مشاهدة النسخة كاملة : هل نكذب اعيننا لنرضيكم! (ينصح بقرائته)


محمد.فوكس
28-12-2011, 07:47 AM
سلام عليكم ...
اهم جزء في المقالة هو الجزء اللي تحته خط
و لو انها كلها مهمة.
"
منذ أكثر من شهر، اتصل بى المسؤولون فى قناة «أرتيه» الفرنسية وطلبوا تسجيل حلقة لمدة ساعة عن أعمالى الأدبية.. قناة «أرتيه» أهم قناة ثقافية فى فرنسا، ولا شك أن تخصيصها برنامجاً خاصاً عن أديب مصرى شىء جيد لى وللأدب المصرى. وافقت على التسجيل واتفقنا على يوم السبت الماضى، وفى الساعة الثانية ظهرا، طبقا للموعد، وصل الصحفيون الفرنسيون إلى عيادتى فى جاردن سيتى فلاحظت أنهم فى حالة غير طبيعية. كانوا منهكين وبدت عليهم علامات قلق.

سألتهم فأخبرونى أنهم باتوا ليلتهم فى فندق الإسماعيلية الذى يطل على ميدان التحرير (الذى صار رمزا مشهورا للثورة فى العالم كله).. استيقظ الفرنسيون فى الصباح على صوت إطلاق نار، ورأوا بأعينهم قوات الأمن والجيش تطلق النار على المتظاهرين وتعتدى عليهم بوحشية وتهتك أعراض المتظاهرات (كما رأينا جميعا) فما كان منهم إلا أن فتحوا كاميراتهم وبدأوا يصورون الاعتداءات على المتظاهرين.. بعد نصف ساعة، فوجئوا بمجموعة من البلطجية يكسرون عليهم باب الحجرة ويعتدون عليهم بالضرب باستعمال عصى حديدية ثم قاموا بكسر بعض الكاميرات، ولم يتوقفوا إلا بعد أن أكدوا لهم أنه لم تعد معهم أفلام تصور الاعتداءات على المتظاهرين.

أسفت بالطبع لهذه الحادثة وسألت المصورين الفرنسيين: ماذا تريدون أن تفعلوا الآن..؟!

فقالوا إنهم يعتقدون أنه لا فائدة من إبلاغ السلطات لأنها فى رأيهم هى التى دبرت الاعتداء عليهم، ثم أكدوا أنهم مصرون على تسجيل البرنامج الثقافى معى. كان يفترض أن يصوروا جزءًا من الحلقة فى عيادتى، وجزءا على مركب فى النيل، وجزءًا ثالثاً فى نادى جاردن سيتى. انتهينا من تصوير الجزء الخاص فى العيادة، ونزلت مع الصحفيين الفرنسيين لنتوجه إلى المركب الذى استأجروه لتصوير الجزء الثانى ففوجئت ببضعة أشخاص لا أعرفهم ينتظروننا تحت البيت.. تقدم أحدهم منى وقال:

ــ لا تتكلم مع هؤلاء الخواجات لأنهم جواسيس.

قلت له:

ــ هؤلاء ليسوا جواسيس. إنهم صحفيون فرنسيون محترمون كما أن معهم التصاريح اللازمة للتصوير فى الشارع.

فوجئت بهذا الشخص يصيح بشتائم مقذعة فى حقى، وكاد وأصحابه يعتدون علينا لولا تدخل سكان الشارع الذين منعوه. كان واضحا أن الهجوم مدبر. حررت محضرا بالواقعة فى القسم وذهبت مع طاقم التليفزيون الفرنسى وسجلنا الحلقة التى سوف تذاع يوم ٨ يناير.. وبعد يومين، كنت عائدا إلى البيت عندما اتصل بى الجيران محذرين من أن الشخص نفسه الذى حاول التعدى على مع ضيوفى الفرنسيين يقف تحت البيت ومعه عشرون شخصا يشتموننى ويهددون بالاعتداء على، فى محاولة لترويع أسرتى. تدخل السكان مرة أخرى وأبعدوهم، وحررت ضده محضرا جديدا..

