مشاهدة النسخة كاملة : توحيد الألوهية --- وتوحيد الربوبية


محمد رافع 52
05-11-2011, 11:43 PM
توحيد العبادة (الألوهية)
تعريف توحيد الألوهية

عرف العلماء توحيد الألوهية بتعريفات متقاربة، إلا أن بعضها قد يكون أطول من بعض، فمن تلك التعريفات مايلي:
1- هو إفراد الله بأفعال العباد.
2- هو إفراد الله بالعبادة.
3- هو إفراد الله - تعالى - بجميع أنواع العبادة؛ الظاهرة، والباطنة، قولاً، وعملاً، ونفي العبادة عن كل من سوى الله - تعالى - كائناً من كان.
4- وعرفه الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله - بتعريف جامع ذكر فيه حد هذا التعريف، وتفسيره، وأركانه، فقال: " فأما حدُّه، وتفسيره، وأركانه - فهو أن يعلم، ويعترف على وجه العلم، واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات، ولا يستحقها إلا الله - تعالى -.
فإذا عرف ذلك واعترف به حقَّاً أفرده بالعبادة كلها؛ الظاهرة، والباطنة، فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة: كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والقيام بحقوق الله، وحقوق خلقه.
ويقوم بأصول الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره، وشره لله.
لا يقصد به غرضاً من الأغراض غير رضا ربِّه، وطلب ثوابه، متابعاً في ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة، وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله، وأخلاقه، وآدابه الاقتداءُ بنبيه - صلى الله عليه وسلم - في هديه، وسمته، وكل أحواله.

محمد رافع 52
05-11-2011, 11:47 PM
أسمــاء توحيد الألوهية الأخـــرى
توحيد الألوهية يسمى بعدة أسماء منها:
1- توحيد الألوهية - كما مر - وسمي بذلك، باعتبار إضافته إلى الله، أو باعتبار الموحِّد، ولأنه مبني على إخلاص التأله، وهو أشد المحبة لله وحده، وذلك يستلزم إخلاص العبادة.
2- توحيد العبادة؛ باعتبار إضافته إلى الموحِّد وهو العبد، ولتضمنه إخلاص العبادة لله وحده.
3- توحيد الإرادة؛ لتضمنه الإخلاص، وتوحيد الإرادة والمراد، فهو مبني على إرادة وجه الله بالأعمال.
4- توحيد القصد؛ لأنه مبنيٌّ على إخلاص القصد المستلزم لإخلاص العبادة لله وحده.
5- التوحيد الطلبي؛ لتضمنه الطلب، والدعاء من العبد لله.
6- التوحيد الفعلي؛ لتضمنه لأفعال القلوب والجوارح.
7- توحيد العمل؛ لأنه مبني على إخلاص العمل لله وحده.
أدلـة توحيـد الألوهيـة
لقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة، وتنوعت دلالتها في وجوب إفراد الله بالعبادة؛ّ َفتارة تأتي نصوص الكتاب آمرةً بتوحيد الله أمراً مباشراً، وتارة تأتي مبينةً الغاية من خلق الجن والإنس، وتارة تأتي موضحةً الهدف من إرسال الرسل وإنزال الكتب، وتارة تأتي محذرةً من مخالفته، وتارة تأتي لبيان ثواب من عمل به في الدنيا والآخرة، وتارة لبيان عقوبة من تركه، وتخلى عنه، أو ناوأه، وحارب أهله.
فمن تلك الأدلة من الكتاب والسنة على وجود إفراد الله بالعبادة قوله - تعالى - : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: 21]، وقوله : ( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ) [هود: 123]، وقوله : ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ) [قريش: 3]، وقوله : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) [النساء: 36]، وقوله : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) [الأنعام: 151]، وقوله : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ) [الإسراء: 23]، وقوله : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) [الذاريات: 56]، وقوله : ( وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً ) [الإسراء: 39]، وقوله : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) [الفاتحة: 5]، وقوله : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ) [الأنبياء: 25] وقوله : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) [النحل: 36].
ومن السنة ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن معاذ - رضي الله عنه - قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار فقال لي: " يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً.
قلت: أفلا أبشر الناس؟.
قال: لا تبشرهم فيتكلوا ".

على سبيل الحق
05-11-2011, 11:48 PM
جزاك الله خيرا
نفع الله بك
أحسن الله إليك
مسكنا الله وإياك بتوحيده
اسمح لي بهذه الزيادة:
- توحيد الألوهية (توحيد العبادة):
- "هو إفراد الله عز وجل بالعبادة من الصلاة والصيام والصدقة والخوف والرجاء والتوكل...".
- معنى العبادة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله:"العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة"؛ كالدعاء والصلاة والحج والخوف والتوكل....إلخ
- أدلته:
أ) دليل العقل:
قال الله عز وجل:"ضَرَبَ اْللهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
وقال تقدس اسمه:"وَضَرَبَ اْللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
ب) دليل النقل والشرع:
وقال سبحانه:"وَمَا أَرْسَلَنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ".
وقال سبحانه:"فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ".
وقال جل وعلا:"فَلَا تَدْعُ مَعَ اْللهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ".
- أركانه:
أ)إفراد الله بالمحبة والتعظيم والتألُّه.
ب)إفراد الله بالطاعة والانقياد والتسليم.
- قال شيخ الإسلام ابن القيم- رحمه الله:
فلواحدٍ كُنْ واحدًا في واحدٍ*** أعني سبيلَ الحقِّ والإيمانِ.
1)توحيد المُراد والإخلاص؛ فلا يكون للعبد مُراد غير مراد الله سبحانه.
2)توحيد الصدق والإرادة؛ وهو بذل الطاقة والجهد في عبادة ربه.
3)توحيد الطريق والمتابعة؛ وهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أهمية هذا التوحيد:
1)هو دعوة الرسل كلهم، وهو معقد النجاة في الدنيا والآخرة.
2)هو شعار الإسلام والذي يميزه عن سائر الديانات التي حرفها أصحابها.
3)القرآن كله مبني على بيان التوحيد وأركانه وحقوقه ونواقضه وجزائه.
- كلمة التوحيد:
(لا إله إلا الله)

محمد رافع 52
05-11-2011, 11:55 PM
شهادة أن لا إله إلا الله: معناها ـ أركانها ـ شروطها
‎‎ أ - معناها: لا معبود بحق إلا الله، أي أن كل ما عبد من دون الله فهو باطل. ‏
‎‎ أخطاء في تفسير معنى لا إله إلا الله: ‏
‎‎ يخطئ من يفسر: (لا إله إلا الله ) بلا خالق إلا الله، لأن هذا معلوم لدى جميع البشر، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى العرب وهم يقرون ويعترفون ويعلمون بأنه لا خالق إلا الله، وقد قال عزوجل: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } [الزخرف: 87]. ‏
‎‎ وأما من قال معناها لا موجود إلا الله، فهذا خطأ، لأن الموجودات غير الله كثيرة، كالناس والدواب والسماء والأرض وغير ذلك. ‏
‎‎ إذاً معناها الحقيقي: إفراد الله بالعبادة، فهو سبحانه المستحق للعبادة سبحانه وتعالى وحده دون سواه. ‏
ب- أركان شهادة أن لا إله إلا الله: ‏
‎‎ لها ركنان: ‏

‎‎ ‏1. ‎ النفي 2. الإثبات
‎‎ 1. النفي: وهو نفي الإلهية عن سوى الله: لاإله. ويقتضي الكفر بالطاغوت وبكل ما يعبد من دون الله سبحانه، وبكل دين وملة غير ملة الإسلام والبراءة من الشرك والكفر وأهله. ‏
‎‎ 2. الإثبات: إثبات الإلهية لله وحده دون ما سواه، فهو سبحانه الإله المستحق للعبادة وحده دون ما سواه: إلا الله. وهذا يقتضي الإيمان بالله سبحانه وتعالى ومحبة أهل التوحيد..‏
‎‎ قال عز وجل: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [البقرة: 256]. ‏
‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّه ) رواه مسلم. ‏
‎‎ فمن قال "لا إله إلا الله " ولم يكفر بالأديان الأخرى ويكفر الكفار لا يصح إسلامه، فالذي يعتقد أن اليهود والنصارى وجميع الكفرة أنهم على حق، وأن دينهم ليس بباطل، أو رضي بدينهم فهو كافر، ولا يصح إسلامه حتى يكفر بهذه الأديان كلها ويؤمن بدين واحد هو دين الإسلام. ‏
ج- شروط شهادة أنلا إله إلا الله: ‏
‎‎ لشهادة أن لا إله إلا الله سبعة شروط وهي: ‏
‎1. العلم: وهو العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً، المنافي للجهل بذلك، قال الله عز وجل: {فاعلم أنه لا إله إلا الله } [محمد: 19]. ‏
‎‎ وقال عز وجل: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } الزخرف: 86. ‏
‎‎ ‏ {شهد بالحق } أي: بلا إله إلا الله؛ {وهم يعلمون } أي: بقلوبهم معنى مانطقوا به بألسنتهم. ‏
‎‎ عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّة َ) رواه مسلم وأحمد. ‏
‎2. ‏اليقين: وهو اليقين المنافي للشك، وذلك بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك، قال الله عز وجل: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } [الحجرات: 15].‏
‎‎ فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا، أي: لم يشكوا، فأما المرتاب فهو من المنافقين والعياذ بالله الذين قال الله عز وجل فيهم: {إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون } [التوبة: 45].‏
‎‎ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ ). أخرجه مسلم ضمن حديث طويل. ‏
3. القبول: وهو القبول لما اقتضته هذه الشهادة بقلبه ولسانه، وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قَبِلها وانتقامه ممن ردها وأنكرها، كما قال عز وجل: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } [الزخرف: 23-25]. ‏
‎‎ وقال عز وجل: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } [الصافات: 22-23]. ‏
‎‎ وعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِه ) متفق عليه. ‏
‎4. الانقياد: ويقصد به الانقياد لما دلت عليه هذه الشهادة المنافي لترك ذلك قال الله عز وجل: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له } [الزمر: 54]. ‏
‎‎ وقال الله عز وجل: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى } [لقمان: 22]. أي بلا إله إلا الله .‏
‎‎ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لَا يُؤْمِن أَحَدكُمْ حَتَّى يَكُون هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْت بِه ) أخرجه الحسن بن سفيان وصححه النووي، وقال ابن حجر رجاله ثقات. ‏
5. الصدق: وهو أن يقولها صدقاً من قلبه، يواطئ قلبه لسانه، قال الله عز وجل: {آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } [العنكبوت: 1-3]. ‏
‎‎ وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَل ! قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: يَا مُعَاذ ُ. قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلَاثًا. قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّار . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا . وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا). ‏
‎‎ فاشترط في نجاة من قال هذه الكلمة أن يقولها صدقاً من قلبه، فلا ينفعه مجرد التلفظ بدون مواطأة القلب.‏
‎6. ‏الإخلاص وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، قال الله ‏
عز وجل: {ألا لله الدين الخالص } [لزمر: 3]، وقال عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [لبينة: 5]. ‏
‎‎ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: (قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه ِ) رواه البخاري. ‏
‎‎ وعن عثمان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّه ِ) متفق عليه. ‏
‎7. المحبة: ويقصد بها المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه، ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها، وبغض ما ناقض ذلك، قال الله عز وجل: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } [البقرة: 165]. ‏
‎‎ فأخبرنا الله عز وجل أن عباده المؤمنين أشد حباً له، وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحداً، كما فعل مدعو محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أنداداً يحبونهم كحبه، وعلامة حب العبد ربه تقديم محابه وإن خالفت هواه، وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، وموالاة من والى الله ورسوله، ومعاداة من عاداه، وإتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره وقبول هداه. ‏
‎‎ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار ) رواه البخاري. ‏
‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِه ِ) رواه البخاري. ‏
‏ ‏

محمد رافع 52
06-11-2011, 12:01 AM
الفرق بين توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية

1 - من جهةِ الاشتقاقِ :

- الربوبيةُ : مشتقةٌ من اسمِ اللهِ " الرب " .

- الألوهيةُ : مشتقةٌ من لفظِ " الإِله " .

2 - من جهةِ المتعلقِ :

- الربوبيةُ : متعلقةٌ بالأمورِ الكونيةِ كالخلقِ ، والإحياءِ ، والإِماتةِ ، ونحوها .

- الألوهيةُ : متعلقةٌ بالأوامرِ والنواهي من الواجبِ ، والمحرمِ ، والمكروهِ .

3 - من جهةِ الإقرارِ :

- الربوبيةُ : أقر به المشركون .

- الألوهيةُ : فقد رفضوه .

