بسم الله الرحمن الرحيم
هنا تجدون بعض الذكريات ربما اخرجتها يوما
الحلقة الأولى

كان عندي جدة
طويلة القامة
عالية الهمة و الهامة
قوية الشخصية
ناعسة العينين
صوتها مميز لم أسمع له شبيهاً .. جدتي يحترمها و يهابها الرجال و النساء ، الكبار و الصغار ، من أبناءها و من أقاربها بل من القبيلة بأسرها ..
كنت أشعر بالفخر و أنا أقف في ظلها و أرى عيون الصغار المذعورة
فأشعر بمقدار حسدهم البرئ و مايزيدني ذلك إلا استمتاعا و تلذذا
بذلك الحسد و ذلك الظل القوي الطويل الذي أقف في كنفه .


ماتت جدتي ، و أنا طفلة
لم تترك شيئاً وراءها ، لا مال و لا قصور و لا ذهب و لا جواهر
تركت لنا صندوقا مفتوحاً.. يعلوه مصحفها ..





و سراجاً صغيراً





كانت تجمعنا حوله لتحكي لنا حكاياتها المذهلة

جدتي كانت تستمد حكاياتها من قصص الأنبياء و من القرآن الكريم و من الأحاديث الشريفة ..
لقد زرعت في قلوبنا حب الله و الخوف من الله ..
زرعت فينا حب الخير و كراهية الشر ..
زرعت فينا الكثير الكثير مما كان سببا في تعاستنا و آلامنا
و ...

ما ستحكيه لكم السطور القادمة من ،،،

فضائح جدتي ..

الحلقة الثانية

البرد قارس في الخارج
و الرياح تزمجر و تعوي بوحشية
صوت الرعد تهتز له أركان بيتنا
انهمر المطر بغزارة
و صار البرد يطرق زجاج نافذتنا بقوة
لمع البرق في السماء فاهتز بسببه كياني كله ،،
التصقت بأمي ، فضمتني إلى صدرها و طوقت جسدي الصغير بذراعيها
فشعرت بقلبي يخفق بشدة ..
أسرعت أمي نحو النافذة فأغلقتها و أسدلت الستائر التي لم تفلح في عزل ذلك الرعب أو إيقاف طرقات المطر العنيفة على النافذة الصامدة ..

مرت دقائق خوف و هلع تلتها دقائق أخرى مماثلة ..

و بعد ذلك ،،،
خفت صوت الريح
و صمت الرعد
و تحول طرق المطر الشديد على النافذة إلى ترانيم تهمس بحنان و رقة
و تسأل : من وراء النافذة ؟
هل لي بصديقة تلاطفني و تسهر معي ؟

نظرت لأمي أستأذنها في إزالة الستائر و فتح النافذة لذلك الطارق الذي يريد أن يسرقنا من وحدتنا و يسهر معنا ... طارق لا يأتي من الباب !!

تقدمت أمي نحو النافذة و فتحتها ..

اقتربت من حافتها و نظرت نحو السماء
كان القمر مضيئا يملأ أرجاء المكان ضؤه
و زخات صغيرة من المطر تداعب أوراق الأشجار فتترك عليها قطرات براقة كالنجوم
تهتز الأغصان برقة فتعزف لحنا هامسا ينفذ إلى الأعماق ليزرع فيها فيها السكينة
و الطمأنينة و الهدوء و الأحلام البيضاء الناصعة الطهر ..

التفت نحو أمي فابتسمت لي و كأنها قرأت في عيني حلم الغد البعيد ..

أقفلت أمي النافذة و اقتادتني إلى غرفة جدتي ..
فقد حان موعد حكاية الليلة .

الحلقة الثالثة

تحلق الصغار حول الجدة قبلي

اقتربت منهم و جلست إلى جوارها ابتسمت لي و قبلت جبيني

وبدأت تحكي ..

كان يا ما كان ...
كانت الجارية مؤمنة تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله

- و أنتم يا صغار ماهي شهادتكم ؟
أجاب الصغار بصوت واحد :
- لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
- و كانت خادمة في بيت رجل كافر و عندما يحين وقت الصلاة تخرج بعيدا عن بيت سيدها حتى لا يراها فيمنعها و يعذبها و عندما كانت تصلي كان الشجر و الصخر يصلي معها و يركع و يسجد .....

أخذني خيالي بعيدا عن المكان فأصبحت أنا تلك الجارية ..أصلي و الشجر و الحجر يصلي معي و يركع و يسجد ..وطفت على ذاكرتي أسئلتي ..
كيف يصلي الشجر و الحجر و كيف يركع و يسجد و أنا لا أرى الشجر إلا واقفا لا ينحني إلا أغصانه عندما تشتد الرياح ؟!!
كيف يركع و يسجد الحجر وهو دائما ساكن ؟!!
- هل جدتي تكذب ؟
- لماذا تكذب ؟
- و حنا كلنا لا نسجد إلا لله
كرامتنا تجعلنا نرفع هامتنا
و لا نذل رقابنا لأحد
و لا نستسلم
ولا ... ولا .............


و كبرت و كبر الصغار ولا زالت تلك الصورة عالقة في ذهني
ركوع و سجود الشجر و الحجر ..

و علمت يا جدتي أن هناك من يركع و يسجد في غير أوقات الصلاة
علمت أن هناك من يركع و يسجد لغير الله
علمت أن أمتي فيها الجبابرة و فيها الضعفاء و أن جبابرتها يركعون
ولكن ليس لله فهم لا يصلون ..


لم تحكي لنا يا جدتي عن أولئك الذين يبيعون الأوطان و يجحدون الأديان و يقدمون الضعفاء أكباش فداء ..
و هاهم يمرغون أنوفهم على أعتاب الغرباء فقط لكي يجلسون على كراسي
من ذهب !!

اين الناس يا ناس

تسلم ايدك
جزاك الله خيرا
بجد مواضيعك كلها جميييييييلة جدااااااا
وبتعجبنى اووووى

شكرا ملك اليمين
ردودك تسعدنى

معلش يا جدتى محدش عايز يعرف حكاياتك بس برضه حقولها

الحلقة الرابعة
جلست جدتى وحولها الصغار وقالت :لا اله الا الله
فأجاب الصغار :محمدرسول الله
ثم تكلمت الجدة قائلة:كان يا مكان كان فيه زمان امير جميل صاحب قلب كبير وكان يريد ان يحب فجاءت الساحرة العجوز وتمثلت فى هيئة فتاة جميلة ورأها الامير واحبها حبا شديدا جدا حتى اراد ان يتزوجها فاشترطت ان يكتب لها المملكة فوافق واصبحت هى الملكة وقبل الزواج تخلت عنه وطردته من المملكة بقلب مجروح وعقل شارد
مرت السنين والسنين وكبرت ومازالت الساحرة فى مخيلتى جدتى قالت :كلهن ساحرات واحببت وبدأ المسلسل
:اريد ان اراكى
:لا
:لماذا؟
:لازم نتخطب الاول
:موافق
:ولكن بشرط
:ماهو؟
:ان تكتب لى عربتك
هنا تذكرت الساحرة وكان الفراق وكانت النهاية
جدتى سأقول شيئا لقد احببتها
نعم احببتها ولكنى
تركتها لأنها كانت
ساحرة

هكذا كانت جدتى وما نحن عليه الان فهل تجد تشابها