غاربله
29-01-2012, 12:43 AM
بدأ المراقب بتوزيع ورقة الأمتحان ؛ قرأ علاء سورة الفاتحة مثلما كان يفعل أخاه ؛ أصبح قريباً جداً من تحقيق حلمه الذى طالما سعى إلى تحقيقه ؛ حلمه بأن يصبح طالب فى كلية الطب مثل أخاه الذى كان يمثل له كل شئ .
فقد كان أخاه المثل الأعلى و الأب الحنون و الصديق الوفى بالنسبة له ؛ طالباً متفوقاً فى كلية الطب يشيد به كل من يعرفه ؛ كان من أوائل المتواجدين فى المستشفيات الميدانية بميدان التحرير لمعالجة المصابين ؛ و فى أحدى هجمات الشرطة لأخلاء الميدان من المتظاهرين و أطلاق الأعيرة النارية ؛ أخترقت أحدى هذه الطلقات صدره ليسقط قتيلاً فى الحال .
تذكر أخاه و أيضاً حلمه بأن يصبح مثل أخاه الذى كان بالنسبة له كل شئ ؛ بدأ علاء فى الأجابة عن الأسئلة ؛ و كان السؤال الأول الأجبارى هو التعبير ” أكتب برقية تهنئة للمجلس العسكرى الذى حمى الثورة و المصريين ؛ وحث الناس على المشاركة فى الأحتفال بالذكرى الأولى لثورة الخامس و العشرين من يناير ” .
قرأ هذا السؤال و بدأت الدموع تفيض من عيناه ؛ فتذكر أخاه و حلمه بأن يصبح مثله ؛ و أن يجب عليه أن يشكر من قتل أخاه ؛ بدأ يتحدى نفسه و بدأ يمسك القلم و يداه ترتعشان ؛ و كتب أول كلماته و التى مسحتها دموعه ؛ حاول أن يكتب و هو يشعر بأنه يرتكب جريمة فى حق أخاه .
و بعد محاولات كثيرة بدأ و الدموع تملأ عيناه فى كتابة البرقيات كالآتى :
” فى البداية أحب أن أشكر المجلس العسكرى على حبس الثوار ؛ و تعرية البنات ؛ و قتل شباب مصر ؛ أحب أن أشكره على حماية مبارك و نظامه ؛ و ليس حماية الشعب المصرى ؛ أحب أن أشكره على نسيانه بأن هؤلاء الشباب الذى قتلهم و حبسهم هم من أتوا به إلى الحكم ؛ و ليس مبارك و نظامه الذى يحميه ” .
” و أحب أن أوجه الشكر أيضاً إلى من سيحتفل بهذا اليوم ؛ أحب أن أشكر من سيغنى و يحتفل فى اليوم الأربعين لوفاة أخى الذى لم يكن لى فى الدنيا سواه ؛ أحب أن أشكرهم على أنهم سيحتفلوا بأن الثورة الذى ضحى من أجلها خيرة شباب مصر لم تحقق أى من أهدافها حتى الآن ؛ فلتحتفلوا بدماء أبنائكم و أخواتكم التى لم تبرد ؛ و سأبكى أنا وحدى على أخى الذى لم يكن لى فى الدنيا سواه ” .
” و فى النهاية أحب أن أشكر واضع الأمتحان الذى لم يراعى مشاعر تلاميذه ؛ و لم يراعى أن من الممكن أن يكون أحدهم قد فقد أعز الناس إليه ؛ أو فقد عيناه بسبب من يريدونى أن أشكرهم الآن ؛ أشكره على أن قام بدوره كمعلم لتلاميذه ؛ و أشكره على أنه لم يراعى تلاميذه أو مستقبلهم . “
أنتهى علاء من كتابة هذه البرقيات ؛ و كانت دموعه قد ملأت ورقة الأمتحان ؛ حزناً على أخيه ؛ و حزناً على ما جاءه فى الأمتحان .
فقد كان أخاه المثل الأعلى و الأب الحنون و الصديق الوفى بالنسبة له ؛ طالباً متفوقاً فى كلية الطب يشيد به كل من يعرفه ؛ كان من أوائل المتواجدين فى المستشفيات الميدانية بميدان التحرير لمعالجة المصابين ؛ و فى أحدى هجمات الشرطة لأخلاء الميدان من المتظاهرين و أطلاق الأعيرة النارية ؛ أخترقت أحدى هذه الطلقات صدره ليسقط قتيلاً فى الحال .
تذكر أخاه و أيضاً حلمه بأن يصبح مثل أخاه الذى كان بالنسبة له كل شئ ؛ بدأ علاء فى الأجابة عن الأسئلة ؛ و كان السؤال الأول الأجبارى هو التعبير ” أكتب برقية تهنئة للمجلس العسكرى الذى حمى الثورة و المصريين ؛ وحث الناس على المشاركة فى الأحتفال بالذكرى الأولى لثورة الخامس و العشرين من يناير ” .
قرأ هذا السؤال و بدأت الدموع تفيض من عيناه ؛ فتذكر أخاه و حلمه بأن يصبح مثله ؛ و أن يجب عليه أن يشكر من قتل أخاه ؛ بدأ يتحدى نفسه و بدأ يمسك القلم و يداه ترتعشان ؛ و كتب أول كلماته و التى مسحتها دموعه ؛ حاول أن يكتب و هو يشعر بأنه يرتكب جريمة فى حق أخاه .
و بعد محاولات كثيرة بدأ و الدموع تملأ عيناه فى كتابة البرقيات كالآتى :
” فى البداية أحب أن أشكر المجلس العسكرى على حبس الثوار ؛ و تعرية البنات ؛ و قتل شباب مصر ؛ أحب أن أشكره على حماية مبارك و نظامه ؛ و ليس حماية الشعب المصرى ؛ أحب أن أشكره على نسيانه بأن هؤلاء الشباب الذى قتلهم و حبسهم هم من أتوا به إلى الحكم ؛ و ليس مبارك و نظامه الذى يحميه ” .
” و أحب أن أوجه الشكر أيضاً إلى من سيحتفل بهذا اليوم ؛ أحب أن أشكر من سيغنى و يحتفل فى اليوم الأربعين لوفاة أخى الذى لم يكن لى فى الدنيا سواه ؛ أحب أن أشكرهم على أنهم سيحتفلوا بأن الثورة الذى ضحى من أجلها خيرة شباب مصر لم تحقق أى من أهدافها حتى الآن ؛ فلتحتفلوا بدماء أبنائكم و أخواتكم التى لم تبرد ؛ و سأبكى أنا وحدى على أخى الذى لم يكن لى فى الدنيا سواه ” .
” و فى النهاية أحب أن أشكر واضع الأمتحان الذى لم يراعى مشاعر تلاميذه ؛ و لم يراعى أن من الممكن أن يكون أحدهم قد فقد أعز الناس إليه ؛ أو فقد عيناه بسبب من يريدونى أن أشكرهم الآن ؛ أشكره على أن قام بدوره كمعلم لتلاميذه ؛ و أشكره على أنه لم يراعى تلاميذه أو مستقبلهم . “
أنتهى علاء من كتابة هذه البرقيات ؛ و كانت دموعه قد ملأت ورقة الأمتحان ؛ حزناً على أخيه ؛ و حزناً على ما جاءه فى الأمتحان .