4 - من جهةِ الدلالةِ :

- الربوبيةُ : مدلولهُ علمي .

- الألوهيةُ : مدلولهُ عملي .

5 - من جهةِ الاستلزامِ والتضمنِ :

- الربوبيةُ : يستلزم توحيد الألوهية بمعني أن توحيدَ الألوهيةِ خارجٌ عن مدلولِ توحيدِ الربوبيةِ ، لكن لا يتحققُ توحيدُ الربوبيةِ إلا بتوحيدِ الألوهيةِ .

- الألوهيةُ : متضمنٌ توحيدَ الربوبيةِ ، بمعنى أن توحيدَ الربوبيةِ جزءٌ من معنى توحيدِ الألوهيةِ .

6 - من جهةِ الدخولِ في الإسلامِ وعدمهِ :

- الربوبيةُ : لا يدخلُ من آمن به في الإسلامِ .

- الألوهيةُ : يدخلُ من آمن به في الإسلامِ .

7 - من جهةِ توحيدِ الله :
- الربوبيةُ : توحيدُ اللهِ بأفعالهِ هو سبحانهُ كالخلق ونحوه .

- الألوهيةُ : توحيدُ اللهِ بأفعالِ العبادِ من الصلاةِ ، والزكاةِ ، والحجِ ، والصيامِ ، والخشيةِ ، والرهبةِ ، والخوفِ ، والمحبةِ ، والرجاءِ ونحو ذلك . ويُطلقُ على توحيدِ الألوهيةِ توحيدُ الإرادةِ والطلبِ .ا.ه.

M..osama
06-11-2011, 12:52 AM
هذا من أجمل ماقرأت فى حياتى ينقصه العمل والتطبيق

محمد رافع 52
06-11-2011, 01:57 AM
هذا من أجمل ماقرأت فى حياتى ينقصه العمل والتطبيق


ربنا يرضى عنك ويوفقك الى مايحب ويرضى

محمد رافع 52
06-11-2011, 12:39 PM
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTE-5rkLgI6n0xk97OX90KxeQ2PXsn2l3utiW7O1H5jpsXz2g-l&t=1

لا اله الا الله

محمد رافع 52
06-11-2011, 12:43 PM
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSYEAFsgM5gmWGybcMu95KnRxRn4PvRx 9bJJdgH_tjehbXFjsdIeQ&t=1

محمد رافع 52
06-11-2011, 12:44 PM
http://www6.0zz0.com/2011/07/24/12/430506558.jpg

محمد رافع 52
06-11-2011, 12:50 PM
فضل لا إله إلا الله



عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير )) * البخاري

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه ) )* البخاري

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ) البخاري

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ) )* البخاري

عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال (( ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال وإن رغم أنف أبي ذر ) ) قال أبو عبد الله هذا عند الموت أو قبله إذا تاب وندم وقال لا إله إلا الله غفر له * البخاري

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة ) ) مسلم

عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة ) )* الترمذي

عن أبي إسحق عن الأغر أبي مسلم قال أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا الله وحده قال يقول الله لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال الله لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار ) ) الترمذي

محمد رافع 52
06-11-2011, 12:53 PM
عن عمارة بن شبيب السبأي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات ومحا عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقاب مؤمنات ) )* الترمذي

عن ثابت البناني وداود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائتي مرة في كل يوم لم يسبقه أحد كان قبله ولا يدركه أحد بعده إلا بأفضل من عمله ) )* احمد

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( من قال لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله كفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ) ) * احمد

عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتب الله له عشرين حسنة أو حط عنه عشرين سيئة ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون سيئة ) )* احمد

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير من قالها عشر مرات حين يصبح كتب له بها مائة حسنة ومحي عنه بها مائة سيئة وكانت له عدل رقبة وحفظ بها يومئذ حتى يمسي ومن قال مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك ) )* احمد

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سبح ثلاثا وثلاثين وكبر ثلاثا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير خلف الصلاة غفر له ذنبه ولو كان أكثر من زبد البحر ) ) * احمد

عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من منح منحة ورق أو منحة لبن أو هدى زقاقا فهو كعتاق نسمة ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهو كعتاق نسمة ) )* احمد

عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قال أبشروا وبشروا الناس من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة فخرجوا يبشرون الناس فلقيهم عمر رضي الله تعالى عنه فبشروه فردهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ردكم قالوا عمر قال لم رددتهم يا عمر قال إذن يتكل الناس يا رسول الله ) )* احمد

عن حذيفة رضي الله عنه قال أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال (( من قال لا إله إلا الله قال حسن ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ) )* احمد


عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به ) )* ابن ماجه

محمد رافع 52
06-11-2011, 01:07 PM
آيات التوحيد في القرآن الكريم
كتب محمود خليل:
من اعظم نعم المولى عز وجل أن خلق الدين ومن اعظم تلك الأديان دين الإسلام لأنه دين الفطرة التى فطر الله تعالى عليها الإنسان.
ومن اعظم نعم الإسلام وما دعا إليه هو توحيد الخالق جل فى علاه فهو الواحد الأحد الذى ر شريك له ولم يكن له كفوأ أحد والذى لم يلد ولم يولد وبهذا قطع المولى عز وجل على جميع المشككين والداعين إلى تأليه مخلوق غيره سبحانه وتعالى أو نسبة ولد وزوجة إليه ونزه نفسه جل فى علاه عن جميع تلك الكفريات والشركيات بألوهيته.
وقد حفل القرآن الكريم الكتاب الخاتم لكتب السماء على الرسول الخاتم لرسل السماء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بآيات التوحيد التى تمجد وتنزه الله عز وجل عن الشرك به وتؤكد وحدانيته.
وهذه آيات توحيد الله جلّ جلاله كما جاءت في القرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
وإلهُكُم إلهٌ واحدٌ لا إله إلاّ هُوَالرحمنُ الرحيم
سورة البقرة
اللهُ لا إلهَ إلاّ هُوَالحيُّ القيّومُ لا تأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نومٌ لهُ ما في السمواتِ وما في الأرضِ منْ ذا الذي يشفعُ عندهُ إلاّ بإذنِهِ يعلَمُ ما بينَ أيديهِم وماخَلْفَهُمْ و لا يُحيطونَ بشيءٍ منْ عِلْمِهِ إلاّ بما شاء وسِعَكُرْسِيُّهُ السمواتِ والأرضَ و لا يؤودُهُ حِفْظُهما و هُو العليُّ العظيم
سورة البقرة
الم اللهُ لا إلهَ إلاّ هوالحيُّ القيّومُ نزّلَ عليْكَ الكتابَ بالحقِّ مُصدِّقاً لِما بيْنَ يديْهِ وأنزل التوراةَ والإنجيلَ منْ قبلُ هُدىً للنّاس و أنزَلَالفُرقانَ إنَّ الذينَ كفروا بآياتِ اللهِ لهُم عذابٌ شديدٌ واللهُ عزيزٌذو انتقام
سورة آل عمران
إنّ اللهَ لا يَخْفى عليْهِ شيءٌ في الأرض و لا في السماءِ هو الذي يُصوِّرُكُم في الأرحامِ كيفَ يشاءُ لا إلهَ إلاّ هوالعزيزُ الحكيمُ
سورة آل عمران
شَهدَ اللهُ أنَّه لا إله إلا هو والملائكةُ وأولوا العلم قائماً بالقسطِ لا إلهَ إلا هوَ العزيزُ الحكيمُ إنَّ الدينَ عندَ اللهِ الإسلامُ
سورة آل عمران
اللهُ لا إلهَ إلا هُو لَيَجْمَعَنَّكُم إلى يوم القيامةِ لا ريبَ فيه ومَنْ أصدَقُ مِنَ اللهِ حديثاً
سورة النساء
ذلِكُمُ اللهُ ربُّكُمْلا إلهَ إلاّ هُوَخالِقُ كلِّ شيءٍ فاعبدوه وهو على كلِّ شيءٍ وكيل
سورة الأنعام
إتّبِعْ ما أوحِيَ إليك منْ ربِّكَلا إله إلاّ هووأعرِضْ عنِ المشركين
سورة الأنعام
قُل يا أيُّها الناسُ إنّي رسولُ اللهِ إلَيْكُم جميعاً الذي لَهُ مُلْكُ السمواتِ والأرضِ لا إله إلاّ هُو يُحيي و يُميتُ فآمنوا باللهِ ورسولِهِ النبيِّ الأمّيِّ الذي يُؤمنُ باللهِ و كلماتهِ و اتَّبِعوهُ لعلّكم تَهتدون
سورة الأعراف
وما أمِرُوا إلاّ ليَعْبُدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانَهُ عمّا يُشرِكون
سورة التوبة
فإن تولّوا فَقُلْ حسبِيَ اللهُ لا إله إلاّ هوعلَيْه توكّلْتُ وهو ربُّ العرشِ العظيم
سورة التوبة
حتّى إذا أدركَهُ الغَرَقُ قال آمنْتُ أنّه لا إله إلاّ الذي آمنتْ بِهِ بنو إسرائيلَ وأنا من المسلمين
سورة يونس
فإن لَّم يستجيبوا لَكُم فاعلمَوا أَنَّما أُنْزل بعلمِ اللهِ وأَن لا إلهَ إلا هُو فهل أنتم مسلمون
سورة هود
وَهُمْ يكفُرون بالرّحمن قلْ هُوَ ربّي لا إلهَ إلا هُوَعليهِ توكلْتُ وإليه متاب
سورة الرعد
ينزّلُ الملائكةُ بالروح من أمره على من يشاءُ من عبادِهِ أنْ أنْذِروا أنَّه لا إله إلا أنا فاتقون
سورة النحل
وإنْ تَجْهَرْ بالقولِ فإنَّهُ يعلَمُ السرَّ وأَخْفى اللهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ لَهُ الأسماءُ الحُسْنى
سورة طه
وأنا اختَرْتُك فاستَمِعْ لِما يوحى إنني أنا اللهُ لا إلهَ إلاّ أنا فاعْبدْني وأقِمِ الصلاةَ لِذكِرى
سورة طه
إنما إلهُكُمُ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شيءٍ علماً
سورة طه
وَما أَرْسلنا مِنْ قَبْلِكِ مِنْ رَسولٍ إلاّ نوحي إليهِ أَنَهُ لا إلهَ إلاّ أَناْ فاعبُدُون
سورة الأنبياء
وذا النونِ إذ ذهبَ مُغاضباً فظَنَّ أَنْ لَنْ نقدِرَ عليهِ فنادى في الظُلماتِ أنْ لا إله إلاّ أنتَ سُبحانك إنيّ كنتُ من الظالمين
سورة الأنبياء
فتعالى اللهُ الملكُ الحقُّ لا إله إلاّ هُوَ ربُ العرشِ الكريم
سورة المؤمنون
ويعلم ما تُخفون وما تُعلنون الله لا إله إلا هو رَبُ العرش العظيم
سورة النمل
وَهُوَاللهُ لا إله إلا هُوَ لَهُ الحمدُ في الأُولى والآخرةِ ولَهُ الحكُم وَإليهِ تُرْجعون
سورة القصص

محمد رافع 52
06-11-2011, 01:13 PM
ولا تَدْعُ مع اللهِ إلهاً آخرَلا إلهَ إلاّ هوَ كلُّ شيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ لَهُ الحكمُ وإليه تُرجَعون
سورة القصص
يا أيُها الناسُ أذكُروا نعمةَ اللهِ عليكُمْ هَل مِنْ خالقٍ غيرُ اللهِ يرزُقُكُم مِنَ السماءِ و الأرض لا إله إلاّ هُوَ فأنّى تُؤفَكون
سورة فاطر
إنّهم كانوا إذا قيلَ لَهُم لا إله إلاّ اللهُ يستكبرون
سورة الصافات
ذلِكُمُ اللهُ ربُّكُمْ لَهُ الملكُ لا إله إلاّ هو فأنّى تُصْرَفون
سورة الزمر
حم تنزيلُ الكتابِ مِنَ اللهِ العزيز العليمِ غافِر الذنبِ وقابِلِ التوبِ شديدِ العقابِ ذي الطَوْلِ لا إله إلاّ هو إليهِ المصير
سورة غافر
ذلِكُمُ اللهُ ربُكُمْ خالِقُ كُلِّ شيءٍ لا إله إلاّ هو فأنّى تُؤفَكون
سورة غافر
هو الحيُ لا إله إلاّ هو فادعوهُ مُخلِصينَ لَهُ الدينَ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
سورة غافر
ربِّ السمواتِ و الأرضِ و ما بينهما إنْ كُنْتُم موقِنين لا إله إلاّ هُو يُحيي و يُميتُ ربُكُمْ و ربُ آبائِكُمُ الأوّلين
سورة الدخان
فاعلَمْ أنَّهُ لا إله إلاّ اللهُ و استغفِرْ لِذَنْبِكَ وللمؤمنينَ والمؤمِناتِ و اللهُ يعْلَمُ مُتقلّبَكُمْ و مثواكُم
سورة محمد
هُو اللهُ الذي لا إلهَ إلاّ هُوَعالِمُ الغيبِ و الشهادةِ هُوَ الرحمنُ الرحيمُ هو اللهُ الذي لا إله إلاّ هوالمَلِكُ
القدّوسُ السلامُ المُؤمنُ المُهيْمِنُ العزيزُ الجبّارُالمُتكبِّرُ سبحانَ اللهِ عمّا يُشركون هُوَ اللهُ الخالِقُ الباريءُالمُصوِّرُ لهُ الأسماءُ الحسنى يُسبِّحُ لهُ ما في السمواتِ و الأرضِ وهو العزيزُ الحكيم
سورة الحشر

