mR . mOstafa Fathi
02-03-2008, 10:35 PM
http://www.disk4arab.net/files/0e96072c02.gif
واحدة اسمها مصر ...!!!
http://img153.imageshack.us/img153/6666/photonp2.jpg
مصر ..!!!
- اسمك ايه ياست؟ ..
- اسمي «مصر».
- سألها محتداً: اسمك مش بلدك؟
- .. برضه «مصر».
- فابتسم مرحباً: أهلاً بيكي يا ام الدنيا
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
قبل ٦٤ عاما، ومنذ أن فتحت عينيها علي الدنيا، وهي تتلقي السؤال نفسه: إيه أحلي حاجة في مصر؟
إما علي سبيل المزاح أو المعاكسة ممن يعرفونها، أو يتعرفون عليها للمرة الأولي ويدهشهم اسمها، فتحمر
وجنتاها ولا تجد ردا عليهم سوي: أحلي حاجة في مصر طيبة قلبها وحبها لزملائها، المهم أنها حلوة وستظل دائما.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
مصر حسين فوزي أو «ميم صاد راء» كما اعتادت أن تقول لكل من يسألها عن اسمها ولا يصدق أنها
«مصر»، حيث تضطر إلي نطقه بالأحرف، حتي لا يحدث اسمها خلطا، ورغم المفارقات التي تتعرض لها
بسبب الاسم فإنها لم تضق بها يوما، حيث تعتبرها ضريبة أن يكون اسمها علي اسم أم الدنيا.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
حياة هادئة عاشتها مصر منذ أن كانت فتاة في بيت والدها مهندس الري الوطني، الذي أصر علي تسمية
ابنته الصغري «مصر» رغم غرابة الاسم وقتها وصعوبته ورفض والدتها وجدتها التركية الاسم، لكنه
انتصر لرأيه وسجلها «مصر» ووافق علي اقتراح والدتها بأن ينادوها في المنزل باسم فادية، حتي جاءه
ا ابن الحلال، الذي خطبها وظل طيلة فترة الخطوبة يتعامل معها باعتبارها فادية، لكنه فوجئ ليلة الزفاف
وأثناء عقد القران بأن زوجته اسمها الحقيقي «مصر»، ورغم دهشته فإن إعجابه بحماه قد زاد،
وانعكس فيما بعد علي معاملته لابنته.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
حرص والدها منذ أن تعلمت ابنته نطق اسمها علي أن يعلمها مغزي الاسم، وكان دائما يقول لها «اللي
يسألك عن اسمك قوليله بابا سماني كده تعبيرا عن حبه لمصر»، ومن وقتها اعتادت الأمر، وكلما دخلت
إلي مكان وذكرت اسمها، تبعته بظرف تسميتها، حتي عندما التحقت بالعمل مدرسة، كانت تمهد الاسم
لتلاميذها وتشرح لهم أهمية أن يحب الإنسان وطنه، وأهمية أن يعبر أيضا عن هذا الحب بأي طريقة
يستطيعها،
وهو ما غرسته في أبنائها الثلاثة أيضا وفي أحفادها الستة، وإن كانت لم تطلق علي أي منهم الاسم نفسه
، وتبرر ذلك: عمري ما أفرض علي أبنائي أن يسموا أبناءهم علي اسمي، خصوصا لأنه غريب، وممكن
يكونوا مش عايزين غير «مصر» واحدة في العيلة.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
«١٨ عاما» قضتها «مصر» في دبي وكان الاسم يسبب لها مفارقات عدة، كالتي تشاهدها في
الأفلام مع الأسماء الغريبة، ويكفي أنهم توقفوا طويلا أثناء فحص أوراقها في المطار، فعندما سألها موظف
الجوازات عن اسمها وردت عليه، احتد قائلا: باسألك عن اسمك مش بلدك، لكنه وبعد أن فهم الموقف
ابتسم في وجهها ورحب بها قائلا: أهلا بك يا أم الدنيا.
