مشاهدة النسخة كاملة : التعليم


omda2008
22-11-2011, 12:54 AM
كلمات جريئة المقال الممنوع من النشر‏!!‏ بقلم: لبيب السباعى "كلمات جريئة"كان هذا هو العنوان الذي واصلت الكتابة تحته لأكثر من ربع قرن من الزمان في صفحة شباب وتعليم إلي أن توقفت عن الكتابة بفعل فاعل بعد أن قام الأستاذ رئيس تحرير الأهرام السابق باستبعاد المقال بل والصفحة كلها أكثر من مرة علي مدي شهر كامل. كان آخر مرة يستبعد فيها ماأكتبه هو المقال الذي كان مقررا نشره في13 ديسمبر من العام الماضي2010 دون أن يكلف الأستاذ رئيس التحرير السابق خاطره أو يكلف أحد معاونيه بإخطاري ولو لمرة واحدة سبب استبعاد المقال فجأة ودون تفسير لماذا حجب المقال بل ودون مجرد إبلاغ بأن المقال لن ينشر فكنت أفاجأ صباح يوم نشر المقال مثل السادة القراء باختفائه واختفاء الصفحة بأكملها حتي يكون ذلك مبررا لاستبعاد المقال.. وبعد مرور48 ساعة علي حجب آخر مقال في13 ديسمبر الماضي كتبت لرئيس التحرير السابق رسالة نصها ما يلي: تحيه طيبة وبعد كنت أظن أن 40 عامامن الانتماء والاعتزاز بالأهرام تكفي لأن يكون التعامل معي مهنيا علي غير ما جري.. فعلي مدي شهر متصل تم حجب صفحة شباب وتعليم لمجرد أنها تحمل مقالي الأسبوعي دون تفسير أو حتي إبلاغي ولو من باب العلم أو الزمالة, وتذكرون أن ذلك تكرر من قبل أكثر من مرة.. وباتصالي بكم هاتفيا وعدتم ببحث الموضوع ومعاودة الاتصال بي غير أن ذلك لم يحدث.. وانتهي الأمر عند هذا الحد.. وإذ أعبر لكم عن دهشتي وانزعاجي من هذا التعامل أجدني مضطرا لإبلاغكم بتوقفي عن كتابة مقالي الأسبوعي.. شاكرا ومتمنيا كل التوفيق.. انتهت الرسالة وانتهي الأمر بأكمله عند هذا الحد.. كنت حريصا علي كرامتي من ناحية وكنت عاجزا عن فهم ما يجري وقتهــا من ناحية أخري!! وبشعار بركة يا جامع لم يعقب رئيس التحرير السابق علي رسالتي غير أن النتيجة الوحيدة التي تحققت هي أن صفحة "شباب وتعليم" عادت للظهور بأنتظام بعد أن اختفي منها مقالي الذي لم أكن أري فيه وقتها ما يزعج إلي حد المنع وأنا ابن من أبناء الأهرام ورئيس لتحرير مجلة الشباب وعضو مجلس الإدارة ومع ذلك لم أكن أعلم سببا للمنع ولكن بعد وقت قصير علمت أن سبب حجب ما أكتبه هو أن الدكتور وزير التعليم في هذا الوقت والذي تربطه علاقات خاصة بقيادات وزارة الداخلية قد ضاق صدره بانتقادات أظنها موضوعية لما يجري في التعليم المصري الذي كنت ومازلت أراه ينهار ويتراجع يوما بعد يوم وتكفلت أجهزة أمن الدولة بعمل اللازم لحل مشكلة ضيق صدر الدكتور الوزير بما ينشر عن وزارته ولا يرضيه, وتولي الأستاذ رئيس تحـــرير الأهـرام السـابق تنفيذ بـاقي المهمة بسياسة المناكفة باختفاء المقال مرة وتعديله مرة أخري وتأجيله عدة مرات إلي أن كان المقال الأخير الذي لم ينشر وكان الإصرار علي عدم نشره لا يقبل التفاهم, وبالرسالة التي بعثت بها إلي رئيس التحرير السابق ومن تاريخها توقفت عن الكتابة احتراما للقارئ ولنفسي.. وارتاح الوزير وارتاح رجال الوزير في أمن الدولة وارتاح معهم بل وربما قبلهم السيد رئيس التحرير السابق.. وقامت ثورة يناير وفقد الوزير مقعده الوزاري.. وإن استمرت علاقاته الأمنية علي ما يرام وفقد رئيس التحرير السابق موقعه أيضا وكان قبل أن يفقده قد تذكر- بعد مرور, ثلاثة أشهر- أنني توقفت عن الكتـابة وإذا به يزورني فجـأة مع صديق عزيز معتذرا وطالبا أن أعود للكتابة فطلبت أن ينشر الأهرام كيف منعت من الكتابة ووافق وبالفعل نشر الأهرامس15-- في مقال للزميل الأستاذ فتحي محمود رسالة موجزة مني تتضمن كيف تم منعي من النشر دون مبرر وشاءت مشيئة الله أن أتولي مسئولية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام بعد أسبوعين من تلك الأحداث وتحديدا في30 مارس الماضي ووقتها ألزمت نفسي وأمام زملائي بألا يكون منصب رئيس مجلس الإدارة بوابة العودة للكتابة والتزمت بذلك بقدر ما سمحت به الظـروف مع استثنـاءات محـدودة بحـوار مع الكـاتب الكبيـر الأستــاذ محمد حسنين هيكل علي سبيل المثال..