ابو الفاروق
31-01-2012, 03:21 PM
.. منذُ نعومةِ أظافري وكعادةِ أي طفلٍ ارتبطتُ وبشدةٍ بمشاهدةِ التلفازِ هذا الصندوقُ الصغيرُ الذي كان يمثلُ لي شيئاً مبهراً وعجيباً حتى إنني ظللتُ لفترةٍ أظنُ أن ما أراهُ في هذا الصندوقِ شيء حقيقي وإنني أستطيعٌ أن اقفزَ داخله وألهو وأتحدثُ مع ما أراه من شخصياتٍ , وسرعان ما تلاشت هذه الأفكارُ الطفوليةً وأيقنتُ الحقيقةَ وان هذا الصندوقَ ما هو إلا وسيلةٌ أرى واسمعُ فيها ما لا أستطيعُ رؤيتًه ومعرفتَه في عالمي الصغير .
.. ثم تعددت وِجهاتي نتيجة نمو قدراتي العقليةِ وإجادتي للقراءةِ والقدرةِ على التخيلِ وأصبحتُ استقى معلوماتي عن العالم الخارجي من مصادرِ أخري بجانبِ التلفاز كالمذِياعِ والجرائدِ والمجلاتِ والكتب وأخيراً الشبكة ألعنكبوتيه " الانترنت " كل هذه المصادر تندرجُ تحتَ مسميَ " الوسائلِ الإعلامية " واعتقدُ أن هناكَ الكثيرُ مثلي قد مروا بنفسِ هذه المراحلِ الفكرِيةِ , وتشكلتْ ثقافتُنا العامةُ كأجيالِ من خلالِ هذه الوسائلِ المختلفةِ والمتعددةِ نوعاً والمحدودةِ كيفاً .
.. وسائلِ الإعلامِ بجميع أنواعها ( المقروءة – المسموعة – المرئية – المسموعة المرئية ) كاميرا تسجل التاريخ والأحداث وتتفاعل معها وتؤثر فى توجيه أحداثها إيجاباً – وسلباً , وتقوم بتشكيل أفكار وتوجهات وثقافة أفراد المجتمع والذين هم العامل الأساسي والعنصر البشري المحرك للأحداث بل وهم من يصنعونَ التاريخِ والأحداثِ.
.. وللإعلامِ عِدة أهداف أهمها على الإطلاقِ هو ما يتعلقُ بمضمون الرسالةِ الإعلاميةِ وهذا المضمون يحتوى على العديد من الرسائل تُسمي بالمحتوي ويمكن حصرُ هذا المحتوي فى : نقل الأخبار , دعم المباديء والأسس الحميدة التي يقوم عليها المجتمع , رفع المستوى الفكري ونشر الوعي السياسي لتكوين رأى عام مستنير وأخيراً الإمتاع والترويح عن القراءة الصماء بالمادة العلمية بوسائل تثقيفية أكثر تشويقا , هذا فضلا عن مجموعة أخرى من الأهداف تأتي فى مرتبة أقل فى أهميتها عن مضمون الرسالة الإعلامية مثل الارتقاء بالذوق العام والإبداع الفني بالإضافة إلى الكسب المادي .
.. ولكي يصل الإعلامِ لأهدافه ومبتغاة يجب أن تلتزم المنظومةُ الإعلاميةِ بالكامل لما يسمي " بالمهنيةِ "وهى ببساطة غلاف مكون من مجموعةِ معايير وشروط أو " ميثاق شرف " يلتزم به كل العاملين والقائمين على المنظومة الإعلامية , ومن أهم هذه المعايير والشروط : الحياديةِ - والشفافيةِ - والصدقَ فى توصيل الرسالة وتحقيق الأهداف .
.. من خلال السرد السابق لتعريف الإعلام وأهميته وأهدافه وميثاق شرفة , هل نستطيع أن نقوم بتقييم أداء الإعلام المصري خلال الثلاثون عام الماضية , ونقف على ما قد تم تحقيقه من أهداف , ومدي تأثيره على المجتمع ومؤسساته وأفراده وعلى الأجيال المتعاقبة سلباً أو إيجاباً ....؟
..عند الإجابةِ على هذه التساؤلات سنجد أن الإجابة تأخذنا بشكل تلقائي إلى تقسيم الثلاثون عام الماضية إلى مراحل زمنية قُسمت بناءاً على بعض المعايير ألا وهى مدىَ تحقيق الإعلام لأهدافه وتأثيره على المجتمع ومدي التطور التكنولوجي والعددي والنوعي الذي طرأ على الوسائل الإعلامية خلال تلك الفترة .