وفى الليلة نفسها، ظهرت فتاة متظاهرة اسمها «هدير مكاوى» مع الإعلامى الكبير «وائل الإبراشى»، وقالت إن أفراد الشرطة العسكرية قبضوا عليها وهددوها بصواعق كهربائية وأجبروها على تصوير فيديو تتهمنى فيه مع الصديق الفنان الثورى خالد يوسف بأننا حرضناها وزملاءها على الاعتصام والتخريب. الفتاة سجلت ما طلبوه منها، لكن ضميرها استيقظ فاتصلت بالإعلام لتقول الحقيقة.. فى الليلة نفسها، ظهر مذيع وثيق الصلة بأجهزة الأمن ليقول إننى، بعد واقعة تسمم المتظاهرين بطعام الحواوشى، ذهبت إلى اعتصام مجلس الوزراء وحرضت المعتصمين على تكسير الكاميرات التى تصورهم من مجلس الوزراء.

الواقعة كاذبة مختلقة من أساسها. لقد ذهبت متضامنا مع المعتصمين أكثر من مرة وعقدت معهم ندوات ورأيت فيهم مجموعة من أشجع وأشرف شباب مصر لكننى لم أذهب إلى الاعتصام إطلاقا بعد واقعة الحواوشى.. المذيع كاذب وضابط أمن الدولة الذى لقنه هذا الكلام الخائب فقير الخيال. فى اليوم التالى نشرت جريدة قومية يومية أن هناك خطة لاغتيالى مع مجموعة من المنتمين إلى الثورة. الخبر غريب لأنه يؤكد أن خطة اغتيالنا سيقوم بها عملاء سوريون وإيرانيون، أما مصدر الخبر فهو أحد المسؤولين فى البيت الأبيض. يصعب على أن أصدق أن النظام الإيرانى المشتبك مع الغرب من أجل برنامجه النووى أو النظام السورى الذى يقتل شعبه ويخوض معركته الأخيرة للبقاء، يجد أحدهما من الوقت والجهد ما يجعله يقتل مواطنين مصريين.. الأغرب أن مسؤولا فى البيت الأبيض يترك كبريات الصحف العالمية لكى يتصل بصحفى فى جريدة مصرية ليخصه بهذا السبق الصحفى. فى اليوم التالى، خرجت مجلة قومية، على غلافها صورتى مع زملاء آخرين، وقد كتبت بالبنط الكبير «المحرضون»..

أصبحت الحقيقة واضحة. المجلس العسكرى، بمعاونة جهاز أمن الدولة وأتباعه فى الإعلام، يشن حربا ضارية لإرهاب كل الذين انتقدوا الجرائم التى تم ارتكابها ضد المتظاهرين.. الهدف تشويه صورة المنتقدين لسياسات المجلس العسكرى وترويعهم حتى يخافوا ويسكتوا عن الحق.. المطلوب أن نكذب أعيننا لنرضى المجلس العسكرى. المطلوب أن نرى بنات مصر يسحلن وتنتهك أعراضهن بواسطة جنود الجيش ونرى الشهداء يتساقطون بالرصاص الحى ثم نسكت وكأننا لم نر شيئا. المطلوب أن نخالف ضمائرنا ونسكت على هذه الجرائم حتى نحظى برضا المجلس. لن يحدث ذلك أبدا. لن ننسى الجرائم البشعة التى ارتكبها الجنود ضد متظاهرين سلميين فى ماسبيرو ومحمد محمود وشارع مجلس الوزراء..

هذه المذابح جميعا مسجلة بالصوت والصورة، والمسؤول الوحيد عنها المجلس العسكرى.. هذه الحقيقة التى سنظل نقولها ونكررها، وليفعل المجلس العسكرى ما يريد، فحياتنا لن تكون أبدا أغلى من حياة شبان وشابات الثورة الذين قتلهم حسنى مبارك ثم استمر المجلس العسكرى فى قتلهم.. ليس ما يفعله المجلس العسكرى غريبا أو غامضا.. إنه يطبق خطة محددة لاحتواء الثورة ثم إجهاضها تماما حتى تصبح كأن لم تكن. هذه الخطة تم تطبيقها بحذافيرها فى بلاد أخرى. فى عام ١٩٨٩، ثار الشعب الرومانى ضد الطاغية «شاوشيسكو»، وامتنع الجيش عن مساندة الطاغية فتمت محاكمته وأعدمه الثوار مع زوجته «إيلينا»، ثم تولى السلطة فى الفترة الانتقالية أحد مساعدى شاوشيسكو واسمه «إيون إيليسكو». امتدح «إيليسكو» الثورة واحتفى بها فى البداية ثم حدث انفلات أمنى رهيب فى رومانيا (تبين فيما بعد أنه من تخطيط «إيليسكو»)..

