد أنواع الضرائب إلى 24 نوعا لدرجة أنهم فرضوا الضرائب على الموتى بحيث ‏لا يستطيع أهل الميت من دفنه إلا بعد دفع الضرائب.‏
ثم تلى ذلك فى بداية القرن الأول الميلادى بداية دعوة السيد المسيح ودخلت المسيحية مصر عن طريق مرقس ‏الرسول الذى قابله أهل مصر بالإنقسام لثلاثة فرق:‏
الأولى:رافضه تماما لهذ الديانة الجديدة التى تدعو إلى التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأوثان مما ‏أدى إلى إستشهاد الكثير من حملة هذه الدعوة الجديدة لتصادمها مع الموروثات الوثنية.‏
الثانية:إتخذت موقفا سلبيا تجاه هذه الدعوة لتخوفها من البطش الرومانى.‏
الثالثة:آمنت بهذه الديانة الجديدة لما رأته فيها من الأمل للخلاص من هذا الحكم الرومانى الغاشم وإنهارها ‏بمعجزات السيد المسيح التى كانت وستظل معجزات تدل على صدق رسالته ولكن للأسف كانت هذه الفرقة هى ‏أقل الفرق عددا وأقلهم من حيث التأثير لكونهم أكثر طبقات الشعب المصرى فقرا وقهرا .‏
ونتيجة لهذا الصراع بين الفرق الثلاثة وفقدان الدعوة المسيخية لكثير من رموزها خلال المواجهات مع الرومان ‏والذين إستشهدوا فى سبيل نشر هذه الدعوة تولى الدعوة المسيحية بعض من الضعفاء الذين إرتضوا بأن يخترعوا ‏ديانة جديدة تختلف تمام الإختلاف عن المسيحية الحقة التى أتى بها السيد المسيح حيث قاموا بعمل موائمة بين ‏العقائد الوثنية المتغلغلة فى الوجدان المصرى وبين الديانة المسيحية فقاموا بإستبدال آلهة الرومان والفراعنة من ‏حكام وأباطرة بالسيد المسيح الذين إتخذوه إلها وإبنا لله عز وجل وتعالى عن ذلك علوا كبيرا وقاموا هم رجال ‏الدين المسيحى (القساوسة) بأخذ دور الكهنة فى الديانات الوثنية للتقرب للآلهه من خلالهم وبذلك حافظ الرومان ‏على مناصبهم ومكانتهم لدى الشعب ووجد القساوسة فى ذلك الدور الذى يمكنهم من السيطرة على مقدرات هذا ‏الشعب ومازالوا حتى الآن يمارسون هذا الدور فلا يمكنك كمسيحى مخطىء أن يقبل الله توبتك إلا من خلالهم ‏بجلوسك أمام قس الإعتراف لتعترف له بذنبك فيقوم هو بدوره بالصفح والعفو عنك وإخبارك بأن الفادى قام ‏بحمل جميع الذنوب والخطايا.‏
وبذلك يحافظون على مكانتهم التى لا يمكنك تجاوزهم بل وتوغلوا فى الحياة السياسية للأقباط بإدعائهم أنهم ‏يمثلون الشعب القبطى وأنهم هم الوحيدون الذين يمكنهم الحوار بإسم هذا الشعب الذى لم يستطع على مر التاريخ ‏أن يحكم نفسه بنفسه على الإطلاق.‏
دخول الإسلام مصر
كان دخول الإسلام مصر حدثا لم يحرك قبطى واحد ساكنا لمواجهته وذلك للأسباب الآتيه:‏
‏1-‏ وصل الحال بالأقباط خلال فترة الحكم الرومانى لليقين بأنه لو إنتصر المسلمون على الرومان فبكل ‏تأكيد لن يكون المسلمون أسوأ من الرومان.‏
‏2-‏ النكاية من الرومان الذين أذاقوهم كل أصناف العذاب والذل والهوان.‏
‏3-‏ التشبث بالأمل فى أن يكون الحكم الإسلامى أكثر عدلا من الحكم الرومانى لما قد سمعوه عن العدل ‏والمساواة التى ينشرها المسلمون فى كل البلدان التى دخلوها.‏