اللهُ لا إله إلاّ هُوَ و على اللهِ فلْيَتَوكّل ِ المُؤمِنون
سورة التغابن
ربُ المشْرِقِ و المَغْرِبِ لا إله إلاّ هو فاتخذْهُ وكيلاً
سورة المزمل

محمد رافع 52
06-11-2011, 01:17 PM
http://www.ct-7ob.com/vb/imgcache/150436.png

محمد رافع 52
07-11-2011, 04:21 PM
السؤال: ما هي حقيقة توحيد الربوبية ؟
الإجابة: الحمد لله
توحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والرزق والإحياء والإماتة وإنزال المطر ونحو ذلك فلا يتم توحيد العبد حتى يقر بأن الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه ، وأنه المحيي المميت النافع الضار المنفرد بإجابة الدعاء ، الذي له الأمر كله ، وبيده الخير كله ، القادر على ما يشاء، ويدخل في ذلك الإيمان بالقدر خيره وشره .
وهذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم، بل كانوا مقرين به إجمالاً ؛ قال تعالى { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } فهم يقرون بأن الله هو الذي يدبر الأمر، وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، فعلم بهذا أن الإقرار بربوبية الله تعالى لا يكفي العبد في تحقق إسلامه بل لابد معه من الإتيان بلازمه ومقتضاه وهو توحيد الألوهية وإفراد الله تعالى بالعبادة .
وهذا التوحيد ـ أعني توحيد الربوبية ـ لم ينكره أحد معلوم من بني آدم ؛ فلم يقل أحد من المخلوقين : إن للعالم خالقين متساويين . فلم يجحد أحد توحيد الربوبية ؛ إلا ما حصل من فرعون ؛ فإنه أنكره مكابرة منه وعنادا ً؛ بل زعم لعنه الله أن الرب ، قال تعالى حكاية عنه : } فقال أنا ربكم الأعلى }النازعات/24 {ما علمت لكم من إله غيري )} القصص/38 . (وهذه مكابرة منه لأنه يعلم أن الرب غيره؛ كما قال تعالى : } وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً}النمل/14 وقال تعالى حكاية عن موسى وهو يناظره : } لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض } فهو في نفسه مقر بأن الرب هو الله -عز وجل- . كما أنكر توحيد الربوبية على سبيل التشريك المجوس ، حيث قالوا : إن للعالم خالقين هما الظلمة والنور ، ومع ذلك لم يجعلوا هذين الخالقين متساويين ، فهم يقولون : إن النور خير من الظلمة ؛ لأنه يخلق الخير ، والظلمة تخلق الشر ، والذي يخلق الخير خير من الذي يخلق الشر . وأيضاً فإن الظلمة عدم لا يضيء ، والنور وجود يضيء ؛ فهو أكمل في ذاته .
وبعد .. فليس معنى إقرار المشركين بتوحيد الربوبية أنهم أتوا به على الوجه الأكمل ؛ بل إنما كانوا يقرون به إجمالا كما حكى الله عنهم في الآيات السابقة ؛ لكنهم كانوا يقعون في أشياء تخل به وتقدح فيه ؛ ومن ذلك نسبتهم المطر إلى النجوم ، واعتقادهم في الكهنة والسحرة بأنهم يعلمون الغيب إلى غير ذلك من صور الشرك في الربوبية ؛ لكنها تبقى قليلة محصورة إذا ما قورنت بصور شركهم في الإلهية والعبادة . نسأل الله أن يثبتنا على دينه حتى نلقاه .

محمد رافع 52
07-11-2011, 04:23 PM
من اول من قسم التوحيد الى توحيد الربوبية و توحيد الوهية؟

قولهم : ( إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ) تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية ، وغير معقول أيضا كما ستعرفه ، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام : إن هناك توحيدين وإنك لا تكون مسلما حتى توحد توحيد الألوهية ، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة ، ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف الذين يتبجحون باتباعهم في كل شيء ، ولا معنى لهذا التقسيم ، فإن الإله الحق هو الرب الحق ، والإله الباطل هو الرب الباطل ، ولا يستحق العبادة والتأليه إلا من كان ربا ، ولا معنى لأن نعبد من لا نعتقد فيه أنه رب ينفع ويضر ، فهذا مرتب على ذلك كما قال تعالى : ( رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته ) .
فرتب العبادة على الربوبية ، فإننا إذا لم نعتقد أنه رب ينفع ويضر فلا معنى لأن نعبده ـ كما قلنا ـ ويقول تعالى : ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ) يشير إلى أنه لا ينبغي السجود إلا لمن ثبت اقتداره التام ، ولا معنى لأن نسجد لغيره .
هذا هو المعقول ، ويدل عليه القرآن والسنة .

محمد رافع 52
07-11-2011, 04:24 PM
القرآن الكريم أول من قسم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال سبحانه وتعالى في كلام صريح {قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس} ففرَّق بين الرب وبين الإله، والأصل أن الكلمتان لا يجتمعان بنفس المعنى في كلام البلغاء فكيف بكلام رب العالمين سبحانه؟

ويقول سبحانه {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} فكيف يكون مؤمنا وفي الوقت نفسه مشركًا، أي آمن بالله ربا خالقا مدبرا لكنه كفر به حين أشرك معه غيره في الألوهية، فراح يدعو المخلوقات من دون الله وينذر لها وي*** عندها ويطوف بها ويستغيث بها ويخاف منها .. إلى آخر أنواع الشركيات التي فعلها مشركو الجاهلية ويكررها المنتسبون إلى الإسلام زورا في عصرنا.

والآيات في القرآن كثيرة على تقسيم التوحيد، منها قوله تعالى أيضا {رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميًّا}.

لا تكاد تعد الآيات من كثرتها في هذا الصدد، فقد آمن المشركون عباد الأصنام بالله خالقا رازقا قادرا قويا لكنهم اتخذوا الوسطاء بينهم وبينهم من رجال صالحين ماتوا فاتخذوا قبورهم أوثانا وأصناما يتوجهون إليها بأنواع العبادات، {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلا الله زلفى}.

محمد رافع 52
07-11-2011, 04:28 PM
التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي
1- توحيد الربوبية : ومعناها ان الله هو الخالق المحيي المميت

قال تعالى ( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) )

2- توحيد الألوهيه : وهو أن لا يعبد إلا الله وحده

قال تعالى ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ )

3- توحيد الاسماء والصفات :هو أن توحد الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى

قال تعالى : { وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

واضيف أن اول من قسم التوحيد إلي هده الاقسام هو الله في محكم التنزيل حين قال

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } .

وهنا تقسيم بديع من رب العالمين

1- توحيد الربوبة حين قال : ( إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ )

2- توحيد الألوهية حين قال : ( قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
ولمن لا يعلم أنما الشمس في فعلها من شروق وغروب إنما هو سجود لله جل وعلى وعبودية له وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا حين قال

عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غربت الشمس : " أين تذهب ؟ " . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد ولا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها ويقال لها : ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى " ( والشمس تجري لمستقر لها )
قال : " مستقرها تحت العرش " . متفق عليه

3- توحيد الاسماء والصفات : وهو حين فرق الله فذكر لكل معنى أسمه الدال عليه

ومن هنا يظهر لك ان هذا التقسيم جاء من رب العزة

محمد رافع 52
08-11-2011, 11:38 PM
جزاك الله خيرا
نفع الله بك
أحسن الله إليك
مسكنا الله وإياك بتوحيده
اسمح لي بهذه الزيادة:
- توحيد الألوهية (توحيد العبادة):
- "هو إفراد الله عز وجل بالعبادة من الصلاة والصيام والصدقة والخوف والرجاء والتوكل...".
- معنى العبادة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله:"العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة"؛ كالدعاء والصلاة والحج والخوف والتوكل....إلخ
- أدلته:
أ) دليل العقل:
قال الله عز وجل:"ضَرَبَ اْللهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
وقال تقدس اسمه:"وَضَرَبَ اْللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
ب) دليل النقل والشرع:
وقال سبحانه:"وَمَا أَرْسَلَنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ".
وقال سبحانه:"فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ".
وقال جل وعلا:"فَلَا تَدْعُ مَعَ اْللهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ".
- أركانه:
أ)إفرادالله بالمحبة والتعظيم والتألُّه.
ب)إفراداللهبالطاعة والانقياد والتسليم.
- قال شيخ الإسلام ابن القيم- رحمه الله:
فلواحدٍ كُنْ واحدًا في واحدٍ*** أعني سبيلَ الحقِّ والإيمانِ.
1)توحيد المُراد والإخلاص؛ فلا يكون للعبد مُراد غير مراد الله سبحانه.
2)توحيد الصدق والإرادة؛ وهو بذل الطاقة والجهد في عبادة ربه.
3)توحيد الطريق والمتابعة؛ وهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أهمية هذا التوحيد:
1)هو دعوة الرسل كلهم، وهو معقد النجاة في الدنيا والآخرة.
2)هو شعار الإسلام والذي يميزه عن سائر الديانات التي حرفها أصحابها.
3)القرآن كله مبني على بيان التوحيد وأركانه وحقوقه ونواقضه وجزائه.
- كلمة التوحيد:
(لا إله إلا الله)

بارك الله فيك ورضى عنك
واثابك عنا الجنة ونعيمها
واشكرك على الزيارة والمشاركة القيمة

محمد رافع 52
08-11-2011, 11:51 PM
أركان العبادة



للعبادة أركان ثلاثة :


الأول : الإخلاص : بأن يقصد العبد وجه ربه والدار الآخرة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأةٍ ينحكها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) (1) وترك الإخلاص يبطل العبادة .


الثاني : الصدق : ونريد به الصدق في العزيمة ، بأن يبذل العبد جهده في امتثال أمر الله واجتناب نهيه ، والاستعداد للقائه ،وترك العجز ،وترك التكاسل عن طاعة الله .

الثالث : متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا يعبد الله إلا وفق ما شرعه الله ، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، أمّا أن يعبد الناس ربهم بغير علم فهذه هي البدعة التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وذم فاعلها ، وأخبر أن عمله ضلالة . فقال : " كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار " . وصاحب البدعة عمله مردود عليه غير مقبول منه .
ففي الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية لمسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " . (2)


لا عبادة إلا بهذه الأركان :

فما لم توجد العزيمة الصادقة لا توجد العبادة ، إذ تصبح العبادة تمنيات وآمالاً لا يكاد يهم المرء بفعلها حتى تخبوا إرادته وتنحل . وما لم يوجد الإخلاص ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن العبادة لا يقبلها الله تعالى .

-----------------------------

(1) رواه البخاري ومسلم ، وهو حديث مشهور تغني شهرته عن تخريجه . وانظر كتابنا (( مقاصد المكلفين )) ص : 519 ، فقد ذكرنا فيه طرقه ومخرجيه .
(2) عزاه ابن الأثير في جامع الأصول : 1/289 ، ورقمه : 75 إلى البخاري ومسلم وأبي داود .

محمد رافع 52
08-11-2011, 11:54 PM
تعريف العباد



التوحيد لا يتحقق إلا بأمرين :

الأول : الشهادة لله بالوحدانية في ذاته وصفاته .


الثاني : قصده وإرادته وحده دون سواه في جميع العبادات .

والعبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، فالظاهرة كالتلفظ بالشهادتين والصلاة والصوم ، والباطنة كالإيمان بالله وملائكته والكتب والرسل والخوف والرجاء ....

