كركركوكو
09-03-2008, 03:17 PM
مأساة أمهات فقدن أبناءهن علي الحدود
حدود مصر الشرقية، تمتد قبائل وعشائر من بدو سيناء، يعيشون تحت وطأة تهديد نيران إسرائيل، كانت تلك القبائل تستيقظ علي صوت النيران المتجهة إلي قطاع غزة، ولم يخطر ببال أحد أنه سيأتي اليوم الذي تُغّير فيه إسرائيل زاوية مدفعيتها لتصيب وتقتل اثنين من إحدي قري سيناء، الواقعة علي بعد أمتار من الجانب الآخر، وفي أقل من شهرين يستشهد «حميدان» من قبيلة أبوجراد لتلحق به في غضون أيام ابنة عمومته «سماح» وتلقي نفس المصير، تاركين خلفهما أحزان أم تعول أسرة «حميدان»، وأخري تعيش بلا أبناء بعد أن رحلت وحيدتها سماح.
لم تكن «رافعة عيد محمد» البالغة من العمر «٧٥ عاماً»، تدرك يوماً أنها ستفقد فلذة كبدها وعائل أسرتها الوحيد «حميدان» ابن الـ«٣٨ عاماً»، بهذه الطريقة.
في صباح يوم الخميس الموافق ٣ يناير الماضي، استيقظت الأسرة علي صوت طلق ناري عشوائي جاء من الجانب الإسرائيلي، ليلفظ حميدان صالح سويلم أنفاسه وهو في طريقه إلي العمل بمجلس مدينة رفح.
الحاجة رافعة سيدة بدوية تعيش علي الحدود المصرية، وتحديداً في منطقة «كرم أبوصالح»، والتي تبعد عن الحدود الإسرائيلية بمسافة ٧٠٠ متر، فقدت رافعة زوجها في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وباتت أرملة ومسؤولة عن ٦ أبناء، أصرت رافعة علي تعليم نجلها الكبير حميدان وإلحاقه بالتعليم، إلي أن حصل علي دبلوم تجارة، وهو أقصي ما تتمناه امرأة بدوية من سيناء آنذاك.
عانت رافعة من الاحتلال الإسرائيلي لأرض سيناء، وكانت تتطلع إلي أن يكبر «حميدان» ويصبح شاباً مدافعاً عن حدود بلاده، ولكن يأتي طلق ناري علي غير موعده لينهي حياة «حميدان»، تاركاً خلفه أماً و٨ أبناء، هنا تتوقف «رافعة» عن الحديث وتلتقط أنفاسها للحظة، ثم تقول: لم أتوقع يوماً ما أن تلقي زوجة ابني نفس مصيري، وتصبح أرملة في نفس المرحلة العمرية التي فقدت فيها زوجي.
وتواصل حديثها قائلة: كنت في صباي أتحمل مشقة العمل، وكنت أعمل راعية غنم، أبيع وأشتري وأنفق علي أبنائي، ولكن اليوم كيف يواجه أحفادي مصيرهم في وقت تغيرت فيه الحياة، وأخشي ما أخشاه أن أعجز عن تعليم أحفادي في ظل معاش شهري متواضع، ولكن لا يزال الأمل يراود أحفادي.. وعدوني قائلين: «يا جدتي لن نترك التعليم، وسيأتي موسم جني (الخوخ) كل عام نعمل فيه لنحصل علي مصروفات تعيننا علي قسوة الحياة».
وأنهت رافعة حوارها معنا، وهي تلملم جراحها قائلة: لم أنم الليل منذ رحيل «حميدان».. وسألقن أحفادي الدرس أن هناك عدواً متربصاً بنا علي بعد أمتار، يجب أن ننتصر عليه يوما ما، ولن نسمح له بأن يجبرنا علي الرحيل من ديارنا.. سنظل هنا علي أرض سيناء.