وعند هذه النقطة بالذات يجب علينا التوقف والتأمل ‏
قدم المسلمون للأقباط عرضا للتعايش سويا فى مجتمع واحد يغلفه الحب والإحترام بحيث يحتوى هذا ‏العرض على:‏
الأول: الدخول فى الإسلام وفى هذه الحالة يكون على الأقباط جميع الحقوق والواجبات التى على العرب .‏
الثانى:دفع الجزية فى نظير أن المسلمين هم المنوط بهم تجهيز الجيش والحرب للدفاع عن الوطن وحماية ‏الأقباط ضد أى عدوان خارجى وبذلك يدفع المسلم ضعف مايدفع القبطى من زكاة ومن أنفس تلتحق ‏بصفوف الجبش للدفاع عن الوطن وإعفاء القبطى من الإشتراك فى هذه الحروب . ‏
فإختار جزء منهم الدخول فى الإسلام وإختار الجزء الآخر دفع الجزية والتعايش مع إخوانهم المسلمين فى ‏سلام ومحبة متساوون فى جميع الحقوق الواجبات لهم ماللمسلمين وعليهم ماعلى المسلمين .‏
ويجب علينا أيضا التوضيح لنقطة الجزية التى كثيرا ما يتشدق بها بعض من هؤلاء المضللين الذين لا يبغون ‏إلا الفرقة والفتنة فمالا يعلمه الكثير من النصارى اليوم هو أن تعاليم الإسلام تلزم المسلم بدفع أنواع كثيرة ‏من الزكاة من زكاة مال وزكاة زروع وزكاة الفطر وغيرها من أنواع الزكاة المختلفة فلو قارنوا بين ما ‏يدفعه المسيحى من جزية وما يدفعه المسلم لوجدوا أن المسلم يدفع أضعاف ما يدفعه المسيحى وبذلك نرد ‏أيضا بأن المسيحين الذين إختاروا الدخول فى الإسلام كان عن قناعة وإقتناع بدليل تكبدهم أموال الزكاة ‏بالإضافة لإلتحاقهم بالجيش مما يعرض للتضحية بأموالهم وأرواحهم أيضا.‏
نقطة أخرى تثبت عدل الإسلام وسماحته:‏
فى هذا العصر وكما هو معلوم للجميع لم يكن يوجد منظمات حقوق إنسان أو ما شابه ‏
فماذا كان سيضير المسلمون لو أبادوا النصارى جميعا فى هذا الوقت ‏
ولكن وجود نصارى حتى الأن بما يقارب حوالى10 مليون مسيحى يثبت سماحة المسلمين و إنتهاجهم لمبدأ ‏حرية الإعتقاد منذ أكثر من 14 قرن‏
وطبقا للإحصائيات السكانية لمصر خلال الفترة من سنة 1897 الذى تم بواسطة الإنجليز وحتى إحصاء ‏سنة 1986 الذى تم تحت إشراف الأمم المتحدة نجد أن الأقباط قد حافظوا على نسبتهم لعدد السكان الكلى‏
وفيما يلى تفاصيل هذا الأحصاء
سنة 1897 كان عدد المسيحين 609511 نسمة بنسبة تبلغ 6.26 %‏
ووصلت النسبة فى الفترات التالية لما يلى
سنة 1907 كانت النسبة 6.3 %‏
سنة 1917 كانت النسبة 6.6 %‏
سنة 1927 كانت النسبة 6.76 %‏
سنة 1947 كانت النسبة 7.6 %‏
سنة 1947 كانت النسبة 5.8 % وذلك نتيجة الهجرة المتزايدة للمسيحين لأوربا وأمريكا
ثم كان إحصاء 1986 الذى بلغ فيه عدد الأقباط حوالى 4 مليون قبطى منهم 3.1 مليون أرثوذكسى والباقى ‏موزعون على الطوائف الأخرى
ومن غرائب هذا الإحصاء هو وجود تطابق تام بين نسب الوفيات والمواليد والمؤهلات العلمية ونسبة الأمية ‏ونسب الزواج بين كل من المسلمين والأقباط مما يدل على وحدة النسيج بين قطبى الأمة.‏