محمد رافع 52
08-11-2011, 11:58 PM
أين هو الله؟




بعض الديانات الأخرى يعلمون أن "الله موجود في كل مكان". هذا هو في الواقع اسم "وحدة الوجود" وذلك هو عكس نظامنا العقيدة في الإسلام. الله يقول لنا بوضوح أنه ليس هناك أي شيء في أي مكان من الكون مماثل له ، ولا هو مخلوقه.
قال تعالى في القرآن الكريم أنه خلق الكون في ستة أيام ثم استوى على عرشه. و أنه هناك ( مستو على عرشه) ، وسيبقى هناك إلى الأبد.
الله لديه المعرفة الكاملة بحيث يكون قادرا على معرفة كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل في جميع الأماكن في نفس الوقت بالضبط. ونفس الشيء بالنسبة للسمع و البصر. وبالتالي ، فإن معرفته ، وسمعه ، وبصره في كل مكان في آن واحد.
و في هذا الصدد، قال لنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد. كما أوضح أن الله "معنا" عندما نخلص له العبادة وفي أوقات الحاجة. و بطبيعة الحال، هذا لا ينقص من ملكه و قدرته شيئا، فهو غني عن كل خلقه.
القرآن الكريم يعطينا فهما أكثر تفصيلا من حيث مكانه (ومن هو) الله:
(إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين). سورة الأعراف، الآية: 54.
(إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون) سورة يونس، الآية: 3
(الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) سورة الرعد، الآية: 2
(الذي خلق السموات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) سورة الفرقان، الآية: 59
(الله الذي خلق السموات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي و لا شفيع أفلا تتذكرون) سورة السجدة، الآية: 4
(و لقد خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام و ما مسنا من لغوب) سورة ق، الآية: 38
(هو الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و هو معكم أينما كنتم و الله بما تعملون بصير) سورة الحديد، الآية: 4

محمد رافع 52
09-11-2011, 12:01 AM
من أين جاء الله؟



كل من الإنجيل والقرآن يخبرنا أن الله كان موجودا دائما ، وليس هناك وقت لم يكن فيه موجودا. على هذا النحو ، هو أبدي و خالد ، من دون بداية أو نهاية. هو الخالق الوحيد والرزاق لكل ما هو موجود ، ولا أحد سواه ، ولا شريك له. يخبرنا الله عز و جل أنه لم يخلق، و لا يوجد له مثيل أو شبيه ، أو يشبهه أحد من خلقه من أية ناحية. يطلق على نفسه عددا من الأسماء ، و هذه ثلاثة منها:
الأول
الآخر
الصمد
إنه ليس رجلا ، وليس لديه أبناء أو فروع.
فهو ليس ممن خلق هو،ولا يقارن بأحد من خلقه.
هو دائما كان موجودا ، و لم يخلق أبدا ، وهو ليس مثل خلقه ، و لا يوجد أي وجه للتشابه بينه و بين مخلوقاته.

قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله؟ فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ثلاثا.

بالطبع فالله – الإله الحقيقي- يجب أن يكون أبديا ، وليس مخلوقا.

قال الله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم* لا تاخذه سنة و لا نوم* له ما في السموات و ما في الأرض* من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه* يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم* و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض* و لا يؤوده حفظهما و هو العلي العظيم) سورة البقرة، آية الكرسي: 255.
هذه الآية تعطينا بحق وصفا لله عز و جل من دون مقارنة مع خلقه، و لكن كما هو مطلق في جميع صفاته و خصائصه تعالى.
-----------------------

محمد رافع 52
09-11-2011, 12:07 AM
كيف نستطيع أن نثبت وجود الله؟



ملاحظة: "إثبات" أن الله موجود ليس هو هدفنا حقا. نحن مهتمون فقط بتقديم بيانات واضحة تقوم على الحقائق والمنطق ، ومن ثم نسمح للفرد أن يقرر بنفسه ما يحب أن يؤمن به. كان هناك دائما أناس يعتقدون في وجود الله، وكان هناك دائما أناس لا يؤمنون بذلك أبدا. يجب علينا أن ندرك أن هناك من لن يؤمن أبدا مهما قدمنا من براهين و أدلة. و السبب في ذلك هو أن بعض الناس لا يريدون أن يؤمنوا بالخالق أو الرزاق. فهم لا يريدون أن يعتبروا أنه سيأتي يوم يحاسبون فيه على أعمالهم و على رفضهم الاعتراف بخالقهم و ولي نعمتهم. توصلنا إلى فهم أن المسألة بالنسبة إلينا ليست نقل معتقداتنا إليهم، بقدر ما هي بالنسبة إليهم وضع جانبا التحيزات المسبقة ضد الاعتقاد الصحيح. بمعنى: إنها حقا مسألة هداية من الله. فإذا كانوا لا يزالون ينكرون رغم الأدلة و البراهين الواضحة، فهذا ليس بيننا و بينهم، بل بينهم و بين خالقهم. مرة أخرى ليست مهمتها أن نثبت أي شيء لأي كان، فقط يقتصر دورنا على تقديم الحقائق للقراء و ترك المجال لهم ليكونوا فكرهم الخاص.
علينا أن نبدأ بالمنطق البسيط. عندما يكون هناك شيء أمام أعيننا ، فمن الصعب أن ننكره ، أليس كذلك؟ طرح أسئلة منطقية قد يكون مفيدا جدا لعرض قضيتنا. نبدأ بطرح هذا السؤال: "هل تستطيع أن تثبت وجودك؟" نعم ، بالطبع يمكنك. يمكنك ببساطة استخدام حواسك لتحديد ما ترى ، تسمع ، تحس ، تشم، وما تتذوق، ولك أيضا عواطف. كل هذا هو جزء من وجودك. ولكن هذه ليس الكيفية التي ننظر بها إلى الله في الإسلام. يمكننا أن نتفكر في الأشياء التي خلقها، وكيف انه يدبر أمورنا لنعرف أن ليس هناك شك في وجوده.
وهناك طريقة بسيطة ولكنها مقنعة يمكن للجميع فهمها. على سبيل المثال ، إذا قيل لأحدهم ، "اعتبر أن هذه هي المرة الأولى التي تنظر فيها إلى القمر و النجوم في ليلة مقمرة، هل يمكنك إسقاط كوب من الماء على الرصيف وبارتطامه بالأرض، بفعل التماس ، لا ينكسر، ولكن يتجزأ إلى أكواب صغيرة مملوءة بالشاي المثلج؟ بالطبع لا. "
مثال آخر هو أن تنظر في ما يمكن أن يحدث إذا ضرب إعصار مستودع مخلفات واخترق السيارات القديمة... هل سيترك وراءه مرسيدس جميلة سليمة مع محرك مشغل وعدم وجود أجزاء من حولها؟ بالطبع لا.
أو اسأل شخصا عن رد فعله فيما لو أخبره شخص ما عن مطعم للوجبات السريعة يدير نفسه بنفسه دون أي شخص هناك. الطعام يطهى بنفسه، ويذهب من المطبخ إلى الطاولة بمفرده، وعند انتهائنا من الأكل تقفز الأطباق إلى المطبخ لتغسل نفسها. هذا لا يمكن أن يصدقه عاقل.
بعد التأمل في كل ما قيل، كيف يمكننا أن ننظر إلى الكون فوقنا من خلال التلسكوب أو مراقبة الخلايا تحت المجهر ، ومن ثم نعتقد أن كل هذا كان نتيجة "الانفجار الكبير" أو أي حادث؟
(انظر أيضا فى: "القرآن الكريم")
-------------

محمد رافع 52
10-11-2011, 11:20 AM
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQppaIvKWuHZ7sUyoCG_YUiiJLOrtD-_u5ht--KF48VUCExPB_xgQ&t=1

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:06 PM
فالكفار والمشركون أقرّوا بأن الله خالقهم، وخالق السموات والأرض وربهن ورب ما فيهما ورازقهم, لهذا احتج عليهم الرسل بقولهم: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} .
أثر إقرارهم:
ورغم أن الكفرة والمشركين قد أقروا بتوحيد الربوبية لله تعالى، فإن هذا الإقرار لم ينفعهم شيئاً، ولم يخرجهم من كفرهم وشركهم، ولم يصبحوا بهذا الإقرار موحدين لله جل وعلا.
لقد كانوا يوحدون الله تعالى في ربوبيته، وملكه, وقهره، وكانوا يعبدونه ويخضعون له أنواعاً من العبادات وقت الاضطرار، كما يقول تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلاّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} . وكانوا يدّعون أنهم على ملة إبراهيم عليه السلام، فأنزل الله تعالى:{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
بل كان بعضهم يؤمن بالبعث والحساب، وبعضهم يؤمن بالقدر, كما قال زهير:
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر
ليوم حساب أو يعجل فينتقم

وكما قال عنترة:
يا عبل أين من المنية مهرب
إن كان ربي في السماء قضاها

ومع هذا الإيمان، فإن دماءهم وأموالهم فد أبيحت، لإشراكهم في توحيد العبادة الذي هو معنى لا إله إلا الله، ولم ينفعهم إقرارهم بتوحيد الربوبية وحده دون توحيد الله تعالى في عبادته.
ولذلك ما اعترضوا على توحيد الربوبية حين ذكرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان اعتراضهم وإنكارهم وتعجبهم على دعوته لهم إفراد الله تعالى بالعبادة, وذلك فيما حكاه الله جل وعلا عنهم في قوله: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ, أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً؟ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ! وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ, مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاّ اخْتِلاقٌ} .
فكانت النتيجة لاقتصارهم على هذا لإقرار بالربوبية أنه أبيح قتالهم وعدم رفع السيف عنهم حتى يقروا بشهادة أن لا إله إلا الله تلفظاً، وفهم معنىً, وتنفيذ مقتضى, والكفر بما يعبد من دون الله، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي، وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"، وفيما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله", وقد أجمع العلماء على أن من قال (لا إله إلا الله)، ولم يعتقد معناها، ولم يعمل بمقتضاها، يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات.
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفر من كفر من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر رضي الله عنهما لما قاتل مانعي الزكاة: "كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله", فقال أبو بكر رضي الله عنه: "والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه". فقال عمر رضي الله عنه: "فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق". لفظ مسلم.

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:09 PM
فأبو بكر رضي الله عنه فهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد مجرد اللفظ بقول (لا إله إلا الله) باللسان فحسب دون التزام بمعناها وأحكامها. وقد سئل شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله عن قتال التتار مع التمسك بالشهادتين، ولما زعموا من اتباع أصل الإسلام فقال : "كل طائفة ممتنعة من التزام شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم أو غيرهم، فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا ناطقين بالشهادتين وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم مانعي الزكاة وعلى ذلك اتفق العلماء بعدهم. فأيما طائفة ممتنعة عن بعض الصلوات المفروضات أو الصيام, أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، أو الأموال أو الخمر, وأو الميسر أو نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، أو غير ذلك من التزام واجبات الدين أو محرماته التي لا عذر لأحد في جحودها أو تركها، التي يكفر الواحد بجحودها فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرة بها. وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء، وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنزلة البغاة، بل هو خارجون على الإسلام بمنزلة مانعي الزكاة".
أما ما ورد في حديث "أمرت أن أقاتل الناس ..." من قوله: "وحسابهم على الله " أي أن تبارك وتعالى هو الذي يتولى حساب هذا الذي يشهد بلسانه بهذه الشهادة، فإن كان صادقاً جازاه بجنات النعيم، وإن كان منافقاً عذبه العذاب الأليم.
وأما في الدنيا فالحكم على الظاهر، فمن أتي بالتوحيد، ولم يأت بما ينافيه ظاهراً والتزام شرائع الإسلام، وجب الكف عنه.
يخلص من ذلك أن الاقتصار على توحيد الربوبية من باب أولى لا أثر له في عصمة الدم والمال

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:11 PM
http://www.sham24.com/islamyat/islameyat-73-8.jpg

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:14 PM
آية تضمنت توحيد الألوهيه وتوحيد الربوبيه وتوحيد الاسماء والصفات جميعاً:
الآية في سورة مريم وهي الآية رقم 65 :
{رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً}
توحيد الربوبية {رب السموات والأرض وما بينهما}
وتوحيد الألوهية {فاعبده واصطبر لعبادته}
وتوحيد الأسماء والصفات {هل تعلم له سمياً}
سبحان الله

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:16 PM
http://a1.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/150514_146627925386230_146577812057908_211603_6933 481_n.jpg

لا اله الاالله

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:30 PM
ما معنى الصمد ؟

كم مرة ذكر في القرآن الكريم ؟


ما هي فضائله كما علمناالحبيب المصطفي صليالله عليه وسلم ؟



ما من يوم يمر بنا إلا ونقرأ سورة الإخلاص سواء فيأذكار الصباح والمساء


أو في الصلاة أو في الوتر أو غير ذلك,,


إلا أنه يؤسفني أنقليلاً منا من يعرف معني أسمالله الصمد !!!


