مشاهدة النسخة كاملة : ست حقائق عن الأزهر الشريف


أ/محمد ابراهيم
23-12-2011, 02:33 PM
1-الأزهر –تاريخياً- هو برلمان للناس، و هو ترمومتر الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر رضاً وسخطاً، وهو ميزان الحق والاستقرار. لعلمائه هيبتهم لدى الحكام، ومكانتهم لدى الشعب.. على تباين في لعب هذا الدور قوة وضعفاً على مدار تاريخ الأزهر الذي امتد لأكثر من ألف عام…‏ ولم يخل عصر من صقور وحمائم، ونهضة الأمة الإسلامية عبر تاريخها مرتبط بشكل العلاقة الجدلية بين علمائها وأمرائها. فإن كان العلماء صقوراً كانت الأمة أسداً هصوراً، وإن كان العلماء حماماً وحيات وأفاعي كال لها الأعداء من كل جانب.

2-أنجب الأزهر عشرات من رموز الدعوة والتجديد والاجتهاد‏..‏ وضخ آلاف العمائم في المظاهرات ضد الاحتلال‏,‏ و صاغ وجدان الأمة من فوق المنابر، وكان صوت ضعفائها ضد طغيان الحكام، وأضاء للأقليات المسلمة فيالغرب طريق الهداية والإيمان‏،‏ حتى أنه ظل حتى عهد محمد علي المركز العلمي الوحيد الذي تبدأ وتنتهي عنده علوم الدين والدنيا، وتناقش على مائدته قضايا السياسة والاقتصاد والعمران‏.‏ وتاريخ الجبرتي عن مصر هو تاريخ الأزهر، وتاريخ الرافعي عن مصر في عهد محمد علي هو تاريخ للأزهر في هذا العهد. ولا يزال الأزهر – رغم خطايا بعض شيوخه - مصنعاً للمخلصين الذين نصحوا، وعصموا بنصائحهم الأمة من الوقوع في مزالق كبيرة.

3-امتاز الأزهر –أكثر من أي مكان آخر في مصر- بارتباطه قوة وضعفاً بشخصية شيخه، فإذا كان شيخ الأزهر قوي الشخصية بما يحفظ للأزهر كرامته، انتقلت هذه العدوى إلى طلبته وإلى علمائه، وبرز هذا في خطابهم الديني وخطابتهم المنبرية، بل وتطورت المناهج بما يبرز هذه الكرامة وهذه الشخصية، وعاد هذا بالنفع على الأمة كلها. وإذا كان العكس كان العكس.

4-ومن جهة أخرى، فإن تاريخ الأزهر والأزهريين يؤكد أن طلبة الأزهر وشباب علمائه مثلوا دائمة قوة داعمة لشيخ الأزهر ورجال الصف الأول في حال اتخاذه قرارت قوية، ومثلوا قوة ضاغطة عليه في حال ضعفه، الأمر الذي يجعلهم يخجلون منه ويتبرأون من فتاويه أو قرارته ويجاهرون بتقليلهم من شأنه، وهو ما يجعله يميل إلى الاستقواء بالحكومة عليهم، وبقدر ما أسرف في التنازل للسياسيين، بقدر ما بطش بطلبته وعلمائه، وأمثلة ذلك متكررة قديماً وفي العصر الحديث.

5-وشباب الأزهر مثلما يبحث عن الشيخ القدوة في علمه، يبحث أكثر وبدرجة أشد عن الشيخ القدوة في مواقفه، يقبل يد الأول تقديراً للعلم، ويقبل يد الثاني تقديراً للبطولة، ويقدر من يقود سفينة الأزهر بحكمة لا تهاون فيها ولا تهور، وبحزم لا ممالأة فيه ولا اندفاع، وبشجاعة لا تنازل عنها ولا تعسف في استخدامها.

6-الأزهر خلال العقود الأخيرة هو انعكاس دقيق للمشهد العام في الأمة العربية والإسلامية‏,‏ إذ تراجع الدور وتقلص التأثير‏,‏ سواء علي مستوي الدعوة في الخارج والأحكام الفقهية وتجديد الخطاب الديني‏,‏ وربما كانت لهذا التراجع مظاهر عديدة طفت علي السطح خلال الفترة الأخيرة‏,‏ بدءا بتضارب الفتاوي ومرورا بالخلافات بين المشايخ والعلماء حول الفتاوى السياسية وانتهاء بغياب الرؤية حول سبل ومفاهيم تجديد الخطاب الديني للخروج من المأزق الذي يحيط بالإسلام في المرحلة الراهنة‏.‏



http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/215573_115408021875542_113842415365436_135966_1617 612_n.jpg

أزهرى وأفتخر
23-12-2011, 02:41 PM
بارك الله فيك اخى الكريم

Observer
23-12-2011, 03:09 PM
جزاك الله خيرا عن هذا الموضوع المميز

الاستاذ عوض على
23-12-2011, 06:33 PM
جزاك الله خيرا

Mr MohammedHassan
23-12-2011, 06:43 PM
رحم الله مشايخ الازهر القدامى
وهدى من قاده لنصرة الحق والدين

أ/محمد ابراهيم
25-12-2011, 01:01 AM
شكراً للجميع على المرور الكريم

أشرف عبد التواب
25-12-2011, 05:05 PM
أين الأزهر الألألألألألألألألألألألألألألألألألألألألألألألأل ألأن

عبده شقيره
25-12-2011, 08:24 PM
جزاك الله خير يا اخى الكريم على هذا الموضوع

السوهاجى 2
26-12-2011, 05:53 PM
موضوع جميل واكثر ما اعجبنى فيه هذه الفقرة
-وشباب الأزهر مثلما يبحث عن الشيخ القدوة في علمه، يبحث أكثر وبدرجة أشد عن الشيخ القدوة في مواقفه، يقبل يد الأول تقديراً للعلم، ويقبل يد الثاني تقديراً للبطولة، ويقدر من يقود سفينة الأزهر بحكمة لا تهاون فيها ولا تهور، وبحزم لا ممالأة فيه ولا اندفاع، وبشجاعة لا تنازل عنها ولا تعسف في استخدامها.