لا أحد يكره الجيش أو يعاديه ، ولا نؤلهه فى نفس الوقت أو نعطيه أكبر من حجمه ، هو مؤسسة وطنية شريفة فى أغلب مراحل التاريخ المصرى الحديث منذ تكوين أول جيش نظامى مصرى على يد محمد على ، وإن كان أغلب ضباطه وقادته من الأتراك والأرناؤوط والشراكسة ، حتى تمكن المصريون مع النضال أن يكونوا ضباطاً فى الجيش المصرى للمرة الأولى بعد أن كانوا مجندين ( أنفار ) ، فرأينا البارودى ومحمد عبيد ( شهيد الثورة العرابية ومعركة التل الكبير ) وأحمد عرابى ، كمثال للوطنية المصرية لوقوفهم ضد رغبة احتلال مصر وبيعها ، ثم همد تماماً هذا الجيش الوطنى فى ظل الإحتلال البريطانى لمصر بعد هزيمة عرابى وظل 70 سنة لا هم له ولا عمل سوى مساندة المحتل فى قمع الشعب المصرى واستمرار الأوضاع كما هى ، وأعتقد أن البيان الأول لما سمى بثورة يوليو ، أكد أن الحركة قامت لتطهير الجيش ، وتطهيره معناه انه كان مدنس علشان كده كان لازم ينضف ، وما حدش اتهم عبد الناصر ورجالته ساعتها بالخيانة وبهدم الدولة ، لأنه الطبيعى لما يبقى فيه فساد واضح يبقى لازم يواجه بقوة وحسم ، ومع ذلك لما العسكر لعبوا سياسة أول حاجة عملوها فى 54 ، انهم سابوا السودان وقسموا مصر نصين بعد ما كانت مصر والسودان دولة واحدة ، وده طبعاً علشان يرضوا انجلترا وقتها وياخدوا منها اعتراف رسمى بالاستقلال وجلائها عن مصر ، ثم توالت انتصارات الجيش المصرى العظيم فى اليمن الشقيق ، واكتملت على رمال سيناء فى 1967 بهزيمة لا يمكن نسيانها وذل ومهانة لا حدود لهما ، وبعدها قام عبد الناصر ثانية بتطهير الجيش ( تانى ) بعد مظاهرات 1968 التى نادت بمحاكمة المسئولين عن النكسة ، وما حدش قال وقتها ان الطلبة خونة ولا عاوزين يهدوا البلد ، وشفنا محاكمات صلاح نصر ، ووفاة أو قتل أو انتحار المشير عامر ، وحبس واعتقال رجالته اللى فى الجيش ومنهم العسكرى الأسود أو اللواء البسيونى المسئول عن السجون وقتها ، واللى اتكتبت روايات عن أساليبه البشعة فى التعذيب وانتهاك القانون لدرجة انه ادعى انه بمقدوره أن يحيي ويميت ، وبعد النكسة دخل السجن مع اللى كان ساجنهم وطلع عين أمه ، وفى النهاية برضه للتاريخ او للى يفتكر ، إن حرب اكتوبر ما قامتش غير بضغط شعبى ومظاهرات طلبة وعمال وفلاحين لتحريك الجيش والدخول فى حرب ، ما استفادشى منها غير القادة كالعادة ، أما سيناء اللى اتحررت بالدم ، فبعد 37 سنة أهى قدامكم شوفوا ايه اللى اتعمل فيها ، فى فرق يا سادة بين إن الرسول يقول على جند مصر خير أجناد الإرض ، وبين الواقع الفعلى ، لأن المعنى المقصود هنا له شروط كثيرة اذا تحققت تحققت فى الجندى المصرى هذه الخيرية التى حبذها رسول الله ، فبلاش ناخد الحديث علشان نكرس لحكم العسكر ، اللى ودوا البلد فى داهية 60 سنة كاملة ، نفسنا نعبر بمصر لبر الأمان ، ونحس إننا عايشين فى بلد محترم ، يحترم فيه الإنسان ، بدون إهانة وذل وعبوديه ، وولولة نسوان على الفاضى ، العدل هو الأساس لأى طريق يجب أن نسير فيه ، وإذا لم تتحقق العدالة ويرى الناس عقاب الفاسد فستهلك مصر كلها لأنها سنة الله فى الأرض الذى جعل القصاص هو الحياة ، حايقولك واحد انت بتشكك فى حديث النبى ، حاقوله ما هو ربنا سبحانة وتعالى قال على الكعبة حرماً آمناً ، ورغم كده فى الدولة العباسية التانية جماعة القرامطة اقتحمت الكعبة وسرقت الحجر الأسود لمدة 23 سنة توقف فيها الحج تماماً ، هل معنى كده إن فى خطأ فى كلام الله ورسوله ، ولما جهيمان العتيبى احتل الكعبة فى الثمانينيات برضه واتقتل فى الحرم ناس كتير دا برضه يبقى ايه ؟ يبقى ربنا عاوزنا نجعل الكعبة حرماً آمناً بالذود والدفاع عنها ، كما أن الرسول ذكر خيرية جنود مصر وهو مايعنى ضرورة توفير البيئة المناسبة لهؤلاء الجنود من التدريب والتسليح والمنظومة المناسبة ، وأهم الشروط الواجب توافرها لعودة الجيش الى مكانته وقوته هى فى الأساس بعدهم عن السياسة تماااااااااااااماً ، ونذكر شهادة المشير الجمسى التى ذكر فيها أن أحد أهم أسباب هزيمة 1967 هو تدخل الجيش فى السياسة ومعاركها واشتراكه فيها ، حتى إذا كانت ساعة المعركة الفعلية لم يجد الجيش ما يقدمه لأنه أنهك فى معارك جانبية ، نريد أن تعبر مصر لبر الأمان فى هذه المرحلة الحرجة ، وبعد تسليم السلطة لرئيس منتخب علينا أن نعمل جميعاً على حماية وصيانة الجيش المصرى من الدخول ثانية فى لجج وألاعيب السياسة ، التى ورطه فيها مبارك عندما أعلن تخليه عن السلطة وتكليف المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد ، حتى كأن مبارك ما زال يحكمنا بمن أوكل لهم الإدارة ، فهو ما زال يحكم بالوكالة .

جزاك الله خيرا
وحمى الله جيش مصر العظيم

اللهم أعنا على عبور هذه المرحلة الخطيرة المليئة بالفتن واختلاط الحابل بالنابل ، والتشكيك فى كل شئ وتخوين كل أحد ، واعبر بمصرنا الى بر الأمان ، وارحم كل من ضحوا بحياتهم كى نحيا .

حكم العسكر ؟

مش غريبه شويه

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

الأستاذ غاربله شكراً على مرورك الكريم :
ليس غريباً مصطلح حكم العسكر لا هنا ولا فى دول كثيره مرت بهذه التجارب قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ، فتشرشل وهتلر وموسيلينى وغيرهم قد أدوا لمقتل 18 مليون إنسان فى أقل من 5 سنوات ، وتدمير بنية وتراث عالمى كبير فى كل مكان ، وهل من يحكم مصر منذ 60 عاماً مدنيون ؟ ، بالقطع لا ، فالحكم فى مصر مركزى ، والرئيس بيده كافة الصلاحيات ، ناصر كان عسكرياً ، والسادات عسكرياً ، ومبارك كذلك ، فما الغريب فى المصطلح ؟