وبعد مرور أقل من شهرين وفي نفس القرية، وفي مصادفة عجيبة مساء الخميس من ٢٨ فبراير الماضي تلقي «سماح نايف سويلم» ابنة عم «حميدان» حتفها إثر طلق ناري عشوائي، كما أبلغوا أفراد أسرتها، وهنا تقول صابحة عطية جمعة ٣٥ عاماً: تزوجت من والد سماح منذ أكثر من ١٥ عاما، ولم أنجب لثلاث سنوات، وأخبرت زوجي بأن يتزوج من أخري، نظرا للظروف القبلية التي نحترمها جميعا، ورفض زوجي الزواج بأخري إلي أن رزقنا الله بابنتي الوحيدة التي لم أنجب غيرها، وفي صباح الخميس أخبرتني سماح برغبتها في عدم الذهاب إلي المدرسة، لتساعدني في جمع الحطب
المستخدم كوقود في صناعة الخبز، ولكن نهرتها وقلت لها أذهبي إلي المدرسة أولاً، ثم ساعديني عقب عودتك، ومع الظهيرة عادت سماح لتساعدني في جمع الحطب هي وصديقتها نجاح، وفجأة سمعت طلقات رصاص ظننت أنه في الجانب الآخر، إلي أن سمعت صراخ نجاح، لتخبرني بنبأ أصابني بالصمت، إلي أن تداركت الموقف، وهو أن ابنتي الوحيدة أصيبت في رأسها، وتساءلت صابحة: هل اليهود يقصدون ابنتي الوحيدة أم يقصدون طفلة أخري؟
وما الهدف من طلق ناري يقولون إنه عشوائي؟ وتابعت حديثها: كنت أنتظر عودة ابنتي كل يوم من مدرستها ونتناول الطعام مع زوجي، وكنا أسرة ننعم بالهدوء إلي أن خطف الموت وحيدتي، وبات بيتنا تغمره الأحزان الموحشة بعد استشهاد «سماح» وهنا أدركت أننا أمام عدو إسرائيلي لا يفرق بين طفل وكبير بين رجل وامرأة.. واحتسبت ابنتي عند خالقها، وأدعو الله ألا تصاب أم في ولدها.
حدود مصر الشرقية، تمتد قبائل وعشائر من بدو سيناء، يعيشون تحت وطأة تهديد نيران إسرائيل، كانت تلك القبائل تستيقظ علي صوت النيران المتجهة إلي قطاع غزة، ولم يخطر ببال أحد أنه سيأتي اليوم الذي تُغّير فيه إسرائيل زاوية مدفعيتها لتصيب وتقتل اثنين من إحدي قري سيناء، الواقعة علي بعد أمتار من الجانب الآخر، وفي أقل من شهرين يستشهد «حميدان» من قبيلة أبوجراد لتلحق به في غضون أيام ابنة عمومته «سماح» وتلقي نفس المصير، تاركين خلفهما أحزان أم تعول أسرة «حميدان»، وأخري تعيش بلا أبناء بعد أن رحلت وحيدتها سماح.
لم تكن «رافعة عيد محمد» البالغة من العمر «٧٥ عاماً»، تدرك يوماً أنها ستفقد فلذة كبدها وعائل أسرتها الوحيد «حميدان» ابن الـ«٣٨ عاماً»، بهذه الطريقة.
في صباح يوم الخميس الموافق ٣ يناير الماضي، استيقظت الأسرة علي صوت طلق ناري عشوائي جاء من الجانب الإسرائيلي، ليلفظ حميدان صالح سويلم أنفاسه وهو في طريقه إلي العمل بمجلس مدينة رفح.
الحاجة رافعة سيدة بدوية تعيش علي الحدود المصرية، وتحديداً في منطقة «كرم أبوصالح»، والتي تبعد عن الحدود الإسرائيلية بمسافة ٧٠٠ متر، فقدت رافعة زوجها في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وباتت أرملة ومسؤولة عن ٦ أبناء، أصرت رافعة علي تعليم نجلها الكبير حميدان وإلحاقه بالتعليم، إلي أن حصل علي دبلوم تجارة، وهو أقصي ما تتمناه امرأة بدوية من سيناء آنذاك.