بدأت مجموعات من الأشخاص المجهولين يهاجمون بيوت الناس والمنشآت الحيوية، وراح جنود الجيش يتصدون لهم حتى أصبحت رومانيا ميدان حرب مما تسبب فى إحساس المواطنين بالهلع وانعدام الأمن.. مع الانفلات الأمنى المتعمد ارتفعت الأسعار وأصبحت الحياة صعبة للغاية.

فى الوقت نفسه، لعب الإعلام الخاضع للنظام دورا مزدوجا، فهو من ناحية ساهم فى نشر الذعر عن طريق الشائعات الكاذبة المتوالية، وفى الوقت نفسه، راح الإعلام يمعن فى تشويه صورة الثوريين، وتوالت الاتهامات لمن قاموا بالثورة بأنهم خونة وعملاء، يقبضون أموالا من الخارج من أجل إسقاط الدولة وتخريب الوطن. مع الهلع والأزمات الطاحنة، تأثر المواطنون بحملات التشويه الإعلامى وبدأوا يصدقون فعلا أن الثوار عملاء.. وعندما أحس الثوار بأن «إيليسكو» يسعى لإجهاض الثورة نظموا مظاهرة كبيرة رفعت شعار:

«لا تسرقوا الثورة».. فما كان من «إيليسكو» إلا أن وجه نداء فى التليفزيون إلى المواطنين الشرفاء (لاحظ تكرار التعبير) وطالبهم بالتصدى للخونة وقام «إيليسكو» سرا باستدعاء آلاف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم، فاعتدوا على الثوريين وقتلوا أعدادا كبيرة منهم.. كانت هذه نقطة النهاية لثورة رومانيا.. فقد استتب الأمر بعد ذلك لـ«إيون إيليسكو» ورشح نفسه للرئاسة وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين فى انتخابات مزورة.. وهكذا، بعد أن كانت الثورة الرومانية مفخرة تحولت إلى مادة للتندر والسخرية…

فقد قام الرومانيون بثورة عنيفة وسقط منهم شهداء كثيرون، وفى النهاية، بدلا من الطاغية شاوشيسكو تسلم الحكم مساعده إيليسكو.. لاحظ من فضلك ما يفعله الآن الفريق أحمد شفيق (الذى يلعب دور إيليسكو فى النسخة المصرية).. هذا الرجل تقدم ضده العاملون فى الطيران المدنى بعدد ٤٢ بلاغا للنائب العام، يتهمونه بإهدار المال العام والفساد.. لكن النائب العام لم يحقق فى البلاغات منذ شهر مارس وحتى الآن، وها هو السيد شفيق يقود حملة انتخابية كبيرة من أجل أن يتسلم السلطة كرئيس لمصر، لتنتهى ثورة مصر تماما كما انتهت ثورة رومانيا.. الحق واضح بين.. أى إنسان منصف مهما يكن اتجاهه السياسى لا يمكن أن يرى البنات المسحولات المنتهكات والشهداء المقتولين بالرصاص ولا يدين المجلس العسكرى.

أستشهد هنا بأحد كبار المقاتلين فى القوات المسلحة.. اللواء صاعقة متقاعد «حمدى الشوربجى»، الذى وجه رسالة إلى المجلس العسكرى على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) (وأعاد نشرها موقع مصراوى). يقول اللواء «الشوربجى» إن القمع الذى مورس ضد المتظاهرين المصريين يصدر من قلة مريضة نفسيا من الضباط والجنود يملكون السلطة ولا يملكون شرف المهنة أو الضمير. ويؤكد سيادته أنه شهد بنفسه أسر ٢٨ جنديا إسرائيليا خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣، ورأى كيف عاملهم الجيش المصرى معاملة كريمة، أما قتل المصريين وهتك أعراض المصريات، فإن اللواء «الشوربجى» يعتبر هذه التصرفات عارا على الجيش المصرى.

الآن.. ما العمل؟

أولا: يجب تشكيل لجنة تحقيق فى المجازر التى ارتكبها أفراد الشرطة والجيش ضد المتظاهرين، على أن تكون هذه اللجنة مستقلة تماما عن جهاز الدولة الذى لايزال تابعا لنظام مبارك.. يجب أن يترأس اللجنة قاض مستقل مشهور له بالنزاهة، مثل المستشار زكريا عبدالعزيز أو أشرف البارودى أو محمود الخضيرى، على أن تملك اللجنة حق التحقيق مع العسكريين والمدنيين على السواء. هذه اللجنة سوف تحقق العدالة وتعاقب كل من أجرموا فى حق الشعب المصرى.

