hossamhamed
09-11-2011, 09:38 AM
سألت نفسي عن أسعد لحظة عشتها . . ؟؟
ومر بخاطري شريط طويل من المشاهد . . لحظة تخرجت من كلية الآداب ، ولحظة حصلت فيها على الماجستير وبعدها الدكتوراة ، ولحظة ألّفت فيها أول كتاب . .
ولحظة قبضت فيها أول ألف جنيه . . استعرضت كل هذه المشاهد وقلت في سري . . لا . . ليست هذه . .
بل هي لحظة أخرى ذات مساء من عشرين عاما اختلط فيها الفرح بالدمع بالشكر بالبهجة بالحبور حينما سجدت لله فشعرت أنّ كل شئ في بدني يسجد . . قلبي يسجد . . عظامي تسجد . . أحشائي تسجد . . عقلي يسجد . . ضميري يسجد . . روحي تسجد . .
لحظتها فقط أدركت هويتي وانتسابي وعرفت من أنا . . وأنه لا أنا . . بل هو . . ولا غيره . .
يا إلهي . . لكأنما كنت مبعدا منفيا مطرودا أو سجينا مكبلا معتقلا في الأصفاد ثم فك سجني وقيودي وتحررت . .
نعم . . لحظتها فقط تحررت .
نعم . . تلك كانت الحرية الحقة . . حينما بلغت غاية العبودية لله ، وفككت يدي عن القيود التي تقيدني بالدنيا وآلهتها المزيفة . . المال والمجد والشهرة والجاه والسلطة واللذة والغلبة والقوة . .
كانت لحظة ولكن بطول الأبد . . نعم تأبدت في الشعور والوجدان وألقت بظلها على ما بقى من عمر ولكنها لم تتكرر . . فما أكثر ما سجدت بعد ذلك دون أن أبلغ هذا التجرد والخلوص وما أكثر ما حاولت دون جدوى . . فما تأتي اللحظات بجهد العبد بل بفضل الرب . .
ولقد عرفت آنذاك أن تلك هي السعادة الحقة وتلك هي جنة الأرض التي لا يساويها أي كسب مادي أو معنوي .
يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ۞ واسجد واقترب ۞
صدق الله العظيم . . وما كل ساجد بمقترب إلا إذا خلع النعلين فألقى بالدنيا وراءه ثم ألقى بنفسه خلفها ودخل مسلم القلب عران المشاعر خاشع الفؤاد ساجد الأعضاء . . حينئذ يكون القرب . . وتكون السجدة .
ولكم أتمنى أن أعاود تلك السجدة .
أو تعاودني تلك السجدة . . ويتفضل عليّ الله بالقرب ويأذن لي بالعبادة حق العبادة .. وأقول في نفسي أحيانا . . لعلي لم أعد أخلع النعلين كما يجب وكما يليق بجلاله سبحانه . . ولعل الدنيا عادت فأخذتني في دوامتها وعاد الحجاب فانسدل على العينين ولكني لا اكف عن الأمل وأسأل الله أن يشفع الأمل بالعمل سبحانه وسعت رحمته كل شئ .
(6/5/2011 مـ )
حســام حــامد
ومر بخاطري شريط طويل من المشاهد . . لحظة تخرجت من كلية الآداب ، ولحظة حصلت فيها على الماجستير وبعدها الدكتوراة ، ولحظة ألّفت فيها أول كتاب . .
ولحظة قبضت فيها أول ألف جنيه . . استعرضت كل هذه المشاهد وقلت في سري . . لا . . ليست هذه . .
بل هي لحظة أخرى ذات مساء من عشرين عاما اختلط فيها الفرح بالدمع بالشكر بالبهجة بالحبور حينما سجدت لله فشعرت أنّ كل شئ في بدني يسجد . . قلبي يسجد . . عظامي تسجد . . أحشائي تسجد . . عقلي يسجد . . ضميري يسجد . . روحي تسجد . .
لحظتها فقط أدركت هويتي وانتسابي وعرفت من أنا . . وأنه لا أنا . . بل هو . . ولا غيره . .
يا إلهي . . لكأنما كنت مبعدا منفيا مطرودا أو سجينا مكبلا معتقلا في الأصفاد ثم فك سجني وقيودي وتحررت . .
نعم . . لحظتها فقط تحررت .
نعم . . تلك كانت الحرية الحقة . . حينما بلغت غاية العبودية لله ، وفككت يدي عن القيود التي تقيدني بالدنيا وآلهتها المزيفة . . المال والمجد والشهرة والجاه والسلطة واللذة والغلبة والقوة . .
كانت لحظة ولكن بطول الأبد . . نعم تأبدت في الشعور والوجدان وألقت بظلها على ما بقى من عمر ولكنها لم تتكرر . . فما أكثر ما سجدت بعد ذلك دون أن أبلغ هذا التجرد والخلوص وما أكثر ما حاولت دون جدوى . . فما تأتي اللحظات بجهد العبد بل بفضل الرب . .
ولقد عرفت آنذاك أن تلك هي السعادة الحقة وتلك هي جنة الأرض التي لا يساويها أي كسب مادي أو معنوي .
يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ۞ واسجد واقترب ۞
صدق الله العظيم . . وما كل ساجد بمقترب إلا إذا خلع النعلين فألقى بالدنيا وراءه ثم ألقى بنفسه خلفها ودخل مسلم القلب عران المشاعر خاشع الفؤاد ساجد الأعضاء . . حينئذ يكون القرب . . وتكون السجدة .
ولكم أتمنى أن أعاود تلك السجدة .
أو تعاودني تلك السجدة . . ويتفضل عليّ الله بالقرب ويأذن لي بالعبادة حق العبادة .. وأقول في نفسي أحيانا . . لعلي لم أعد أخلع النعلين كما يجب وكما يليق بجلاله سبحانه . . ولعل الدنيا عادت فأخذتني في دوامتها وعاد الحجاب فانسدل على العينين ولكني لا اكف عن الأمل وأسأل الله أن يشفع الأمل بالعمل سبحانه وسعت رحمته كل شئ .
(6/5/2011 مـ )
حســام حــامد