ولكن مقالي الأسبوعي بعنوان كلمات جريئة ظل محتجبا ولكن برغبتي, وما أن شاءت إرادة الله سبحانه وتعالي أن أتخفف من عبء ومسئولية رياسة مجلس الإدارة وبعد أن غادرت مكاني وبمبادرة كريمة من الأستاذ عبد الفتاح الجبالي رئيس مجلس الإدارة والأستاذ عبد العظيم حماد رئيس التحرير أعود للكتابة من اليوم تحت نفس العنــــــوان كلمات جريئة وقد كان الأستاذ عبد العظيم حماد كريما وهو يوافق علي رغبتي في أن ينشر مقالي يوم الاثنين وهو نفس اليوم الذي كنت أكتب فيه طوال السنوات الماضية وإن تغير المكان من صفحة شباب وتعليم التي أتمني لها كل التوفيق إلي صفحة الرأي مجاورا لأستاذي صلاح منتصر.. ما سبق أظنه حقا علي للقارئ الكريم لتفسير سر غيابي ومستأذنا في العودة, وفي هذا الإطار كان ضروريا أن أعود للمقال الممنوع من النشر- حيث توقفت- وكانت دهشتي بالغة وأنا أجد أن المقال الممنوع من النشر في13 ديسمبر من العام الماضي دون تفسير يقدم لي تفسيرا لما كان غامضا وقتها عن سر منعه!! بل واكتشف أن نشره الآن قد يفوق أهمية نشره وقتها!! لم يكن المقال الممنوع من النشر مقالا سياسيا أو يتناول ما في مصر من فساد الحزب الوطني أو استبداد لجنة السياسات أو يقترب- لا سمح الله- من ملف التوريث والخصخصة.. كنت أكتب عن قضايا الشباب والتعليم وكان ذلك اسم الصفحة الذي اخترته قبل ربع قرن وهي مستمرة في الصدور حتي الآن وكنت مؤمنـا- ومازلت- برؤية تحولت مع السنوات إلي ما يشبه اليقين في أن مستقبل مصر هم الشباب وأن إصلاح التعليم هو الطريق إلي هذا المستقبـــل كنت- ومازلت- علي يقين أنه بالتعليم فقط يمكن إصلاح كل شيء.. وبالتعليم فقط سوف يكون لدينا الوطن الذي نحلم به والمواطن الذي نريده.. التعليم فقط سيقدم لنـا الإنسـان الذي لا يستطيـع أحـد أن يتـاجـر به أو يستغـله أو يقهـره وكنـت- ومازلت- أري أن التعليم المصري لا يحقق بل ربما لا يراد له أن يحقق إصلاحا لمصر وبعد ثورة25 يناير تأكدت أن ما شهده التعليم المصري من انهيار وتراجع مؤسف ومؤلم لم يكن كما كنت أظن لغياب السياسات أو لتواضع مستوي الذين جلسوا أو أجلسوا علي مقاعد وزارات التعليم في مصر كان سهوا أو دون قصد, بل كان سوء اختيار عن قصد بهدف أن تتراجع مصر علميا حتي يتقدم الفساد بسهولة إلي كل المواقع فكلما زاد الجهل انتشر الفساد وساد دون مقاومة وعندما يتولي الوزارة بالصدفة وزير للتعليم يعتقد جادا أن الدولة تريد الإصلاح كان يطاح به ويفقد منصبه في أقرب فرصة.. كان النظام ورئيسه المخلوع يزعم- كاذبا- في كل خطبه المملة اهتمامه بضرورة إصلاح التعليم وكذلك حرصه علي متابعة وحل مشكلات الشباب.. ولكنه علي أرض الواقع كان يفعل عكس ما يقول ساعيا بكل همة إلي إهدار التعليم المصري في الداخل والخارج, ولم تستحق جامعة مصرية واحدة أن تكون ضمن قائمة أفضل500 جامعة في العالم في الوقت الذي دخلت فيه6 جامعات إسرائيلية هذه القائمة, أما الشباب فيكفي لتوضيح ما بلغه من إحباط ويأس من الحاضر والمستقبل انتشار ما عــرف باســم مراكب الموت في ظاهرة محاولات الهجرة غير الشرعية لمئات الشباب الذين اختاروا المخاطرة بأرواحهم هربا من وطن لا يتيح لهم الحد الأدني من الكرامة في فرصة عمل أو مسكن ويغتال الحاضر ولا تبدو فيه أي بشائر للمستقبل.. كان المقال الممنوع من النشر يتناول مقارنة بين مصر والهند, وما جري في البلدين خلال السنوات الأخيرة وكان عنوانه مصر.. من الطائرة إلي التوك توك.. والحقيقة أنني اكتشفت وأنا أعيد قراءته اليوم أن الأستاذ رئيس التحرير السابق كان له كل العذر وأنه لم يكن بوسعه أن ينشره ومصر وصحافتها علي ما كانت عليه وقتها!! وإلي الأسبوع القادم إن شاء الله للمقال الممنوع مصر من الطائرة إلي التوك توك!!

د.عبدالله محمود
22-11-2011, 02:51 AM
التعليم فقط سيقدم لنـا الإنسـان الذي لا يستطيـع أحـد أن يتـاجـر به أو يستغـله أو يقهـره
جزاك الله خيراً