abomokhtar
10-12-2011, 06:43 PM
نشرت جريدة أخبار اليوم السبت مقالا للمستشار حسن منصور نائب رئيس محكمة النقض، تحدث فيه عن حدث غريب، يعبر عن انتشار الجهل في الدين وتحدث الجهال بما لا يعلمون وخاصة الشباب منهم، ونترككم مع المقال.
"إذا كانت رحلة الإنسان في الدنيا، هي مجموع لحظات بقائه في الحياة، فهناك لحظة السعادة التي تقابلها لحظة التعاسة والشقاء ولحظة الفرح والسرور التي تقابلها لحظة الحزن والألم، وغير ذلك من لحظات عمر الإنسان علي الأرض فإن العاقل من يغتنم كل لحظة منها، فيما يحقق له النفع المستديم والخير العميم، وحتى يصل إلي هذه الغاية، فلابد له من أن يحيط علماً بفقه كل لحظة في حياته، وهذا الفقه الذي لا يقف فقط عند فقه الدين، بل يتعداه إلي فقه الحياة الإنسانية بكل جوانبها، ولهذا كانت آفة قوم سيدنا شعيب عليه السلام، أن قالوا له كما ذكر القرآن الكريم: "يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول" (هود: 19).
وإذا كان من آفات كل عصر أن يتجاهل الناس فقه الحياة بصفة عامة فيتيهون في دروبها حيرانين، فإن من أكبر الآفات أن يغيب فقه الدين، عمن وضعوا أنفسهم علي أحد ثغور الدعوة إليه، فتمر عليهم اللحظة، وهم بمنأى عن الفقه المناسب لها، فيقع منهم ما يفقد اللحظة جلالها، بل وقيمتها في تشكيل وجدان من يعيشها وهذا ما حدث في واقع حياتنا منذ أيام قليلة ماضية، عندما جرت أقدار الله، علي أحد شباب الصحافة الإسلامية، وفارق الحياة علي إثر حادث طريق أليم.
وبعد إعداد الجنازة للصلاة علي جثمانه الطاهر، بأحد المساجد الكبرى بالعاصمة ولدي الدخول إليه، كان يجلس بالمحراب شاب كث اللحية وطويلها، يبدو عليه أنه كان يؤم المصلين في صلاة المغرب، فتقدم إليه من بيننا أحد علماء الأزهر الشريف، ممن لهم قدم صدق في الدعوة الإسلامية، ولصلة القربى التي تربطه بالمتوفي، استأذن هذا الشاب في أن يتقدم لصلاة الجنازة، فأذن له، ولكن لاحظنا أنه لم يقف في الصفوف مع باقي المصلين، وأصر علي أن يقف بجوار الإمام وبعد الانتهاء من صلاة الجنازة، رفع هذا الإمام العالم يديه، متوجهاً إلي الله تعالي بالدعاء للزميل المتوفي، بدعوات من الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة ومعظمها مما يقال بعد تكبيرات صلاة الجنازة.
وكانت جموع الحاضرين في لحظة سكون وخشوع، تؤمن علي هذا الدعاء بقلوب منفطرة وأعين دامعة، فما كان أحوجنا إلي الفقه الخاص بهذه اللحظة، من معايشة جو الدعاء والتضرع إلي الرحمن الرحيم، ولكن تبخر الأمل في أن ننعم بهذا الفقه، عندما أمسك ذلك الشاب بمكبر الصوت، وصاح في المشيعين، قائلاً: إذا كانت صلاة الجنازة وردت عن رسول الله " فإن الكلام الذي قيل - يقصد دعاء الإمام - لم يرد".. فأصيب الجميع بالوجوم التام، حزناً علي حزن، ثم أخذ البعض يتساءل: أين الأدب مع العلماء أليس هذا العالم علي إدراك بما يقول وحكمه الشرعي وهل ورد النهي من الله أو رسوله عن الدعاء للميت في أي وقت؟ وهل من الإسلام أن نصدم الناس في مشاعرهم في هذه اللحظة، والأمر ليست فيه مخالفة لأحكام ولكن يبقي سؤالنا: أين فقه اللحظة في حياتنا."
