hossamhamed
30-12-2011, 11:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
♥ أحبــه جدا ♥
الحياة الماضية التي تذكرها الآن وهى تتقلب في فراشها الفخم ، بدت لها حياة لامرأة اخرى غيرها .. وإن كانت تذكرها بكل تفاصيلها كأنها حدثت أمس لا منذ خمسين عاما .. كانت شابة جميلة رقيقة ، تنشدها القلوب وتحتار فيها العقول وخلبت الألباب وأنبتت في القلوب بذرة إعجاب لا تلبث أن تنمو وتتحول إلى حب وعشق وهيام .. وهي من هذا كله رافضة معرضة لا لشئ إلا أنها ترى فيهم فقرها ومأساتها التي تحياها كل ليلة وما أصعب الليالي التي عاشتها مؤرقة الجفون مسهدة لا يزورها النوم إلا لماما ولا تداعبها الراحة إلا شتاتا .
وعندما تبحث بين ذكرياتها وتنبش فيها عن لحظات سعيدة فيها فلا تجد إلا هذه الخيالات الحزينة ، والتي تترى أمامها في كل لحظة .
أباها السبب الأول والأخير في مأساتها الأبدية ، بشربه الخمر وإهدار أمواله القليلة في القمار وغياب عقله وقلبه عما يدور حوله .. وأمها التي احتملت وكابدت لتوفر احتياجاتهم وتوفر لهم الطعام وتعوضهم عن الأب الغائب الحاضر ، حتى أصابتها الشيخوخة وهي لا تزال في الأربعين من عمرها .. وحياتها الدراسية بما في من أفراح وأتراح وقلق الامتحانات وسهر الليالي لطلب العلا وابتغاء مستقبلا مشرقا بالعلم ، ولكن تأتي _دائما _ الرياح بما لا تشته نفسها ، فيقف المال حائلا لتحقيق أحلامها البسيطة وتخرج للعمل لتوفر مصاريف كليتها بشق الأنفس ، وتعاني الآلام ضعفين ويحتمل جسدها وتكتم في قلبها وتظل أحلامها معلقة حبيسة نفسها وروحها .. والحب الذي لم تعرفه إلا على صفحات الورق ولم تعيشه إلا في أحلامها اليقظة فيطرب قلبها لهذا العاشق الذي يذوب في حبها في مبكى العشاق وأنت قدري وحبيبي دائما وكيت وكيت وكيت ..
ولكنها رغم هذا كله استغلت أول فرصة سنحت لها وقررت أن تضحي _ كما تعودت دائما _ بحريتها في سبيل أن تحقق حلمها بالمستقبل المشرق لا بالعلم بل بالمال ، فوافقت على هذا الكهل الثري فتزوجته ورضت بأن تعيش في أحضان العجوز وعزائها الوحيد هو أن الكهول لا يعيشون طويلا .. وأن حريتها سوف تعود إليها مرة أخرى ولكن أغنى من ذي قبل .. وتستطيع أخيرا أن تتزوج من شاب وتعيش حياتها وتحقق لها ولأسرتها وأن تولد من جديد .. لم تخيب الأيام رجائها فقد مات زوجها وترك لها الكثير والكثير وأضف إلى ذلك حريتها التي ظلت تتلهف عليها طوال ثلاثة أعوام هي عمر زواجها ..
