مشاهدة النسخة كاملة : اعتذار


أ/ هشام العيسوى
23-10-2011, 03:46 PM
السلام عليكم
اعتذر لجميع إخوانى فى المنتدى عن الحوار الذى حدث فى موضوع ضم المعاهد
واقول للجميع انى لااقصد شيئا فكل الزملاء أكن كل احترام (معينين مضمومين متعاقدين)
وربنا يوفقنا لما فيه صالح الأزهر وصالح الدين أولا

أ/ سعيد موسى
23-10-2011, 06:57 PM
الاعتذار من شيم الكرام
وانت من الاعضاء اللذين يكن لهم الواحد كل الاحترام والتقدير

أ/ هشام العيسوى
23-10-2011, 11:35 PM
جزاك الله خيرا ا/سعيد
وانت تعتبر أب لنا فى هذا المنتدى

ام ياسين وآمر
23-10-2011, 11:37 PM
ونعم الاخلاق ل نعم الرجال
جزاك الله الخير كله

ام ياسين وآمر
23-10-2011, 11:42 PM
الاعتذار أدب اجتماعي في التعامل الإسلامي، ينفي منك شعور الكبرياء، وينفي من قلب أخيك الحقد والبغضاء، ويدفع عنك الاعتراض عليك، أو إساءة الظن بك، حين يصدر منك ما ظاهره الخطأ.

ومع أن الاعتذار بهذا المعنى حسن، فالأحسن منه أن تحذر من الوقوع فيما يجعلك مضطرًا للاعتذار، فقد جاء في الوصية الموجزة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: "ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا". [رواه أحمد وابن ماجه وحسنه الألباني]. فإن زلت قدمك مرة فإنه "لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة". كما في الحديث [رواه أحمد وحسنه الترمذي ووافقه الأرناؤوط].. وعندئذ فإن من التواضع ألا تكابر في الدفاع عن نفسك، بل إن الاعتراف بالخطأ أطيب للقلب، وأدعى إلى العفو. ومعلوم أن توبة الصحابي الكريم كعب بن مالك إنما أنجاه فيها الصدق، فقد كان يقول: "يا رسول الله! إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني أخرج من سخطته بعذر، والله ما كان لي عذر..."[رواه أحمد وأصله في الصحيحين]. ولن ينقص من منزلتك أن تعترف بخطئك، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا، فلا تؤاخذوني بالظن" [رواه مسلم].

ولا تنتظر من نفسك أن تسيء لتعتذر، بل يمكن أن يكون الاعتذار توضيحًا للموقف، أو بيانًا للقصد. فقد كان الأنصار عند فتح مكة، قد توقعوا ميل النبي صلى الله عليه وسلم للإقامة مع قومه في مكة بعد الفتح، فقالوا: "أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ".. كلا، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم". فأقبلوا إليه يبكون، ويعتذرون بأنهم قالوا ما قالوه لحرصهم على إقامته معهم في المدينة، فقالوا: "والله ما قلنا الذي قلنا إلا لضنّ بالله ورسوله"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم" [رواه مسلم وأحمد].

وإن صاحب خلق (الاعتذار) ليستحيي من افتضاح تقصيره حين يظن من نفسه التقصير، فإن ابن عمر يروي أنه كان في سرية فانهزموا، ومن حيائهم رجعوا إلى المدينة خفية في الليل، واختفوا في المدينة، ثم قالوا: "لو خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتذرنا إليه". فخرجوا لبيان عذرهم، وقالوا له: "نحن الفرّارون يا رسول الله! قال: بل أنتم العكَّارون، وأنا فئتكم". [رواه أحمد وأبو داود والترمذي]. فهوَّن عليهم ووصفهم بالعكّارين، الذين يغزون كرة بعد كرة، ولا يتوقفون عن الغزو.

وإذا جاءك من يأمرك بالمعروف، فاقبل منه، ووضح عذرك – إن كان لك عذر – فقد وعظ سالم بن عبد الله شابًا مسترخي الإزار، فقال (ارفع إزارك) فأخذ الشاب (يعتذر فقال: إنه استرخى، وإنه من كتّان" [رواه أحمد]. وبذلك بيَّن أنه لم يُرخه كبرًا، وإنما استرخى بنفسه؛ بسبب طبيعة قماشه. وهذا شأن المسلم في دفع سوء الظن، وإثبات براءته حين يكون بريئًا بحق.

