hossamhamed
13-11-2011, 02:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
( درس) ق . ق .ج
يفترس بنظرته المسمومة كل من حوله ، الأجسام الكاسية العارية ، والمتشحة المحتشمة ... يتلذذ بمص دم أعراضهم ... وتساعده نظارته السوداء على النظر بحرية وتمعن ... فتتعثر قدماه بحجر ،و يسقط على وجهه فتنكسر نظارته وتتحطم معها عينيه ... ويختفى النور ويحل الظلام وتنزف دماءه ... ويبكي هنيهه ... ثم تهدأ نفسه ... ويشرد بذهنه بعيدا بعيدا ... فيتمتم بشفاهه كلمات هامسة صامتة : اليوم تعلمت درسا جديدا ، لن أنساه ما حييت .
( ازمــــة )
همهات عالية تصم الآذان ... وجمع غفير يترقب وصوله بفارغ الصبر ، والتوتر والقلق مرسوم على الوجوه الواجمة ... وثبت كل القلوب حينما سمعت صفيره من بعيد ... وابتلعت الأفواه همهماتها ، وساد صمت كصمت القبور ... تزاحمت الأجساد واندفعت كالأمواج نحو الباب ، وسقط من سقط وصعد من صعد ... ولم ينتظر أحد وفر هاربا من الوحوش الضارية .... وخلّف وراءه سيده عجوز التصق جسدها الواهن بالأرض وسال دمها لزجا دافئا ... تلفظ أنفاسها بصعوبة بالغة ... وعيناها تنظر إلى السماء مستجيرة .
( حرب الغاز )
تدفقت الأجسام من الأزقة والبيوتات الصغيرة ... واحتشدت في الساحة الكبيرة ... وانتظرت سيارة الغاز الضخمة ... وما إن وصلت حتى تدافعت الأيادي وأبطشت ، وطرحت على الأرض من طرحت ... وداست الأقدام على لحوم البشر .... وتأزم الموقف وتصارع القوم وتحاربوا .... فشق ذراع هذا وشقت بطن ذاك وجرح وجه هذه وفقدت تلك الوعي ... ثم هرولت السيارة هاربة ... وبقت مشكلة أنابيب الغاز كما هي .
قناعة ورضا .... !!
البيت حجرة بأربعة جدران صفيح وباب واحد .... وبدون سقف .
ولمبة جاز تضئ الحجرة بضوء باهت ... وتمتد يد لتطفئه في صمت .
والظلام يعم ...
ولكن تظل عينا الأم مستيقظة لا يداعبها النوم ... تنظران إلى السماء .... فيشرد ذهنها في أمر واحد يقلقه .... الشتاء .
لمدة أربعة أعوام لم يهطل المطر إلا بضع مرات نادرة ... ولكن هذا العام تجمعت السحب وغيم الجو ... وانقبض قلب الأم وحدث ما كانت تخشاه ....
هطل المطر بغزارة شديدة ، فأغرق الحجرة بمياهه ... فهرولت الأم نحو الباب فخلعته وجعلت منه مظلة تحتمي بها هي وابنها الصغير ، الذي ارتجفت فرائصه وارتعدت .... فاختبئ في حضن أمه ، وتمتم بصوت مرتجف : الحمد لله أننا نملك بابا .... ربنا يكون في عون من لا يملكونه .... الحمد لله .
والأم تردد _ في نفسها _ آيات قرآنية ودعوات لرب البرية .
( درس) ق . ق .ج
يفترس بنظرته المسمومة كل من حوله ، الأجسام الكاسية العارية ، والمتشحة المحتشمة ... يتلذذ بمص دم أعراضهم ... وتساعده نظارته السوداء على النظر بحرية وتمعن ... فتتعثر قدماه بحجر ،و يسقط على وجهه فتنكسر نظارته وتتحطم معها عينيه ... ويختفى النور ويحل الظلام وتنزف دماءه ... ويبكي هنيهه ... ثم تهدأ نفسه ... ويشرد بذهنه بعيدا بعيدا ... فيتمتم بشفاهه كلمات هامسة صامتة : اليوم تعلمت درسا جديدا ، لن أنساه ما حييت .
( ازمــــة )
همهات عالية تصم الآذان ... وجمع غفير يترقب وصوله بفارغ الصبر ، والتوتر والقلق مرسوم على الوجوه الواجمة ... وثبت كل القلوب حينما سمعت صفيره من بعيد ... وابتلعت الأفواه همهماتها ، وساد صمت كصمت القبور ... تزاحمت الأجساد واندفعت كالأمواج نحو الباب ، وسقط من سقط وصعد من صعد ... ولم ينتظر أحد وفر هاربا من الوحوش الضارية .... وخلّف وراءه سيده عجوز التصق جسدها الواهن بالأرض وسال دمها لزجا دافئا ... تلفظ أنفاسها بصعوبة بالغة ... وعيناها تنظر إلى السماء مستجيرة .
( حرب الغاز )
تدفقت الأجسام من الأزقة والبيوتات الصغيرة ... واحتشدت في الساحة الكبيرة ... وانتظرت سيارة الغاز الضخمة ... وما إن وصلت حتى تدافعت الأيادي وأبطشت ، وطرحت على الأرض من طرحت ... وداست الأقدام على لحوم البشر .... وتأزم الموقف وتصارع القوم وتحاربوا .... فشق ذراع هذا وشقت بطن ذاك وجرح وجه هذه وفقدت تلك الوعي ... ثم هرولت السيارة هاربة ... وبقت مشكلة أنابيب الغاز كما هي .
قناعة ورضا .... !!
البيت حجرة بأربعة جدران صفيح وباب واحد .... وبدون سقف .
ولمبة جاز تضئ الحجرة بضوء باهت ... وتمتد يد لتطفئه في صمت .
والظلام يعم ...
ولكن تظل عينا الأم مستيقظة لا يداعبها النوم ... تنظران إلى السماء .... فيشرد ذهنها في أمر واحد يقلقه .... الشتاء .
لمدة أربعة أعوام لم يهطل المطر إلا بضع مرات نادرة ... ولكن هذا العام تجمعت السحب وغيم الجو ... وانقبض قلب الأم وحدث ما كانت تخشاه ....
هطل المطر بغزارة شديدة ، فأغرق الحجرة بمياهه ... فهرولت الأم نحو الباب فخلعته وجعلت منه مظلة تحتمي بها هي وابنها الصغير ، الذي ارتجفت فرائصه وارتعدت .... فاختبئ في حضن أمه ، وتمتم بصوت مرتجف : الحمد لله أننا نملك بابا .... ربنا يكون في عون من لا يملكونه .... الحمد لله .
والأم تردد _ في نفسها _ آيات قرآنية ودعوات لرب البرية .