((2))
إنها لتجلس الآن في شرفة شقتها المطلة على البحر في سكون الليل والقمر يرسم وجهه على صفحات البحر بأمواجه المتراطمة فيتراقص بجماله الوضاء ونوره الفضي اللامع ، يجذب إليه انظار العشاق على الشاطئ وفي الشرفات المطلة عليه ، إلا هي فقد كانت في عالمها الخاص شاردة بذهنها في وحدتها التي فرضتها على نفسها نوعا من التغيير _ على حد قولها _ وهي تعلم في قرارة نفسها أنها تكذب على نفسها وتوهم قلبها بأنها سعيدة بحالتها هذه ولكن الحقيقة التي تكمن في روحها وباطن قلبها أنها رغم المال الذي تمتلكه لم تجد السعادة بعد ولم تستطع بمالها شراء ما يهفو أي قلب إليه .. إلى الحب الحقيقي .. نعم .. ذاك الحب الذي يذيب القلب ويجعل صاحبه يمعن النظر في القمر ويسهر الليل لا يفكر إلا في حبيبه .. ذاك الحب الذي تشعر معه بأنك طائر يحلق في سماء الحب ، يتجرد من كل سلوك البشر يتجرد من الأنانية والكره والحقد والحسد وكل شوائب الإنسان التي تزخر بها النفوس ..
نهضت من جلستها واتجهت إلى غرفتها وبدّلت ملابسها وانتقت أجمل ثيابها وقررت أن تخرج وتعيش حياتها .. وبعد دقائق قليلة كانت تقف على الكورنيش وتنظر إلى البحر أمامها وإلى العشاق حولها وكل عاشق يمسك بيد حبيبه بقوة وحب كأنه خائف من فرارها .. وجذب انتباهها ذلك الشاب الذي يجلس وحيدا بلا حبيب ولا رفيق ينظر إلى القمر بعينين دامعتين وصوت النحيب يعلو في صدره ، فاقتربت منه وجلست بجواره ولم يشعر بها وهي تجلس وسمعته يتحدث إلى نفسه بصوت لاهث خافت تكاد تتبين حروفه بصعوبة ، وهو يقول :
_ يا منية النفس في زمن غبر .. يا توأم الروح في عهد باد .. لا عليك أبكي ، ولا إليك أحن . إنما الحنين الى الزمن الغابر ، والبكاء على المتعة المنصرمة ، واللذة البائدة .
لهفي عليك ، ولهفي عليّ .. لهفي عليك وقد جزيتك سوءا بسوء .. وشرا بشر .. ورددت إليك اللطمة مضاعفة .. فحطمت بها أمانيك وخيبت آمالك .. وتركتك تتقلبين على جمر الغضب والغيظ والكمد .
وصمت ليبتلع ريقه ويلاحق أنفاسه ، ثم عاد يهمس لنفسه :
ولهفى عليّ وقد لفظتك وأنت روحي .. وفقدتك وأنت ألزم إلىّ من الماء والهواء والغذاء ! وقهرتك وأنا الخاسر ، وبطشت بك وأنا المهيض .. وأذللتك وأنا أشد منك إحساسا بذل الهزيمة ومرارة الخسران .
وندّت منها حركة وهي تحاول أن تقترب منه أكثر ، فالتفت إليها فجأة واضطربت ملامحه ونظر إليها بعينيه الواسعتين نظرة دهشة وحيرة ، وحاول أن يخفي اضطرابه ويستجمع شتات نفسه ، ليقول لها شيئا _ أي شئ _ على قلة ذوقها وعلى فضولها المستفز ، ولكن _ للأسف _ ابتلع كلماته وكتم شهقته ، ولم يلبث أن حوّل نظره عنها ونهض من مقامه ومشى مهرولا في طريقه بخطوات واسعة ولم يلتفت خلفه قط .. وظلت في مجلسها تكابد لتخفي خوفها عندما شعر بوجودها والتفت إليها بعينيه وحاولت أن تخفي عن وجهها أية لمحة خوف ولكنها لم تفلح ، فقد أخفت عينيها بعيدا عن نظراته حتى انصرف بهدوء تاركا إياها في حيرة من أمرها وهي تسأل نفسها عن قصة حبه وما سر تلك الكلمات التي سمعتها !!