http://www.moheet.com/2011/12/10/%D9%81%D9%82%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%A9-%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%A9-%D9%82%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88/
"إذا كانت رحلة الإنسان في الدنيا، هي مجموع لحظات بقائه في الحياة، فهناك لحظة السعادة التي تقابلها لحظة التعاسة والشقاء ولحظة الفرح والسرور التي تقابلها لحظة الحزن والألم، وغير ذلك من لحظات عمر الإنسان علي الأرض فإن العاقل من يغتنم كل لحظة منها، فيما يحقق له النفع المستديم والخير العميم، وحتى يصل إلي هذه الغاية، فلابد له من أن يحيط علماً بفقه كل لحظة في حياته، وهذا الفقه الذي لا يقف فقط عند فقه الدين، بل يتعداه إلي فقه الحياة الإنسانية بكل جوانبها، ولهذا كانت آفة قوم سيدنا شعيب عليه السلام، أن قالوا له كما ذكر القرآن الكريم: "يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول" (هود: 19).
وإذا كان من آفات كل عصر أن يتجاهل الناس فقه الحياة بصفة عامة فيتيهون في دروبها حيرانين، فإن من أكبر الآفات أن يغيب فقه الدين، عمن وضعوا أنفسهم علي أحد ثغور الدعوة إليه، فتمر عليهم اللحظة، وهم بمنأى عن الفقه المناسب لها، فيقع منهم ما يفقد اللحظة جلالها، بل وقيمتها في تشكيل وجدان من يعيشها وهذا ما حدث في واقع حياتنا منذ أيام قليلة ماضية، عندما جرت أقدار الله، علي أحد شباب الصحافة الإسلامية، وفارق الحياة علي إثر حادث طريق أليم.
وبعد إعداد الجنازة للصلاة علي جثمانه الطاهر، بأحد المساجد الكبرى بالعاصمة ولدي الدخول إليه، كان يجلس بالمحراب شاب كث اللحية وطويلها، يبدو عليه أنه كان يؤم المصلين في صلاة المغرب، فتقدم إليه من بيننا أحد علماء الأزهر الشريف، ممن لهم قدم صدق في الدعوة الإسلامية، ولصلة القربى التي تربطه بالمتوفي، استأذن هذا الشاب في أن يتقدم لصلاة الجنازة، فأذن له، ولكن لاحظنا أنه لم يقف في الصفوف مع باقي المصلين، وأصر علي أن يقف بجوار الإمام وبعد الانتهاء من صلاة الجنازة، رفع هذا الإمام العالم يديه، متوجهاً إلي الله تعالي بالدعاء للزميل المتوفي، بدعوات من الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة ومعظمها مما يقال بعد تكبيرات صلاة الجنازة.
وكانت جموع الحاضرين في لحظة سكون وخشوع، تؤمن علي هذا الدعاء بقلوب منفطرة وأعين دامعة، فما كان أحوجنا إلي الفقه الخاص بهذه اللحظة، من معايشة جو الدعاء والتضرع إلي الرحمن الرحيم، ولكن تبخر الأمل في أن ننعم بهذا الفقه، عندما أمسك ذلك الشاب بمكبر الصوت، وصاح في المشيعين، قائلاً: إذا كانت صلاة الجنازة وردت عن رسول الله " فإن الكلام الذي قيل - يقصد دعاء الإمام - لم يرد".. فأصيب الجميع بالوجوم التام، حزناً علي حزن، ثم أخذ البعض يتساءل: أين الأدب مع العلماء أليس هذا العالم علي إدراك بما يقول وحكمه الشرعي وهل ورد النهي من الله أو رسوله عن الدعاء للميت في أي وقت؟ وهل من الإسلام أن نصدم الناس في مشاعرهم في هذه اللحظة، والأمر ليست فيه مخالفة لأحكام ولكن يبقي سؤالنا: أين فقه اللحظة في حياتنا."
http://www.moheet.com/2011/12/10/%D9%81%D9%82%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%A9-%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%A9-%D9%82%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88/