.. فالمرحلة الأولى تبدأ منذ بداية الثمانينات وامتدت حتى نهاية التسعينيات وهى تسمى بمرحلة " الإعلام الحكومي " أو"الإعلام الرسمي" حيث كان الإعلام ممولا مادياً من الدولة شأنه فى ذلك شأن جميع المؤسسات الحكومية , وكان الهدف الذي يسعى لتحقيقه هو دعم النظام السائد واتخذ من مقولة " انصر آخاك ظالماً أو مظلوماً " مبدأً مهنياً له وبث نوعاً من التضليل السياسي بل والثقافي من أجل الوصول لهذا الهدف , وكان يسبح بحمد النظام , وكانت الوسائل الإعلامية محدودة كماً وكيفاً , ونتيجة لهذا فقد ساهم فى هذه الفترة الزمنية فى التأثير سلباً على المجتمع ومؤسساته وعلى جميع الأجيال التي نشأت وترعرعت في ظل وجود هذا النوع من الإعلام الفاسد المضلل ذي الاتجاه السياسي والفكري الأوحد.
.. أما المرحلة الثانية فقد بدأت منذ نهاية التسعينيات حتى العقد العاشر من الألفية الثانية وهى تسمى بمرحلة " الإعلام الخاص" أو " الانفتاح الإعلامي " وعصر الفضائيات , حيث انتشر نوعاً أخر من الإعلام الممول تمويلا خاصاً من أشخاص أو من بعض المؤسسات الخاصة , ولكن هذا لا يعني استقلال الإعلام الخاص استقلالً كاملاً عن النظام وإنما كان استقلالً من الناحية المادية فقط , أما من الجانب المهني فكان يمثل النظام السياسي السائد بشكل مباشر أو غير مباشر وتتم الهيمنة والسيطرة عليه أمنياً وذلك " لفلترة " ما يقدم من خلاله خاصة من النواحي السياسية بل وكان هناك بعضٌ من هذه الوسائل الإعلامية مموله من رجال الأعمال المنتمين للنظام ولديهم مصالح مشتركة مع أركانه وبالتالي يستخدمون منابرهم الإعلامية الخاصة فى دعم أنفسهم ومن ثمَ النظام , ونظراً لأنها منظومات إعلامية خاصة أي بمثابة مشاريع استثمارية فكان دائماً ما يخنع مالكيها للضغوط الأمنية التي تمارس عليهم وذلك إما خوفاَ من البطش بهم أو من أجل الوصول لهدفهم ألا وهو الكسب المادي واتخذوا من مقولة " أربط ...... مطرح ما يحب صاحبة " مبدأً مهنياً لهم وبث الإعلام الخاص بجانب نظيره الحكومي نوعاً أخر من التعددية السياسية الوهمية والحرية المقنعة والمعارضة المصنوعة , وازدادت الوسائل الإعلامية كماً ونوعاً وانتشر " الانترنت" كوسيلة إعلامية فى تلك المرحلة انتشاراً سريعاً , وأصبحت المواقع الالكترونية الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي "Twitter - Facebook - YouTube" من أشهر المصادر والوسائل الإعلامية , وعلى الرغم من هذا التطور الرهيب الذي طرأ على وسائل الإعلام إلا انه ظل محدودٍ كيفاً وكان يبث نوعاً من التسفيه السياسي والثقافي ونتيجة لهذا فقد ساهم الإعلام فى تلك الفترة أيضاً على القضاء على البقية المتبقية من الأجيال المصرية بفضل هذا الإعلام المزيف ذي الاتجاهات السياسية المسرحية .
.. ثم نأتي للمرحلة الثالثة وهى آخر المراحل وقد بدأت مع بداية الثورة فى 25 يناير 2011 وما زالت مستمرة حتى الآن وهى تسمى بمرحلة " الإعلام المحرض " أو " إعلام الحرباء " وهذه الفترة الزمنية لا يوجد فيها ما يقال عن المهنية أو عن أي مواثيق شرفية أو أخلاقية ولا تمت بأي صلة من الصلات بالإعلام والمنظومات الإعلامية, فمبدأهم الإعلامي والمهني الآن" أنا ومن بعدي الطوفان " فما يحدث وما زال يحدث من الإعلام والإعلاميين فى هذه الفترة يغنى عن أي كلام , فهي فاتورة قاسية تدفعها مصر بالكامل نتيجة المرحلتين السابقتين فالمنطق يقول أن :
إعلام منافق من اجل النظام + إعلام منافق من أجل المال = إعلام منافق من اجل نفسه على حساب الوطن.