ومما ورد بهذا المعنى: أن أناسًا من الأشعريين طلبوا من أبي موسى الأشعري مرافقتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يعلم ماذا يريدون، وإذا بهم جاؤوا يطلبون التولية على أعمال المسلمين، فظهر أبو موسى وكأنه جاء يشفع لمن طلب الإمارة، فشعر بالحرج الشديد، قال: "فاعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعذرني". [رواه أحمد والنسائي].

وكان هذا الخلق صفة مميزة لمجتمع الصحابة رضي الله عنهم. يروي الإمام أحمد: أن عثمان بن عفان جاء يعتب على ابن مسعود في أمور سمعها عنه، فقال: "هل أنت منته عمَّا بلغني عنك؟ فاعتذر بعض العذر". ويمكن أن يكون الاعتذار دفعًا لاعتراض، أو إزالة لشبهة قد تثور، وما أعظم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين جاء يوم الجابية يوضح للناس أسباب عزل خالد بن الوليد، فقال: "...وإني أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد..". وما أعظم المجتمع الذي يجرؤ أحد أفراده أن يعلن عدم قبوله لعذر الأمير قائلاً له: "والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب...". [رواه أحمد].

وقد يدعوك موقف من المواقف إلى الشدة، التي قد يظنها الناس منك غلظة، فما أجمل أن تبين دواعي شدتك، حتى لا يفسرها أحد بأنها سوء خلق منك. روى الإمام أحمد أن حذيفة طلب ماءً من رجل من أهل الكتاب؛ ليشرب، فجاءه الكتابي بالماء في إناء من فضة، فرماه حذيفة بالإناء، (ثم أقبل على القوم، فاعتذر اعتذارًا وقال: إني إنما فعلت ذلك به عمدًا؛ لأني كنت نهيته قبل هذه المرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن لبس الديباج والحرير، وآنية الذهب والفضة". فأوضح لمن معه أن هذا الرجل يعلم حرمة استعمال آنية الفضة على المسلمين، ومع ذلك تكرر منه ما يدعو إلى الغضب والشدة.

كل هذه الأخلاق وقاية لمجتمع المسلمين من تفشي سوء الظن، وتقاذف التهم، التي إن استقرت في القلوب، لم يعد ينفع معها اعتذار، كما قالت عائشة من حديث الإفك: "والله لئن حلفت لا تصدقونني، ولئن اعتذرت لا تعذرونني" [رواه البخاري]. فمن تغلب على نفسه فاعتذر، فتغلب أنت على كبريائك فاعذُر، فقد عدَّ ابن القيم قبول عذر المعتذر من التواضع، ويقول في ذلك: "من أساء إليك ثم جاء يعتذر عن إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته ... وعلامة الكرم والتواضع: أنك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه ولا تحاجّه" [تهذيب مدارج السالكين].

وتلقي الأعذار بطيب نفس، وبالعفو والصفح، يحض الناس على الاعتذار، وسوء المقابلة للمعتذر وتشديد اللائمة عليه يجعل النفوس تصر على الخطأ، وتأبى الاعتراف بالزلل، وترفض تقديم المعاذير، فإن بادر المسيء بالاعتذار فبادر أنت بقبول العذر والعفو عما مضى لئلا ينقطع المعروف.والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

أ/ هشام العيسوى
23-10-2011, 11:56 PM
جزاكى الله خيرا

حسن الامين على
23-10-2011, 11:59 PM
اخى العزيز استاذ هشام
انت من الاشخاص الذين يتمتعون بذوق راق ... ومن الاشخاص الذين احب ان اتابع مواضيعهم وردودهم الراقية وهذا الاعتذار انما يعبر عن نبل اخلاقك

http://r13.imgfast.net/users/1314/38/20/29/smiles/611164.gif

http://www.sptechs.com/emarket/thumbs/pics/item112151.gif

أ/ هشام العيسوى
24-10-2011, 12:14 AM
جزاك الله خيرا استاذ/حسن
وانا لا استحق هذه الكلمات