ثانيا: بالرغم من تحفظاتى على الانتخابات، فإن مجلس الشعب القادم هو الهيئة الوحيدة المنتخبة التى تمثل إرادة الشعب، ولابد من منحه صلاحيات مطلقة لتشكيل حكومة بدلا من حكومة الجنزورى المفروضة على الشعب.

ثالثا: يجب التعجيل بانتخابات رئيس الجمهورية، لأن الوضع فى مصر تأزم بشكل لن يعالجه إلا انتقال السلطة من المجلس العسكرى إلى رئيس منتخب.

هذه الخطوات الثلاث ضرورية للخروج من الأزمة. وليعلم كل من يريد إجهاض الثورة أن ملايين المصريين الذين ثاروا من أجل الحرية لن يسمحوا أبدا بإجهاض ثورتهم أو سرقتها.

الثورة سوف تنتصر بإذن الله.. لتبدأ مصر المستقبل.

الديمقراطية هى الحل"
الروائي العالمي د.علاء الاسواني
سلام عليكم ..

محمد حسن ضبعون
28-12-2011, 07:59 AM
ما حدث فى رومانيا وغيرها من عشرات السنين ، لا نشبه بأحداث اليوم لأختلاف العقول والتكنولوجيا وخاصة طبيعة الشعب المصرى (الدم الحار ) وخير جند الأرض ، فالثوار فى مصر لم يقرأو كاتالوج رومانيا ، بل عايشوا ظلم واستبداد و جوع وعدم أمان ، فكان لهم ماكان وستبفى ثورتنا نبراث وتتحول إلى اسطورة جديدة للعالم أجمع ، كما كان لها فى 73 وحيرت العالم بما هو آت ، دون أن تقلد أحد أو يسحب البساط منها ، نستبشر خيراً للثورة فهى مصر بجميع طوائفها وإن كان هناك من يعكر هذا الصفو ولكن القافلة تسير و ...... تنبح

msh835
28-12-2011, 08:11 AM
كما سمعنا من سامح نجيب أنهم يريدون هدم الدولة عبر إمساك صغائر الأمور وتكبيرها وبناء أشياء وهمية لا علاقة لها بالواقع للضحك على العامة ولكن مثل هذا الكلام لم يعد ينطلى على أحد

aymaan noor
28-12-2011, 08:32 AM
جزاك الله خيرا أستاذى الفاضل و بارك الله فيك

محمد.فوكس
28-12-2011, 08:39 AM
ما حدث فى رومانيا وغيرها من عشرات السنين ، لا نشبه بأحداث اليوم لأختلاف العقول والتكنولوجيا وخاصة طبيعة الشعب المصرى (الدم الحار ) وخير جند الأرض ، فالثوار فى مصر لم يقرأو كاتالوج رومانيا ، بل عايشوا ظلم واستبداد و جوع وعدم أمان ، فكان لهم ماكان وستبفى ثورتنا نبراث وتتحول إلى اسطورة جديدة للعالم أجمع ، كما كان لها فى 73 وحيرت العالم بما هو آت ، دون أن تقلد أحد أو يسحب البساط منها ، نستبشر خيراً للثورة فهى مصر بجميع طوائفها وإن كان هناك من يعكر هذا الصفو ولكن القافلة تسير و ...... تنبح
ربما الثوار لم يقرأو كتالوج رومانيا و لكن الاكيد ان المجلس العسكري قرأه و لو ان الانظمة المتشابهة تتصرف نفس التصرفات احيانا دون ان تشعر انها تقلد بعضها.
و لكن يجب على كل مؤيد للثورة لم يقرأ سيناريو رومانيا ان يقرأه لانه يحدث الآن.
الثورة ستنجح عاجلا ام آجلا و لكن الهدف ان تنجح دون زيادة الخسائر الناجمة عن محاولات افشال الثورة.

أ/رضا عطيه
28-12-2011, 08:53 AM
الطاغوت ورفاقه صاروا فى علم الفتن عالميين

ومن ملكوا عمى القلوب والأبصار لهم مؤيدين

اللهم لانسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فى أحوال صرنا نجبر عليها كارهين

رحماك يارحمن يامالك الملك يارب العالمين

teacher_2
28-12-2011, 09:52 AM
سلام عليكم ...