معناه


ذكر أسم الله تعالي الصمد مرة واحدة في القرآنالكريم في سورةالإخلاص


وهي مكية وعدد أياتها أربعة وتعددت معاني أسم الله الصمدبين السيد والحي القيوم والنور


والذي لا جوف له إلا أن أغلب المفسرين أجتمع علي أنتفسير الأية 2هي


)الله الصمد)مبتدأ وخبرأي المقصود في الحوائج علىالدوام.

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:33 PM
أية الكرسي

( أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم )
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )


لماذا هي سيدة آي القران ؟
هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص.

· وهى أشرف آية في القرآن.

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:35 PM
لماذا سميت أية الكرسي ؟


الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك.



· وهى الدالة على الألوهية المطلقة .



· رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم)

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:38 PM
( الله )



هو اسم الذات العليا ويقال أنه الاسم الأعظم.
وكل الأسماء تابعه إليه على سبيل الوصف ( ولله الأسماء الحسنى

)
اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه.



( لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ )



هي شهادة منا بالتوحيد الخالص ومحلها القلب.
ولقد أرسل الله جميع الأنبياء عليهم السلام برسالة التوحيد.
جاء النفي في الأول حتى نتخلى عن الكفر والشرك وننظف قلبنا من جميع الآفات لكي توضع كلمة الله

على أساس صحيح طاهر خالي من الدنس.

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:39 PM
http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/29764_110789278962558_108838612490958_59973_630740 1_n.jpg

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:44 PM
http://1.bp.blogspot.com/-dJ7oeixtQ4Y/TVllvtJvDYI/AAAAAAAAAH8/RPPGLa-6u8k/s320/tt_al2ekhlas.jpg (http://1.bp.blogspot.com/-dJ7oeixtQ4Y/TVllvtJvDYI/AAAAAAAAAH8/RPPGLa-6u8k/s1600/tt_al2ekhlas.jpg)

محمد رافع 52
12-11-2011, 06:46 PM
ووجهُ كونها مشتملةً على أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد
الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، أما توحيد الألوهية ففي
قوله "قل هو الله أحد" فهو الله يعني هو الإله المعبود حقاً الذي لا يستحق
أن يعبد أحد سواه فهذا هو توحيد الألوهية، و أما توحيد الربوبية والأسماء
والصفات ففي قوله "الله الصمد"، فإنّ قوله "الله الصمد" معناه الكامل في
صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته، فكماله في الصفات هو ما يتعلق بتوحيد
الأسماء والصفات وافتقار مخلوقاته كلها إليه، وصمودها إليه يدل على أنه هو
الرب الذي يُقصَد لدفع الشدائد والمكروهات وحصول المطالب والحاجات. وفي
قوله" أحد" توحيدٌ في الأمور الثلاثة، لأنه وحده سبحانه وتعالى هو المتصِف
بذلك الألوهية وبالصمدية سبحانه وتعالى. وفي قوله "لم يلد ولم يولد" رد على
النصارى الذين قالوا إن المسيح ابن الله وعلى اليهود الذين قالوا إن عزير
ابن الله وعلى المشركين الذين قالوا إن الملائكة بنات الله، وهو سبحانه
وتعالى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، و إنما قال "لم يكن له كفوا
أحد" لكمال صفاته، لا أحد يكافؤه أو يماثله أو يساويه

محمد رافع 52
13-11-2011, 10:55 PM
مقتضى كلمة التوحيد لا إله إلا الله
يلاحظ جهل كثير من المحسوبين على الأمة الإسلامية بمعنى لا إله إلا الله وقد ترتب على ذلك الوقوع فيما ينافيها ويضادها أو ينقصها من الأقوال والأعمال فما معنى لا إله إلا الله؟ وما مقتضاها؟ وما شروطها؟




لا شك أن هذه الكلمة وهي: (لا إله إلا الله) هي أساس الدين، وهي الركن الأول من أركان الإسلام، مع شهادة أن محمدا رسول الله، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم لما بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن، قال له: ((إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم)) الحديث متفق عليه، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله: لا معبود حق إلا الله، وهي تنفي الإلهية بحق عن غير الله سبحانه، وتثبتها بالحق لله وحده، كما قال الله عز وجل في سورة الحج: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[1] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn1)، وقال سبحانه في سورة المؤمنين: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[2] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn2)، وقال عز وجل في سورة البقرة: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[3] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn3)، وقال في سورة البينة: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[4] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn4)، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهذه الكلمة العظيمة لا تنفع قائلها ولا تخرجه من دائرة الشرك إلا إذا عرف معناها وعمل به وصدق به. وقد كان المنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار لأنهم لم يؤمنوا بها ولم يعملوا بها. وهكذا اليهود تقولها وهم من أكفر الناس - لعدم إيمانهم بها - وهكذا عباد القبور والأولياء من كفار هذه الأمة يقولونها وهم يخالفونها بأقوالهم وأفعالهم وعقيدتهم، فلا تنفعهم ولا يكونون بقولها مسلمين؛ لأنهم ناقضوها بأقوالهم وأعمالهم وعقائدهم.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن شروطها ثمانية جمعها في بيتين فقال: علم يقين وإخلاص وصدقك -- مع محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما -- سوى الإله من الأشياء قد أُلها
وهذان البيتان قد استوفيا جميع شروطها:
الأول: العلم بمعناها المنافي للجهل وتقدم أن معناها لا معبود بحق إلا الله فجميع الآلهة التي يعبدها الناس سوى الله سبحانه كلها باطلة.
الثاني: اليقين المنافي للشك فلابد في حق قائلها أن يكون على يقين بأن الله سبحانه هو المعبود بالحق.
الثالث: الإخلاص وذلك بأن يخلص العبد لربه سبحانه وهو الله عز وجل جميع العبادات، فإذا صرف منها شيئا لغير الله من نبي أو ولي أو ملك أو صنم أو جني أو غيرها فقد أشرك بالله ونقض هذا الشرط وهو شرط الإخلاص.
الرابع: الصدق ومعناه أن يقولها وهو صادق في ذلك، يطابق قلبه لسانه، ولسانه قلبه، فإن قالها باللسان فقط وقلبه لم يؤمن بمعناها فإنها لا تنفعه، ويكون بذلك كافرا كسائر المنافقين.
الخامس: المحبة، ومعناها أن يحب الله عز وجل، فإن قالها وهو لا يحب الله صار كافرا لم يدخل في الإسلام كالمنافقين، ومن أدلة ذلك قوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[5] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn5) الآية، وقوله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ[6] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn6)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
السادس: الانقياد لما دلت عليه من المعنى، ومعناه أن يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ويؤمن بها، ويعتقد أنها الحق. فإن قالها ولم يعبد الله وحده، ولم ينقد لشريعته بل استكبر عن ذلك، فإنه لا يكون مسلما كإبليس وأمثاله.
السابع: القبول لما دلت عليه، ومعناه: أن يقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه وأن يلتزم بذلك ويرضى به.
الثامن: الكفر بما يعبد من دون الله، ومعناه أن يتبرأ من عبادة غير الله ويعتقد أنها باطلة، كما قال الله سبحانه: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[7] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn7).
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله))، وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه)) أخرجهما مسلم في صحيحه.
فالواجب على جميع المسلمين أن يحققوا هذه الكلمة بمراعاة هذه الشروط، ومتى وجد من المسلم معناها والاستقامة عليه فهو مسلم حرام الدم والمال، وإن لم يعرف تفاصيل هذه الشروط لأن المقصود وهو العلم بالحق والعمل به وإن لم يعرف المؤمن تفاصيل الشروط المطلوبة.
والطاغوت هو كل ما عبد من دون الله كما قال الله عز وجل: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا[8] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn8) الآية. وقال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[9] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn9)، ومن كان لا يرضى بذلك من المعبودين من دون الله كالأنبياء والصالحين والملائكة فإنهم ليسوا بطواغيت، وإنما الطاغوت هو الشيطان الذي دعا إلى عبادتهم وزينها للناس نسأل الله لنا وللمسلمين العافية من كل سوء، وأما الفرق بين الأعمال التي تنافي هذه الكلمة وهي: (لا إله إلا الله)، والتي تنافي كمالها الواجب، فهو: أن كل عمل أو قول أو اعتقاد يوقع صاحبه في الشرك الأكبر فهو ينافيها بالكلية ويضادها. كدعاء الأموات والملائكة والأصنام والأشجار والأحجار والنجوم ونحو ذلك، وال*** لهم والنذر والسجود لهم وغير ذلك.
فهذا كله ينافي التوحيد بالكلية، ويضاد هذه الكلمة ويبطلها وهي: (لا إله إلا الله)، ومن ذلك استحلال ما حرم الله من المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة والإجماع كالزنا وشرب المسكر وعقوق الوالدين والربا ونحو ذلك، ومن ذلك أيضا جحد ما أوجب الله من الأقوال والأعمال المعلومة من الدين بالضرورة والإجماع كوجوب الصلوات الخمس والزكاة وصوم رمضان وبر الوالدين والنطق بالشهادتين ونحو ذلك.
أما الأقوال والأعمال والاعتقادات التي تضعف التوحيد والإيمان وتنافي كماله الواجب فهي كثيرة ومنها: الشرك الأصغر كالرياء والحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشاء فلان، أو هذا من الله ومن فلان ونحو ذلك، وهكذا جميع المعاصي كلها تضعف التوحيد والإيمان وتنافي كماله الواجب، فالواجب الحذر من جميع ما ينافي التوحيد والإيمان أو ينقص ثوابه، والإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. والأدلة على ذلك كثيرة أوضحها أهل العلم في كتب العقيدة وكتب التفسير والحديث فمن أرادها وجدها والحمد لله، ومن ذلك قول الله تعال: وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ[10] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn10)، وقوله سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[11] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn11)، وقوله سبحانه: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى[12] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftn12)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.


[1] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref1) سورة الحج الآية 62.
[2] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref2) سورة المؤمنون الآية 117.
[3] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref3) سورة البقرة الآية 163.
[4] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref4) سورة البينة الآية 5.
[5] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref5) سورة آل عمران الآية 31.
[6] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref6) سورة البقرة الآية 165.
[7] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref7) سورة البقرة الآية 256.
[8] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref8) سورة البقرة الآية 256.
[9] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref9) سورة النحل الآية 36.
[10] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref10) سورة التوبة الآية 124.
[11] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref11) سورة الأنفال الآية 2.
[12] (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/156#_ftnref12) سورة مريم الآية 76.

محمد رافع 52
13-11-2011, 11:01 PM
شروط كلمة التوحيد
شروط كلمة التوحيد (العلم – اليقين – القبول – الانقياد – الصدق - المحبة – الاخلاص)
-إن لكل شيء حقيقة ولكل كلمة معنى ، فينبغي عليك أولا أن تعلم معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله . . تعلم ذلك يقينا منافيا للجهل ، إذ يراد بها نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها لله وحده ، ولذلك قال سبحانه: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif فاعلم أنه لا إله إلا الله http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif،وقال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: (( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)).
2-ويكتمل هذا الشرط بشرط آخر هو اليقين الذي ينافي الشك ، ومعنى ذلك أن تستيقن يقينا جازما لا يداخله أي شك أو تردد بمدلول كلمة التوحيد ، لأنها لا تقبل شكا ولا ارتيابا ولا ظنا، فقد جعل الله تعالى هذا اليقين علامة على الإيمان فقال: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif.
3-وإذا علمت وتيقنت فينبغي أن يكون لهذا العلم أثره ، فيدفعك إلى القبول لما تقتضيه هذه الكلمة وتطلبه منك بالقلب واللسان، فمن رد هذه الكلمة ولم يقبلها كبرا أو حسدا فإنه يكون كافرا ، فقد قال الله تعالى عن الكفار: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif. أما المؤمنون الذين قبلوها فلهم النجاة عند الله وعداً منه ولا يخلف الله وعده: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif.
4-والشرط الرابع : الانقياد لما تطلبه منا من الطاعة والالتزام انقيادا تاما ، وذلك هو المحل الحقيقي والمظهر العمل للإيمان ، ويحصل هذا يا أخي المسلم بأن يعمل بما فرضه الله عليك وأن تترك ما حرمه الله تعالى عليك ، وعندئذ يتحقق الإيمان ، فقد أقسم الله تعالى بذلك فقال http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif فلا وربك . . .http://www.alminbar.net/images/end-icon.gifوقال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: (( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )).
5-والشرط الخامس : أن يقولها الإنسان صادقا من قلبه ، ليبتعد بذلك عن الكذب والنفاق ، فإن المنافقين يقولونها بألسنتهم ولا يطابق هذا ما في قلوبهم: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif. وفي الصحيحين من حديث معاذ : ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار )).
6-وأما الشرط السادس فهو المحبة ، بأن يحب المرء هذه الكلمة والعمل بمقتضاها ، ويحب أهلها المطيعين بها والعاملين بها ، ومن أحب شيئا من دون الله فقد جعله ندا لله وشريكا: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif. ومتى استقرت هذه الكلمة عقيدة في القلب فإنه لا يعدلها شيء فقد قال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )). ولو رجعنا إلى تاريخ الصحابة وحياتهم لوجدنا أروع الأمثلة على ذلك ، أبو بكر في دفاعه عن رسول الله ، وعلي في فدائه للرسول ، وخبيب بن عدي ، حتى قال أبو سفيان : ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدا محمدا .
7-وتلك الشروط كلها لا تنفع وحدها ما لم يتحقق سبب القبول عند الله تعالى وهو الإخلاص لله تعالى أي صدق التوجه إلى الله تعالى وتصفية القلب والعمل بصالح النية عن كل شائبة من شوائب الشرك وألوانه ، وقد تواردت الآيات في ذلك، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif فمن كان يرجو لقاء ربه http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif.
وفي الحديث عن عتبان بن مالك عن النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل )).
فاحرص يا أخي المسلم : على كلمة التوحيد بشروطها تلك ، واحذر من كل ما ينافيها ، فإن ما ينافيها يوقع في الشرك قد يكون أخف من دبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء وقولوا : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلمه.

