مشاهدة النسخة كاملة : هل انتهت ولايتك على أولادك ؟‎


sahar2012
23-12-2011, 08:32 AM
هل انتهت ولايتك على أولادك ؟‎
سألني أحد الأقرباء عن موضوع يخص أحد أولادي
فأجبته بعدم معرفتي ،
ثم سألني عن آخر فاستغرب أني لا أعرف الجواب.
فقال: وهل انتهت ولايتك على أولادك ؟
قلت: إنك تسألني عن رجال متزوجين ولا تسألني عن قاصرين
حتى تكون لي ولاية عليهم !

وتابعت: الإنسان في الإسلام يدخل سن التكليف في الخامسة عشرة،
ونحن مدَّدناها حتى انتهائه من دراسة الثانوية،
ليكون بعد ذلك مسؤولاً عن تصرفاته وأعماله.
ولقد قمت بواجبي في التوجيه الصحيح في مرحلة التربية،
ما يجعلني مطمئناً على تصرفات أولادي بعد ذلك.
لكنه أصرَّ على رأيه بأن ولاية الرجل على أولاده
لا تنتهي إلا بعد أن يرحل من الدنيا !
وذكر بأن ولايته على أولاده مستمرة حتى بعد أن رُزقوا بأولاد !
لم أشأ أن أسأله عن شعور أولاده تجاهه،
وهل هم راضون عن أدائه،
أم هل يجاملونه ويصمتون وهم يكظمون غيظهم ؟
أم يعذرونه لأنه من جيل غير جيلهم، ولكنهم يتمنون وفاته ؟
أم هو خليط من كل هذا ؟
ثم رحت أفكر بالفجوة التي تفصل جيل الأبناء عن جيل الآباء،
بل بالهوة بين جيل الشباب وجيل الكهول والشيوخ في المجتمع.

فمن المعروف أن جيل الشباب هم الأكثرية في
مجتمعاتنا العربية والإسلامية،
فإذا كان هناك انقطاع في الاتصال بين الأجيال،
وصعوبة في فهم بعضهم بعضاً، فلن يكون هناك تقدم ولا تطور.

في المدرسة الابتدائية ليس هناك مشكلة بين الأجيال
لكن لن يستطيع المعلمون القيام بواجبهم ما لم يفهموا
نفسيات الأطفال.


وفي المدرسة المتوسطة تبدأ المشكلات حيث يبدأ المراهقون
بمحاولة إثبات ذواتهم فيصطدمون بالمدرسين.

وفي المرحلة الثانوية تخف حدة محاولة إثبات الذات
لكن الطلاب الآن يستطيعون إرضاء المدرسين ظاهراً
ويعملون ما يريدون.

أما في المرحلة الجامعية فالشباب يريدون أن يشاركوا
في اتخاذ القرار.

وكثيراً ما نأخذ برأيهم في تحديد مواعيد الاختبارات وتسليم الواجبات.
وقد أحسنت جامعتنا صنعاً عندما وافقت على حضور
ممثلين عن الطلاب في اللجان والمجالس.

وسواء أكنتَ مديراً لإدارة صغيرة أو مديراً عاماً
أنصحك بأن تسعى لمعرفة رضا الموظفين عنك،
وكيف ينظرون إلى علاقتك بهم،
وكيف سيكون موقفهم عندما تغادر منصبك.
حدثني صديق أنه كان في زيارة لأحد المستشفيات،
فرأى أفواجاً من الناس يأتون لزيارة لواء في الجيش مريض،
فظن أنهم جاؤوا مجاملة أو خوفاً،
لكنه اكتشف أن اللواء متقاعد وليس على رأس عمله،
فعلم أنه رجل محبوب بديهة لا قسراً.

فما أحلى أن يكون هناك تواصل دائم بين الأجيال،
يحفظ كل جيل حق الآخر ويحترم رأيه،
دون أن يستخدم القهر لإجباره على سماع قوله.

وما أحلى أن يعرف الشباب أن الشيوخ لديهم من الحكمة
ما ينبغي الأخذ بها،
وأن يعرف الشيوخ أن الشباب عندهم من الإمكانات
ما يجب الاستفادة منها.