اهم جزء في المقالة هو الجزء اللي تحته خط
و لو انها كلها مهمة.
"
منذ أكثر من شهر، اتصل بى المسؤولون فى قناة «أرتيه» الفرنسية وطلبوا تسجيل حلقة لمدة ساعة عن أعمالى الأدبية.. قناة «أرتيه» أهم قناة ثقافية فى فرنسا، ولا شك أن تخصيصها برنامجاً خاصاً عن أديب مصرى شىء جيد لى وللأدب المصرى. وافقت على التسجيل واتفقنا على يوم السبت الماضى، وفى الساعة الثانية ظهرا، طبقا للموعد، وصل الصحفيون الفرنسيون إلى عيادتى فى جاردن سيتى فلاحظت أنهم فى حالة غير طبيعية. كانوا منهكين وبدت عليهم علامات قلق.

سألتهم فأخبرونى أنهم باتوا ليلتهم فى فندق الإسماعيلية الذى يطل على ميدان التحرير (الذى صار رمزا مشهورا للثورة فى العالم كله).. استيقظ الفرنسيون فى الصباح على صوت إطلاق نار، ورأوا بأعينهم قوات الأمن والجيش تطلق النار على المتظاهرين وتعتدى عليهم بوحشية وتهتك أعراض المتظاهرات (كما رأينا جميعا) فما كان منهم إلا أن فتحوا كاميراتهم وبدأوا يصورون الاعتداءات على المتظاهرين.. بعد نصف ساعة، فوجئوا بمجموعة من البلطجية يكسرون عليهم باب الحجرة ويعتدون عليهم بالضرب باستعمال عصى حديدية ثم قاموا بكسر بعض الكاميرات، ولم يتوقفوا إلا بعد أن أكدوا لهم أنه لم تعد معهم أفلام تصور الاعتداءات على المتظاهرين.

أسفت بالطبع لهذه الحادثة وسألت المصورين الفرنسيين: ماذا تريدون أن تفعلوا الآن..؟!

فقالوا إنهم يعتقدون أنه لا فائدة من إبلاغ السلطات لأنها فى رأيهم هى التى دبرت الاعتداء عليهم، ثم أكدوا أنهم مصرون على تسجيل البرنامج الثقافى معى. كان يفترض أن يصوروا جزءًا من الحلقة فى عيادتى، وجزءا على مركب فى النيل، وجزءًا ثالثاً فى نادى جاردن سيتى. انتهينا من تصوير الجزء الخاص فى العيادة، ونزلت مع الصحفيين الفرنسيين لنتوجه إلى المركب الذى استأجروه لتصوير الجزء الثانى ففوجئت ببضعة أشخاص لا أعرفهم ينتظروننا تحت البيت.. تقدم أحدهم منى وقال:

ــ لا تتكلم مع هؤلاء الخواجات لأنهم جواسيس.

قلت له:

ــ هؤلاء ليسوا جواسيس. إنهم صحفيون فرنسيون محترمون كما أن معهم التصاريح اللازمة للتصوير فى الشارع.

فوجئت بهذا الشخص يصيح بشتائم مقذعة فى حقى، وكاد وأصحابه يعتدون علينا لولا تدخل سكان الشارع الذين منعوه. كان واضحا أن الهجوم مدبر. حررت محضرا بالواقعة فى القسم وذهبت مع طاقم التليفزيون الفرنسى وسجلنا الحلقة التى سوف تذاع يوم ٨ يناير.. وبعد يومين، كنت عائدا إلى البيت عندما اتصل بى الجيران محذرين من أن الشخص نفسه الذى حاول التعدى على مع ضيوفى الفرنسيين يقف تحت البيت ومعه عشرون شخصا يشتموننى ويهددون بالاعتداء على، فى محاولة لترويع أسرتى. تدخل السكان مرة أخرى وأبعدوهم، وحررت ضده محضرا جديدا..

وفى الليلة نفسها، ظهرت فتاة متظاهرة اسمها «هدير مكاوى» مع الإعلامى الكبير «وائل الإبراشى»، وقالت إن أفراد الشرطة العسكرية قبضوا عليها وهددوها بصواعق كهربائية وأجبروها على تصوير فيديو تتهمنى فيه مع الصديق الفنان الثورى خالد يوسف بأننا حرضناها وزملاءها على الاعتصام والتخريب. الفتاة سجلت ما طلبوه منها، لكن ضميرها استيقظ فاتصلت بالإعلام لتقول الحقيقة.. فى الليلة نفسها، ظهر مذيع وثيق الصلة بأجهزة الأمن ليقول إننى، بعد واقعة تسمم المتظاهرين بطعام الحواوشى، ذهبت إلى اعتصام مجلس الوزراء وحرضت المعتصمين على تكسير الكاميرات التى تصورهم من مجلس الوزراء.