ولكن فى النهاية نقول:‏
عندما كانت مصر دولة فرعونية وثنية وعند دخول المسيحية مصر إختارت الأغلبية فى مصر الديانة ‏المسيحية ‏
وعندما دخل الإسلام مصر إختارت أيضا الأغلبية الديان الإسلامية.‏
إذا السؤال الآن لماذا نسمع الآن بعض من دعاة الفتنة والفرقة يدعو لعودة مصر لأصولها المسيحية ؟
ولماذا لا ندعو من باب أولى عودة مصر لأصولها الوثنية والفرعونية؟
فهل من مجيب؟

mohammed ahmed25
28-10-2011, 06:52 PM
هل مصر دولة قبطية ...؟؟ (2)

كما سبق وأشرنا فى مقال سابق
بأن الدعوة القديمة الحديثة لعودة مصر لأصولها القبطية تتم على مستويات مختلفة الثقافة
فتجد النصرانى البسيط الأمى والمثقف والغنى والفقير كل منهم يتحدث عن أصوله القبطية ويبث فى أولاده وأحفاده ضرورة الحفاظ على هذه الهوية القبطية ويزرع فيهم محاربة المستعمر الدخيل من خلال التشبث فى لغته القبطية القديمة ومحاربة اللغة العربية وهى لغة المستعمر
ولعل من أبرز هذه الأفكار وأكثرها وضوحا هو ماأعلن عنه الأنبا توماس ـ عضو المجمع المقدس.. وأسقف القوصية ـ في محاضرته بمعهد "هديسون" الأمريكي بواشنطن ـ في 18 يوليو سنة 2008م ـ وهو المعهد التابع للمحافظين الأمريكيين الجدد، واليمين الديني ـ أعلن الأنبا توماس على العالم.. وأمام سمع الكنيسة وبصرها ـ أعلن:
ـ "أن الشخص القبطي يشعر بالإهانة إذا قلت له إنك عربي"!
ـ "وأن اللغة القبطية هي اللغة الأم لمصر"!
ـ "وأن الأقباط يعانون ويحاربون خطري التعريب والأسلمة"!
ـ "وأنهم قد وجدوا ثقافتهم تموت، ووجدوا أنفسهم مسئولين عن حمل ثقافتهم والمحاربة من أجلها حتى يأتي الوقت الذي يحدث فيه انفتاح وتعود دولتنا لجذورها القبطية.. وحتى يأتي هذا الوقت، فإن الكنيسة تقوم بدور الحاضنة للحفاظ على هذا التراث القومي المختلف"!
ـ "وأن المسلمين قد خانوا الأقباط منذ الاحتلال العربي لمصر"!
وهكذا أفصح هذا الأسقف ـ في هذه المحاضرة ـ ربما أكثر من غيره ـ عن أن القضية هي قضية قومية.. وليست قضية مطالب لأقلية دينية.. فهي ـ كما جاء في المحاضرة التي صمتت عنها الكنيسة صمت الرضى ـ بل ودافع عنها رموز كبار فيها ـ هي ذات القضية التي أعلنت عنها (جماعة الأمة القبطية) سنة 1952م.. قضية: لغة.. وثقافة.. وعنصر.. ووطن محتل وأرض مغتصبة منذ أربعة عشر قرنًا!!..
لذلك، وجب التوقف أمام أهم الدعاوى التي جاءت بهذه المحاضرة: (صيحة الأقباط ضد التعريب والأسلمة)!..
فنحن ـ بإزاء الدعاوى التي جاءت بهذه المحاضرة ـ لسنا فقط أمام انقلاب على الانتماء للعربية ـ اللغة القومية لمصر ـ وعلى الدستور والعقد الاجتماعي والحضاري الذي توافق عليه المصريون والتزموا به منذ قرون ـ أي أمام "نزعة خوارجية" على ثوابت العقد الذي ارتضته الجماعة الوطنية المصرية.. وإنما نجد أنفسنا ـ علاوة على كل ذلك ـ أمام انقلاب على الحقائق العلمية التي تعارف عليها علماء المصريات واللغات في مصر والعالم أجمع..