لم تسمع مصر شخصا يناديها باسم أكبر أبنائها، كما هو معتاد في مصر ودول الخليج، فدائما ينادونها
بـ«أم الدنيا»،
دون أن يدري أحدهم ما للاسم من تأثير في نفسها، تصفه: فعلا باحس أني أم الدنيا، وبحس بأن جزءا
كبيرا من أهميتي جاء من اسمي،
ولا أنسي أبدا حزني أيام الوحدة بين مصر وسوريا، حيث سمعت وقتها أن كثيرين لجأوا إلي تسمية بناتهم
«مصر»، فضلا عن انتشار اسم «مصرية»، لكنني والحمد لله لم أقابل فتاة أو سيدة تحمل الاسم
نفسه، ورغم سعادتي بتفرد الاسم، فإنني حزينة لأن أحدا لم يعبر عن حبه لهذا البلد بالطريقة البسيطة التي
لجأ إليها والدي.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
وتتذكر مصر موقفا مهما في حياتها: توفي والدي بعد عام من زواجي، وكان قد أوصاني إذا مات بأن
يشيع في جنازة رسمية، وأن يلف جثمانه بعلم مصر ويضرب في جنازته ٢١ طلقة، ورغم صعوبة طلباته
فقد حاربت لتنفيذها،
وذهبت للمسؤولين وقتها، وعندما عرفتهم باسمي وجدت حالة من التعاطف والاستجابة لوصية هذا
الرجل الوطني، ووافقوا علي لف جثمانه بالعلم المصري، وإن رفضوا إطلاق ٢١ طلقة أثناء الجنازة
.
«مصر» تؤكد أن المواطن مهما غضب من بلده وشتمها أو أهانها واعتبرها كيانا مضرا له فإنه لا
يكرهها بل يحبها بشدة، وهو ما يظهر جليا في وقت الأزمات، «يجرب كده حد يفتح بقه علي مصر ويشوف كام واحد هياكله بسنانه».
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حكايات من مصر
منقول
واحدة اسمها مصر ...!!!
http://img153.imageshack.us/img153/6666/photonp2.jpg
مصر ..!!!
- اسمك ايه ياست؟ ..
- اسمي «مصر».
- سألها محتداً: اسمك مش بلدك؟
- .. برضه «مصر».
- فابتسم مرحباً: أهلاً بيكي يا ام الدنيا
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
قبل ٦٤ عاما، ومنذ أن فتحت عينيها علي الدنيا، وهي تتلقي السؤال نفسه: إيه أحلي حاجة في مصر؟
إما علي سبيل المزاح أو المعاكسة ممن يعرفونها، أو يتعرفون عليها للمرة الأولي ويدهشهم اسمها، فتحمر
وجنتاها ولا تجد ردا عليهم سوي: أحلي حاجة في مصر طيبة قلبها وحبها لزملائها، المهم أنها حلوة وستظل دائما.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
مصر حسين فوزي أو «ميم صاد راء» كما اعتادت أن تقول لكل من يسألها عن اسمها ولا يصدق أنها
«مصر»، حيث تضطر إلي نطقه بالأحرف، حتي لا يحدث اسمها خلطا، ورغم المفارقات التي تتعرض لها
بسبب الاسم فإنها لم تضق بها يوما، حيث تعتبرها ضريبة أن يكون اسمها علي اسم أم الدنيا.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
حياة هادئة عاشتها مصر منذ أن كانت فتاة في بيت والدها مهندس الري الوطني، الذي أصر علي تسمية
ابنته الصغري «مصر» رغم غرابة الاسم وقتها وصعوبته ورفض والدتها وجدتها التركية الاسم، لكنه
انتصر لرأيه وسجلها «مصر» ووافق علي اقتراح والدتها بأن ينادوها في المنزل باسم فادية، حتي جاءه
