مشاهدة النسخة كاملة : الورد والزهور في الشعر العربي والغناء


أحمد عبد العال عز
13-01-2012, 02:46 PM
الورد في اللغة
وَرْدُ كلّ شجرة: نَوْرُها،
قال أَبو حنيفة: الوَرْدُ نَوْرُ كل شجرة وزَهْرُ كل نَبْتَة، واحدته وَرْدة؛ قال: والورد ببلاد العرب كثير، رِيفِيَّةً وبَرِّيةً وجَبَليّةً.
ووَرَّدَ الشجرُ: نوّر. وَوَرَّدت الشجرة إذا خرج نَوْرُها. الجوهري: الوَرد، بالفتح، الذي
يُشمّ، الواحدة وردة، وبلونه قيل للأَسد وَرْدٌ، وللفرس ورْد، وهو بين الكُمَيْت والأَشْقَر.
ابن سيده: الوَرْد لون أَحمر يَضْرِبُ الى صُفرة حَسَنة في كل شيء؛ فَرَس وَرْدٌ، والجمع وُرْد
ووِرادٌ والأُنثى ورْدة. وقد وَرُد الفرسُ يَوْرُدُ وُرُودةً أَي صار وَرْداً.
وقال الزجاج في قوله تعالى: فكانت وَرْدةً كالدِّهان؛ أَي صارت كلون الوَرْد؛ وقيل: فكانت وَرْدة كلونِ فرسٍ وَرْدةٍ؛ والورد يتلون فيكون في الشتاء خلاف لونه في الصيف، وأَراد أَنها تتلون من الفزع الأَكبر كما تتلون الدهان المختلفة.
ووَرَّدَ الثوبَ: جعله وَرْداً. ويقال: وَرَّدَتِ المرأَةُ خدَّها إذا عالجته بصبغ القطنة المصبوغة.
وعَشِيّةٌ وَرْدةٌ إذا احمَرَّ أُفُقها عند غُروب الشمس، وكذلك عند طُلوع الشمس، وذلك
علامة الجَدْب. وقميص مُوَرَّد: صُبِغَ على لون الورد، وهو دون المضَرَّجِ.
والوِرْدُ: من أَسماءِ الحُمَّى، وقيل: هو يَوْمُها.
الأَصمعي: الوِرْدُ يوم الحُمَّى إذا أَخذت صاحبها لوقت،
والوِرْدُ وُوردُ القوم: الماء. والوِرْدُ: الماء الذي يُورَدُ.
والوِرْدُ: الابل الوارِدة؛
والوِرْدُ: العَطَشُ.
والمَوارِدُ: المَناهِلُ، واحِدُها مَوْرِدٌ. وَوَرَدَ مَوْرِداً أَي وُرُوداً. والمَوْرِدةُ: الطريق إِلى الماء.

