جهاد2000
13-11-2011, 07:45 PM
الحملة المسعورة.. والدعاية الانتخابية لإسلاميي مصر
الاحد 17 ذو الحجة 1432 الموافق 13 نوفمبر 2011
القاهرة/ الإسلام اليوم
عكست الدعاية الانتخابية للعديد من المرشحين الإسلاميين في مصر للانتخابات البرلمانية المرتقبة أشبه بما يعرف بحالة من الاحتقانات والتجاذبات من جانب المتنافسين ضد الأحزاب والقوى والجماعات الإسلامية، مما جعلها أشبه بالحملة المسعورة التي يخوضها المناوئون للتيار الإسلامي.
الدعاية الانتخابية الواسعة للقوى الإسلامية، وخاصة في أيام عيد الأضحى المبارك، أثارت حالة من الفزع لدى العديد من المرشحين، وخاصة من القوى الليبرالية واليسارية، بدعوى أن هذه الحملة حملت شعارات دينية وعبارات خالفت بذلك قواعد وتصريحات مسئولي اللجنة العليا للانتخابات بحق الدعاية الانتخابية، والتي تحمل منها مضامين دينية، وهي في الحقيقة لم تكن فزاعات، بقدر ما كانت مخاوف أصبحت تنتاب هذه القوى جراء الحضور الشعبي الواسع للإسلاميين من ناحية، ونجاح النموذج الإسلامي في الانتخابات التونسية من ناحية أخرى، والذي أصبح بمثابة هاجس أشعل حقدًا في قلوب أعداء الأمة بداخل بلداننا العربية والإسلامية، خلاف ما صار إليه أعداؤها في الخارج.
لذلك لم يكن غريبًا ما هَمَّ به البعض منهم من الإعداد لـ"وثيقة الدستور" المزعومة لوضع مبادئ الدستور حاليًا، قبل إجراء الانتخابات لتفويت الفرصة على الإسلاميين لوضع الدستور، مخالفين بذلك الاستفتاء الشعبي الذي تم إقراره يوم 19 مارس الماضي بإجراء الانتخابات قبل وضع الدستور.
دعاية الإسلاميين، وعلى الرغم من كونها لم تكن مركزة بحال على المساجد أو في مناسبة العيد المبارك، إلا أن القوى المناوئة لهم رأت فيها فرصة لإثارة فزاعات جديدة ضد حملة الإسلاميين الانتخابية، ودفعتهم إلى مطالبة اللجنة العليا للانتخابات بالتحقيق في مزاعم بارتكاب القوى الإسلامية لخروقات بشأن الدعاية الانتخابية، غير أن اللجنة رددت على ذلك بأن النيابة العامة هي مناط التحقيق في هذا الأمر.
الإسلاميون من جانبهم لا يرون أن حملتهم الانتخابية ارتكبت خرقًا لقواعد ومعايير الدعائية الانتخابية، حيث سبق أن أكد مسئولون في جماعة الإخوان المسلمين وحزبها "الحرية والعدالة" التزامهم بحظر الدعاية الانتخابية التي تحمل دلالات دينية، وهو نفس ما تعهدت به أيضًا الأحزاب المتحالفة في داخل التحالف الإسلامي بأنها لن تلجأ إلى الشعارات الدينية في دعايتها الانتخابية؛ التزامًا بمعايير الدعاية من ناحية، وحرصها على عدم خرق القوانين في هذا الشأن من ناحية أخرى، وهو التحالف الذي يضم أحزاب النور، والبناء والتنمية، والأصالة.
الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، يؤكد على أنه لا ينبغي فصل هذه الدعاية عن السياق العام في مصر، والذي يبدو غير مستقر إلى حد كبير، وحدوث حالة من الفوضى في مشهده العام، إضافة إلى ضرورة النظر في الأساليب المتاحة للدعاية الانتخابية، حيث يرى أنصار هذا الاتجاه أن المنابر التي يروجون فيها لدعايتهم الانتخابية هي الأنسب لهم، وأنها المتاحة لهم في ظل حجبهم عن المشهد الإعلامي طوال عقود النظام السابق.