عانت رافعة من الاحتلال الإسرائيلي لأرض سيناء، وكانت تتطلع إلي أن يكبر «حميدان» ويصبح شاباً مدافعاً عن حدود بلاده، ولكن يأتي طلق ناري علي غير موعده لينهي حياة «حميدان»، تاركاً خلفه أماً و٨ أبناء، هنا تتوقف «رافعة» عن الحديث وتلتقط أنفاسها للحظة، ثم تقول: لم أتوقع يوماً ما أن تلقي زوجة ابني نفس مصيري، وتصبح أرملة في نفس المرحلة العمرية التي فقدت فيها زوجي.
وتواصل حديثها قائلة: كنت في صباي أتحمل مشقة العمل، وكنت أعمل راعية غنم، أبيع وأشتري وأنفق علي أبنائي، ولكن اليوم كيف يواجه أحفادي مصيرهم في وقت تغيرت فيه الحياة، وأخشي ما أخشاه أن أعجز عن تعليم أحفادي في ظل معاش شهري متواضع، ولكن لا يزال الأمل يراود أحفادي.. وعدوني قائلين: «يا جدتي لن نترك التعليم، وسيأتي موسم جني (الخوخ) كل عام نعمل فيه لنحصل علي مصروفات تعيننا علي قسوة الحياة».
وأنهت رافعة حوارها معنا، وهي تلملم جراحها قائلة: لم أنم الليل منذ رحيل «حميدان».. وسألقن أحفادي الدرس أن هناك عدواً متربصاً بنا علي بعد أمتار، يجب أن ننتصر عليه يوما ما، ولن نسمح له بأن يجبرنا علي الرحيل من ديارنا.. سنظل هنا علي أرض سيناء.
وبعد مرور أقل من شهرين وفي نفس القرية، وفي مصادفة عجيبة مساء الخميس من ٢٨ فبراير الماضي تلقي «سماح نايف سويلم» ابنة عم «حميدان» حتفها إثر طلق ناري عشوائي، كما أبلغوا أفراد أسرتها، وهنا تقول صابحة عطية جمعة ٣٥ عاماً: تزوجت من والد سماح منذ أكثر من ١٥ عاما، ولم أنجب لثلاث سنوات، وأخبرت زوجي بأن يتزوج من أخري، نظرا للظروف القبلية التي نحترمها جميعا، ورفض زوجي الزواج بأخري إلي أن رزقنا الله بابنتي الوحيدة التي لم أنجب غيرها، وفي صباح الخميس أخبرتني سماح برغبتها في عدم الذهاب إلي المدرسة، لتساعدني في جمع الحطب
المستخدم كوقود في صناعة الخبز، ولكن نهرتها وقلت لها أذهبي إلي المدرسة أولاً، ثم ساعديني عقب عودتك، ومع الظهيرة عادت سماح لتساعدني في جمع الحطب هي وصديقتها نجاح، وفجأة سمعت طلقات رصاص ظننت أنه في الجانب الآخر، إلي أن سمعت صراخ نجاح، لتخبرني بنبأ أصابني بالصمت، إلي أن تداركت الموقف، وهو أن ابنتي الوحيدة أصيبت في رأسها، وتساءلت صابحة: هل اليهود يقصدون ابنتي الوحيدة أم يقصدون طفلة أخري؟
وما الهدف من طلق ناري يقولون إنه عشوائي؟ وتابعت حديثها: كنت أنتظر عودة ابنتي كل يوم من مدرستها ونتناول الطعام مع زوجي، وكنا أسرة ننعم بالهدوء إلي أن خطف الموت وحيدتي، وبات بيتنا تغمره الأحزان الموحشة بعد استشهاد «سماح» وهنا أدركت أننا أمام عدو إسرائيلي لا يفرق بين طفل وكبير بين رجل وامرأة.. واحتسبت ابنتي عند خالقها، وأدعو الله ألا تصاب أم في ولدها.