الورد في الشعر
استعار الشعراء الورد الأحمر بحمرته ونعومته لنعومة خد الحبيب واحمراره الهادئ الدال على الحيوية ونضارة الشباب
** بل بالغ بعضهم فجعل خد المحبوبة هو منبت الورد ومصدره
فما الورد إلا من خدودك يجتني ** وما الخمر إلا من رضابك يرشفُ
** بل بالغ بعضهم وجعل خد المحبوبة أشد نعومة من نعومة الورد
منعمة لو صافح الورد خدها بكت وجرت من مقلتيها بوادر
** بل جعلوا خد المحبوبة منبع عطر الورد
وَتَبْخَلُ مِنْ أزاهِر وَجْنَتَيْها بِشَمّ الوَرد أَو لَثْم الأقاحي
وَقُلْتُ لَهُ لاَ تُنْكِرِ الوَرْدَ نَاضِراً ** فَقَدْ سَالَ فِي خَدَّيْكَ مِنْ قَبْلُ عَارِضُ
** وربطوا بين الورد والخمر والسحر في بيان جمال المحبوبة
الْوَرْدُ فِي وَجَناتِهِ وَالْخِمْرُ فِي ** رَشَفاتِهِ وَالسِّحْرُ فِي أَجْفانِهِ
** ومنهم من فضل الورد على غيره من الزهور
أفضِّلُ الورد على النرجس ** لا أجعل الأنجم كالأشمسِ
** ومنهم من ربط بين النرجس والورد للتعبير عن جمال المحبوبة
أَذابِلُ النرجِسِ في مُقلَتَيكْ ** أَم ناضِرُ الوَردِ عَلى وَجنَتَيكْ
** كما ربطوا بين الورد والنسرين وجعلوا خد المحبوبة هو حديقة الورد
في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى الننسرينِ بِالأَلحاظِ مِنها يُجتَنى
** ومنهم من تمنى تقبيل الورد لأنه فوق خد المحبوبة ليزيده جمالا
وما أَحْسَن الوردَ الَّذِي فوق خدِّها ** ولو أَنَّني قبَّلتُه كان أَحْسَنا
** بل الورد لا يتفتح إلا على خد المحبوبة
من لحظِها السِّحرُ الحلالُ قد اسْتَحى وبخدِّها الوردُ الجنيُّ قد انْفَتَح
** حتى شعراء الجاهلية .. فقد جعل عنترة خد المحبوبة ينثر رطب الورد
فَوَلَّت حَياءً ثُمَّ أَرخَت لِثامَها ** وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِبَ الوَردِ
** بل بالغ بعضهم فجعل الورد يخجل من خد المحبوبة الذي فاقه في الجمال فذبل
الورد من خجل لخدك ذابلٌ ** تبكي عليه مدامع الأنداءِ
** بينما للورد الأبيض عند خليل مطران منزلة أخرى- بجانب الورد الأحمر - .. فهو رمز الطهارة والعفة والصفاء والنقاء ولذا ترتدي العروس الفستان الأبيض ويهدى إليها الورد الأبيض فيزيد بهاؤه من اليد البيضاء التي تحمله .. بل تطرق إلى الجانب النفسي لرؤية الورد وقدرة الورد على شفاء النفس من أوجاعها
قال خليل مطران
بِبَنَاتِ الرَّوْضِ تَسْعَى رُفْقةٌ ** مِنْ بَنَاتِ الْجَاهِ وَالقَدْرِ الرَّفِيعْ
زَهَرَاتٌ بَائِعَاتٌ زهَراً ** يَا لَقَوْمِي هَلْ دَرَيْتُمْ مَا تَبِيعْ
هَذِهِ الْخُضْرَةُ فِيهَا أَمَلٌ ** يُبْرِيءُ النَّفْسَ مِنَ الْجُرْحِ الوَجِيعْ
وَبِهِ السَّلْوَى إِذَا الْحَظُّ التَوَى ** وَبِهِ الأَمْنُ إِذَا الآمِنُ رِيعْ
أُنْظُرِ الْوَرْدَ وَسَلْ حُمْرَتَهُ ** هَلْ مُحَيّاً كَمُحَيَّاهُ البَدِيعْ
صُورَةُ الحُبِّ هِيَ الوَرْدُ فَمَنْ ** يَشْتَرِيهِ وَلَهُ حُسْنُ الصَّنِيعْ
حَبَّذَا الأَبْيَضُ شَفَّافُ السَّنَا ** عَنْ عَفَافٍ وَصَفَاءٍ وَخُشُوعْ
تلْبَسُ العَذْرَاءُ فِي أَوْجِ العُلَى ** مِنْهُ أَبْهَى حُلَلِ القَلْبِ الْوَدِيعْ
هِيَ طَاقَاتٌ مِنَ الزَّهْرِ لَهَا ** فِي الْيَدِ البَيْضَاءِ آيَاتٌ تَرُوعْ
** وكان للربيع وجماله أثره في نفوس الشعراء فتغنوا بجماله وجمال زهوره فيتغنى به شوقي معددا ألوانا كثيرة من الزهور ( النرجس – الياسمين – السرو – الجلنار .. ) جاعلا الورد ملك النبات في كل أرض ورمزا لأفراحنا وأعراسنا بل هو في موجود دائما في منازلنا في لواحظ النساء وثغورهن
يقول أحمد شوقي
آذارُ أَقبَلَ قُم بِنا يا صاحِ ** حَيِّ الرَبيعَ حَديقَةَ الأَرواحِ
صَفوٌ أُتيحَ فَخُذ لِنَفسِكَ قِسطَها ** فَالصَفوُ لَيسَ عَلى المَدى بِمُتاحِ
وَاِجلِس بِضاحِكَةِ الرِياضِ مُصَفِّقاً ** لِتَجاوُبِ الأَوتارِ وَالأَقداحِ