.. بعد الإجابة على التساؤلات السابقة يتضح لنا أن مصر والمجتمع المصري بإفراده ومؤسساته قد تعرض للاغتيال الفكري والثقافي والسياسي والجسدي على مدار الثلاثون عام الماضية بسبب وجود هذا الإعلام الفاسد المضلل المحرض , وهذا هو السبب الحقيقي فيما نعاني منه الآن والذي سنظل نعاني منه فى المستقبل القريب .
وها هي رسالةٌ من مواطنٍ مصريًّ لا تحمل النصح أو الإرشاد أو حتى التحذير فقد مضيَ وقت النصحٍ وسَبَقَ السيفُ العذل وإنما تحملٌ في طياتها صرخاتِ سخط ملايين المصريين أوجهها إلى المنظومةِ الإعلاميةِ والإعلاميين .
لقد كنا ضحايا إعلامِكم الفاسدِ المنافقِ في الماضي القريبِ .. وأصبحنا شهداءَ إعلامِكم المحرضِ المنافقِ في الحاضرِ .
لذلك نقولٌ لكم أن عقولنا وأجسادنا محرمةٌ عليكم أيها الإعلاميين , دمائنا التي لطخت ميكروفوناتكم محرمةٌ عليكم أيها الإعلامي سياسيين, مصر محرمةٌ عليكم أيها المخربين , مصر ستكون ناراً تكوي جلودَكم وتلهبُ وجوهَكم , مصرُ لن تكونَ برداً وسلاماً عليكم أيها الخائنين.
.. عندما تمرُ اى دولةٍ بكارثةٍ قومية فإنها تعلنُ حالةٍ من الحدادِ القومي لفترةٍ زمنيةٍ وتقومُ " بتنكيسٍِ الأعلامِ " كناية عن الحزن , ومصرُ الآن تمرُ بكارثةٍ قومية وهي فقدانِها أجيالاً وأجيالاً من شعبِها فقداناً فكرياً ومعنوياً بل وجسدي نتيجة وجود مثل هؤلاء الإعلاميين وهذه المنظومة الإعلامية العفنة , ونحن كشعبٍ ووطن نشعرُ بالحزنِ والأسىَ على ما فعلتموهُ بٍنا وبشبابِنا وطننا , وهذا يتطلبُ منا جميعاً إعلان حالة الحدادِ القومي لأجلٍ غير مسمي على الإعلامِ المصري ومن ثمَ فنحنُ نقولُ لكم الشعب يريد " تنكيسُ الإعلامِ ".
.. ثم تعددت وِجهاتي نتيجة نمو قدراتي العقليةِ وإجادتي للقراءةِ والقدرةِ على التخيلِ وأصبحتُ استقى معلوماتي عن العالم الخارجي من مصادرِ أخري بجانبِ التلفاز كالمذِياعِ والجرائدِ والمجلاتِ والكتب وأخيراً الشبكة ألعنكبوتيه " الانترنت " كل هذه المصادر تندرجُ تحتَ مسميَ " الوسائلِ الإعلامية " واعتقدُ أن هناكَ الكثيرُ مثلي قد مروا بنفسِ هذه المراحلِ الفكرِيةِ , وتشكلتْ ثقافتُنا العامةُ كأجيالِ من خلالِ هذه الوسائلِ المختلفةِ والمتعددةِ نوعاً والمحدودةِ كيفاً .
.. وسائلِ الإعلامِ بجميع أنواعها ( المقروءة – المسموعة – المرئية – المسموعة المرئية ) كاميرا تسجل التاريخ والأحداث وتتفاعل معها وتؤثر فى توجيه أحداثها إيجاباً – وسلباً , وتقوم بتشكيل أفكار وتوجهات وثقافة أفراد المجتمع والذين هم العامل الأساسي والعنصر البشري المحرك للأحداث بل وهم من يصنعونَ التاريخِ والأحداثِ.
