hamada1200
19-11-2011, 10:25 PM
نقبل بفكرة أن هناك من يجب أن يحاسب ويعاقب على ما يحدث في الثانوية العامة في مصر هذا العام مهازل فضائح لا تليق بدولة صغيرة، فما بالك بأنها تحدث في مصر!
ما يحدث في بلادنا مهزلة بكل المقاييس والمعايير. امتحانات صعبة ومعقدة لا تقيس إلا درجة الإحباط واليأس في المجتمع، ولا تعطي الطالب أي أمل في بلاده أو في مستقبله أو في قدراته وإمكاناته مهما حاول وبذل من جهد طوال العام. أضف إلى ذلك فضائح بيع وتسريب الامتحانات وأوراق الإجابة، واهتمام الكثير من فئات المجتمع بالحصول على الامتحان بأي ثمن، وكأن الغش والتحايل والخداع قد أصبحوا مقبولين من أجل أن يحصل أولادنا على درجات تؤهلهم لما نسميه وحدنا دون العالم أجمع بـ "كليات القمة". تحول الكثير منا إلى لاهثين خلف الغش وباحثين عن الامتحانات المسربة، واللجان المشتراة، وطرق السماح للأولاد باستخدام الموبايل للاتصال بالمدرسين أثناء الامتحانات، وغير ذلك من الفضائح التي لا يشارك فيها الطلاب فقط، وإنما جزء كبير من قطاعات المجتمع الأخرى. كيف وصل بنا الحال إلى هذا؟ وكيف نقبل أن تتحول الأفعال المنافية للأخلاق من غش وتحايل إلى أمور مقبولة في مجتمعنا، ولا تثير الاهتمام إلا إذا استأثر بها أحد عن باقي الناس؟
نعود إلى محاسبة المسئولين عما يحدث. لماذا لم نسمع حتى الآن عن استقالة أحد .. أو قبول استقالة مسئول ما، أو تحويل أحد القيادات إلى التحقيق أو فصله من العمل؟ ليس من المعقول ألا يكون هناك مسئولاً عن كل هذه التجاوزات والفضائح. وحتى إن لم يكن هناك مسئول يسهل إلقاء اللوم عليه لأن التحقيقات ما تزال جارية كما ندعي في كل فضيحة، فلماذا لا يستقيل الوزير والمسئولون عن الامتحانات اعترافاً بأن ما حدث يندرج تحت مسئولياتهم المباشرة. لماذا لا يتحرك رئيس الوزراء ويقيل أو يفصل عن العمل من ساهموا في الفضائح التي أصبحت على كل لسان. لماذا نحمي بعضنا البعض، ونهدم بلادنا ومستقبلها ونحن نفعل ذلك؟
لقد آن الأوان أن نغار على بلادنا، وأن نغار على مستقبل أولادنا .. وعن حقهم في أن يكون لديهم أمل في بلادهم وأمل في مستقبلهم، وأمل في قياداتهم أيضاً. إن العالم من حولنا يتحرك سريعاً وبعيداً عنا، ونتحول تدريجياً إلى دولة وشعب هامشي لا قيمة فعلية له على ساحات التأثير الإقليمي والدولي والمحلي أيضاً. أتذكر قصة حدثت لي منذ عام، عندما دعيت إلى بيت أحد الأصدقاء في دولة عربية مجاورة، وجلست أتحدث مع ابن صديقي وكان طالباً في المرحلة الثانوية، وسألته سؤالاًَ بدا منطقيا لي، عندما قلت له: "هل تذهب إلى المدرسة؟" نظر إلى الولد مستغرباً، وقال ماذا تعني؟ أدركت لحظتها مباشرة مدى التردي الذي نحن فيه في مصر، ومدى سخافة سؤالي، ولكني لم أملك التراجع عنه، فقلت للولد أن ابني أيضاً في المرحلة الثانوية، وأنه لا يذهب إلى المدرسة لأنه لا يوجد فيها تعليم للأسف. لم يفهم الشاب الصغير ما أعني، وبدأ يسألني عن أحوال التعليم في مصر، وبدأت أسأله أيضاً عن مدرسته، وفوجئت بفارق مزعج بين مدارسنا ومدارسهم.
وفي الشهر الماضي كنت في زيارة إلى دولة عربية أخرى، وفي عشاء عند صديق آخر وجدتهم يناقشون مشكلة يمر بها أحد أبناءهم، وهي أن المدرسة طلبت من الشاب استدعاء ولي الأمر لأن شعر الشاب، وهو في المرحلة الثانوية طويل، ويجب عليه أن يقصه ويقصره. الآباء كانوا يناقشون الأسلوب الذي يتم به التعامل مع هذا الأمر، ولكن لم يناقش أحد منهم فكرة أن المدرسة تطلب من الشاب الحلاقة والاهتمام بالمظهر. جلست أستمع، وأعقد مقارنة بين ذلك، وبين أشكال الطلاب في مدارسنا الثانوية في المرحلة الراهنة، وتحسرت على ما يحدث في مصر ثانية.