مَلِكُ النَباتِ فَكُلُّ أَرضٍ دارُهُ ** تَلقاهُ بِالأَعراسِ وَالأَفراحِ
مَنشورَةٌ أَعلامُهُ مِن أَحمَرٍ ** قانٍ وَأَبيَضَ في الرُبى لَمّاحِ
لَبِسَت لِمَقدَمِهِ الخَمائِلُ وَشيَها ** وَمَرَحنَ في كَنَفٍ لَهُ وَجَناحِ
يَغشى المَنازِلَ مِن لَواحِظِ نَرجِسٍ ** آناً وَآناً مِن ثُغورِ أَقاحِ
وَرُؤوسُ مَنثورٍ خَفَضنَ لِعِزِّهِ ** تيجانَهُنَّ عَواطِرَ الأَرواحِ
الوَردُ في سُرُرِ الغُصونِ مُفَتَّحٍ ** مُتَقابِلٍ يُثنى عَلى الفَتّاحِ
ضاحي المَواكِبِ في الرِياضِ مُمَيَّزٌ ** دونَ الزُهورِ بِشَوكَةٍ وَسِلاحِ
مَرَّ النَسيمُ بِصَفحَتَيهِ مُقبِلاً ** مَرَّ الشِفاهِ عَلى خُدودِ مِلاحِ
هَتَكَ الرَدى مِن حُسنِهِ وَبَهائِهِ ** بِاللَيلِ ما نَسَجَت يَدُ الإِصباحِ
وَيَقائِقُ النَسرينِ في أَغصانِها ** كَالدُرِّ رُكِّبَ في صُدورِ رِماحِ ** النسرين : ورد أبيض عطري
وَالياسَمينُ لَطيفُهُ وَنَقِيُّهُ ** كَسَريرَةِ المُتَنَزِّهِ المِسماحِ
مُتَأَلِّقٌ خَلَلَ الغُصونِ كَأَنَّهُ ** في بُلجَةِ الأَفنانِ ضَوءُ صَباحِ
وَالجُلَّنارُ دَمٌ عَلى أَوراقِهِ ** قاني الحُروفِ كَخاتَمِ السَفّاحِ ** الجُلّنار : زهر الرمان
وَكَأَنَّ مَخزونَ البَنَفسَجِ ثاكِلٌ ** يَلقى القَضاءَ بِخَشيَةٍ وَصَلاحِ
وَالسَروُ في الحِبَرِ السَوابِغِ كاشِفٌ ** عَن ساقِهِ كَمَليحَةٍ مِفراحِ ** السرو : نوع من أشجار الزينة
ومن قصيدتي في وسط الروض الأخضر
حيث وصف جمال الروض وخاصة الورد وأثره في النفس مع رؤية الفراش يعانق الورد فيحرك ذلك المنظر ذكريات الحب في القلب فأغبط النسيم الذي لامس الورد والفراش الذي يعانق الورد فأهيم به وأعانقه ثم جعلت جمال الورد ناتجا من مرور المحبوبة عليه وجعلت الورد يقر لي بذلك ويعترف بفضلها عليه
في وسطِ الرَّوضِ الأخــْـــضــرْ يــُســْقــى مـن نـهْــر الـكَـوثـــــرْ
فــــــــــوق الأشـجــــار أراهــا الــطــَّيـــــــر تـــُغــرِّدُ أكــــثــــــَرْ
ونـــسيـــــمُ الفــجــرِ يـــنـادي وردَ البـُـــســــتـــــانِ الأحْـــمَـــرْ
قــــد جاء الصبــــحُ فـهـَـــيـّــا أقـــبــــَل بـــشــــذاك وعــَطــِّـــرْ
والشـــمس يُطـــلُّ ســـناهـــــا بالحــســــْنِ الــــورد تــَبـــَخـْتـرْ
أنــــْداء الصبـــــح عــلــيــــــه كاللـــــؤلـــؤ مـــنــــه تـــحــــــدّر
فـــتـــراه الــعــيــنُ فـتـصـفـــو ويــكـــــادُ الــقـــلـــبُ يــُــنــَـــوّرْ
وفـــــراش الحـُــبِ رفـــيــــــقٌ للــــورد يــُعـــَانـــِق يَــسْكـَـــــــرْ
فـــأهــيـــــمُ وأذكــــرُ حُــبّـــي أقــــضـــِى أوقــَاتـــِـــــي أفــَكـــّرْ
وصـــلك كالـــروح حـبـيـبــــي أرجـــــــو لـــقـيــاك وتـهــجــــرْ!
لــو أنـِّي الـطــّيــرُ لـطِـــــــرتُ بالشــَّــــــوق إلـــيــك َوأنـــْثــُـــرْ
مــن حـــولـــك زهــــر حياتي قــلـــبــــكَ بـــالـــحُـــبِّ أعــَطـِّــرْ
أغــبــِـط ُ فـــي الـحُــبِّ فـَـراشًا يــمـْـرحُ فـــي الروضِ الأخـضـر
أغـْـبـــط ُ فـــي الـحـــب نـسـيمًا قــدْ لامَـــــسَ وردًا أزهــِــــــــرْ
فـــــــإذا بــــِي أعَــانــِقُ وردا خِـلـتــُهُ بـالــشــَّوق يــُعـَـبـــّــــرْ
وهـَـمسْــــتُ إلـــيـــه حــبـيــبي هـــل جــــاءَ إلــيـْـــكَ ؟ أتـَذكــُـرْ؟
قــد خَــلــــعَ عـلـــيــكَ جَــمــالا وبـــه قــــد فــُزتَ أتــُنـــــْكـــــِرْ؟
فـــإذا بـالــــــورد مُــجــيــــــب بالــفــــضــْــلِ يُـــقـــِرّ ويــشــْكـر
حـــَمّــــــلتُ نـــســـيـمَ الصُّبح ِ أشـــواقــــي إلـــيـــــكَ تـُــبــشــّرْ
حـُبــّــكَ فـــي الـقـــلــب حبيبي يـُــــزهـــرُ كـــالــزرع ويــُثــمــِرْ