ويرفض د.العالم أسلوب التعميم في لجوء الإسلاميين إلى استخدام الشعارات الدينية في حملاتهم الانتخابية، "وذلك في حال صحة ما تم تناقله من أنباء حول استخدام المساجد للدعاية الانتخابية للإسلاميين، أو أنها حملت شعارات دينية".
اللافت للانتباه أن تهنئة الإسلاميين لجموع المصريين من المسلمين بالعيد حملت إشارة صريحة للأحزاب الإسلامية المنضوي تحتها المرشحون، دون التصريح بأي إشارات أخرى دينية أو انتخابية، وأنها اقتصرت على التهنئة فقط، في الوقت الذي حملت فيه ملصقات الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين تهاني بالعيد، دون أن تحمل أية مضامين انتخابية، وأن ملصق جماعة الإخوان الدعائي وعلى الرغم من كونه قد حمل شعار الجماعة الانتخابي الأشهر "الإسلام هو الحل"، إلا أنه لم يحمل أي دلالة انتخابية، الأمر الذي يدحض دعايات الليبراليين بخرق الإسلاميين لمعايير الحملة الدعائية.
تهنئة المسلمين بالعيد لم تكن أيضًا قاصرة على الإسلاميين المرشحين للانتخابات وحدهم، بل إن هناك مرشحين آخرين وجهوا تهنئة بالعيد ممهورة بتوقيعاتهم، دون أن يزايد عليهم أحد بإثارة مخاوف ضدهم أو فزاعات بشأنهم، أو القول بأنهم اخترقوا الدعاية الانتخابية بشعارات دينية.
المشهد الدعائي خلال الأيام الماضية، وما شهده من هجوم من مناوئي التيار الإسلامي فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية يبدو أنه يمكن أن يكشف في قادم الأيام عن مزيد من احتقانات الليبراليين تجاه الإسلاميين، وأنهم لن يجعلوا شتاء الانتخابات باردًا، بل أكثر سخونة؛ بإثارة فزاعات وتنظيم أشكال عدة من حالات الاستقطاب ضد الإسلاميين.
الاحد 17 ذو الحجة 1432 الموافق 13 نوفمبر 2011
القاهرة/ الإسلام اليوم
عكست الدعاية الانتخابية للعديد من المرشحين الإسلاميين في مصر للانتخابات البرلمانية المرتقبة أشبه بما يعرف بحالة من الاحتقانات والتجاذبات من جانب المتنافسين ضد الأحزاب والقوى والجماعات الإسلامية، مما جعلها أشبه بالحملة المسعورة التي يخوضها المناوئون للتيار الإسلامي.
الدعاية الانتخابية الواسعة للقوى الإسلامية، وخاصة في أيام عيد الأضحى المبارك، أثارت حالة من الفزع لدى العديد من المرشحين، وخاصة من القوى الليبرالية واليسارية، بدعوى أن هذه الحملة حملت شعارات دينية وعبارات خالفت بذلك قواعد وتصريحات مسئولي اللجنة العليا للانتخابات بحق الدعاية الانتخابية، والتي تحمل منها مضامين دينية، وهي في الحقيقة لم تكن فزاعات، بقدر ما كانت مخاوف أصبحت تنتاب هذه القوى جراء الحضور الشعبي الواسع للإسلاميين من ناحية، ونجاح النموذج الإسلامي في الانتخابات التونسية من ناحية أخرى، والذي أصبح بمثابة هاجس أشعل حقدًا في قلوب أعداء الأمة بداخل بلداننا العربية والإسلامية، خلاف ما صار إليه أعداؤها في الخارج.
لذلك لم يكن غريبًا ما هَمَّ به البعض منهم من الإعداد لـ"وثيقة الدستور" المزعومة لوضع مبادئ الدستور حاليًا، قبل إجراء الانتخابات لتفويت الفرصة على الإسلاميين لوضع الدستور، مخالفين بذلك الاستفتاء الشعبي الذي تم إقراره يوم 19 مارس الماضي بإجراء الانتخابات قبل وضع الدستور.