د.عبدالله محمود
14-11-2011, 05:36 PM
مجهودكم رائع
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم

محمد رافع 52
14-11-2011, 11:06 PM
مجهودكم رائع
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم
اشكرك اخى الكريم
بارك الله فيك ورضى عنك

Observer
21-11-2011, 07:56 PM
جزاك الله خيراً
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

محمد رافع 52
21-11-2011, 08:37 PM
جزاك الله خيراً
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم صلى وسلم وبارك على محمد
بارك الله فيك

محمد رافع 52
25-11-2011, 01:33 AM
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQrMfRt3izpWGkj7DrwfsYsnfmz1CXdA jgkUZXXKEKha5zhAaKz4jb2SK6y

http://img10.hostingpics.net/pics/6557274_malk_www.ward2u.com.gif (http://img10.hostingpics.net/pics/6557274_malk_www.ward2u.com.gif)

محمد رافع 52
25-11-2011, 01:40 AM
http://www.saawa.com/vb/saawa/up/24940.gif

محمد رافع 52
25-11-2011, 01:43 AM
( آثار التوحيد في حياة الفرد ) (http://www.thanwya.com/vb/#154054)جزء من محاضرة : ( أثر التوحيد (http://www.thanwya.com/vb/#154054) ) للشيخ : ( عبد الرحمن صالح المحمود (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=lecview&sid=127) )
(http://www.thanwya.com/vb/#154054)



آثار التوحيد في حياة الفرد




طمأنينة قلب العبد وراحته




وبعد هذه المقدمات ننتقل إلى أثر التوحيد، ونقسم هذا الأثر إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول منها: أثره على الفرد: وأعظم أثر للتوحيد على الإنسان هو طمأنينة القلب، فهو طمأنينة القلب وغذاء الروح في هذه الحياة، ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن القيم (http://www.thanwya.com/vb/#154054) رحمه الله تعالى: وحقيقة المرء قلبه وروحه، ولا صلاح له إلا بتوحيد ربه وعبادته وخوفه ورجائه، وفي ذلك أعظم لذة المرء وسعادته ونعيمه؛ إذ ليس في الكائنات شيء غير الله عز وجل يسكن القلب إليه، ويطمئن به، ويأنس به، ويتنعم بالتوجه إليه، فنفس الإيمان به ومحبته وعبادته وإجلاله وذكره هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه، كما دلت عليه السنة والقرآن وشهدت به الفطرة. نعم والله، إن كل ما يتعلق براحة النفس وطمأنينة القلب وسعادة المرء وقوته وثباته وصلاح حاله، لا يمكن أن يتم إلا بأن ترتبط هذه الأمور كلها بـ (لا إله إلا الله)، وبالعبودية الحقة لله الواحد القهار، ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر بن العاص (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000069&spid=127) رضي الله عنهما: (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) رواه الحاكم (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000066&spid=127) ، وحسنه الهيثمي (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000244&spid=127) في مجمع الزائد، وذكره الألباني (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000232&spid=127) في الصحيحة برقم خمسة وثمانين وخمسمائةٍ وألف. أيها الأخ المسلم! لا ملجأ من الله إلا إليه، فطمأنينة القلب لا تكون إلا بالله، وضعف الإيمان يولد عند الإنسان ضيق الصدر، وكيف ينجو من ضيق الصدر؟ لا ينجو من ضيق الصدر إلا بالتعلق بالله سبحانه وتعالى، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000384&spid=127) عن العباس بن عبد المطلب (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000082&spid=127) رضي الله عنه: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً) نعم -والله- ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، وهل يمكن أن يذاق طعم الإيمان بغير ذلك من الدنيا بشهواتها وبملذاتها؟ لا والله، لا يمكن أن يذوق الإنسان ذلك الطعم الحقيقي إلا بهذا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في حديث أنس (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000029&spid=127) : (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) متفق عليه. وانظر كيف ارتبطت هذه الأمور كلها بالحب، فيكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ويحب المرء لا لأي شيء إلا لله، ويكره الكفر والكافرين، ويخاف من أن يقع في الكفر كما يخاف من أن يقذف في النار، وذاك لا ينشأ إلا من تحقيق كلمة التوحيد، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل ذلك. ولهذا كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يرون الدنيا تموج بأهلها وشهواتهم، فذاك متعلق بسلطانه، وهذا منقبض على شهواته، وذاك يبحث عن تجارته وأمواله، وهذا يبحث عن الشرف والشهرة، لكن أهل الإيمان قد سكنت وركنت نفوسهم إلى الواحد الديان فتعلقوا به تبارك وتعالى، فعبروا عبارات تدل على الطمأنينة النفسية في قلوبهم، يقول فضيل بن عياض (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000261&spid=127) رحمه الله تعالى: إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربي، وإذا طلعت حزنت لدخول الناس علي. يفرح بالخلوة ويحزن بدخول الناس عليه، لأنه يجد لذته في الخلوة أعظم من لذته وهو عند الناس. ويقول أحدهم: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا. وقال بعضهم: ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملق في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (وركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها). تعالوا إلى الميزان، إذ الركعتان تؤديهما لله وحده لا شريك له، تغرسان في قلبك إيماناً ولذة وسعادة لا يمكن أن تحصل عليها بالملايين، ولا يمكن أن يحصلها الملك، ولا يمكن أن يحصلها الشرف، ولا يمكن أن تحصلها السيارات الفارهة، ولا القصور الضخمة ولا تحصلها إلا ركعتان عبادة لله الواحد القهار. ولهذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000002&spid=127) رضي الله عنه وأرضاه: لولا ثلاث ما أحببت الحياة، ولأحببت أن أنتقل إلى لقاء ربي. ما هي هذه الثلاث؟ قال: (لولا أنني أحمل في سبيل الله)، يعني الجهاد في سبيل الله، فهذه الأولى. قال: (وأضع جبهتي على الأرض). أي: الصلاة. فهو يفرح بكل صلاة تحضر، يرتاح ويلتذ بها، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول: (أرحنا بالصلاة يا بلال (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000011&spid=127)) . وأما الثالثة فقال: (ومجالسة أقوام يلتقطون أطايب الكلام كما يلتقط أطايب الثمر)، أي مجالسة أهل العلم الذين يقربون العبد من الله سبحانه وتعالى. فهذا هو الأثر الأول.

محمد رافع 52
25-11-2011, 01:49 AM
بيان معنى التوحيد المطلوب من العبد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فلا شك أن الدروس التي تنظم عدداً من الجمل في قضية مهمة مثل قضية التوحيد؛ لا شك أنها دروس لها أهميتها بالنسبة لنا وبالنسبة للمسلمين جميعاً، ومن هنا فإن الدرس التالي سنعرض فيه إن شاء الله تعالى لأثر التوحيد. وأحب في مقدمة هذا الدرس أن أبين عدة أمور: أولها: أن التوحيد الذي نتحدث عن أثره هو ذلك التوحيد الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت به الرسل من قبله، وسلك أتباعهم رضوان الله عليهم منهاجهم، وعلى رأس أتباع الرسل صحابة محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم فهموا حقيقة التوحيد، وطبقوها في حياتهم كلها، ومن ثم كان لذلك التوحيد أثر عظيم في نفوسهم وفي حياتهم، بل وفي البشرية كلها، لهذا فإن التوحيد الذي نقصده هو التوحيد على منهاج السلف الصالح رحمهم الله تعالى. فهو -أولاً- يقوم على أسس التوحيد الكبرى، توحيد الربوبية المقتضي للإيمان والإقرار بأنه لا خالق ولا موجد ولا رازق ولا مدبر لهذا الكون إلا هو تبارك وتعالى، فله الخلق، وهو سبحانه وتعالى بيده الرزق، وإليه يرجع الأمر كله، كما قال تعالى: (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ )[هود:123]، أما البشر فلا يملكون من أمورهم شيئاً، فضلاً عن أن يملكوا من أمور غيرهم شيئاً، إذاً: هو توحيد يقوم أولاً على الربوبية. ويقوم ثانياً على توحيد الأسماء والصفات بإثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه الأسماء والصفات فيها تعريف وإخبار ووصف للواحد القهار، نتعرف من خلالها على ربنا سبحانه وتعالى؛ لأننا في هذه الدنيا إنما نؤمن بالله وهو غيب، بل هو أعظم الغيب؛ لأننا لم نره ولن نراه في الدنيا، وإنما تكون رؤيته يوم القيامة لأهل الجنة، فأسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين الفضل والرؤية لله سبحانه وتعالى. لكن نعرف ربنا بأسمائه وصفاته، فنعلم أنه على العرش استوى، وأنه في العلو فوقنا، وأنه مطلع علينا عليم بنا، وأنه قريب منا، وأنه سبحانه وتعالى هو العزيز الحكيم، وهو الغفور الرحيم، وهو شديد العقاب، وهو المتكبر الجبار، وهو السلام المؤمن المهيمن، فهو سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العليا، نثبت كل ما ثبت في كتاب الله وما صح في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك. ثم -أيضاً- هو توحيد يقوم على النوع الثالث الأساسي من التوحيد، وهو توحيد الإلهية الذي بعث الله به رسله جميعاً عليهم الصلاة والسلام، أنه لا إله إلا الله، هذه هي كلمة التوحيد، وهي رأس الأمر، وهي التي قامت عليها السماوات والأرض، بها دعا كل نبي ، فكان يأتي إلى قومه المشركين يقول لهم: (ا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )[الأعراف:59]، يا قوم قولوا لا إله إلا الله. وهذه الكلمة العظيمة هي الكلمة التي ثقلت في السماوات والأرض، وهي الكلمة التي رجحت بالسماوات والأرض حين وضعت في كفة ولا إله إلا الله في كفة، فرجحت بهن لا إله إلا الله. إذاً: هي كلمة التوحيد التي تجعل العبد يتوجه بقلبه في جميع أموره للواحد القهار، يعبده ويدعوه، ويتوجه إليه بجميع أنواع العبادة مخلصاً له سبحانه وتعالى، فهو سبحانه هو الذي يحب، وهو الذي يُرجى، وهو الذي يُدعى، وهو الذي يتوكل عليه وحده، وهو الذي ي*** له وينذر له وحده، وهو الذي يستغاث به في الشدائد ولا يستغاث بغيره. هذا هو التوحيد، توحيد ينظم العبد في جميع أموره ويربطه بالواحد القهار، فيؤمن به تصديقاً، ويتوجه بقلبه وأعمال جوارحه إليه عبادة وعملاً وطاعة. ثم أيضاً هو توحيد تنبثق منه طاعة لله سبحانه وتعالى؛ لأن العبادة هي ذل وخضوع للواحد القهار، والذل والخضوع لله تبارك وتعالى لا يمكن أن يتم إلا بالطاعة التامة لله وحده لا شريك له، وتكون طاعته تبارك وتعالى بامتثال شرعه، بأن لا يعبد العبد ربه ولا يطبق في شأن من شئون حياته إلا على مقتضى ما شرعه ربه تبارك وتعالى في كتابه العزيز وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وبذلك تكون حياة الموحد من أولها إلى آخرها، في عباداته، وفي معاملاته، وفي أخلاقه، وفي تعامله مع أعدائه، وفي أوضاعه الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والدولية، وكل شأن من شئون الحياة؛ تكون كلها منبثقة من هذا التوحيد العظيم القائم على كلمة التوحيد (لا إله إلا الله). ولهذا فإن هذا التوحيد ينبثق أول ما ينبثق من إيمان قلبي يستقر في النفس المؤمنة استقراراً مكيناً، فيتحول هذا الإيمان وتلك الأعمال القلبية إلى أعمال الجوارح، ولهذا فإن هذه العبادة تقوم على ثلاثة أسس: الحب لله وحده، والخوف من الله وحده، والرجاء لله وحده. حب وخوف ورجاء، شبهت بالطائر، فالحب هو الرأس، والخوف هو الجناح الأيمن، والرجاء هو الجناح الأيسر، ويطير الطائر محلقاً في السماء، وكذلك يسير القلب محلقاً إلى ربه سبحانه وتعالى عابداً له خاضعاً له خائفاً منه راجياً، فيتعوذ به منهم ويتعوذ بمعافاته من عقوبته، ويتعوذ برضاه من سخطه، فلا ملجأ منه إلا إليه، يفر من الله ومن العقوبات ويلجأ إلى الله معلناً التوبة منيباً بالطاعات، هذا هو العبد بينه وبين ربه تبارك وتعالى.