وحاولت مرارا وتكرارا أن تنفض عن بالها أمر الشاب وقصته وهي تستند برأسها على الوسادة ولكن هيهات أن تنسى كلماته ببساطة وقد تركت في قلبها أثرا .... (( والبقية تأتي ... فما زال هناك الكثير لنقصه ... انتظروا ))
♥ أحبــه جدا ♥
الحياة الماضية التي تذكرها الآن وهى تتقلب في فراشها الفخم ، بدت لها حياة لامرأة اخرى غيرها .. وإن كانت تذكرها بكل تفاصيلها كأنها حدثت أمس لا منذ خمسين عاما .. كانت شابة جميلة رقيقة ، تنشدها القلوب وتحتار فيها العقول وخلبت الألباب وأنبتت في القلوب بذرة إعجاب لا تلبث أن تنمو وتتحول إلى حب وعشق وهيام .. وهي من هذا كله رافضة معرضة لا لشئ إلا أنها ترى فيهم فقرها ومأساتها التي تحياها كل ليلة وما أصعب الليالي التي عاشتها مؤرقة الجفون مسهدة لا يزورها النوم إلا لماما ولا تداعبها الراحة إلا شتاتا .
وعندما تبحث بين ذكرياتها وتنبش فيها عن لحظات سعيدة فيها فلا تجد إلا هذه الخيالات الحزينة ، والتي تترى أمامها في كل لحظة .
أباها السبب الأول والأخير في مأساتها الأبدية ، بشربه الخمر وإهدار أمواله القليلة في القمار وغياب عقله وقلبه عما يدور حوله .. وأمها التي احتملت وكابدت لتوفر احتياجاتهم وتوفر لهم الطعام وتعوضهم عن الأب الغائب الحاضر ، حتى أصابتها الشيخوخة وهي لا تزال في الأربعين من عمرها .. وحياتها الدراسية بما في من أفراح وأتراح وقلق الامتحانات وسهر الليالي لطلب العلا وابتغاء مستقبلا مشرقا بالعلم ، ولكن تأتي _دائما _ الرياح بما لا تشته نفسها ، فيقف المال حائلا لتحقيق أحلامها البسيطة وتخرج للعمل لتوفر مصاريف كليتها بشق الأنفس ، وتعاني الآلام ضعفين ويحتمل جسدها وتكتم في قلبها وتظل أحلامها معلقة حبيسة نفسها وروحها .. والحب الذي لم تعرفه إلا على صفحات الورق ولم تعيشه إلا في أحلامها اليقظة فيطرب قلبها لهذا العاشق الذي يذوب في حبها في مبكى العشاق وأنت قدري وحبيبي دائما وكيت وكيت وكيت ..
ولكنها رغم هذا كله استغلت أول فرصة سنحت لها وقررت أن تضحي _ كما تعودت دائما _ بحريتها في سبيل أن تحقق حلمها بالمستقبل المشرق لا بالعلم بل بالمال ، فوافقت على هذا الكهل الثري فتزوجته ورضت بأن تعيش في أحضان العجوز وعزائها الوحيد هو أن الكهول لا يعيشون طويلا .. وأن حريتها سوف تعود إليها مرة أخرى ولكن أغنى من ذي قبل .. وتستطيع أخيرا أن تتزوج من شاب وتعيش حياتها وتحقق لها ولأسرتها وأن تولد من جديد .. لم تخيب الأيام رجائها فقد مات زوجها وترك لها الكثير والكثير وأضف إلى ذلك حريتها التي ظلت تتلهف عليها طوال ثلاثة أعوام هي عمر زواجها ..