أحمدأبوأسماء
24-10-2011, 06:16 PM
اولا انا لما قلت انها رشوة فهى لأنك اخذت حق الغير لأن حضرتك لو مادفعتش واتعملت مسابقة فلو تقدير سيادتك عالى كنت هتاخد حقك بدون فلوس وغيرك ممن دفعوا اخذ حق غيره ولو مش دى تبقر رشوة فما هو تعريف الرشوة اما ان حكاية الضم هى ان المعاهد بالجهود الذاتية فانا اعمل فى معهد مفتوح منذ سنة 2003وحتى الأن لم تضم هذه العمالة اللى دفعت ومع ذلك المعهد به عماله زايدة

أحمدأبوأسماء
24-10-2011, 06:17 PM
عفوا لست اجادل واعتذر لكل من فهم كلامى خطأ

أ/ هشام العيسوى
24-10-2011, 08:14 PM
فعلا لسنا فى موضوع جدال ابو أسماء
وشكرا مستر اتش

مصطفى قاعود
24-10-2011, 08:15 PM
الاخوه الذين يتناقشون فى مواضيع الضم وخلافه أساسا ومعذره فى اللفظ حتى تناقش موضوع لابد وان تكون ملم بكل شيئ عن هذا الموضوع ثم تناقش يعنى مثلا انا ممكن اناقش مشكله الاصابه بمرض معين وانتشاره وانا غير ملم بما هو سبب هذه المشكله
الاخوه الكرام رحم الله مشايخنا الكبار اللى مش عاجبينكم وتتندروا عليهم بدايه بالشيخ عبد الحليم محمود والشيخ بيصار والشيخ جاد الحق والشيخ طنطاوى رحمهم الله جميعا ورحم امه محمد اجمعين... مشايخنا يا حضرات الساده المثقفين أوى ارادو توسيع رقعه الازهر فكان فى كل اربع مراكز معهد واحد..... مثال انا كنت فى الثانويه الازهريه سنه 1980 بمعهد الشيخ محمود عنبر بمدينه طهطا هذا المعهد كان به4000 طالب ويخدم مراكز طما وطهطا وجهينه والمراغه بكل قراهم ونجوعهم هل تتخيلون الان حضراتكم القريه الواحده فى هذه المراكز القريه الواحده بها معهدين ابتدائى واخر اعدادى بنين واخر فتيات ورابع ثانوى بنين واخر فتيات ثانوى كل ذلك بفعل الضم الاف المعاهد انشئت وتم ضم الاف العمال والاف المدرسين وفتحت مئات الاف من البيوت وهذا هو الهدف الاساسى يا ساده من عمليه الضم اللى مش عاجبه الساده الخبراء من المتعاقدين..... وبعدين يا سيدى انت تعاقدت مع منظومه المفروض انك عارف نظامها وشروطها لو كانت مش عجباك يا معالى الخبير محدش ارغمك على انك اجبارى لازم تتعاقد مع الجماعه الجهله المتخلفين دول..... طيب ما كنت اتعاقدت مع بتوع التربيه والتعليم وانت هتلاقى ناس بتفهم وتمسك هناك خبير اكتوارى تعيد تنظيم منظومه التعليم فى هذه المؤسسات وسيبك من الجماعه المتعبين دول بتوع الازهر....والله كلام يغيظ من ورائه مخطط فعلى الهدف منه معروف ومررنا به قبل ذلك والمعاهد اخوتى شغاله وفيها ناس على مستوى عالى من حفظ القران الكريم وناس بتدخل طب وهندسه وناس بتتعين خبراء فى جميع الهيئات وبتثبت وجودها ولو حضرتك عايز اسماء اذكر ليك
بالله عليكم اتقوا الله فى الازهر وكل واحد فينا يهتم بعيبه ويدعه من عيوب الناس عليك بنفسك والله لو كل واحد فينا اهتم بنفسه ايه اوجه التقصير عنده وحاول اصلاحه لتحسن حالنا ....... هوه الازهر مين انا وانت والتانى والتالت والرابع سيبك من غيرك وعليكم أنفسكم لايضركم من ضل اذا اهتديتم... سوف ينصلح حالنا باذن الله... اما كل واحد فينا ينصب من نفسه خبير وينتقد غيره وهو من اكثر الناس عيوبا..... هذا هو العيب
ادعو الله ان يصلح حالنا وان يعافينا من عيوبنا وان يشغلنا بعيوبنا عن عيوب الناس امين امين امين تقبلوا تحياتى والى الملتقى