الواقعة كاذبة مختلقة من أساسها. لقد ذهبت متضامنا مع المعتصمين أكثر من مرة وعقدت معهم ندوات ورأيت فيهم مجموعة من أشجع وأشرف شباب مصر لكننى لم أذهب إلى الاعتصام إطلاقا بعد واقعة الحواوشى.. المذيع كاذب وضابط أمن الدولة الذى لقنه هذا الكلام الخائب فقير الخيال. فى اليوم التالى نشرت جريدة قومية يومية أن هناك خطة لاغتيالى مع مجموعة من المنتمين إلى الثورة. الخبر غريب لأنه يؤكد أن خطة اغتيالنا سيقوم بها عملاء سوريون وإيرانيون، أما مصدر الخبر فهو أحد المسؤولين فى البيت الأبيض. يصعب على أن أصدق أن النظام الإيرانى المشتبك مع الغرب من أجل برنامجه النووى أو النظام السورى الذى يقتل شعبه ويخوض معركته الأخيرة للبقاء، يجد أحدهما من الوقت والجهد ما يجعله يقتل مواطنين مصريين.. الأغرب أن مسؤولا فى البيت الأبيض يترك كبريات الصحف العالمية لكى يتصل بصحفى فى جريدة مصرية ليخصه بهذا السبق الصحفى. فى اليوم التالى، خرجت مجلة قومية، على غلافها صورتى مع زملاء آخرين، وقد كتبت بالبنط الكبير «المحرضون»..

أصبحت الحقيقة واضحة. المجلس العسكرى، بمعاونة جهاز أمن الدولة وأتباعه فى الإعلام، يشن حربا ضارية لإرهاب كل الذين انتقدوا الجرائم التى تم ارتكابها ضد المتظاهرين.. الهدف تشويه صورة المنتقدين لسياسات المجلس العسكرى وترويعهم حتى يخافوا ويسكتوا عن الحق.. المطلوب أن نكذب أعيننا لنرضى المجلس العسكرى. المطلوب أن نرى بنات مصر يسحلن وتنتهك أعراضهن بواسطة جنود الجيش ونرى الشهداء يتساقطون بالرصاص الحى ثم نسكت وكأننا لم نر شيئا. المطلوب أن نخالف ضمائرنا ونسكت على هذه الجرائم حتى نحظى برضا المجلس. لن يحدث ذلك أبدا. لن ننسى الجرائم البشعة التى ارتكبها الجنود ضد متظاهرين سلميين فى ماسبيرو ومحمد محمود وشارع مجلس الوزراء..

هذه المذابح جميعا مسجلة بالصوت والصورة، والمسؤول الوحيد عنها المجلس العسكرى.. هذه الحقيقة التى سنظل نقولها ونكررها، وليفعل المجلس العسكرى ما يريد، فحياتنا لن تكون أبدا أغلى من حياة شبان وشابات الثورة الذين قتلهم حسنى مبارك ثم استمر المجلس العسكرى فى قتلهم.. ليس ما يفعله المجلس العسكرى غريبا أو غامضا.. إنه يطبق خطة محددة لاحتواء الثورة ثم إجهاضها تماما حتى تصبح كأن لم تكن. هذه الخطة تم تطبيقها بحذافيرها فى بلاد أخرى. فى عام ١٩٨٩، ثار الشعب الرومانى ضد الطاغية «شاوشيسكو»، وامتنع الجيش عن مساندة الطاغية فتمت محاكمته وأعدمه الثوار مع زوجته «إيلينا»، ثم تولى السلطة فى الفترة الانتقالية أحد مساعدى شاوشيسكو واسمه «إيون إيليسكو». امتدح «إيليسكو» الثورة واحتفى بها فى البداية ثم حدث انفلات أمنى رهيب فى رومانيا (تبين فيما بعد أنه من تخطيط «إيليسكو»)..

بدأت مجموعات من الأشخاص المجهولين يهاجمون بيوت الناس والمنشآت الحيوية، وراح جنود الجيش يتصدون لهم حتى أصبحت رومانيا ميدان حرب مما تسبب فى إحساس المواطنين بالهلع وانعدام الأمن.. مع الانفلات الأمنى المتعمد ارتفعت الأسعار وأصبحت الحياة صعبة للغاية.

