جهاد2000
04-11-2011, 02:42 PM
عبد السلام السيد يكتب: النخبة ... وعصابة الموت
Date: 2011-11-03 21:26:02
منذ سنين لم اكتب شيئا ، كنت أكتب ، كنت أعبر ، لازلت أذكر تلك الليلة ، ألقيت فيها شعرا بعنوان (تخاريف) وتبعتها بـ (حكاية مرشح ) ، وكنت في مركز شباب الكوم الاخضر ، فلما كان كلامي ثقيلا علي بعض الحاضرين دعاني أحدهم مهددا لي في صورة ناصح ، قال كلاما كثيرا لم أعبء به .
مرت الأيام ، أنهيت دراستي ، شغلت بما ضمنه الله لي ، خرجت أطلب رزقا ، عدت إلي بلادي فإذاهي تحتضر ، يجثم علي صدرها عصابة موت ، بدو وكأنهم يعالجونها من سكراتها . حذر من عصابة الموت هذه كثيرون ، صرخوا في الناس :لا تدعوها في أيديهم ، إنهم يقتلونها ، يجهزون على ما بقى من حياتها ، أدركوها إنها تلفظ أنفاسها . وسبق قدر الله وأزيحت العصابة ، وبقت بلادي كما هي مريضة تنتظر أمينا رائدا لا يكذب ولا يتجمل .
بقت العصابة تتحين الفرص لتكمل المهمة بدت في ثوب أخر ، وبكلام مختلف لكنها عصابة موت ( واذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم ، هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون ) .
أراد أعداء الأمة أن تكون هذه العصابة للسفينة قائد ، فجعلوهم نجوما ، صنعوهم علي أيديهم ، تسموا زورا وبهتانا بالنخبة ، والصفوة ، والمفكرين .
هذه العصابة أسماؤهم معروفة ، لو ذكرتها بين سطورى لتدنست أوراقى واللبيب بإشارة يفهم . تعددت أسماؤهم ، وتنوعت أجناسهم ما بين ذكر وأنثي وبين بين ، خرجوا علي الناس بثياب براقه ، وبجلود كجلود الأفاعي ناعمة ، وبمكر تتعلم منه الثعالب ، وبكيد يحسدهم عليه سيدهم إبليس ، رفعت هذه العصابة علي منابر مزخرفة ، لتلتوي رقاب الناس إليهم ، ومن تللك المنابر نشروا سمومهم ، صوبوا سهامهم ، طعنوا الأمة المريضة فى ظهرها ، أرادوا قتلها ، أرادوا أن يجهزوا على مابقى من حياتها ، ليأتى سيدهم الأكبر وقد مهدوا له الطريق ليحفر لها وينقلها من ظهر الأرض إلى باطنها .
لا يعجبنى إطلال شرفاء أمتى من منابر تلك العصابة ، لأنهم لا يأتون بهم إلا متربصين ،فدائما مايسألون متهكمين ساخرين : " ماموقفكم من الفن ، السياحة ، الأثار ، الخمر ، البنوك ، المرأة ، المسيحيين ... " ، فى كل مرة يضربون على ذات الوتر ، من مكرهم يعلمون أن من لا يقتنع بأديب عصره أقنعه منطق أبوحمالات . كونوا جمهورا من أبنائنا ، ورسالتهم التى يريدون إيصالها إلى الناس ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .
أبت تلك العصابة إلا أن يفرضوا أفكارهم الخبيثة ، وينحرفوا بالسفينة كما يحلو لهم ، بل كما يحلو لسيدهم . يدفعونها دفعا إلى هاوية وهم قاصدون ، يكسرون مابقى من عزها وهم عامدون ، يدنسون شرفها وهم يعلمون . هوة سحيقة وشلال بعده هلاك ، وإن نجت السفينة من هول السقوط وشدة الارتطام فبانتظارها نفق مظلم لا يعلم له مسار ولا منتهى .
أما نخبتنا فهي نخب منتقى ، عقول متوهجة وثابة ، أجمع ضمير الأمة على شرفهم ، نخبتنا تحمل هما عظيما ، تحفظ أمانة الأجيال القادمة ، معروفون بالإسم وبالرسم ، لو ذكرتهم لانتشى قلمى فرحا ، ولفاح عبير ذكرهم ، ولتزاحمت الكلمات فى وصفهم ، واللبيب بالإشارة يفهم .
إليكم يا شرفاء أمتي نصيحتي ، مع علمى بأنها لم تغب يوما عنكم : أرجوكم لا تبالغوا فى حسن الظن بهذه العصابة ، قدموا سوء الظن فيهم ولستم مخطئين ، وإن اضطررتم للظهور مع هؤلاء الخفافيش فلا تكونوا محل اتهام ، بل نطالبكم بأن تسألوا أعيان تلك العصابة : ماموقفكم من الإسلام .. ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ) .