Observer
24-10-2011, 08:18 PM
اخلاق عالية وروح رياضية اسلامية جميلة من استاذ هشام، مفتقدين احنا الروح الجميلة دى بين الاعضاء لان لغة الاموال طغت على عنينا والتثبيت افسد بهجة المنتدى والروح القديمة بتاعة زمان الله يرحم ايام زمااااااان

أ/ هشام العيسوى
24-10-2011, 10:38 PM
جزاك الله خيرا استاذ مصطفى وياريت مانفتحش فى الموضوع دا تانى الله يصلح حالك
+++++
والف شكر ياكوماندا يا شعلة المنتدى

مستر خالد غباشى
24-10-2011, 11:15 PM
استاذ هشام والله انى احبك فى الله ربنا يبارك فيك

Mr...Ahmed
25-10-2011, 12:59 PM
اعتذارك مقبول

أ/ هشام العيسوى
25-10-2011, 04:46 PM
احبك الذى احببتنى فيه مستر خالد
استاذ هشام والله انى احبك فى الله ربنا يبارك فيك

أحمدأبوأسماء
25-10-2011, 07:04 PM
والله استاذ هشام كلنا نعلم أن لكل منا رزقه ولن يأخذه غيرة فموعد التعيين سواء كان ضم او تعاقد فهذا رزقه ونتمنى ان يتم غلق هذا الموضوع وان نتكلم فى مواضيع هادفة تخدم ديننا وازهرنا الشريف والعملية التعليمية بالازهر وان يتم غلق هذا الموضوع تماما

المغامر الشريف
25-10-2011, 07:52 PM
الاعتذار أدب اجتماعي في التعامل الإسلامي، ينفي منك شعور الكبرياء، وينفي من قلب أخيك الحقد والبغضاء، ويدفع عنك الاعتراض عليك، أو إساءة الظن بك، حين يصدر منك ما ظاهره الخطأ.

ومع أن الاعتذار بهذا المعنى حسن، فالأحسن منه أن تحذر من الوقوع فيما يجعلك مضطرًا للاعتذار، فقد جاء في الوصية الموجزة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: "ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا". [رواه أحمد وابن ماجه وحسنه الألباني]. فإن زلت قدمك مرة فإنه "لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة". كما في الحديث [رواه أحمد وحسنه الترمذي ووافقه الأرناؤوط].. وعندئذ فإن من التواضع ألا تكابر في الدفاع عن نفسك، بل إن الاعتراف بالخطأ أطيب للقلب، وأدعى إلى العفو. ومعلوم أن توبة الصحابي الكريم كعب بن مالك إنما أنجاه فيها الصدق، فقد كان يقول: "يا رسول الله! إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني أخرج من سخطته بعذر، والله ما كان لي عذر..."[رواه أحمد وأصله في الصحيحين]. ولن ينقص من منزلتك أن تعترف بخطئك، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا، فلا تؤاخذوني بالظن" [رواه مسلم].

ولا تنتظر من نفسك أن تسيء لتعتذر، بل يمكن أن يكون الاعتذار توضيحًا للموقف، أو بيانًا للقصد. فقد كان الأنصار عند فتح مكة، قد توقعوا ميل النبي صلى الله عليه وسلم للإقامة مع قومه في مكة بعد الفتح، فقالوا: "أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ".. كلا، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم". فأقبلوا إليه يبكون، ويعتذرون بأنهم قالوا ما قالوه لحرصهم على إقامته معهم في المدينة، فقالوا: "والله ما قلنا الذي قلنا إلا لضنّ بالله ورسوله"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم" [رواه مسلم وأحمد].

وإن صاحب خلق (الاعتذار) ليستحيي من افتضاح تقصيره حين يظن من نفسه التقصير، فإن ابن عمر يروي أنه كان في سرية فانهزموا، ومن حيائهم رجعوا إلى المدينة خفية في الليل، واختفوا في المدينة، ثم قالوا: "لو خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتذرنا إليه". فخرجوا لبيان عذرهم، وقالوا له: "نحن الفرّارون يا رسول الله! قال: بل أنتم العكَّارون، وأنا فئتكم". [رواه أحمد وأبو داود والترمذي]. فهوَّن عليهم ووصفهم بالعكّارين، الذين يغزون كرة بعد كرة، ولا يتوقفون عن الغزو.