((2))
إنها لتجلس الآن في شرفة شقتها المطلة على البحر في سكون الليل والقمر يرسم وجهه على صفحات البحر بأمواجه المتراطمة فيتراقص بجماله الوضاء ونوره الفضي اللامع ، يجذب إليه انظار العشاق على الشاطئ وفي الشرفات المطلة عليه ، إلا هي فقد كانت في عالمها الخاص شاردة بذهنها في وحدتها التي فرضتها على نفسها نوعا من التغيير _ على حد قولها _ وهي تعلم في قرارة نفسها أنها تكذب على نفسها وتوهم قلبها بأنها سعيدة بحالتها هذه ولكن الحقيقة التي تكمن في روحها وباطن قلبها أنها رغم المال الذي تمتلكه لم تجد السعادة بعد ولم تستطع بمالها شراء ما يهفو أي قلب إليه .. إلى الحب الحقيقي .. نعم .. ذاك الحب الذي يذيب القلب ويجعل صاحبه يمعن النظر في القمر ويسهر الليل لا يفكر إلا في حبيبه .. ذاك الحب الذي تشعر معه بأنك طائر يحلق في سماء الحب ، يتجرد من كل سلوك البشر يتجرد من الأنانية والكره والحقد والحسد وكل شوائب الإنسان التي تزخر بها النفوس ..
نهضت من جلستها واتجهت إلى غرفتها وبدّلت ملابسها وانتقت أجمل ثيابها وقررت أن تخرج وتعيش حياتها .. وبعد دقائق قليلة كانت تقف على الكورنيش وتنظر إلى البحر أمامها وإلى العشاق حولها وكل عاشق يمسك بيد حبيبه بقوة وحب كأنه خائف من فرارها .. وجذب انتباهها ذلك الشاب الذي يجلس وحيدا بلا حبيب ولا رفيق ينظر إلى القمر بعينين دامعتين وصوت النحيب يعلو في صدره ، فاقتربت منه وجلست بجواره ولم يشعر بها وهي تجلس وسمعته يتحدث إلى نفسه بصوت لاهث خافت تكاد تتبين حروفه بصعوبة ، وهو يقول :
_ يا منية النفس في زمن غبر .. يا توأم الروح في عهد باد .. لا عليك أبكي ، ولا إليك أحن . إنما الحنين الى الزمن الغابر ، والبكاء على المتعة المنصرمة ، واللذة البائدة .
لهفي عليك ، ولهفي عليّ .. لهفي عليك وقد جزيتك سوءا بسوء .. وشرا بشر .. ورددت إليك اللطمة مضاعفة .. فحطمت بها أمانيك وخيبت آمالك .. وتركتك تتقلبين على جمر الغضب والغيظ والكمد .
وصمت ليبتلع ريقه ويلاحق أنفاسه ، ثم عاد يهمس لنفسه :
ولهفى عليّ وقد لفظتك وأنت روحي .. وفقدتك وأنت ألزم إلىّ من الماء والهواء والغذاء ! وقهرتك وأنا الخاسر ، وبطشت بك وأنا المهيض .. وأذللتك وأنا أشد منك إحساسا بذل الهزيمة ومرارة الخسران .
وندّت منها حركة وهي تحاول أن تقترب منه أكثر ، فالتفت إليها فجأة واضطربت ملامحه ونظر إليها بعينيه الواسعتين نظرة دهشة وحيرة ، وحاول أن يخفي اضطرابه ويستجمع شتات نفسه ، ليقول لها شيئا _ أي شئ _ على قلة ذوقها وعلى فضولها المستفز ، ولكن _ للأسف _ ابتلع كلماته وكتم شهقته ، ولم يلبث أن حوّل نظره عنها ونهض من مقامه ومشى مهرولا في طريقه بخطوات واسعة ولم يلتفت خلفه قط .. وظلت في مجلسها تكابد لتخفي خوفها عندما شعر بوجودها والتفت إليها بعينيه وحاولت أن تخفي عن وجهها أية لمحة خوف ولكنها لم تفلح ، فقد أخفت عينيها بعيدا عن نظراته حتى انصرف بهدوء تاركا إياها في حيرة من أمرها وهي تسأل نفسها عن قصة حبه وما سر تلك الكلمات التي سمعتها !!
وحاولت مرارا وتكرارا أن تنفض عن بالها أمر الشاب وقصته وهي تستند برأسها على الوسادة ولكن هيهات أن تنسى كلماته ببساطة وقد تركت في قلبها أثرا .... (( والبقية تأتي ... فما زال هناك الكثير لنقصه ... انتظروا ))