ا ابن الحلال، الذي خطبها وظل طيلة فترة الخطوبة يتعامل معها باعتبارها فادية، لكنه فوجئ ليلة الزفاف
وأثناء عقد القران بأن زوجته اسمها الحقيقي «مصر»، ورغم دهشته فإن إعجابه بحماه قد زاد،
وانعكس فيما بعد علي معاملته لابنته.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
حرص والدها منذ أن تعلمت ابنته نطق اسمها علي أن يعلمها مغزي الاسم، وكان دائما يقول لها «اللي
يسألك عن اسمك قوليله بابا سماني كده تعبيرا عن حبه لمصر»، ومن وقتها اعتادت الأمر، وكلما دخلت
إلي مكان وذكرت اسمها، تبعته بظرف تسميتها، حتي عندما التحقت بالعمل مدرسة، كانت تمهد الاسم
لتلاميذها وتشرح لهم أهمية أن يحب الإنسان وطنه، وأهمية أن يعبر أيضا عن هذا الحب بأي طريقة
يستطيعها،
وهو ما غرسته في أبنائها الثلاثة أيضا وفي أحفادها الستة، وإن كانت لم تطلق علي أي منهم الاسم نفسه
، وتبرر ذلك: عمري ما أفرض علي أبنائي أن يسموا أبناءهم علي اسمي، خصوصا لأنه غريب، وممكن
يكونوا مش عايزين غير «مصر» واحدة في العيلة.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
«١٨ عاما» قضتها «مصر» في دبي وكان الاسم يسبب لها مفارقات عدة، كالتي تشاهدها في
الأفلام مع الأسماء الغريبة، ويكفي أنهم توقفوا طويلا أثناء فحص أوراقها في المطار، فعندما سألها موظف
الجوازات عن اسمها وردت عليه، احتد قائلا: باسألك عن اسمك مش بلدك، لكنه وبعد أن فهم الموقف
ابتسم في وجهها ورحب بها قائلا: أهلا بك يا أم الدنيا.
لم تسمع مصر شخصا يناديها باسم أكبر أبنائها، كما هو معتاد في مصر ودول الخليج، فدائما ينادونها
بـ«أم الدنيا»،
دون أن يدري أحدهم ما للاسم من تأثير في نفسها، تصفه: فعلا باحس أني أم الدنيا، وبحس بأن جزءا
كبيرا من أهميتي جاء من اسمي،
ولا أنسي أبدا حزني أيام الوحدة بين مصر وسوريا، حيث سمعت وقتها أن كثيرين لجأوا إلي تسمية بناتهم
«مصر»، فضلا عن انتشار اسم «مصرية»، لكنني والحمد لله لم أقابل فتاة أو سيدة تحمل الاسم
نفسه، ورغم سعادتي بتفرد الاسم، فإنني حزينة لأن أحدا لم يعبر عن حبه لهذا البلد بالطريقة البسيطة التي
لجأ إليها والدي.
http://www.disk4arab.net/files/0f328e55a5.gif
وتتذكر مصر موقفا مهما في حياتها: توفي والدي بعد عام من زواجي، وكان قد أوصاني إذا مات بأن
يشيع في جنازة رسمية، وأن يلف جثمانه بعلم مصر ويضرب في جنازته ٢١ طلقة، ورغم صعوبة طلباته
فقد حاربت لتنفيذها،
وذهبت للمسؤولين وقتها، وعندما عرفتهم باسمي وجدت حالة من التعاطف والاستجابة لوصية هذا
الرجل الوطني، ووافقوا علي لف جثمانه بالعلم المصري، وإن رفضوا إطلاق ٢١ طلقة أثناء الجنازة
.
«مصر» تؤكد أن المواطن مهما غضب من بلده وشتمها أو أهانها واعتبرها كيانا مضرا له فإنه لا
يكرهها بل يحبها بشدة، وهو ما يظهر جليا في وقت الأزمات، «يجرب كده حد يفتح بقه علي مصر ويشوف كام واحد هياكله بسنانه».
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حكايات من مصر
منقول