دعاية الإسلاميين، وعلى الرغم من كونها لم تكن مركزة بحال على المساجد أو في مناسبة العيد المبارك، إلا أن القوى المناوئة لهم رأت فيها فرصة لإثارة فزاعات جديدة ضد حملة الإسلاميين الانتخابية، ودفعتهم إلى مطالبة اللجنة العليا للانتخابات بالتحقيق في مزاعم بارتكاب القوى الإسلامية لخروقات بشأن الدعاية الانتخابية، غير أن اللجنة رددت على ذلك بأن النيابة العامة هي مناط التحقيق في هذا الأمر.
الإسلاميون من جانبهم لا يرون أن حملتهم الانتخابية ارتكبت خرقًا لقواعد ومعايير الدعائية الانتخابية، حيث سبق أن أكد مسئولون في جماعة الإخوان المسلمين وحزبها "الحرية والعدالة" التزامهم بحظر الدعاية الانتخابية التي تحمل دلالات دينية، وهو نفس ما تعهدت به أيضًا الأحزاب المتحالفة في داخل التحالف الإسلامي بأنها لن تلجأ إلى الشعارات الدينية في دعايتها الانتخابية؛ التزامًا بمعايير الدعاية من ناحية، وحرصها على عدم خرق القوانين في هذا الشأن من ناحية أخرى، وهو التحالف الذي يضم أحزاب النور، والبناء والتنمية، والأصالة.
الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، يؤكد على أنه لا ينبغي فصل هذه الدعاية عن السياق العام في مصر، والذي يبدو غير مستقر إلى حد كبير، وحدوث حالة من الفوضى في مشهده العام، إضافة إلى ضرورة النظر في الأساليب المتاحة للدعاية الانتخابية، حيث يرى أنصار هذا الاتجاه أن المنابر التي يروجون فيها لدعايتهم الانتخابية هي الأنسب لهم، وأنها المتاحة لهم في ظل حجبهم عن المشهد الإعلامي طوال عقود النظام السابق.
ويرفض د.العالم أسلوب التعميم في لجوء الإسلاميين إلى استخدام الشعارات الدينية في حملاتهم الانتخابية، "وذلك في حال صحة ما تم تناقله من أنباء حول استخدام المساجد للدعاية الانتخابية للإسلاميين، أو أنها حملت شعارات دينية".
اللافت للانتباه أن تهنئة الإسلاميين لجموع المصريين من المسلمين بالعيد حملت إشارة صريحة للأحزاب الإسلامية المنضوي تحتها المرشحون، دون التصريح بأي إشارات أخرى دينية أو انتخابية، وأنها اقتصرت على التهنئة فقط، في الوقت الذي حملت فيه ملصقات الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين تهاني بالعيد، دون أن تحمل أية مضامين انتخابية، وأن ملصق جماعة الإخوان الدعائي وعلى الرغم من كونه قد حمل شعار الجماعة الانتخابي الأشهر "الإسلام هو الحل"، إلا أنه لم يحمل أي دلالة انتخابية، الأمر الذي يدحض دعايات الليبراليين بخرق الإسلاميين لمعايير الحملة الدعائية.
تهنئة المسلمين بالعيد لم تكن أيضًا قاصرة على الإسلاميين المرشحين للانتخابات وحدهم، بل إن هناك مرشحين آخرين وجهوا تهنئة بالعيد ممهورة بتوقيعاتهم، دون أن يزايد عليهم أحد بإثارة مخاوف ضدهم أو فزاعات بشأنهم، أو القول بأنهم اخترقوا الدعاية الانتخابية بشعارات دينية.
المشهد الدعائي خلال الأيام الماضية، وما شهده من هجوم من مناوئي التيار الإسلامي فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية يبدو أنه يمكن أن يكشف في قادم الأيام عن مزيد من احتقانات الليبراليين تجاه الإسلاميين، وأنهم لن يجعلوا شتاء الانتخابات باردًا، بل أكثر سخونة؛ بإثارة فزاعات وتنظيم أشكال عدة من حالات الاستقطاب ضد الإسلاميين.