نقاء الروح
10-12-2011, 05:51 PM
http://www8.0zz0.com/2011/12/10/15/510836593.jpg
" أبي ، أمي لقد عُدت ..! "
هكذا صاحت طفلتي وهي ترتمي بأحضانِ أبيها بلهفةٍ وشوق
طابعةً قبلة رقيقة شقية على أحدِ خديه ..
ثم اتخذت من رجليهِ مقعداً لها ، لتبدأ حديثها الطفولي المعتاد عن يومِها ،
فـ يقطعُ حماسَها نداءُ أمِها لهما لمائدة الغداء ..
وبعدَ الغداء
تكتملُ الحكاية بالجلوسِ أمامَ المدفئة مستمتعين بأكوابٍ من الشاي الساخن ..
وسريعاً ما يحلُ المساء ..
لتشتدَ حدةُ برودةِ الجو
فتصرُ طفلتي على الوقوف أمامَ النافذة مُتابعةً حركةَ المارة
لتشعر بالبردِ يخترقُ جسدها الغضّ ..
فتجذبُها أمُها بلطفٍ حازم لتودعَها سريرها حيثُ دفئ الغطاء
ولذةُ النومِ الهانئ ..
مودعةً إيها بقبلة رقيقة حانية على جبينِها لتغطَ في نومٍ عميق ..
وفجأة ..!
تستيقظ طفلتي مفزوعة على لسعاتِ البردِ القارص ،
لتكتشفَ بكلِ مرارةٍ أن ما عاشته كان مجردَ حُلمٍ جميل تمنته وتتمناه طويلاً
لكن
لم تحصل عليه قط ..!
استيقظت على واقعِها المرير
حيثُ الشارع مأواها
والرصيف مضجعُها
والظلام أنيسُها
والجوع يسكنُ أحشائَها
والبرد يحيطُ بِها
أين دفئ السرير ، أين دفئ الأهلِ والبيت ؟!
هكذا شقتْ صرخةُ طفلتي جوفَ الليل المُعتمِ كمصيرِها ..
ودموعَها على وجهها البريء شاهدٌ على ظلمٍ أحاط بِها
لكن
وفالنهاية غفت طفلتي
ودمعتُها معلقةٌ بأهدابِها
والبرد يفتتُ أوصَالها
بعيدأ عن دفئ الغطاء .. واهتمام الأهلِ والأحباء
لتكون آخر همساتِها
من لـــي أنـــا ؟
لكِ الله يا طفلتي ..
لكِ الله ..!
http://www8.0zz0.com/2011/12/10/15/792448536.jpg
1/ 12 / 2011
" أبي ، أمي لقد عُدت ..! "
هكذا صاحت طفلتي وهي ترتمي بأحضانِ أبيها بلهفةٍ وشوق
طابعةً قبلة رقيقة شقية على أحدِ خديه ..
ثم اتخذت من رجليهِ مقعداً لها ، لتبدأ حديثها الطفولي المعتاد عن يومِها ،
فـ يقطعُ حماسَها نداءُ أمِها لهما لمائدة الغداء ..
وبعدَ الغداء
تكتملُ الحكاية بالجلوسِ أمامَ المدفئة مستمتعين بأكوابٍ من الشاي الساخن ..
وسريعاً ما يحلُ المساء ..
لتشتدَ حدةُ برودةِ الجو
فتصرُ طفلتي على الوقوف أمامَ النافذة مُتابعةً حركةَ المارة
لتشعر بالبردِ يخترقُ جسدها الغضّ ..
فتجذبُها أمُها بلطفٍ حازم لتودعَها سريرها حيثُ دفئ الغطاء
ولذةُ النومِ الهانئ ..
مودعةً إيها بقبلة رقيقة حانية على جبينِها لتغطَ في نومٍ عميق ..
وفجأة ..!
تستيقظ طفلتي مفزوعة على لسعاتِ البردِ القارص ،
لتكتشفَ بكلِ مرارةٍ أن ما عاشته كان مجردَ حُلمٍ جميل تمنته وتتمناه طويلاً
لكن
لم تحصل عليه قط ..!
استيقظت على واقعِها المرير
حيثُ الشارع مأواها
والرصيف مضجعُها
والظلام أنيسُها
والجوع يسكنُ أحشائَها
والبرد يحيطُ بِها
أين دفئ السرير ، أين دفئ الأهلِ والبيت ؟!
هكذا شقتْ صرخةُ طفلتي جوفَ الليل المُعتمِ كمصيرِها ..
ودموعَها على وجهها البريء شاهدٌ على ظلمٍ أحاط بِها
لكن
وفالنهاية غفت طفلتي
ودمعتُها معلقةٌ بأهدابِها
والبرد يفتتُ أوصَالها
بعيدأ عن دفئ الغطاء .. واهتمام الأهلِ والأحباء
لتكون آخر همساتِها
من لـــي أنـــا ؟
لكِ الله يا طفلتي ..
لكِ الله ..!
http://www8.0zz0.com/2011/12/10/15/792448536.jpg
1/ 12 / 2011