فى الوقت نفسه، لعب الإعلام الخاضع للنظام دورا مزدوجا، فهو من ناحية ساهم فى نشر الذعر عن طريق الشائعات الكاذبة المتوالية، وفى الوقت نفسه، راح الإعلام يمعن فى تشويه صورة الثوريين، وتوالت الاتهامات لمن قاموا بالثورة بأنهم خونة وعملاء، يقبضون أموالا من الخارج من أجل إسقاط الدولة وتخريب الوطن. مع الهلع والأزمات الطاحنة، تأثر المواطنون بحملات التشويه الإعلامى وبدأوا يصدقون فعلا أن الثوار عملاء.. وعندما أحس الثوار بأن «إيليسكو» يسعى لإجهاض الثورة نظموا مظاهرة كبيرة رفعت شعار:

«لا تسرقوا الثورة».. فما كان من «إيليسكو» إلا أن وجه نداء فى التليفزيون إلى المواطنين الشرفاء (لاحظ تكرار التعبير) وطالبهم بالتصدى للخونة وقام «إيليسكو» سرا باستدعاء آلاف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم، فاعتدوا على الثوريين وقتلوا أعدادا كبيرة منهم.. كانت هذه نقطة النهاية لثورة رومانيا.. فقد استتب الأمر بعد ذلك لـ«إيون إيليسكو» ورشح نفسه للرئاسة وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين فى انتخابات مزورة.. وهكذا، بعد أن كانت الثورة الرومانية مفخرة تحولت إلى مادة للتندر والسخرية…

فقد قام الرومانيون بثورة عنيفة وسقط منهم شهداء كثيرون، وفى النهاية، بدلا من الطاغية شاوشيسكو تسلم الحكم مساعده إيليسكو.. لاحظ من فضلك ما يفعله الآن الفريق أحمد شفيق (الذى يلعب دور إيليسكو فى النسخة المصرية).. هذا الرجل تقدم ضده العاملون فى الطيران المدنى بعدد ٤٢ بلاغا للنائب العام، يتهمونه بإهدار المال العام والفساد.. لكن النائب العام لم يحقق فى البلاغات منذ شهر مارس وحتى الآن، وها هو السيد شفيق يقود حملة انتخابية كبيرة من أجل أن يتسلم السلطة كرئيس لمصر، لتنتهى ثورة مصر تماما كما انتهت ثورة رومانيا.. الحق واضح بين.. أى إنسان منصف مهما يكن اتجاهه السياسى لا يمكن أن يرى البنات المسحولات المنتهكات والشهداء المقتولين بالرصاص ولا يدين المجلس العسكرى.

أستشهد هنا بأحد كبار المقاتلين فى القوات المسلحة.. اللواء صاعقة متقاعد «حمدى الشوربجى»، الذى وجه رسالة إلى المجلس العسكرى على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) (وأعاد نشرها موقع مصراوى). يقول اللواء «الشوربجى» إن القمع الذى مورس ضد المتظاهرين المصريين يصدر من قلة مريضة نفسيا من الضباط والجنود يملكون السلطة ولا يملكون شرف المهنة أو الضمير. ويؤكد سيادته أنه شهد بنفسه أسر ٢٨ جنديا إسرائيليا خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣، ورأى كيف عاملهم الجيش المصرى معاملة كريمة، أما قتل المصريين وهتك أعراض المصريات، فإن اللواء «الشوربجى» يعتبر هذه التصرفات عارا على الجيش المصرى.

الآن.. ما العمل؟

أولا: يجب تشكيل لجنة تحقيق فى المجازر التى ارتكبها أفراد الشرطة والجيش ضد المتظاهرين، على أن تكون هذه اللجنة مستقلة تماما عن جهاز الدولة الذى لايزال تابعا لنظام مبارك.. يجب أن يترأس اللجنة قاض مستقل مشهور له بالنزاهة، مثل المستشار زكريا عبدالعزيز أو أشرف البارودى أو محمود الخضيرى، على أن تملك اللجنة حق التحقيق مع العسكريين والمدنيين على السواء. هذه اللجنة سوف تحقق العدالة وتعاقب كل من أجرموا فى حق الشعب المصرى.