محمد رافع 52
25-11-2011, 01:53 AM
أهمية التوحيد ومثاله في قلب المؤمن
بعد أن بينا ما هو التوحيد الذي نقصده نقول ثانياً: إن حديثنا عن أثر التوحيد لا ينبغي أن يفهم منه أن التوحيد قضية من القضايا الصغيرة أو مسألة من المسائل، فنحن نتحدث عن أثرها كما نتحدث عن أثر أمر من الأمور ونبحثه، لا والله، فإن التوحيد الذي نتحدث عنه وعن أثره هو الحياة من أولها إلى آخرها، بل هو الحياة التي تشمل الدنيا والآخرة. ونقول ثالثاً: إن التوحيد هو أساس الإيمان، ولذلك فإن الناس يتفاوتون في هذا التوحيد، فإيمانهم وتصديقهم وعملهم وغير ذلك يتفاوتون فيه، وعلى قدر إيمانهم وتصديقهم يتفاوت أثر هذا التوحيد. ثم نقول أيضاً: إن أثر هذا التوحيد شامل للفرد والجماعة، بل هو شامل للعالم أجمع، شامل لجميع حاجات النفس وأوضاعها الداخلية والخارجية، وهو أيضاً لا يقتصر أثره على الدنيا وإنما يمتد طويلاً ليشمل الحياة الآخرة (وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ) [العنكبوت:64]. ثم أقول أيضاً: أيها الأخ! إن الله سبحانه وتعالى شبه غرس حقيقة التوحيد في القلوب بشجرة طيبة، فقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )[إبراهيم:24-25]، فالإيمان والتوحيد هو القائم على كلمة (لا إله إلا الله)، فقد قيل في تفسير قوله: (كشجرة طيبها أصلها ثابت وفرعها في السماء): إن هذه الكلمة الطيبة هي (لا إله إلا الله)، فهي أولاً تثمر هذه الكلمة الطيبة، وأعظم ثمراتها العمل الصالح، كما تثمر الشجرة الطيبة. ثم بعد ذلك هذه الكلمة الطيبة أصيلة (أصلها ثابت)، بمعنى أنها ليست كلمة تقال باللسان، بحيث ينطقها الإنسان ولا يوقن بها ولا يقوم بأركانها وشرائطها، ولكنها كلمة مؤصلة مغروسة في تخوم الأرض، وكذلك أيضاً هذه الكلمة مغروسة في تخوم قلب العبد المؤمن، ثم بعد ذلك هي سامقة مرتفعة في السماء، يعتز صاحبها بالانتساب إليها، لا يهون ولا يلين، ولا يحس بأي ضعة أو نقص أو غير ذلك، وهو يقول صارخاً أمام العالم أجمع: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولهذا فإن تشبيهها بتلك الشجرة يبين لنا أمرين مهمين لا بد أن يتدبرهما المؤمن: أولهما: أن الشجرة المغروسة لا بد من تعهدها بالسقي، وكذلك أيضاً هذه الكلمة الطيبة لا بد من تعهدها بالسقي، وسقيها إنما يكون بالإيمان والعمل الصالح والقرب من الله تعالى، فهي كلمة تحتاج من المؤمن إلى سقي دائم وإلى مراعاة. ثانيهما: أن هذه الشجرة يخالطها أنواع من النبات الغريب فيفسدها، فلا بد من تنقية الشجرة، وكذلك (لا إله إلا الله) تخالطها أنواع من الشركيات، يخالطها الرياء، ويخالطها التعلق بغير الله في بعض الأمور، ويخالطها نقص التوكل، ويخالطها التطير أحياناً، فلا بد من أن يتعهدها المؤمن تعهداً عظيماً حتى يكون ممن سلمت كلمة التوحيد عنده وصار ممن يعتقدها ويؤمن بها، فلم يخالطها شرك أكبر ولا أصغر.

محمد رافع 52
25-11-2011, 01:55 AM
آثار التوحيد في حياة الأمة


استقلال الأمة

أيها الأخ المسلم! أقول في القسم الثاني: إن أثر هذه العقيدة لا يقتصر على الفرد، وإنما يتعداه إلى الجماعة والأمة، ولن نعرض لجميع القضايا المتعلقة بذلك ولكن نشير إلى لمحات، فنقول: أولاً: استقلال الأمة لا يتم إلا باستقلالها في توحيدها وعقيدتها، فالأمة التي لا تستقل بعقيدتها وما ينبثق من عقيدتها من شريعة لا يمكن أن تستقل أبداً. إن الأمة التي لا تعتصم بتوحيدها وعقيدتها تعيش حياة التبعية لغيرها، وهذه تجارب التاريخ أمام أعيننا مثل الشمس، كان العرب تابعين إما للفرس وإما للروم، وكانت التبعية حقيقية، وكانوا يرفعون كثيراً من خلافاتهم القبلية إلى أولئك ليحكموا بينهم ويصلحوا بينهم، فلما جاء الله بعقيدة التوحيد وأرسل بها رسوله صلى الله عليه وسلم، وآمن بها أولئك الصحب الكرام، ونشأت دولة الإسلام في المدينة، فحررت واستقلت عن جميع أمم الأرض. نعم والله، استقلت حتى من أهل الكتاب وهم في قلب جزيرة العرب، من اليهود أصحاب التراث الضخم الكبير في ذلك الوقت، وتحرروا من النصارى في نجران وفي بلاد الروم، وتحرروا من الجاهلية والوثنية، وتحرروا من أمم الأرض واستقلوا، والاستقلال للأمة لا يتم إلا بأن تغرس هذه العقيدة في هذه الأمة بشتى الوسائل التي تجعل الناس صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم على مختلف مسئولياتهم عبيداً لله الواحد القهار لا عبيداً لغيره، وهذا هو الاستقلال الحقيقي.

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:05 AM
الأمن العام للأمة

الأثر الثاني: الأمن: يقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )[الأنعام:82]، ولما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يا رسول الله! وأينا لم يظلم نفسه؟ فأخبرهم صلى الله عليه وسلم بإن الظلم هنا هو الشرك، مذكراً إياهم بقول العبد الصالح لقمان:( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )[لقمان:13]. إذاً فالآية (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )[الأنعام:82]؛ هذا الأمن يبدأ من أمن الفرد وينتقل إلى أمن الأمة. وهنا أقف وقفة مع هذه القضية؛ فإنها قضية مهمة جداً: كانت قريش تعيش حياة الرعب، فلما جاء أبرهة (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000258&spid=127) لهدم الكعبة فرت قريش إلى الجبال، وفتحت الطريق أمام عدوها، بغير عقيدة يفتحون الطريق لأعدائهم أن يغزوا بلدانهم! هربت قريش إلى الجبال وتركت الأمر، فمن الذي أنقذ البيت الحرام؟ أنقذه الله سبحانه وتعالى، وذلك بأن أرسل عليهم طيراً أبابيل (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ )[الفيل:4]، فكانت تلك الحادثة العظمى إرهاصاً لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تحولت مكة إلى بلد آمن؛ لأن جميع القبائل لما سمعوا بقصة ذلك الجيش العرمرم وكيف أن الله أهلكه و***ه شر ***ةٍ صار الواحد منهم يقول: هذا البيت له قدسيته، وهذه الطائفة وهذه القبيلة لأنها تحمي البيت لها مكانتها، فصارت القبائل لا تفكر أبداً بأن تغزو قريشاً ولا أن تنالهم بأذى، ولهذا قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ )[الفيل:1-5]. فبعد هذه السورة قوله تعالى: (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ )[قريش:1-4]، فتحولت قريش إلى أمان، نعمة من الله سبحانه وتعالى. فانظر أيها الأخ المسلم! إلى الانتكاسة الفكرية كيف تكون، فحين كانت قريش في أمنها سعيدة وهي على شركها وعلى طغيانها، إذا بمحمد صلى الله عليه وسلم يبعثه الله ويرسله صادعاً بالحق يقول لقريش: قولوا لا إله إلا الله. فماذا صنعت قريش؟ هل استجابت أو أبت؟ رفضت أن تستجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس غريباً هذا، وإنما الغريب أنها عللت عدم استجابتها بتعليل عجيب، فماذا قالوا؟ يقول الله تعالى عن قريش: (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا )[القصص:57] يعني: يا محمد! إن نؤمن بك تهجم علينا القبائل، ويعادوننا ويحاربوننا ويغزون بلادنا ونحن نعيش في أمان، فإن اتبعناك فإن الأمم الكافرة وغيرها تغزونا. (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا )[القصص:57]، فماذا كان الجواب؟ (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ )[القصص:57]، أي: كيف تقولون: (نتخطف من أرضنا) والله هو الذي أعطاكم الأمان؟! فمن أين جاءكم الأمان؟ من الله، وهذا رسول الله، فما جاء به لن يزيد أمانكم إلا أماناً. وفي زمننا هذا يقول كثيرٌ من الناس: إذا تمسكنا بديننا، وإذا أعلنا الولاء والبراء، وإذا طبقنا شريعتنا؛ حاربتنا الأمم وغزونا وتسلط علينا الكفار وصاروا يحاربوننا ويقاتلوننا ويريدون أن يغزوا بلادنا .. إلخ. وهي كلمة قريش (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا )[القصص:57]. أيها الأخ المسلم! إن هذه دعوة غير صحيحة، فعقيدة التوحيد هي التي تغرس الأمان من الداخل للأمة كلها، وهي التي تغرس الأمان بإظهار وإبراز الرعب بالنسبة للعدو الخارج، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ونصرت بالرعب مسيرة شهر)، والله تعالى يقول: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ )[الأنفال:60]، عدو بعيد يرعب ما كان يفكر، وإنما خطر بباله أن يغزوكم فيرهب ويصاب بالرعب، وذلك حينما نؤمن بالله سبحانه وتعالى الإيمان الحق. إذاً فهذه العقيدة تولد الأمان في المجتمع؛ لأنها تولد الأمان الداخلي وتنزل الرعب بالعدو الخارجي مهما كانت قوته، ومهما اختلف ما بيننا وبينه من ناحية الاستعداد والقوى المادية، إن الله لم يطلب منا أن نكون مثل أعدائنا في القوى المادية، لكن طلب منا أن نستعد وأن نأخذ ما استطعنا، لكن ما لم نستطعه (فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، وهل كانت انتصارات المسلمين لأن قواتهم مع أعدائهم كانت متكافئة؟ لا والله، فغالباً ما يكون المشركون أضعافاً مضاعفة بالنسبة للمؤمنين، وبالنسبة لعددهم ولخيلهم وسلاحهم وكل شيء عندهم. إذاً فالتوحيد يغرس الأمان، وإذا أردنا الأمان فعلينا أن نرجع، وإذا أردنا أن يتبدل أمننا خوفاً فنحن بالخيار، فنغير فقط ونعدل، نغير ما نحن عليه، ونتوكل على غير الله، ونحارب العقيدة، ونحارب الدعاة ونضيق عليهم، إذا أردنا هذا فالطريق سهل، لكن إذا أردنا الأمان الحقيقي فعلينا أن نعتصم بالله الاعتصام الحق، وأن لا نحابي أحداً مهما كان، ومهما تكلم الغرب من شرقه وغربه واصماً عقيدتنا وإيماننا بالأصولية وبالتطرف وبالإرهاب، لا والله لا نلتفت إلى هذا، لا نلتفت إلى أي شيء من ذلك، وإنما نلتفت إلى ربنا سبحانه وتعالى فنراقبه في جميع أمور

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:07 AM
التحلي بفاضل الأخلاق والتخلي عن رذائلها
ومن آثاره بالنسبة للمجتمع غرس الأخلاق الفاضلة والبعد عن الأخلاق الرذيلة: وقد يقول قائل: وما علاقتها بالتوحيد؟ نقول: هي قائمة على أساس التوحيد؛ لأن التوحيد لله مقتضاه الطاعة، ومبناه على المحبة، ولهذا فإن غرس الأخلاق الفاضلة في المجتمع لا يمكن أن يتم إلا من خلال المراقبة الإيمانية، أما إذا جعلت المراقبة مادية فسرعان ما يحتال الإنسان على المراقبة المادية. فانظر إلى أخلاق الغرب فهي أخلاق تجارية، لكن المؤمن ليس كذلك، فسواء رآه الناس أم لم يروه، أخفاه أو لم يخفه، لأنه يعلم أن الله هو الرقيب، لهذا فإن الميزة الكبرى للأخلاقية الإسلامية أنها تبني في النفس تلك الأخلاق بناء على حب الطاعة وكره المعصية، فذلك الإنسان لا يترك الزنا أو يترك شرب الخمر أو غير ذلك بناءً على قانون رادع، وإنما لأنها معصية لله فيبغضها، ولا يلتزم الصدق وحسن الخلق والرحمة بالآخرين لأن هذه صفات تجلب له شهرة، وإنما يلتزمها لأنها ترضي رب العالمين، وبهذا تتحول هذه العقيدة في قلب المؤمن حباً وبغضاً إلى أن يكون ذلك المؤمن الصادق ممتثلاً للأخلاق حتى ولو ألزم نظاماً أو قانوناً بضدها.

