aboali5029
06-03-2008, 01:40 AM
لاحظت ان كثير من شبابنا يتخزون جيفارا او تشى جيفارا مثلا اعلى يحتزون به (وكنت منهم) ولكن و اثناء بحثى عن معلومات عنه وجدت ما يلى:
تشي جيفارا
أرنستو تشي جيفارا دي لا سيرنا (14 مايو 1928 الى 9 أكتوبر 1967) المشهور بتشي جيفارا هو ثوري كوبي أرجينتيني المولد، كان رفيق فيديل كاسترو. يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين. وهو شخصية يسارية محبوبة لدى كثير من الملحدين وبعض الجهلة من المسلمين .
درس الطب في جامعة بوينيس ايريس وتخرج عام 1953، توجه بعدها إلى غواتيمالا ، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية ، كانت من خلال تعديلات ، وعلى وجه الخصوص تعديلات في شؤون الارض والزراعة ، تتجه نحو ثورية إشتراكية. وكانت الإطاحة بالحكومة الغواتيمالية عام 1954 بانقلاب عسكري مدعوم من قبل وكالة الإستخبارات الأمريكية ، قد تركت لدى جيفارا رؤية للولايات المتحدة بصفتها الدولة الإمبريالية المضطهدة لدول أمريكا الجنوبية التي تسعى لتبني النظام الإقتصادي الإشتراكي.
قتل جيفارا في بوليفيا أثناء محاولة لتنظيم ثورة على الحكومة هناك، وتمت عملية القبض عليه بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية حيث قامت القوات البوليفية بقتله. وقد شبّت أزمة بعد عملية اغتياله وسميت بأزمة "كلمات جيفارا" أي مذكراته. وقد تم نشر هذه المذكرات بعد اغتياله بخمس اعوام وصار جيفارا رمز من رموز الثوار على الظلم لدى الكثيرين .
aboali5029
06-03-2008, 01:45 AM
أولا : أن جيفارا أو "الرفيق جيفارا" ، كما كان يحلو لكاسترو "زعيم كوبا الوهمي" ، أن يسميه ، لم يعرف نور الرسالة السماوية طريقا إلى قلبه ، لقد حاول أن يغير واقعا مؤلما ، ويرفع ظلما جاثما على صدور المستضعفين ، ولكنه لم يسلك طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لأنه بإختصار كان جاهلا جهلا مركبا ، (فلم يكتف بعدم معرفة الطريق الصحيح ، بل سلك الطريق الخطأ) ، فما كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يثورون لقلب أنظمة الحكم الفاسدة ، ليعبدوا الناس لرب العالمين تحت تهديد السلاح ، كما كانت الثورات الشيوعية الدموية تفعل ، بل إن هذه الثورات الدموية أخرجت العباد من عبادة طواغيت موالين للغرب إلى عبادة طواغيت موالين للشرق الملحد قهرا وعسفا .
إن أهم واجبات الرسل عليهم الصلاة والسلام ، كما بين ذلك شيخ الإسلام رحمه الله ، هو إكمال الفطرة السوية ، فالعباد مفطورون على التأله لخالقهم الحق سبحانه وتعالى ، ، ولكن هذه الفطرة يعتريها ما يعتريها من المكدرات ، فيأتي الرسل عليهم الصلاة والسلام ، لإزالة الركام عن هذه الفطرة ، وتفصيل أحكام هذه الفطرة المجملة ، ببيان أحكامها العقدية والعملية ، فتتحرر قلوبهم وعقولهم من رق العبودية لغير الله ، إلى عبودية الخالق عز وجل ، ولم يلجئوا للإنقلابات العسكرية لنشر دين الله عز وجل ، بل أمروا أتباعهم بالصبر على الظلم والعسف والعذاب ، حتى يأتي نصر الله ، وكان عليه الصلاة والسلام يمر بآل ياسر وهم يعذبون فلا يملك إلا الدعاء لهم ، مواسيا لهم بقوله : "صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة" ، وجاءه خباب بن الأرت رضي الله عنه شاكيا فلم يشكه ، ولم يأمر أصحابه بإعداد المخططات السرية لتأليب الشعوب على حكامها وإثارة الأحقاد حتى يسهل عليهم إشعال نار الثورة لتغيير الواقع بالقوة ، كما كان الهالك "تروتسكي: يقول : الحقد هو سلاحنا لقلب العالم ، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ، رفض عرض قريش لما عرضوا عليه الملك نظير أن يكف عن سب آلهتهم ، لأن الله بعثه لإخراج العباد من عبادة العباد ، إلى عبادة رب العباد ، كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم ، وأما جيفارا ، فأراد ، كما سبق ، أن يخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة عباد آخرين ، وإن أحسنا الظن به ، لقلنا بأنه أراد تحرير العباد من حكم الطواغيت ، ليعبدهم لأهوائهم وشهواتهم الدنيوية ، فمن لم يتأله للخالق عز وجل ، فهو متأله لسواه لا محالة ، فإما أن يتأله لصنم أو حجر أو هوى ، فالنفس خلقت لتعمل لا لتترك ، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله ، بل إن الشيوعيين الذين ضادوا فطرة التأله المغروسة في كل نفس بشرية ، لما أعرضوا عن التأله للخالق عز وجل ، عبدوا قبور زعمائهم في موسكو !! .