إن التقدم لا يقدم للشعوب على أطباق من ذهب، ولكنه يحدث عندما تتكاتف الأمم على التضحية وعلى البناء وعلى الإنتاج. نحتاج في مصر إلى صحوة إنسانية حقيقية نعيد فيها للإنسان المصري كرامته وحريته من ناحية، ولكننا أيضاً بحاجة إلى أن نساعد مجتمعنا على الإنتاج والعمل والجد وبذل الجهد، ونبعث في نفوس شعبنا الأمل في المستقبل. لن يحدث ذلك ونحن نجتهد في "تعجيز" الشباب في امتحانات الثانوية العقيمة .. ولن يحدث هذا ونحن نتسابق على تسريب الامتحانات وتشجيع الغش أو إغماض الأعين عنه .. ولن يحدث ذلك ونحن لا نحاسب المسئولين في قطاع التعليم عن الكارثة التي توشك أن تصيب أمتنا بأفعالهم. إن لم نعتني بمشكلة التعليم، ونجعلها الأولوية الأولى لإصلاح المجتمع المصري، فنحن مهددون بكارثة حقيقية بدأت ملامحها في التشكل على الوجوه اليائسة من شباب مصر.
أنا أقدر اهتمام المثقفين بالحياة السياسية والحريات العامة، ولكنني أدعوهم إلى الانتباه إلى مأساة التعليم وكارثة الفساد العام. لن يصلح حال مصر فقط بتداول السلطة بين السياسيين وصناع القرار. لا شك أننا بحاجة إلى ذلك، ولكنه لن يكون كافياً. عندما نفقد التعليم والأمل .. لن ننجح في الاستمتاع بتداول السلطة أو بالحرية. التعليم هو طريقنا نحو الحفاظ على مصر دولة ذات احترام ومكانة، وهو خير ضمان لمستقبل أفضل، لأن أول كلمات الله للمجتمع المسلم كانت "إقرأ" .. وأول أوامر الله تعالى إلى خير خلقه كانت "إقرأ وربك الأكرم" .. وأقسم جل وعلا "بالقلم وما يسطرون" .. فإن أردنا النجاح في الدنيا والنجاة في الآخرة .. فلنعد إلى القلم .. ولنعد إلى القراءة .. ولنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب من ربه جل وعلا ــ في القرآن الكريم ــ الزيادة في أي شيء إلا في العلم .. تذكروا أن محمداً صلى الله عليه وسلم دعا ربه قائلا في الكتاب الحكيم.."وقل ربي زدني علما".
ودا رابط الجروب على موقع الفيس بوك لو عند كرامه ولسه خايف على مستبل ابنك سواء كنت طالب او ولى امر لازم تشارك
https://www.facebook.com/groups/305862282766432/
ما يحدث في بلادنا مهزلة بكل المقاييس والمعايير. امتحانات صعبة ومعقدة لا تقيس إلا درجة الإحباط واليأس في المجتمع، ولا تعطي الطالب أي أمل في بلاده أو في مستقبله أو في قدراته وإمكاناته مهما حاول وبذل من جهد طوال العام. أضف إلى ذلك فضائح بيع وتسريب الامتحانات وأوراق الإجابة، واهتمام الكثير من فئات المجتمع بالحصول على الامتحان بأي ثمن، وكأن الغش والتحايل والخداع قد أصبحوا مقبولين من أجل أن يحصل أولادنا على درجات تؤهلهم لما نسميه وحدنا دون العالم أجمع بـ "كليات القمة". تحول الكثير منا إلى لاهثين خلف الغش وباحثين عن الامتحانات المسربة، واللجان المشتراة، وطرق السماح للأولاد باستخدام الموبايل للاتصال بالمدرسين أثناء الامتحانات، وغير ذلك من الفضائح التي لا يشارك فيها الطلاب فقط، وإنما جزء كبير من قطاعات المجتمع الأخرى. كيف وصل بنا الحال إلى هذا؟ وكيف نقبل أن تتحول الأفعال المنافية للأخلاق من غش وتحايل إلى أمور مقبولة في مجتمعنا، ولا تثير الاهتمام إلا إذا استأثر بها أحد عن باقي الناس؟
نعود إلى محاسبة المسئولين عما يحدث. لماذا لم نسمع حتى الآن عن استقالة أحد .. أو قبول استقالة مسئول ما، أو تحويل أحد القيادات إلى التحقيق أو فصله من العمل؟ ليس من المعقول ألا يكون هناك مسئولاً عن كل هذه التجاوزات والفضائح. وحتى إن لم يكن هناك مسئول يسهل إلقاء اللوم عليه لأن التحقيقات ما تزال جارية كما ندعي في كل فضيحة، فلماذا لا يستقيل الوزير والمسئولون عن الامتحانات اعترافاً بأن ما حدث يندرج تحت مسئولياتهم المباشرة. لماذا لا يتحرك رئيس الوزراء ويقيل أو يفصل عن العمل من ساهموا في الفضائح التي أصبحت على كل لسان. لماذا نحمي بعضنا البعض، ونهدم بلادنا ومستقبلها ونحن نفعل ذلك؟
لقد آن الأوان أن نغار على بلادنا، وأن نغار على مستقبل أولادنا .. وعن حقهم في أن يكون لديهم أمل في بلادهم وأمل في مستقبلهم، وأمل في قياداتهم أيضاً. إن العالم من حولنا يتحرك سريعاً وبعيداً عنا، ونتحول تدريجياً إلى دولة وشعب هامشي لا قيمة فعلية له على ساحات التأثير الإقليمي والدولي والمحلي أيضاً. أتذكر قصة حدثت لي منذ عام، عندما دعيت إلى بيت أحد الأصدقاء في دولة عربية مجاورة، وجلست أتحدث مع ابن صديقي وكان طالباً في المرحلة الثانوية، وسألته سؤالاًَ بدا منطقيا لي، عندما قلت له: "هل تذهب إلى المدرسة؟" نظر إلى الولد مستغرباً، وقال ماذا تعني؟ أدركت لحظتها مباشرة مدى التردي الذي نحن فيه في مصر، ومدى سخافة سؤالي، ولكني لم أملك التراجع عنه، فقلت للولد أن ابني أيضاً في المرحلة الثانوية، وأنه لا يذهب إلى المدرسة لأنه لا يوجد فيها تعليم للأسف. لم يفهم الشاب الصغير ما أعني، وبدأ يسألني عن أحوال التعليم في مصر، وبدأت أسأله أيضاً عن مدرسته، وفوجئت بفارق مزعج بين مدارسنا ومدارسهم.
