abomokhtar
01-02-2012, 12:40 AM
بقلم/ حمادة نصار
كان لافتا للنظر أن يرى بعض شباب الميدان وهم يرتدون قناع "فانديتا", وذلك يوم الجمعة الماضي, تعبيرا ً عن رفضهم للشرعية الشعبية التي تمخضت عن برلمان لم تشهد له البلاد مثيلا ً منذ ما يقرب من 60عاما ً على الأقل, لا لشيء إلا لأنه أسقط توجهاتهم على اختلافها وجاء بقوم آخرين.
وما حدث في الميدان أمر بالغ الخطورة , لأن ذلك يعيد الأمور كلها إلى ما قبل المربع رقم صفر, وهذا ليس تجنيا ً على أحد كائنا من كان ممن فعل هذا الفعل, لأن استصحاب الأصل التاريخي لقصة القناع المذكور يفسر لنا الأمر تفسيرا ً جليا ً لا لبس فيه ولا غموض.
ويلقى الضوء على الدلالة الرمزية لهذا الفعل, ويضع النقاط على الحروف بالنسبة للرسالة التي يريد مرتدو القناع توصيلها للأمة كلها من خلال انتهاج هذا السلوك بالذات, ويعفى أمثالي من التهم سابقة التجهيز, والتي مضمونها أننا نتعامل مع المخالفين لنا في الرأي من قومنا على طريقة محاكم التفتيش التي تحاكم الناس على مكنونات السرائر, وتصدر أحكاما ً قاسية بناء على ما يجول في الخواطر.
فالأصل التاريخي لقصة القناع إياه تذكر أن أحد الثوار المغامرين ويدعى "جاى فوكس" قد حاول في عام 1606 م تفجير مبنى البرلمان الإنجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار, فارتدوا أقنعة تخفى شخصياتهم ,غير أنه قد تم اكتشاف فوكس قبل تفجيره البرلمان وإعدامه.
وكلمة "فانديتا" كلمة لاتينية معناها "الانتقام" , وهو ما يتفق تماما مع دعوات المتظاهرين الشيوعيين أو الاشتراكيين الثوريين.
فإذا كان ارتداء هذا القناع يحمل هذه الدلالة ويرمز لذلك المعنى سالف الذكر في وضح النهار وعلى قارعة الطريق دون وجل أو خجل, بما يعرض الدولة كلها للسقوط في واد سحيق من الفوضى , ولا يجد من العقلاء من يتصدى لهذه التصرفات التي تتسم في مجملها بالرعونة واللا مسئولية, فإن القوم وخاصة من يتصدر وسائل التوجيه والإعلام منهم أنانيون من ذوى العيون المقلوبة للداخل أينما ولّوا لا يروا إلا وجوههم وشعارهم:
معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمأنا فلا نزل القطر
ولتذهب الديمقراطية التي تنكرت لهم وجاءت بقوم آخرين إلى الجحيم, وهذا لا يعنى إلا شيئا ً واحدا ً, وهو أن الشعب فاقد الأهلية أو ناقصها على أضعف الإيمان.
وعلى هذا ينبغي أن يعامل بموجب قانون الحجر على السفيه لكونه عند أصحاب الدكاكين الثورية لم يبلغ الرشد بعد!!!
فإن جاز هذا التصرف ومثيله في حق بعض الثوار الأغرار نظرا لحداثة أعمارهم وما تتسم به هذه المراحل العمرية غالبا من خصائص ومقومات على رأسها المثالية المجنحة في الخيال, والنزوع الأرعن نحو تحقيق الذات, والميل الشديد إلى الحلول الراديكالية العنيفة والتي لا تعرف أنصاف الحلول والالتقاء في منتصف الطريق!!!
فلا يجوز هذا المنحى في حق العجائز وخريجي مدرسة الشعر المصبوغ ممن بلغوا من العمر أرذله!!!
ومن يدعون الخبرة التراكمية في التعامل مع المشاكل والاشتباك مع الأزمات من أمثال د/ البرادعى والذي زايد بدوره على شباب الميدان, ويكأنه لم يقتنع بمجرد ارتداء القناع وما يحمله هذا السلوك من دلالات وإشارات فلجأ الرجل إلى التصريح بدلا ًمن التلميح, وأصدر مكتبه بيانا ً دعا فيه إلى حل مجلس الشعب بعد أن يقوم بانتخاب رئيس مؤقت للجمهورية من بين أعضاءه, ثم يجرى وضع الدستور , وبعدها ينتخب مجلس جديد.
هذه الدعوة وصفها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل على صفحته في الفيس بوك بأنها "اتجاه لحرق البلد كلية".
