مشاهدة النسخة كاملة : كيف كتب القران الكريم بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟


محمود الطيب
15-03-2008, 05:34 PM
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمد الطاهر الأمين وعلى جميع اخوانه النبيين وءال كل وصحب كل الطيبين الطاهرين

قال الديرعاقولي في فوائده: حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرءان جمع في شىء.

قال الخطابي: إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرءان لِما كان يترقبه من ورود نسخ لبعض أحكامه و تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته صلى الله عليه وسلم، ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك، وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة، فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر.

وأما ما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكتبوا عني شيئا غير القرءان" الحديثَ فلا ينافي ذلك، لأن الكلام في كتابة مخصوصة على صفة مخصوصة. قد كان القرءان كله كتب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور.

قال الحاكم في المستدرك: جمع القرءان ثلاث مرات:

إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخرج الحاكم بسند على شرط الشيخين من زيد بن ثابت قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف (أي نجمع) القرءان من الرقاع" الحديثَ.

قال البيهقي: يُشبِه أن يكون المراد به تأليف (أي جمع) ما نزل من الآيات المفرقة في سورها وجمعها فيه بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم.

الثانية: بحضرة أبي بكر

روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر م*** أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن ال*** قد استحر يوم اليمامة بقراء القرءان، وإني أخشى أن يستحر ال*** بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرءان، وإني أرى أن تأمر بجمع القرءان، فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال عمر: هو والله خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر...

قال زيد: قال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرءان فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرءان، قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!! قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرءان أجمعه من العُسُب واللِخاف وصدور الرجال، ووجدت ءاخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره (أي لم يجدها مكتوبة إلا مع أبي خزيمة، لكن كان يوجد غيره يحفظها، أما كتابة فلم تكن إلا معه) "لقد جاءكم رسول" حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمَر حياته ثم عند حفصة بنت عمر.

وأخرج ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قَدِم عمر فقال: من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئل من القرءان فليأتِ به، وكانوا يكتبون ذلك في الصُحُف والألواح والعُسُب، وكان لا يَقبل من أحد حتى يشهد شهيدان، وهذا يدل على أن زيدا كان لا يكتفي بمجرد وجدانه مكتوبا حتي يَشهَد به من تلقاه سماعا، مع كون زيد كان يحفظ، فكان يفعل ذلك مبالغة في الاحتياط.

قال أبو شامة: وكان غَرَضُهم أن لا يُكتَب إلا من عَين ما كُتِب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، لا من مجرد الحفظ، ولذلك قال (أي زيد بن ثابت) في ءاخر سورة التوبة: لم أجدها مع غيره (أي غير أبي خزيمة)، أي لم يجدها مكتوب مع غيره، لأنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة.

قال الحاكم: والجمع الثالث هو ترتيب السور في زمن عثمان.

روى البخاري عن أنس أن حذيفة بن اليمان قَدِم على عثمان وكان يُغازي أهل لشام في فتح أرمينية واذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَ اختلافُهم في القراءة فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصُحُف ننسَخُها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة، فأمر زيدَ بن ثابت وعبدَ الله بن الزبير وسعيدَ بن العاص وعبدَ الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.... حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرءان في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق.

فائدة: اختُلِف في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة. وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسل عثمان اربعة مصاحف. قال ابن أبي داود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كَتَب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة، وحبس (أي أبقى) بالمدينة واحدا.


تطور الخط العربي


الخط العربي هو فن تشكيلي يعكس الإحساس التعبيري الراقي جدا للفنان المسلم ، وقد ارتقى به الفنان سلالم الإبداع حتى ارتقت معه الحضارة الإسلامية الفنية بشتى فروعها .

إكتسب الخط العربي أهميته من كونه وسيلة للتعبير هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لكونه فناً ذا صبغة روحانية دينية إرتبطت ارتباطاً وثيقاً بكتاب الله العزيز "القرآن الكريم" .

*****

حرص الفنان المسلم حرصا شديدا على تطوير الخط العربي ، والباحث في نشأة الخط ليجده قد أخذ منحى كبير أثناء الدولة الإسلامية ، منحى أصبح يميز تلك الدولة ويميز فنانيها ، منحى ابداعي جعل من الخط العربي رائعة يزيد بريقها يوما بعد يوم .

كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعوا أصحابه لكتابة القرآن ، ويأمرهم بتعليمه لأبنائهم ، قراءة وكتابة ، وبعد غزوة بدر عرض على الأسرى المشركين ممن يتقنون الكتابة أن يفتدوا انفسهم لقاء تعليم عشرة من أبناء الأنصار الكتابة والقراءة ، وأمر عمربن الخطاب رضي الله عنه بفتح المدارس لتعليم الخط وعين المدرسين وصرف لهم راتبا لقاء جهودهم ، وأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه بتدوين القرآن وحثهم على تحسين خطوطهم ليرسل كتاب الله مكتوبا الى كل البلدان ، إلا أن الخط آنذاك يخلوا من التنقيط ومن الزخارف ، ولايحمل عناوينا للسور ، ولا فواصل بين الآيات ولا علامات بين الأجزاء ، وكان بالخط المكي أو بالخط المدني . ورغم كل الجهود لتطوير الخط وتحسينه الا أنه ظل قاصرا ضعيفا وقريبا جدا من صورته الأصليه الخط النبطي ، والحديث عن الخط النبطي يدعونا نعود الى غابر الأزمان لنرى كيف بدأ الخط أصلا ، كيف نشأ ، وكيف تطور ؟

والأمر إلى ثلاثة آراء : رأي يرى أهله أن الكتابة كانت منذ علم الله عز وجل سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ الأسماء كلها ، ويندرج تحت ذلك ، الكتابة ، حتى أنه كتب بها كل الكتب كما يقال وبكل اللغات ، فبعد الطوفان الذي اصاب الناس وقت سيدنا نوح عليه السلام ، أخذ كل قوم كتابهم ، وكان الكتاب العربي من نصيب سيدنا اسماعيل عليه السلام .

الرأي الثاني يقول إن الخط العربي قد أُخذ من الخط المسند والذي كان يعرف بالخط الحميري أو الخط الجنوبي ، الذي انتقل من دولة المناذرة بالشام الى شبه الجزيرة العربية .

الرأي الثالث ـ ويراه المؤرخون الأصوب والأقرب للحقيقة ـ يقول : إن الخط العربي ما هو الا نتاج تطور بطيء عن الخط النبطي وذلك كما دلت عليه النقوش التي وجدت قبل الإسلام ومنها نقشان كلاهما على القبور ، الأول يعود تاريخه الى سنة 250 ميلاديه ، والثاني بالقرب من حوران وتاريخه سنة 328 ميلادية وقد كتب عليه قبر امرىء القيس ، الشاعر الكبير .

إنتقل الخط بشكله البدائي من ديار النبط الى الأنبار والحيرة ، ومنها الى الحجاز ، واستخدامات الخط والكتابة آن ذاك لاتتعدى التعاملات التجارية " من قروض وديون وإثباتات للصكوك والأوراق " ، والأغراض الدينية " الكتب المقدسة " ، وهكذا انتقل الخط النبطي الى شكله الجديد الخط العربي ، وذلك حتى دولة الإسلام أيام التابعين ـ تابعي صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام .

الى هنا والخط العربي لازال ضعيفا كما أسلفنا ركيكا ويصنف الى نوعين :

1- خط يغلب على حروفه الزوايا الحادة ، ويستخدم للنقوش والوثائق الهامة ، والمصاحف .

2- خط يغلب على حروفه الإستدارة واتسم باللين ، واكتسب هذا الخط أهمية وشهرة كبيرتين لسهولته ولأنه ارتبط بدواوين الخلفاء ودوائر الدولة ما أدى الى انتشاره بسرعة .

بدأت بعد ذلك مرحلة التطوير والتغلب على العيوب بهدف تسهيل قراءة وكتابة القرآن الكريم ، حيث وضع أبوالأسود الدؤلي ـ المتوفي سنة 69 هجرية ـ أول منهج متكامل لضبط القرآن تشكيلا من أوله الى آخره ، ومن ثم وضع الحجاج ـ نصر بن عاصم الليثي والي العراق أواخر القرن الأول الهجري ـ إشارات التنقيط التي ضمنت عدم الخلط بين الحروف المتشابهة ، ثم جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي ـ المتوفي سنة 175 للهجرة ـ فقام بتقعيد أصول التنقيط والتشكيل .

فتحول الخط العربي من صورته تلك الى الخط الكوفي الجميل

مروج البحر
15-03-2008, 09:34 PM
جزاك الله خيراجه الله في ميزن حسناتك

عاشقـــ الانمى ـــة
15-03-2008, 09:38 PM
جزاكم الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك إن شاء الله

mR . mOstafa Fathi
07-04-2008, 05:14 PM
بارك الله فيك يا محمود

مس رانيا حسن
07-04-2008, 05:24 PM
جزاك الله خيرا
مشكور على الموضوع

بنت دمنهور
02-08-2009, 08:59 PM
جزاكم الله خيرا

جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

looody
22-11-2009, 07:20 PM
بارك الله فيكم

looody
22-11-2009, 07:21 PM
جزاك الله خيرا