وفي الشهر الماضي كنت في زيارة إلى دولة عربية أخرى، وفي عشاء عند صديق آخر وجدتهم يناقشون مشكلة يمر بها أحد أبناءهم، وهي أن المدرسة طلبت من الشاب استدعاء ولي الأمر لأن شعر الشاب، وهو في المرحلة الثانوية طويل، ويجب عليه أن يقصه ويقصره. الآباء كانوا يناقشون الأسلوب الذي يتم به التعامل مع هذا الأمر، ولكن لم يناقش أحد منهم فكرة أن المدرسة تطلب من الشاب الحلاقة والاهتمام بالمظهر. جلست أستمع، وأعقد مقارنة بين ذلك، وبين أشكال الطلاب في مدارسنا الثانوية في المرحلة الراهنة، وتحسرت على ما يحدث في مصر ثانية.
إن التقدم لا يقدم للشعوب على أطباق من ذهب، ولكنه يحدث عندما تتكاتف الأمم على التضحية وعلى البناء وعلى الإنتاج. نحتاج في مصر إلى صحوة إنسانية حقيقية نعيد فيها للإنسان المصري كرامته وحريته من ناحية، ولكننا أيضاً بحاجة إلى أن نساعد مجتمعنا على الإنتاج والعمل والجد وبذل الجهد، ونبعث في نفوس شعبنا الأمل في المستقبل. لن يحدث ذلك ونحن نجتهد في "تعجيز" الشباب في امتحانات الثانوية العقيمة .. ولن يحدث هذا ونحن نتسابق على تسريب الامتحانات وتشجيع الغش أو إغماض الأعين عنه .. ولن يحدث ذلك ونحن لا نحاسب المسئولين في قطاع التعليم عن الكارثة التي توشك أن تصيب أمتنا بأفعالهم. إن لم نعتني بمشكلة التعليم، ونجعلها الأولوية الأولى لإصلاح المجتمع المصري، فنحن مهددون بكارثة حقيقية بدأت ملامحها في التشكل على الوجوه اليائسة من شباب مصر.
أنا أقدر اهتمام المثقفين بالحياة السياسية والحريات العامة، ولكنني أدعوهم إلى الانتباه إلى مأساة التعليم وكارثة الفساد العام. لن يصلح حال مصر فقط بتداول السلطة بين السياسيين وصناع القرار. لا شك أننا بحاجة إلى ذلك، ولكنه لن يكون كافياً. عندما نفقد التعليم والأمل .. لن ننجح في الاستمتاع بتداول السلطة أو بالحرية. التعليم هو طريقنا نحو الحفاظ على مصر دولة ذات احترام ومكانة، وهو خير ضمان لمستقبل أفضل، لأن أول كلمات الله للمجتمع المسلم كانت "إقرأ" .. وأول أوامر الله تعالى إلى خير خلقه كانت "إقرأ وربك الأكرم" .. وأقسم جل وعلا "بالقلم وما يسطرون" .. فإن أردنا النجاح في الدنيا والنجاة في الآخرة .. فلنعد إلى القلم .. ولنعد إلى القراءة .. ولنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب من ربه جل وعلا ــ في القرآن الكريم ــ الزيادة في أي شيء إلا في العلم .. تذكروا أن محمداً صلى الله عليه وسلم دعا ربه قائلا في الكتاب الحكيم.."وقل ربي زدني علما".
ودا رابط الجروب على موقع الفيس بوك لو عند كرامه ولسه خايف على مستبل ابنك سواء كنت طالب او ولى امر لازم تشارك
https://www.facebook.com/groups/305862282766432/