إن كثيرا من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس ليست من الأسماء الحسنى، وإنما هي في حقيقتها أوصاف أو أفعال لا تقوم بنفسها
والكثير جعلوا المرجعية في علمية الاسم إلى أنفسهم وليس إلى النص الثابت، فاشتقوا لله أسماء كثيرة من الأوصاف والأفعال، وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف في كون الأسماء الحسنى توقيفية على النص .
وإذا كان الأمر كذلك فمن الذي سمى الله ع وجل
الخافض المعز المذِل العَدل الجَلِيل الباعِث المحْصِي المبدِيء المعِيد الممِيت المقسِط المغنِي المَانِعُ الضَّارّ النافِع الباقِي الرَّشِيد الصَّبُور ؟

هذه جميعها ليست من أسماء الله الحسنى لأن الله لم يسم نفسه بها
وكذلك لم ترد في صحيح السنة
فالخافض مثلا لم يرد في القرآن أو السنة اسما، وإنما ورد بصيغة الفعل فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إن اللهَ لاَ يَنام وَلاَ يَنْبغِي لَه أنْ يَنامَ يَخفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُه) .
ولا يجوز لنا أن نشتق لله من كل فعل اسما،وإنما أمرنا سبحانه بإحصاء أسمائه وجمعها وحفظها ثم دعاؤه بها، فدورنا حيال الأسماء الحسنى الإحصاء وليس الاشتقاق والإنشاء .

ولو أصر أحد على تسمية الله بالخافض وأجاز لنفسه ذلك فيلزمه تسميته البناء لأنه بنى السماء والمدمر لأنه دمر على الكافرين والمفجر لأنه فجر الأرض عيونا والصباب والشقاق لأنه قال: } أنا صَببنا المَاءَ صَبّاً ثم شقَقنا الأرْضَ شقا {
وغير ذلك من مئات الأفعال في الكتاب والسنة والتي سيقلبها أسماء دون وجه حق .


______________
المصدر : الدعاء بأسماء الله الحسنى .. د / محمود عبد الرازق الرضواني