ثانيا: بالرغم من تحفظاتى على الانتخابات، فإن مجلس الشعب القادم هو الهيئة الوحيدة المنتخبة التى تمثل إرادة الشعب، ولابد من منحه صلاحيات مطلقة لتشكيل حكومة بدلا من حكومة الجنزورى المفروضة على الشعب.

ثالثا: يجب التعجيل بانتخابات رئيس الجمهورية، لأن الوضع فى مصر تأزم بشكل لن يعالجه إلا انتقال السلطة من المجلس العسكرى إلى رئيس منتخب.

هذه الخطوات الثلاث ضرورية للخروج من الأزمة. وليعلم كل من يريد إجهاض الثورة أن ملايين المصريين الذين ثاروا من أجل الحرية لن يسمحوا أبدا بإجهاض ثورتهم أو سرقتها.

الثورة سوف تنتصر بإذن الله.. لتبدأ مصر المستقبل.

الديمقراطية هى الحل"
الروائي العالمي د.علاء الاسواني
سلام عليكم ..



بصرف النظر عن ما تم سرده بأعلاه
ليس تكذيبا لصاحب القصة أو تصديقا للمجلس
نرى بكل وضوح علامات إيجابية من حكومة الجنزورى قبل بداية مجلس الشعب رغم محاولة احزابنا الإسلامية تعتيم الصورة وايحاءات بأن العلاج صعب يصل لدرجة المستحيل
إلا أننا نشاهد تغيرات ملموسة مع الجنزورى كلها تصب فى صالح الشعب
والفئة الشعبية خاصة والموظفين عموما و الفلاحين
كده تبقى الأغلبية الصامته كلمتها نحو الجنزورى
لذا حسب رؤيتنا المتواضعه
نرى الجنزورى هو الرئيس القادم الذى لم يتم ترشيحه بعد
مع احترامنا لباقى المرشحين

راغب السيد رويه
29-12-2011, 04:57 AM
جزاك الله خيرا

د.عبدالله محمود
29-12-2011, 02:59 PM
أطمئنوا فلدى الشعب من الوعى ما يكفى لرفض المفسدين
وإن كثفوا حملاتهم .. فلم يعد الشعب يثق فيهم

شعبان عيد
29-12-2011, 04:16 PM
هام جدا جدا
من الشيخ/ احمد (خطيب مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم)انه فى يوم الجمعة بعد ان ختم القران نام وفى منامه راى الرسول(عليه الصلاة والسلام) يقول انه فى هذا اليوم مات من الدنيا 6000 مسلم ولم يدخل احد منهم الجنة .فالزوجات لا تطعن ازواجهن. والاغنياء لا يساعدون الفقراء. والناس لا تؤدى المناسك المطلوبه منهم. والمسلمون لا يصلون الصلاوات بانتظام كل على حده. والشيخ احمد يقول لكم هذا. لا يصح هذا ان كنتم مسلمين حقا وكل مسلم يرى هذه الرساله يهتم بها ويوزعها على المسلمون حتى تصل الى يد كل مسلم فى العالم. اى شخص سوف يرى ويبقى هذه الرساله يرى المكافئه وسوف ينال شفاعة المصطفى يوم القيامه عليه السلام. والمسلمين الذين تركوا الرسالة لم يوزعوها لن يروا الخير ابدا. الشيخ احمد يقول: لو ان هذا الكلام كذب لم يشفع لى الرسول (عليه الصلاه والسلام)
هذه الرساله وصلت الى ثلاث اشخاص:
الشخص الاول:
تعامل معها بان اعطاها للسكرتيرة وطلب منها ان
تعطيه 30 نسخه. وبعد ثلاثة ايام من توزيعها . فتحت امامه عدة ابواب من الرزق والفرص الجديده.
الشخص الثانى:
تعامل معها بان دفنها فى جرد المكتب ونسيها . وبعد ثلاثة ايام فصل من عمله . فتذكرها وطبع منها 30 نسخه ووزعها . وبعد خمسة ايام تم تعيينه فو وظيفة اعلى من السابقه.
الشخص الثالث:
تعامل معها بازدراء واهمال شديد ورماها وقال ليس لها معنى . وتوفى بعد تسعة ايام.
( انشرها وسوف ترى الخير ان شاء الله )

blatadrs_2008
29-12-2011, 04:23 PM
ان شاء الله سنة جديدة وكلها خير وربنا يبعد عنها العدو المختفى والافاعى ويبارك فى دكتور الجنزورى وينقذ مصرنا الحبيبة ويعدى بها الى بر الامان وكله باذن الله