.. وللإعلامِ عِدة أهداف أهمها على الإطلاقِ هو ما يتعلقُ بمضمون الرسالةِ الإعلاميةِ وهذا المضمون يحتوى على العديد من الرسائل تُسمي بالمحتوي ويمكن حصرُ هذا المحتوي فى : نقل الأخبار , دعم المباديء والأسس الحميدة التي يقوم عليها المجتمع , رفع المستوى الفكري ونشر الوعي السياسي لتكوين رأى عام مستنير وأخيراً الإمتاع والترويح عن القراءة الصماء بالمادة العلمية بوسائل تثقيفية أكثر تشويقا , هذا فضلا عن مجموعة أخرى من الأهداف تأتي فى مرتبة أقل فى أهميتها عن مضمون الرسالة الإعلامية مثل الارتقاء بالذوق العام والإبداع الفني بالإضافة إلى الكسب المادي .
.. ولكي يصل الإعلامِ لأهدافه ومبتغاة يجب أن تلتزم المنظومةُ الإعلاميةِ بالكامل لما يسمي " بالمهنيةِ "وهى ببساطة غلاف مكون من مجموعةِ معايير وشروط أو " ميثاق شرف " يلتزم به كل العاملين والقائمين على المنظومة الإعلامية , ومن أهم هذه المعايير والشروط : الحياديةِ - والشفافيةِ - والصدقَ فى توصيل الرسالة وتحقيق الأهداف .
.. من خلال السرد السابق لتعريف الإعلام وأهميته وأهدافه وميثاق شرفة , هل نستطيع أن نقوم بتقييم أداء الإعلام المصري خلال الثلاثون عام الماضية , ونقف على ما قد تم تحقيقه من أهداف , ومدي تأثيره على المجتمع ومؤسساته وأفراده وعلى الأجيال المتعاقبة سلباً أو إيجاباً ....؟
..عند الإجابةِ على هذه التساؤلات سنجد أن الإجابة تأخذنا بشكل تلقائي إلى تقسيم الثلاثون عام الماضية إلى مراحل زمنية قُسمت بناءاً على بعض المعايير ألا وهى مدىَ تحقيق الإعلام لأهدافه وتأثيره على المجتمع ومدي التطور التكنولوجي والعددي والنوعي الذي طرأ على الوسائل الإعلامية خلال تلك الفترة .
.. فالمرحلة الأولى تبدأ منذ بداية الثمانينات وامتدت حتى نهاية التسعينيات وهى تسمى بمرحلة " الإعلام الحكومي " أو"الإعلام الرسمي" حيث كان الإعلام ممولا مادياً من الدولة شأنه فى ذلك شأن جميع المؤسسات الحكومية , وكان الهدف الذي يسعى لتحقيقه هو دعم النظام السائد واتخذ من مقولة " انصر آخاك ظالماً أو مظلوماً " مبدأً مهنياً له وبث نوعاً من التضليل السياسي بل والثقافي من أجل الوصول لهذا الهدف , وكان يسبح بحمد النظام , وكانت الوسائل الإعلامية محدودة كماً وكيفاً , ونتيجة لهذا فقد ساهم فى هذه الفترة الزمنية فى التأثير سلباً على المجتمع ومؤسساته وعلى جميع الأجيال التي نشأت وترعرعت في ظل وجود هذا النوع من الإعلام الفاسد المضلل ذي الاتجاه السياسي والفكري الأوحد.
.. أما المرحلة الثانية فقد بدأت منذ نهاية التسعينيات حتى العقد العاشر من الألفية الثانية وهى تسمى بمرحلة " الإعلام الخاص" أو " الانفتاح الإعلامي " وعصر الفضائيات , حيث انتشر نوعاً أخر من الإعلام الممول تمويلا خاصاً من أشخاص أو من بعض المؤسسات الخاصة , ولكن هذا لا يعني استقلال الإعلام الخاص استقلالً كاملاً عن النظام وإنما كان استقلالً من الناحية المادية فقط , أما من الجانب المهني فكان يمثل النظام السياسي السائد بشكل مباشر أو غير مباشر وتتم الهيمنة والسيطرة عليه أمنياً وذلك " لفلترة " ما يقدم من خلاله خاصة من النواحي السياسية بل وكان هناك بعضٌ من هذه الوسائل الإعلامية مموله من رجال الأعمال المنتمين للنظام ولديهم مصالح مشتركة مع أركانه وبالتالي يستخدمون منابرهم الإعلامية الخاصة فى دعم أنفسهم ومن ثمَ النظام , ونظراً لأنها منظومات إعلامية خاصة أي بمثابة مشاريع استثمارية فكان دائماً ما يخنع مالكيها للضغوط الأمنية التي تمارس عليهم وذلك إما خوفاَ من البطش بهم أو من أجل الوصول لهدفهم ألا وهو الكسب المادي واتخذوا من مقولة " أربط ...... مطرح ما يحب صاحبة " مبدأً مهنياً لهم وبث الإعلام الخاص بجانب نظيره الحكومي نوعاً أخر من التعددية السياسية الوهمية والحرية المقنعة والمعارضة المصنوعة , وازدادت الوسائل الإعلامية كماً ونوعاً وانتشر " الانترنت" كوسيلة إعلامية فى تلك المرحلة انتشاراً سريعاً , وأصبحت المواقع الالكترونية الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي "Twitter - Facebook - YouTube" من أشهر المصادر والوسائل الإعلامية , وعلى الرغم من هذا التطور الرهيب الذي طرأ على وسائل الإعلام إلا انه ظل محدودٍ كيفاً وكان يبث نوعاً من التسفيه السياسي والثقافي ونتيجة لهذا فقد ساهم الإعلام فى تلك الفترة أيضاً على القضاء على البقية المتبقية من الأجيال المصرية بفضل هذا الإعلام المزيف ذي الاتجاهات السياسية المسرحية .