ـ فليس صحيحًا أن اللغة القبطية ـ التي جاء الفتح الإسلامي فوجدها بمصر ـ هي اللغة الأم للمصريين.. وإنما هي المسخ الهجين الذي مثل التغريب اللغوي الذي أحدثه الغزو الإغريقي في لغة المصريين.. فكانت أثرًا من آثار هذا التغريب اللغوي، ولم تكن خالصة الوطنية.. فضلاً عن أنها كانت المرحلة الرابعة من المراحل الكبرى لتطور اللغة المصرية.. ولم تكن اللغة الأم بحال من الأحوال..
ونحن نسأل الدعاة إلى هذا الانقلاب القومي والحضاري ـ بمن فيهم أصحاب الأصوات العالية في المهاجر ـ :
ـ أية فوضى يمكن أن تحدث في العالم لو انتشرت الدعوات لعودة الأمم والشعوب إلى ماضيها السحيق الذي تجاوزه التاريخ؟!.
ـ ولم لا تدعون الأمريكان ـ الذين يحتضنون دعاواكم، لحاجة في نفس يعقوب ـ إلى أن يعودوا إلى اللغة الأم لأمريكا ـ لغة الهنود الحمر ـ خصوصًا مع قرب العهد بسيادتها في تلك البلاد؟!.
.. وكذلك الأمر في أمريكا الجنوبية.. واستراليا.. ونيوزيلانده؟!.. الخ.. الخ..
أم أن أمر هذه الدعوة الشاذة خاص ـ عندكم ـ بالكيد للعروبة والإسلام؟! ـ اللذين اعتنقهما المصريون جميعًا ـ المسلمون منهم والمسيحيون واليهود ـ؟!.
لقد غيرت كل شعوب الدنيا ـ تقريبًا ـ لغاتها أو ديانتها.. أو غيرتهما معًا.. فهل يجوز لعاقل أن يدعوا اليوم كل الجماعات اللغوية ـ والتي تبلغ ألف جماعة لغوية ـ إلى العودة إلى اللغات الأم، التي تكلمت بها في تاريخها القديم؟!..
ثم.. ما هو المفهوم الدقيق لمصطلح "الأم" و"القديم"؟!.. وهل تقودنا مثل هذه الدعوات ـ المجنونة ـ إلى السعي للعودة إلى اللغة الأم ـ الحقيقية ـ لغة آدم عليه السلام؟!..
إن إيطاليا قد غيرت لغتها ودينها.. وكذلك صنعت فرنسا.. وألمانيا.. وإسبانيا.. وهولندا.. وبلجيكا.. وكذلك الشعوب في أمريكا الشمالية والجنوبية.. وفي آسيا وإفريقيا ـ .. فهل يجوز لأقلية ـ أو حتى أغلبية ـ في شعب من هذه الشعوب أن تدعو للانقلاب على الواقع والهوية والذاتية اللغوية والقومية والحضارية، وتطلب الهجرة إلى مكونات التاريخ السحيق؟!

ـ ثم.. هل صحيح ما قاله الأنبا توماس ـ في محاضرته ـ :
"إن مصر كانت تدعى دائمًا "إجيبتوس"؟.. وأن العرب لم يحسنوا نطق اسمها، فسموها "إجيبت" أي قبط؟!"
ـ إن هذا الذي قاله الأنبا توماس هو عين الجهل والكذب.. فمصر كان اسمها "مصر" دائمًا.. هكذا جاء اسمها في العهد القديم، وفي العهد الجديد، وفي القرآن الكريم ـ قبل الفتح الإسلامي لمصر.. بل وقبل الاحتلال الإغريقي لها ـ في القرن الرابع قبل الميلادـ ..