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:08 AM
تأليف قلوب المؤمنين وجمع كلمتهم وموقفهم

كذلك أيضاً من آثاره الكبرى: أنها تجمع المؤمنين من كل مكان: وهذا هو الأثر الرابع، قال تعالى: (لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )[الأنفال:63]، فكلمة التوحيد هي التي جمعت، وإذا أردنا أن نجمع القلوب على أساس القومية أو الوطنية، أو المصالح المشتركة، أو العدو المشترك، أو الأرض، أو التراب أو الطين أو غير ذلك؛ فوالله لا تجتمع، لوا يجمعها إلا عقيدة التوحيد التي تجعل الأمة كلها من أولها إلى آخرها يداً واحدة وجسداً واحداً وقوة واحدة، مهما غزاها عدوها ليفرق بينها لا يستطيع؛ لأنها لحمة واحدة. فهل يستطيع عدوٌ أن يغزو جزءاً من جسدك بدون أن يتأثر بقية الجسد؟ لا يمكن، فلو أتى إلى إصبعك أو إبهامك أو طرف رجلك أو أي جزء من جسدك يؤذيه لا يمكن أن تقبل بقية الجسد، بل تتحول بقية الجسد إلى أسد هصور ينطلق للإنقاذ، ولو كانت وخزة إبرة لهب الجسد كالحصان الراكض يقول: ما هذه الوخزة؟ فكيف إذا أراد الإنسان أن يؤتى بشيء أكبر من ذلك، إنه المجتمع، فالمجتمع هو الذي يتحول بعقيدته إلى لحمة واحدة وجسد واحد كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:10 AM
حلول الخيرات والبركات

الأثر الخامس: نزول البركات من السماء والأرض: قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ )[المائدة:66] . إن البركات والخيرات إنما تتنزل على المؤمنين حينما يحققون عبوديتهم لله وحده لا شريك له، فيكون شعارهم الصدع بهذه الكلمة، والإيمان بها، والاعتصام بها، والثبات عليها، والتزام أحكامها وشريعتها. إننا حينما نلتزم الشريعة ونطبقها ونحكم بين الناس بالكتاب والسنة، تتنزل علينا خيرات وبركات وعدالة وأمن واطمئنان، وتظهر الأرض خيراتها، إنها آثار كبيرة جداً بالنسبة للمجتمع.

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:13 AM
أثر التوحيد في الآخرة
أما القسم الثالث فهو أثر التوحيد في الآخرة: وأظنه معلوماً لدى الجميع؛ لهذا فإنني لا أطيل فيه، وإنما أقول: إن غاية الغايات حينما يحقق الإنسان التوحيد في هذه الدنيا أن يعلم الإنسان أنه حينما يقف بين يدي الله تعالى لن ينجو إلا بهذه الكلمة (لا إله إلا الله)، فبهذه الكلمة له الأمان في الآخرة حين يخاف الناس، وله الفوز بالجنة حينما تسعر نار جهنم وتقاد بسبعين ألف زمام. فيوم القيامة يوم لا شك فيه، والجميع سيقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، ولما كان الأمر كذلك والدنيا فانية والأيام قصيرة والأجل غير معروف والموت لا يفرق بين الصغير والكبير؛ جاء النداء: (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ )[الانشقاق:6]، هي حقيقة كبرى، لهذا فالمؤمن يحقق التوحيد لأجل أن ينال الأمان والفوز يوم القيامة، يحقق التوحيد لأجل أن يكون يوم القيامة ممن يقال لهم على رءوس الأشهاد: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ )[الحاقة:24]، إنه الأمان الأكبر يوم الفزع الأكبر، إنه الفوز الأعظم يوم الخسارة الكبرى (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )[الزمر:15]، ذلك هو الخسران الكبير أيها الأخ في الله. إذاً تحقيق التوحيد وتحقيق الإيمان وتحقيق العقيدة يحول الحياة في هذه الدنيا إلى طمأنينة، وكذلك يوم يقوم الناس لرب العالمين. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم يوم القيامة من الآمنين، وأن يجعلني وإياكم ممن ختم له بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:16 AM
الاكتفاء بكلمة التوحيد للنجاة من العذاب

السؤال: هل تكفي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لدخول الجنة، وكيف نرد على من استدل على ذلك بنحو قوله عليه الصلاة والسلام: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) ؟
الجواب: من مات على كلمة التوحيد فهو من أهل الجنة، لكن كما قال الحسن البصري (http://www.thanwya.com/vb/index.php?page=ft&sh=127&ftp=alam&id=1000027&spid=127) وغيره: (لا إله إلا الله) لا تكفي لوحدها، وإلا لنطقها كل إنسان وانتهى الأمر. بل لما سئل بعضهم: ألست تقول إن (لا إله إلا الله) مفتاح الجنة؟ قال: نعم. وهل هناك مفتاح بغير أسنان؟ قيل: لا. قال: إن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك. فكذلك أيضاً كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لا يمكن أن تقال إلا بالقيام بأركانها وبشروطها، فلها ركنان ولها سبعة أو ثمانية شروط، ولهذا المنافقون يقولون (لا إله إلا الله)، لكن لتخلف شرط الصدق فهم في الدرك الأسفل من النار. كذلك أيضاً أولئك الذين يرفضون شريعة الله تعالى، هؤلاء يتخلف عندهم شرط القبول، فهو يقول -مثلاً-: أنا يكفيني كون (لا إله إلا الله) عقيدة قلب. فإن قلت له: وامتثال شرع الله؟ يقول لك: لا. أي: جائز أن نأخذ بأي قانون وبأي نظام، وهذا كفر بالله سبحانه وتعالى، إذاً لا يكفي التلفظ بها.

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:18 AM
متى يجوز الخوف من غير الله ومتى يحرم

السؤال: الخوف من الجن والسحر والعين وهي كلها فيها ضرر على الفرد، ألا يكون ذلك من الخوف الطبيعي، وكيف يكون التوقي من السحر والعين والجن؟
الجواب: إذا كان السحر أمامك فهذا من الخوف الطبيعي، لكن أن تخاف من إنسان بعيد عنك فهذا هو خوف السر الذي هو شرك أكبر، فهو خوف السر، إنسان بعيد عنك لا يملك من الأمر شيئاً ثم تخافه من دون الله تعالى؟! أما كيف يتقي الإنسان السحر والعين وغير ذلك فسبيل ذلك تقوية الإيمان، وكثرة الأوراد من أولها إلى آخرها.

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:22 AM
أثر التوحيد
التوحيد هو ذلك العقد المتين الذي إذا وقر في قلب المسلم انبعث نوره في جميع الجوارح، فصار العبد متحرراً من عبودية النفس والهوى والشيطان والدنيا، وكان عبداً خالصاً لله تبارك وتعالى، فتسلم أعماله فما ينقصها أو ينقصها، وينشرح صدره بما قدر له وعليه في هذه الدنيا، وتعلوه السكينة والوقار. وقد جعل الله التوحيد أصل الدين، فلا قيام للدين بدون توحيد، ولا فلاح ولا نجاح في الدنيا والآخرة مع غياب التوحيد، وبه ينجو الفرد والمجتمع من عذاب الله وأليم عقابه.

محمد رافع 52
25-11-2011, 02:26 AM
أهمية التوحيد ومثاله في قلب المؤمن

بعد أن بينا ما هو التوحيد الذي نقصده نقول ثانياً: إن حديثنا عن أثر التوحيد لا ينبغي أن يفهم منه أن التوحيد قضية من القضايا الصغيرة أو مسألة من المسائل، فنحن نتحدث عن أثرها كما نتحدث عن أثر أمر من الأمور ونبحثه، لا والله، فإن التوحيد الذي نتحدث عنه وعن أثره هو الحياة من أولها إلى آخرها، بل هو الحياة التي تشمل الدنيا والآخرة. ونقول ثالثاً: إن التوحيد هو أساس الإيمان، ولذلك فإن الناس يتفاوتون في هذا التوحيد، فإيمانهم وتصديقهم وعملهم وغير ذلك يتفاوتون فيه، وعلى قدر إيمانهم وتصديقهم يتفاوت أثر هذا التوحيد. ثم نقول أيضاً: إن أثر هذا التوحيد شامل للفرد والجماعة، بل هو شامل للعالم أجمع، شامل لجميع حاجات النفس وأوضاعها الداخلية والخارجية، وهو أيضاً لا يقتصر أثره على الدنيا وإنما يمتد طويلاً ليشمل الحياة الآخرة (وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ )[العنكبوت:64]. ثم أقول أيضاً: أيها الأخ! إن الله سبحانه وتعالى شبه غرس حقيقة التوحيد في القلوب بشجرة طيبة، فقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )[إبراهيم:24-25]، فالإيمان والتوحيد هو القائم على كلمة (لا إله إلا الله)، فقد قيل في تفسير قوله: (كشجرة طيبها أصلها ثابت وفرعها في السماء): إن هذه الكلمة الطيبة هي (لا إله إلا الله)، فهي أولاً تثمر هذه الكلمة الطيبة، وأعظم ثمراتها العمل الصالح، كما تثمر الشجرة الطيبة. ثم بعد ذلك هذه الكلمة الطيبة أصيلة (أصلها ثابت)، بمعنى أنها ليست كلمة تقال باللسان، بحيث ينطقها الإنسان ولا يوقن بها ولا يقوم بأركانها وشرائطها، ولكنها كلمة مؤصلة مغروسة في تخوم الأرض، وكذلك أيضاً هذه الكلمة مغروسة في تخوم قلب العبد المؤمن، ثم بعد ذلك هي سامقة مرتفعة في السماء، يعتز صاحبها بالانتساب إليها، لا يهون ولا يلين، ولا يحس بأي ضعة أو نقص أو غير ذلك، وهو يقول صارخاً أمام العالم أجمع: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولهذا فإن تشبيهها بتلك الشجرة يبين لنا أمرين مهمين لا بد أن يتدبرهما المؤمن: أولهما: أن الشجرة المغروسة لا بد من تعهدها بالسقي، وكذلك أيضاً هذه الكلمة الطيبة لا بد من تعهدها بالسقي، وسقيها إنما يكون بالإيمان والعمل الصالح والقرب من الله تعالى، فهي كلمة تحتاج من المؤمن إلى سقي دائم وإلى مراعاة. ثانيهما: أن هذه الشجرة يخالطها أنواع من النبات الغريب فيفسدها، فلا بد من تنقية الشجرة، وكذلك (لا إله إلا الله) تخالطها أنواع من الشركيات، يخالطها الرياء، ويخالطها التعلق بغير الله في بعض الأمور، ويخالطها نقص التوكل، ويخالطها التطير أحياناً، فلا بد من أن يتعهدها المؤمن تعهداً عظيماً حتى يكون ممن سلمت كلمة التوحيد عنده وصار ممن يعتقدها ويؤمن بها، فلم يخالطها شرك أكبر ولا أصغر.

محمد رافع 52
25-11-2011, 08:43 AM
http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir//188917/files//2011/08/92370507_10274978_23877479.jpg

محمد رافع 52
16-12-2011, 01:09 AM
http://www9.0zz0.com/2011/02/20/14/699731006.jpg (http://www.0zz0.com/)

محبه للرسول وال بيته
16-12-2011, 04:21 PM
لا اله الا الله

محمد رافع 52
16-12-2011, 09:39 PM
لا اله الا الله
لا اله الا الله وحده لاشريك له
....................
بارك الله فيك