لا اعلم لماذا قضية الغش بالامتحان بالذات هي القضية التى تؤرقني من بين كل قضايا منظومتنا التعليمية المدمرة ربما لاننى منذ اول امتحانات حضرتها في مشوارى المهنى واتهمت باننى انا الاقلية المندسة التى تهدف الى رسوب ابنائنا فلذات اكبادنا وتدمير الوطن اعتقدت اننى مع الايام ربما ساستسلم للاغلبية الحريصة على استقرار العملية التعليمية وربما اقتنع بالمبررات الكثيرة
يعنى هو انتى هتصلحى الكون
يعنى هى كل حاجة فبلدنا صح لما جت عالغش
اصل الترم كان ضايع فى الاجازات والعيال اتظلمت
اولياء امورهم غلابة وشقايانين عليهم
بكرة لما يبقى عندك عيال هتعطفى على العيال دى
اصله جارتى موصيانى عالواد ده وعيب
خليكى طيبة مع العيال ومتكرهيش الناس فيكي
حرام عليكى لجنتك الوحيدة فى كل المدرسة متغشش تبقى ظلمتيهم ماهو المساواة فى الظلم عدل
ماحنا مهما غششناهم مش هينجحو برضه
اصل لو سقطوا هتبقى مسئولية على المدرسة وعلينا
يعنى هما هيطلعو دكاترة
اظل طوال العام اتهيأ نفسيا باننى سوف ( الايمها ) المرة دى واتركهم يفعلون ماشاءوا طالما اننى لا اشاركهم الاثم واكتفي بالاستغفار لكن كل مرة ادخل اللجنة تستيقظ العفاريت النائمة كلها براسي واجدني احارب بكل مااوتيت من قوة لامنع الغش بلجنتي على الاقل وطبعا الخسائر فى العلاقات الانسانية لا تعد في مثل هذه المواقف اكتشفت ان المسالة ليست فقط اثما بحق مبادئنا الايمانية وتجاهلا لحديث شريف "من غشنا فليس منا" اكتشفت اننى كلما فكرت بهذا التسامح الذي لا املك حقه هاجمتنى صورة كئيبة لمتسقبل بلدنا بهذا الجيل المتشرد من الجهلة الذين سلبناهم قدرتهم على التعلم لان النجاح سهل دائما ولا يتطلب ان تتعلم كيف تحصل عليه وسلبناهم ايضا قيما اخلاقية عندما قزمنا انفسنا كمعلمين امامهم ونحن نتلفت يمينا وشمالا ونكتب لهم الاجابة ونترجاهم " اى زائر يجي يا ولاد محدش يقول اننا غششنا" فيتعلمون ان الكبير يستطيع ان يكذب ليكبر في نظر الاخرين ويستطيع ان يسرق ويغش طالما لا يراه احد وان اذكى الكبار اقدرهم على الا يكشفه احد والاذكى منه هو من يكشفه ويخرجون من اللجان بقرار اننا نستطيع ان نكون اذكى منكم معلمونا فاول كلمة ينطقها التلميذ خارج اللجنة" غششونا ياماما"
عندما دخلت هذا المنتدى ووجدت حملة ضد الغش فرحت لاننى لم اكن هذا المخلوق الوحيد من كوكب " الغير مغششين " وقلت في نفسي خير ساجد معونة ان شاء الله هناك من يشاركني الرؤية وهناك من سيثبتنى بصورة اكثر ايجابية فاين انتم ؟ لماذا منحتونى املا بهذه المساهم ثم اختفيتم؟؟ اعلم انا قضايا الاجور وحال المعلم هى والله قضايا عادلة وقضايا حيوية لكن هذه القضية الفرعية الصغيرة هى اول نقطة في بحر مستقبل بلادنا اما ان نعبره بجيل واع عقليا واخلاقيا او يغرقنا ويغرقهم ولن تسامحنا بلادنا ابدا

هناك معلمون ومعلمات لا يهدأ لهم بال إلا إذا قاموا بأنفسهم بإملاء الإجابات على التلاميذ ، ولا أدرى . هل هذا طبع فيهم ؟ أم أنه عادة ؟ أم ماذا ؟ حتى صار الغش هو القاعدة ، وعدم الغش هو الاستثناء .وأذكر أنه فى الماضى كان المعلم الذى يقوم بتغشيش الأولاد أو يتركهم يقومون بالغش ، كأنه قد ارتكب جرما أمام زملائه ؟ وكنا نتهمه بحصوله على رشوة من المدرسة التى يراقب فيها . نسأل الله العفو والعافية.