Date: 2011-11-03 21:26:02
منذ سنين لم اكتب شيئا ، كنت أكتب ، كنت أعبر ، لازلت أذكر تلك الليلة ، ألقيت فيها شعرا بعنوان (تخاريف) وتبعتها بـ (حكاية مرشح ) ، وكنت في مركز شباب الكوم الاخضر ، فلما كان كلامي ثقيلا علي بعض الحاضرين دعاني أحدهم مهددا لي في صورة ناصح ، قال كلاما كثيرا لم أعبء به .
مرت الأيام ، أنهيت دراستي ، شغلت بما ضمنه الله لي ، خرجت أطلب رزقا ، عدت إلي بلادي فإذاهي تحتضر ، يجثم علي صدرها عصابة موت ، بدو وكأنهم يعالجونها من سكراتها . حذر من عصابة الموت هذه كثيرون ، صرخوا في الناس :لا تدعوها في أيديهم ، إنهم يقتلونها ، يجهزون على ما بقى من حياتها ، أدركوها إنها تلفظ أنفاسها . وسبق قدر الله وأزيحت العصابة ، وبقت بلادي كما هي مريضة تنتظر أمينا رائدا لا يكذب ولا يتجمل .
بقت العصابة تتحين الفرص لتكمل المهمة بدت في ثوب أخر ، وبكلام مختلف لكنها عصابة موت ( واذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم ، هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون ) .
أراد أعداء الأمة أن تكون هذه العصابة للسفينة قائد ، فجعلوهم نجوما ، صنعوهم علي أيديهم ، تسموا زورا وبهتانا بالنخبة ، والصفوة ، والمفكرين .
هذه العصابة أسماؤهم معروفة ، لو ذكرتها بين سطورى لتدنست أوراقى واللبيب بإشارة يفهم . تعددت أسماؤهم ، وتنوعت أجناسهم ما بين ذكر وأنثي وبين بين ، خرجوا علي الناس بثياب براقه ، وبجلود كجلود الأفاعي ناعمة ، وبمكر تتعلم منه الثعالب ، وبكيد يحسدهم عليه سيدهم إبليس ، رفعت هذه العصابة علي منابر مزخرفة ، لتلتوي رقاب الناس إليهم ، ومن تللك المنابر نشروا سمومهم ، صوبوا سهامهم ، طعنوا الأمة المريضة فى ظهرها ، أرادوا قتلها ، أرادوا أن يجهزوا على مابقى من حياتها ، ليأتى سيدهم الأكبر وقد مهدوا له الطريق ليحفر لها وينقلها من ظهر الأرض إلى باطنها .
لا يعجبنى إطلال شرفاء أمتى من منابر تلك العصابة ، لأنهم لا يأتون بهم إلا متربصين ،فدائما مايسألون متهكمين ساخرين : " ماموقفكم من الفن ، السياحة ، الأثار ، الخمر ، البنوك ، المرأة ، المسيحيين ... " ، فى كل مرة يضربون على ذات الوتر ، من مكرهم يعلمون أن من لا يقتنع بأديب عصره أقنعه منطق أبوحمالات . كونوا جمهورا من أبنائنا ، ورسالتهم التى يريدون إيصالها إلى الناس ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .
أبت تلك العصابة إلا أن يفرضوا أفكارهم الخبيثة ، وينحرفوا بالسفينة كما يحلو لهم ، بل كما يحلو لسيدهم . يدفعونها دفعا إلى هاوية وهم قاصدون ، يكسرون مابقى من عزها وهم عامدون ، يدنسون شرفها وهم يعلمون . هوة سحيقة وشلال بعده هلاك ، وإن نجت السفينة من هول السقوط وشدة الارتطام فبانتظارها نفق مظلم لا يعلم له مسار ولا منتهى .
أما نخبتنا فهي نخب منتقى ، عقول متوهجة وثابة ، أجمع ضمير الأمة على شرفهم ، نخبتنا تحمل هما عظيما ، تحفظ أمانة الأجيال القادمة ، معروفون بالإسم وبالرسم ، لو ذكرتهم لانتشى قلمى فرحا ، ولفاح عبير ذكرهم ، ولتزاحمت الكلمات فى وصفهم ، واللبيب بالإشارة يفهم .
إليكم يا شرفاء أمتي نصيحتي ، مع علمى بأنها لم تغب يوما عنكم : أرجوكم لا تبالغوا فى حسن الظن بهذه العصابة ، قدموا سوء الظن فيهم ولستم مخطئين ، وإن اضطررتم للظهور مع هؤلاء الخفافيش فلا تكونوا محل اتهام ، بل نطالبكم بأن تسألوا أعيان تلك العصابة : ماموقفكم من الإسلام .. ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ) .