وإذا جاءك من يأمرك بالمعروف، فاقبل منه، ووضح عذرك – إن كان لك عذر – فقد وعظ سالم بن عبد الله شابًا مسترخي الإزار، فقال (ارفع إزارك) فأخذ الشاب (يعتذر فقال: إنه استرخى، وإنه من كتّان" [رواه أحمد]. وبذلك بيَّن أنه لم يُرخه كبرًا، وإنما استرخى بنفسه؛ بسبب طبيعة قماشه. وهذا شأن المسلم في دفع سوء الظن، وإثبات براءته حين يكون بريئًا بحق.

ومما ورد بهذا المعنى: أن أناسًا من الأشعريين طلبوا من أبي موسى الأشعري مرافقتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يعلم ماذا يريدون، وإذا بهم جاؤوا يطلبون التولية على أعمال المسلمين، فظهر أبو موسى وكأنه جاء يشفع لمن طلب الإمارة، فشعر بالحرج الشديد، قال: "فاعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعذرني". [رواه أحمد والنسائي].

وكان هذا الخلق صفة مميزة لمجتمع الصحابة رضي الله عنهم. يروي الإمام أحمد: أن عثمان بن عفان جاء يعتب على ابن مسعود في أمور سمعها عنه، فقال: "هل أنت منته عمَّا بلغني عنك؟ فاعتذر بعض العذر". ويمكن أن يكون الاعتذار دفعًا لاعتراض، أو إزالة لشبهة قد تثور، وما أعظم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين جاء يوم الجابية يوضح للناس أسباب عزل خالد بن الوليد، فقال: "...وإني أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد..". وما أعظم المجتمع الذي يجرؤ أحد أفراده أن يعلن عدم قبوله لعذر الأمير قائلاً له: "والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب...". [رواه أحمد].

وقد يدعوك موقف من المواقف إلى الشدة، التي قد يظنها الناس منك غلظة، فما أجمل أن تبين دواعي شدتك، حتى لا يفسرها أحد بأنها سوء خلق منك. روى الإمام أحمد أن حذيفة طلب ماءً من رجل من أهل الكتاب؛ ليشرب، فجاءه الكتابي بالماء في إناء من فضة، فرماه حذيفة بالإناء، (ثم أقبل على القوم، فاعتذر اعتذارًا وقال: إني إنما فعلت ذلك به عمدًا؛ لأني كنت نهيته قبل هذه المرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن لبس الديباج والحرير، وآنية الذهب والفضة". فأوضح لمن معه أن هذا الرجل يعلم حرمة استعمال آنية الفضة على المسلمين، ومع ذلك تكرر منه ما يدعو إلى الغضب والشدة.

كل هذه الأخلاق وقاية لمجتمع المسلمين من تفشي سوء الظن، وتقاذف التهم، التي إن استقرت في القلوب، لم يعد ينفع معها اعتذار، كما قالت عائشة من حديث الإفك: "والله لئن حلفت لا تصدقونني، ولئن اعتذرت لا تعذرونني" [رواه البخاري]. فمن تغلب على نفسه فاعتذر، فتغلب أنت على كبريائك فاعذُر، فقد عدَّ ابن القيم قبول عذر المعتذر من التواضع، ويقول في ذلك: "من أساء إليك ثم جاء يعتذر عن إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته ... وعلامة الكرم والتواضع: أنك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه ولا تحاجّه" [تهذيب مدارج السالكين].

وتلقي الأعذار بطيب نفس، وبالعفو والصفح، يحض الناس على الاعتذار، وسوء المقابلة للمعتذر وتشديد اللائمة عليه يجعل النفوس تصر على الخطأ، وتأبى الاعتراف بالزلل، وترفض تقديم المعاذير، فإن بادر المسيء بالاعتذار فبادر أنت بقبول العذر والعفو عما مضى لئلا ينقطع المعروف.والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

وفوق كل ذى علم عليم
بارك الله فيكى