ثانيا : تذكرت وأنا أقرأ هذه المقالة ، قول الفاروق رضي الله عنه : "اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر وضعف الثقة" ، فهذا شاب أرجنتيني من أسرة ميسورة ، يترك رغد العيش ، ويتعرض لهذه المخاطر الجسيمة ، لأنه آمن بفكرة ، وإن كانت منحرفة ، فعاش عليها وقتل في سبيلها شريدا ، فكيف بمن كان الحق في يده ، فلم يستمسك به ؟ ، ولنا في سير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مرورا بسير أعلام التابعين والقادة الفاتحين ، كنور الدين محمود وصلاح الدين ، ويوسف بن تاشفين ، والعلماء الربانيين ، كالأئمة الأربعة وابن حزم وابن تيمية ، إلى سير شهدائنا في عصرنا هذا في البؤر الإسلامية المشتعلة كالبلقان والقفقاز ، وبيت المقدس وأخيرا في العراق الحبيب ، خير عوض عن جيفارا ورفاقه ، فالأولون باعوا أنفسهم لله ، والأخرون باعوا أنفسهم للشيطان ، وكلا الفريقين نصب ، ولكن شتان ما بين الثرى والثريا .
إن الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة ، أمر مهم جدا ، لصناعة الرجال ، فإن لم يقتد الشاب المسلم بسلفه ، فسوف يقتدي بجيفارا ومن على شاكلته ، فلا بد من قدوة ، وقد حدثني بعض الأفاضل ، ممن عاش فترة الستينات من القرن الماضي ، حيث كان المد الشيوعي في أوجه ، كيف كانت الأضواء مسلطة ، على جيفارا ، وكيف كانت أخباره هي أحاديث مجالس الشباب ، حتى طبعت صوره على الملابس ، وأصبح حلم كل فتاة أن تتزوج من رجل كجيفارا ، ورثاه الشعراء المهزومون نفسيا ، بعد مقتله ، بل ووصل الأمر إلى تشبيهه بالمسيح صلى الله عليه وسلم ، وأطلقوا عليه لقب "مسيح العصر" ، وما ذلك إلا لغياب القدوة الصالحة ، إن أمة ، كما نقل أحد مشايخ الكويت ، ويدعى الدكتور ، خالد الراشد حفظه الله ، (على ما أعتقد) ، عن أحد المستشرقين ، تملك سيرا موثقة لأكثر من نصف مليون علم من أعلامها ، لن تعدم قدوة صالحة منهم .
ثالثا : أن الباطل حتى تقبله بعض القلوب ، لابد أن يكون فيه حق ، وإن كان مرجوحا ، يقول شيخ الإسلام رحمه الله : "البدعة لا تكون حقا محضا ، إذ لو كانت كذلك لكانت مشروعة ، ولا تكون مصلحتها راجحة على مفسدتها ، إذ لو كانت كذلك لكانت مشروعة ، ولا تكون باطلا محضا ، لا حق فيه ، إذ لو كانت كذلك لما اشتبهت على أحد ، وإنما يكون فيها بعض الحق وبعض الباطل ، فباطل جيفارا لم يكن باطلا محضا ، وإنما خالطه بعض الحق ، كدفاعه عن الفقراء والمستضعفين ، مما جعله يلتبس على بعض النفوس الضعيفة .
رابعا : قال لي بعض الأخوة ، بأنه ربما لم يسمع جيفارا بالإسلام ، ولم يطلع عليه إطلاعا كافيا ، ولعله لو قدر له ذلك لأسلم لله رب العالمين ، وهذا أمر في غاية البعد ، وخاصة أنه زار بعض الدول الإسلامية كمصر ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون جيفارا وأمثاله من أهل الفترة ، قال صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أهل النار) ، والمقصود بالأمة في هذا الحديث ، أمة الدعوة ، التي وصلها خبر هذه الرسالة ، وليس المقصود أمة الإجابة ، لأن من أجاب لا يكون يهوديا ولا نصرانيا ، بل مسلما حنيفا .
ويقول الإمام ابن حزم رحمه الله : (فإنما أوجب النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان به على من سمع بأمره عليه السلام ، فكل من كان في أقاصي الجنوب والشمال والمشرق والمغرب ، وجزائر البحور والمغرب وأغفال الأرض من أهل الشرك ، فسمع بذكره عليه السلام ففرض عليه البحث عن حاله وإعلامه والإيمان به ..... وأما من بلغه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به ثم لم يجد في بلاده من يخبره عنه ، ففرض عليه الخروج عنها إلى بلاد يستبرئ فيها الحقائق) .
خامسا : تذكرت عبارة شهيرة ترد في كتب العقائد ، وهي : (لا ينفع مع الكفر طاعة) ، وقد ذكر أحد المشايخ الفضلاء ، بأن هذه العبارة لا بد أن تقيد بالنفع الأخروي ، وأما النفع الدنيوي ، فقد تنفع الطاعة الكافر في دنياه ، فيوسع له في رزقه ، أو يعلو ذكره ، كما علا ذكر جيفارا وسارت بأنباءه الركبان ، وأما في الأخرة فما له من خلاق ، ويا جيفارا ، قد أوتيت حظك من الدنيا ، ومالك في الآخرة من خلاق.