نورة أ
01-11-2011, 04:25 AM
http://www.aldhnawi.com/wp-content/uploads/0502051059561father_and_son.jpg
لطالما ندم على تلك الأيام التى أضاعها من عمره حينما خدعته الدنيا فانصاع لها
وهكذا مرت أيام الشباب بسرعة ليجد نفسه زوجا ثم أبا لطفلته بسمة
وقتها لم يتقبل فكرة المسؤلية الملقاه على عاتقه ولكن ابتسامة الصغيرة كان لها مفعول السحر فى نفسه
وحين وجد نفسه بلا شهادة لم يجد أمامه سوى أن يصير ميكانيكى
وهكذا صار بابا الميكانيكى بابا الذى لا يعرف القراءة أو الكتابة !
وكبرت بسمة وكأى طفلة فى عمرها لطالما ذهبت له حاملة كراسة المربعات وكأى أب فى مثل حالته لطالما أبدع فى ابتكار الاعذار صحيح أنه بابا ولكنه بابا الميكانيكى بابا الذى لا يعرف القراءة أو الكتابة !
وكبرت بسمة أكثر وأكثر ورغم أنه لم يبخل عليها بحبه وحنانه فهو لم يحضر يوما اجتماع الاباء ولا وجود له فى صور احتفال نهاية العام وفى يدها جائزة التفوق
فماذا سيفعل وماذا سيقول بين الاباء من المهندسين والأطباء فهو بابا الميكانيكى بابا الذى لا يعرف القراءة أو الكتابة !
فى ذلك اليوم اتصلوا به من المدرسة أخبروه أن ابنته مريضه تعانى ألما شديدا فى البطن
وعلى الفور خرج من ورشته وطوال الطريق كانت الهواجس المقلقة تتوالى
ربما تكون مثله لديها حصوة على الكلى أو ربما المشكلة فى الزايدة هو لا يعرف ولكن الأمر قد تكرر كثيرا
ولكن وبمجرد وصوله للمدرسة وجدها فى انتظاره تقف وسط مجموعة من زميلاتها بعد أن زال الألم
وبعدما اطمأن عليها اكتشف الكارثة
نظر لنفسه ليجد ملابسه متسخه ويداه ملطختان بالشحم
أحمر وجهه وخفض رأسه فى أسف
ولكن إذا بها تقترب منه وتتعلق بذراعه وتقول " بابا أشطر ميكانيكى فى مصر وممكن تتأكدوا بس طبعا كله بحسابه "
وهكذا تعالت الضحكات وهو غير مصدق لما يحدث ثم إذا بها تنظر له بعينين يملأهما الاعجاب
الاعجاب ببابا الميكانيكى بابا الذى لا يعرف القراءة أو الكتابةولكنه خبير بالنفوس البشرية بابا الذى شملها بجناح عطفه وحنانه بابا الذى يبذل أقصى ما فى وسعه لإسعادها بابا
بابا الذى لا يوجد شخص على وجه البسيطة يحبها بمقداره .
لطالما ندم على تلك الأيام التى أضاعها من عمره حينما خدعته الدنيا فانصاع لها
وهكذا مرت أيام الشباب بسرعة ليجد نفسه زوجا ثم أبا لطفلته بسمة
وقتها لم يتقبل فكرة المسؤلية الملقاه على عاتقه ولكن ابتسامة الصغيرة كان لها مفعول السحر فى نفسه
وحين وجد نفسه بلا شهادة لم يجد أمامه سوى أن يصير ميكانيكى
وهكذا صار بابا الميكانيكى بابا الذى لا يعرف القراءة أو الكتابة !
وكبرت بسمة وكأى طفلة فى عمرها لطالما ذهبت له حاملة كراسة المربعات وكأى أب فى مثل حالته لطالما أبدع فى ابتكار الاعذار صحيح أنه بابا ولكنه بابا الميكانيكى بابا الذى لا يعرف القراءة أو الكتابة !
وكبرت بسمة أكثر وأكثر ورغم أنه لم يبخل عليها بحبه وحنانه فهو لم يحضر يوما اجتماع الاباء ولا وجود له فى صور احتفال نهاية العام وفى يدها جائزة التفوق
فماذا سيفعل وماذا سيقول بين الاباء من المهندسين والأطباء فهو بابا الميكانيكى بابا الذى لا يعرف القراءة أو الكتابة !
فى ذلك اليوم اتصلوا به من المدرسة أخبروه أن ابنته مريضه تعانى ألما شديدا فى البطن
وعلى الفور خرج من ورشته وطوال الطريق كانت الهواجس المقلقة تتوالى
ربما تكون مثله لديها حصوة على الكلى أو ربما المشكلة فى الزايدة هو لا يعرف ولكن الأمر قد تكرر كثيرا
ولكن وبمجرد وصوله للمدرسة وجدها فى انتظاره تقف وسط مجموعة من زميلاتها بعد أن زال الألم
وبعدما اطمأن عليها اكتشف الكارثة
نظر لنفسه ليجد ملابسه متسخه ويداه ملطختان بالشحم
أحمر وجهه وخفض رأسه فى أسف
ولكن إذا بها تقترب منه وتتعلق بذراعه وتقول " بابا أشطر ميكانيكى فى مصر وممكن تتأكدوا بس طبعا كله بحسابه "
وهكذا تعالت الضحكات وهو غير مصدق لما يحدث ثم إذا بها تنظر له بعينين يملأهما الاعجاب
الاعجاب ببابا الميكانيكى بابا الذى لا يعرف القراءة أو الكتابةولكنه خبير بالنفوس البشرية بابا الذى شملها بجناح عطفه وحنانه بابا الذى يبذل أقصى ما فى وسعه لإسعادها بابا
بابا الذى لا يوجد شخص على وجه البسيطة يحبها بمقداره .