مشاهدة النسخة كاملة : وفى ذلك فليتنافس المتنافسون


حنان الجبلاوى
05-12-2011, 01:53 AM
وفى ذلك فليتنافس المتنافسون
*********

قالها الله تعالى فى سورة المطففين .. وهو يصف حال الأبرار فى جنة النعيم ..
تأملت حالنا وجدتنا نتنافس على ما هو زائل .. وندير وجهنا بلا تعمد منا عن ما هو دائم وباقٍ ..

نبحث عن مكاسب مادية مؤقتة لن تدُم طويلاً مهما طال الزمن .. ونترك المكسب الحقيقى وهو رضا الله عنا .. نتنافس على منصب .. بدلاً من أن نتنافس على مقاعدنا فى الجنة ..

نشغل بالنا كم كسبنا من المال ؟.. وكيف نزيده ؟..

وكأن الدنيا باقية .. وكأننا مخلدون فيها ..

نظن الموت دائمًا بعيدًا عنا ..

سألت نفسى : ماذا لو أتانى الموت الآن ؟!!
وجدت سيلاً من التساؤلات يطرق خاطرى ..

هل أنا على أتم استعداد للقاء ربى ؟

هل هناك أمور قمت بتسويفها وتأجيلها ؟

ماذا أعددت لهذا اليوم ؟

هل وضعت بحقيبتى كل ما أحتاج لهذا اليوم ؟ أم ما زال ينقصها الكثير ؟

هل سأكون ممن تفرح السماء بهم ؟

هل سأكون ممن يضمهم القبر ضمة حنان ؟ أم ضمة عذاب ؟

هل سيكون قبرى روضة من رياض الجنة ؟ أم حفرة من حفر النار ؟

مَن أغضبته لأطلب منه السماح ؟

وماذا عن تقصيرى فى بعض الأمور ؟
هل عندى وقت لتعويض هذا القصور ؟ أم أن الوقت فات ؟


وماذا سيبقى لى بعد موتى :
( ولد صالح يدعو لى ) ؟ .. لم يأتِ بعد .
( علم ينتفع به ) ؟ .. حاولت فعل ذلك .. وأرجو من الله أن يتقبله .
( صدقة جارية ) ؟ .. بينى وبين الله .
لكن هل ما قدمته كافٍ ليشفع لى .. ويطهرنى من ذنوبى ؟

وترى كم شخص سيودعنى .. ويبكى لفراقى ؟ .. ويطلب لى الرحمة ؟

وهل هناك من ظلمتهم بدون قصد سيفرحون لموتى ؟

سيل من التساؤلات .. منها ما وجدت له إجابة .. ومنها ما وقفت أمامه عاجزة ..
يجب أن نسأل أنفسنا دائمًا .. ماذا قدمنا لهذا اليوم الذى لا مفر منه .. ولا نعلم متى سيأتى ..

فقد قال تعالى : " وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى ارض تموت "

ألا تستحق الجنة أن نتنافس من أجلها ؟!!

اللهم ارزقنا التوبة قبل الموت .. ونبهنا عند الغفلة .. وانفعنا بشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم ..

بقلمى
حنان الجبلاوى