الورد في الغناء العربي

والمغنون كثيرا ما تغنوا أيضا بالورد وجماله
غنت أم كلثوم للورد ( الورد جميل )

الورد جميل وله أوراق عليها دليل من الأشواق

إذا أهداه حبيب لحبيب يكون معناه وصاله قريب

شوف الزهور واتعلم.. بين الحبايب تتكلم

شوف واتعلم

والنرجس مال يمين وشمال على الأغصان بتيه ودلال

عيونـه تقول معــانا عزول تعالَ بعيـد عن العزال

شوف الزهور واتعلم بين الحبايب تتكلم

شوف واتعلم

يا فل يا روح يا روح الروح

من شم هواك عمره ما ينساك

لكل جميل تقول بلغاك حبيب مشتاق بيستناك

شوف الزهور واتعلِّم بين الحبايب تتكلم

شوف واتعلِّم

شوفوا الياسمين جميل نعسان حلى له النوم على الأغصان

بكل حنان تضمه الإيد وبه تزدان صدور الغيد

شوف الزهور واتعلم بين الحبايب تتكلم

شوف واتعلِّم

الأستاذة ام فيصل
13-01-2012, 11:43 PM
الله الله الله
على جمال الورد وروعة الشعر
وعلى الموضوع المميز الذي زاد الورد جمالا
دام تميزك استاذنا الفاضل
ونور القسم بموضوعك الرائع
الف شكر وبارك الله بحضرتك وجزاك الله الف خير
تحياتي وتقديري

http://img138.imageshack.us/img138/6156/1dadc1ed1100904062d3c75.gif

صوت العقل
14-01-2012, 04:29 PM
موضوع رائع .. جزاكم الله خيرا ..

أحمد عبد العال عز
14-01-2012, 06:37 PM
الله الله الله

على جمال الورد وروعة الشعر
وعلى الموضوع المميز الذي زاد الورد جمالا
دام تميزك استاذنا الفاضل
ونور القسم بموضوعك الرائع
الف شكر وبارك الله بحضرتك وجزاك الله الف خير
تحياتي وتقديري


http://img138.imageshack.us/img138/6156/1dadc1ed1100904062d3c75.gif

شكرا لك أستاذة نغم على مرورك الكريم وتعليقك العظيم .. دمت بكل خير

أحمد عبد العال عز
14-01-2012, 06:40 PM
موضوع رائع .. جزاكم الله خيرا ..
شكرا لكم على المتابعة ودمتم بكل خير

Mr.Hani
16-01-2012, 12:26 PM
اعتقد من لا يحب الورد لا يرى جمال الحياة على الوجه الأكمل
شكرا على الموضوع

أحمد عبد العال عز
17-01-2012, 08:10 PM
اعتقد من لا يحب الورد لا يرى جمال الحياة على الوجه الأكمل
شكرا على الموضوع
نعم الورد رمز لرقة المشاعر .. سر جمال الحياة
بارك الله فيك وشكرا لمرورك