ولقد ذُكرت باسمها ـ مصر ـ في كتاب يوحنا النقيوسي ـ وهو شاهد عيان على الفتح الإسلامي لمصر ـ وفي كتاب (فتوح مصر وأخبارها) لابن عبد الحكم (257هـ 870م).. وكذلك في كل كتب التاريخ العربية والإسلامية، التي أفردت بابًا ثابتًا لـ "فضائل مصر" خصّت به كنانة الله في أرضه.
وإذا جاز الأنبا توماس أن يجهل كتب التاريخ المصري ـ وهذا غير جائز ـ فكيف تأتى له أن يجهل كتابه المقدس ـ بعهديه القديم والجديد ـ ؟!
لقد ورد اسم مصر، ومصرايم، ومصري، ومصريات، ومصرية، ومصريون، ومصريين، في الكتب المقدسة عند هذا الأسقف ـ العهدين القديم والجديد ـ أكثر من سبعمائة مرة!
ثم.. هل المسلمون المصريون وافدون على مصر من شبه الجزيرة العربية ـ من نسل عدنان وقحطان؟!
إن الدراسة "الديموجرافية" ـ التي صدرت عن المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية بباريس ـ تؤكد أن سكان شبه الجزيرة العربية إبان الفتح الإسلامي لم يتعدوا المليون.. وأن سكان الدولة التي أسسها الفتح الإسلامي ـ في مصر والشام والعراق وفارس ـ قد بلغوا 29.000.000 ـ وإذا أضيف إليهم سكان شمال إفريقيا بلغ سكان تلك الدولة ـ يؤمئذ ـ نحو 40.000.000 ـ ومن ثم فلو هاجر كل عرب شبه الجزيرة ـ المليون ـ لما غيروا من التركيبة الديموجرافية للبلاد التي فتحها المسلمون
إذن.. فالعرب في مصر هم المصريون الذين تعربوا لغويًا.. وليسوا وافدين من خارج مصر.. وكذلك حال العرب في كل البلاد التي اختار أهلها التعريب اللغوي والثقافي والحضاري..
ولو قرأ ـ هذا الأنبا ـ ما كتبه الأسقف يوحنا النقيوسي لعلم أن أكثر من نصف الشعب المصري ـ عند الفتح ـ قد بادر إلى الدخول في الإسلام قبل تمام الفتح وقبل دخول عمرو بن العاص (50ق.هـ ـ 43هـ ـ 574 ـ 664م) إلى الإسكندرية.. فالنصارى الموحدون ـ أتباع آريوس (265 ـ 336م) الذين كانوا يؤمنون ـ كما يقول يوحنا النقيوسي ـ "إن المسيح مخلوق".. وكذلك المصريون الذين كانوا على الديانة الوثنية القديمة.. كل هؤلاء المصريين دخلوا الإسلام.. والنقيوسي يوجه إليهم الانتقادات، ويصب عليهم اللعنات!..
فالمصريون المسلمون هم ـ كالذين ظلوا على نصرانيتهم ـ أحفاد الفراعنة.. والجميع قد تعرب لغة وثقافة بعد ذلك.. وبالتدرج..
وإذا كانت المسيحية ترفض التمييز بين الناس على أساس العرق والدم.. فإن الإسلام قد بلغ القمة في ذلك، عندما أكد أن الناس جميعًا قد خلقوا من نفس واحدة.. وأن البشر قاطبة مرجعهم لآدم ـ عليه السلام ـ.. كما أكد رسول الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن دعوى الجنس والعرق هي دعوى الجاهلية.. وأنها مفتنة..
وأن العروبة ليست عرقًا وإنما هي اللسان: "ليست العربية بأحدكم من أب أو أم، وإنما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي" ـ
ـ كما يقول هذا الأسقف:
"لقد قام بعض الناس، لأسباب معينة ـ الضرائب.. أو الضغوط .. أو الطموحات ـ بالتحول إلى الإسلام"
ـ وهو ـ بهذا القول ـ يتجاهل حقائق التاريخ ـ وهي صلبة عنيدة! ـ ..