.. ثم نأتي للمرحلة الثالثة وهى آخر المراحل وقد بدأت مع بداية الثورة فى 25 يناير 2011 وما زالت مستمرة حتى الآن وهى تسمى بمرحلة " الإعلام المحرض " أو " إعلام الحرباء " وهذه الفترة الزمنية لا يوجد فيها ما يقال عن المهنية أو عن أي مواثيق شرفية أو أخلاقية ولا تمت بأي صلة من الصلات بالإعلام والمنظومات الإعلامية, فمبدأهم الإعلامي والمهني الآن" أنا ومن بعدي الطوفان " فما يحدث وما زال يحدث من الإعلام والإعلاميين فى هذه الفترة يغنى عن أي كلام , فهي فاتورة قاسية تدفعها مصر بالكامل نتيجة المرحلتين السابقتين فالمنطق يقول أن :
إعلام منافق من اجل النظام + إعلام منافق من أجل المال = إعلام منافق من اجل نفسه على حساب الوطن.
.. بعد الإجابة على التساؤلات السابقة يتضح لنا أن مصر والمجتمع المصري بإفراده ومؤسساته قد تعرض للاغتيال الفكري والثقافي والسياسي والجسدي على مدار الثلاثون عام الماضية بسبب وجود هذا الإعلام الفاسد المضلل المحرض , وهذا هو السبب الحقيقي فيما نعاني منه الآن والذي سنظل نعاني منه فى المستقبل القريب .
وها هي رسالةٌ من مواطنٍ مصريًّ لا تحمل النصح أو الإرشاد أو حتى التحذير فقد مضيَ وقت النصحٍ وسَبَقَ السيفُ العذل وإنما تحملٌ في طياتها صرخاتِ سخط ملايين المصريين أوجهها إلى المنظومةِ الإعلاميةِ والإعلاميين .
لقد كنا ضحايا إعلامِكم الفاسدِ المنافقِ في الماضي القريبِ .. وأصبحنا شهداءَ إعلامِكم المحرضِ المنافقِ في الحاضرِ .
لذلك نقولٌ لكم أن عقولنا وأجسادنا محرمةٌ عليكم أيها الإعلاميين , دمائنا التي لطخت ميكروفوناتكم محرمةٌ عليكم أيها الإعلامي سياسيين, مصر محرمةٌ عليكم أيها المخربين , مصر ستكون ناراً تكوي جلودَكم وتلهبُ وجوهَكم , مصرُ لن تكونَ برداً وسلاماً عليكم أيها الخائنين.
.. عندما تمرُ اى دولةٍ بكارثةٍ قومية فإنها تعلنُ حالةٍ من الحدادِ القومي لفترةٍ زمنيةٍ وتقومُ " بتنكيسٍِ الأعلامِ " كناية عن الحزن , ومصرُ الآن تمرُ بكارثةٍ قومية وهي فقدانِها أجيالاً وأجيالاً من شعبِها فقداناً فكرياً ومعنوياً بل وجسدي نتيجة وجود مثل هؤلاء الإعلاميين وهذه المنظومة الإعلامية العفنة , ونحن كشعبٍ ووطن نشعرُ بالحزنِ والأسىَ على ما فعلتموهُ بٍنا وبشبابِنا وطننا , وهذا يتطلبُ منا جميعاً إعلان حالة الحدادِ القومي لأجلٍ غير مسمي على الإعلامِ المصري ومن ثمَ فنحنُ نقولُ لكم الشعب يريد " تنكيسُ الإعلامِ ".