فمصر عند الفتح الإسلامي ـ الذي حررها وحرر نصرانيتها من القهر الروماني والبيزنظي ـ لم تكن كلها مسيحية أرثوذكسية..
وإنما كانت خارطتها الدينية تشمل خمس ديانات:
1ـ اليهودية.
2ـ النصرانية الآريوسية الموحدة، والتي تقول عن المسيح ـ عليه السلام ـ إنه "مخلوق" ـ كما نص على ذلك يوحنا النقيوسي في تاريخه ـ ..
3ـ والديانة اليونانية القديمة ـ الوثنية.. وفلسفتها ـ .
4ـ والمسيحية الكاثوليكية الرومانية ـ مذهب المستعمرين البيزنطيين ـ.
5ـ والمسيحية الأرثوذكسية ـ التي كانت محظورة، بلا شرعية، ولا كنائس ولا أديرة ـ حتى حررها الفتح الإسلامي.. وحرر بطركها بنيامين (39هـ 659م) وحرر كنائسها وأديرتها..
وإذا كان المسيحيون الكاثوليك قد رحلوا ـ بعد الفتح ـ مع الجيش البيزنطي.. وإذا كان اليهود المصريون قد ظلوا ـ في جملتهم ـ على يهوديتهم.. فإن النصارى الأريوسيين ـ الموحدين ـ .. وكذلك المصريون الوثنيون ـ الذين عانوا من اضطهاد النصارى عليهم ـ قد دخلوا الإسلام بمجرد بدء الفتح الإسلامي.. وحتى قبل فتح المسلمين للإسكندرية..
ويؤكد النقيوسي هذه الحقيقة ـ حقيقة أن الشعب المصري ـ لم يكن كله أرثوذكسيًا، عندما يشير إلى الصراعات بين المكونات الدينية لهذا الشعب، قبل الفتح وأثناءه ـ الصراعات بين اليهود والنصارى.. ومناصرة اليهود للفتح الإسلامي.. والصراعات الأرثوذكسية الوثنية.. والصراعات العقدية بين أهل الوجه البحري.. ومحاربة أهل مصر لأهل الوجه البحري.. كما يتحدث عن انضمام الوثنيين ـ الذين "كانوا يكرهون المسيحيين" ـ إلى الجيش الإسلامي، والمحاربة في صفوفه
ويصادق العلامة سير توماس أرنولد (1864 ـ 1930م) على شهادة شاهد العيان الأسقف يوحنا النقيوسي، فيقول:
"وليس هناك شاهد من الشواهد على أن تحول القبط عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعًا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين. بل لقد تحول كثير من هؤلاء القبط ـ (أي المصريين) ـ إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح، حيث كانت الإسكندرية ـ حاضرة مصر يومئذ ـ لا تزال تقاوم الفاتحين، وسار كثير من القبط على نهج إخوانهم بعد ذلك بسنين قليلة.

وهكذا يتضح بأن هذه الدعوة هى دعوة تحمل فى طياتها التمييز والنعرة الطائفية البغيضة
"رمتنى بدائها وإنسلت"
ولعل ما جاء فى إعلان مكرم عبيد باشا (1889 ـ 1961م) عن عروبة مصر والمصريين، حتى قبل قيام جامعة الدول العربية.. وقوله سنة 1939م:
"المصريون عرب.. والوحدة العربية من أعظم الأركان التي يجب أن تقوم عليها النهضة الحديثة في الشرق العربي.. إنها حقيقة قائمة وموجودة، لكنها في حاجة إلى تنظيم لتصير البلاد العربية كتلة واحدة، وتصير أوطاننا جامعة وطنية واحدة.."
وإعلانه عن أن الإسلام هو هوية مصر الحضارية، بالنسبة لكل أبنائها وأديانها.. وقوله:
"نحن مسلمون وطنًا، ونصارى دينًا. اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارًا. واللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين..."
وبعد موافقة 63% من مسيحيي مصر على تطبيق الشريعة الإسلامية ـ بما فيها الحدود ـ في المنظومة القانونية المصرية سنة