ليس وحده الشيخ حازم الذي استثارته دعوة البرادعى, فقد أغضبت الكثير من المتظاهرين في ميدان التحرير, وقالوا إن حل البرلمان والحديث عن رئيس مؤقت انتحار وفوضى في الحياة السياسية, وأن هدفهم ليس ذلك , بل سرعة تسليم السلطة لرئيس منتخب قبل وضع الدستور.
لقد انتهينا إلى حرب ضد البرلمان , ودعوات لم تعد خجولة لإسقاطه.
http://www.egyig.com/Public/articles/answer/9/27996011.shtml
كان لافتا للنظر أن يرى بعض شباب الميدان وهم يرتدون قناع "فانديتا", وذلك يوم الجمعة الماضي, تعبيرا ً عن رفضهم للشرعية الشعبية التي تمخضت عن برلمان لم تشهد له البلاد مثيلا ً منذ ما يقرب من 60عاما ً على الأقل, لا لشيء إلا لأنه أسقط توجهاتهم على اختلافها وجاء بقوم آخرين.
وما حدث في الميدان أمر بالغ الخطورة , لأن ذلك يعيد الأمور كلها إلى ما قبل المربع رقم صفر, وهذا ليس تجنيا ً على أحد كائنا من كان ممن فعل هذا الفعل, لأن استصحاب الأصل التاريخي لقصة القناع المذكور يفسر لنا الأمر تفسيرا ً جليا ً لا لبس فيه ولا غموض.
ويلقى الضوء على الدلالة الرمزية لهذا الفعل, ويضع النقاط على الحروف بالنسبة للرسالة التي يريد مرتدو القناع توصيلها للأمة كلها من خلال انتهاج هذا السلوك بالذات, ويعفى أمثالي من التهم سابقة التجهيز, والتي مضمونها أننا نتعامل مع المخالفين لنا في الرأي من قومنا على طريقة محاكم التفتيش التي تحاكم الناس على مكنونات السرائر, وتصدر أحكاما ً قاسية بناء على ما يجول في الخواطر.
فالأصل التاريخي لقصة القناع إياه تذكر أن أحد الثوار المغامرين ويدعى "جاى فوكس" قد حاول في عام 1606 م تفجير مبنى البرلمان الإنجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار, فارتدوا أقنعة تخفى شخصياتهم ,غير أنه قد تم اكتشاف فوكس قبل تفجيره البرلمان وإعدامه.
وكلمة "فانديتا" كلمة لاتينية معناها "الانتقام" , وهو ما يتفق تماما مع دعوات المتظاهرين الشيوعيين أو الاشتراكيين الثوريين.
فإذا كان ارتداء هذا القناع يحمل هذه الدلالة ويرمز لذلك المعنى سالف الذكر في وضح النهار وعلى قارعة الطريق دون وجل أو خجل, بما يعرض الدولة كلها للسقوط في واد سحيق من الفوضى , ولا يجد من العقلاء من يتصدى لهذه التصرفات التي تتسم في مجملها بالرعونة واللا مسئولية, فإن القوم وخاصة من يتصدر وسائل التوجيه والإعلام منهم أنانيون من ذوى العيون المقلوبة للداخل أينما ولّوا لا يروا إلا وجوههم وشعارهم:
معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمأنا فلا نزل القطر
ولتذهب الديمقراطية التي تنكرت لهم وجاءت بقوم آخرين إلى الجحيم, وهذا لا يعنى إلا شيئا ً واحدا ً, وهو أن الشعب فاقد الأهلية أو ناقصها على أضعف الإيمان.
وعلى هذا ينبغي أن يعامل بموجب قانون الحجر على السفيه لكونه عند أصحاب الدكاكين الثورية لم يبلغ الرشد بعد!!!
فإن جاز هذا التصرف ومثيله في حق بعض الثوار الأغرار نظرا لحداثة أعمارهم وما تتسم به هذه المراحل العمرية غالبا من خصائص ومقومات على رأسها المثالية المجنحة في الخيال, والنزوع الأرعن نحو تحقيق الذات, والميل الشديد إلى الحلول الراديكالية العنيفة والتي لا تعرف أنصاف الحلول والالتقاء في منتصف الطريق!!!
فلا يجوز هذا المنحى في حق العجائز وخريجي مدرسة الشعر المصبوغ ممن بلغوا من العمر أرذله!!!
ومن يدعون الخبرة التراكمية في التعامل مع المشاكل والاشتباك مع الأزمات من أمثال د/ البرادعى والذي زايد بدوره على شباب الميدان, ويكأنه لم يقتنع بمجرد ارتداء القناع وما يحمله هذا السلوك من دلالات وإشارات فلجأ الرجل إلى التصريح بدلا ًمن التلميح, وأصدر مكتبه بيانا ً دعا فيه إلى حل مجلس الشعب بعد أن يقوم بانتخاب رئيس مؤقت للجمهورية من بين أعضاءه, ثم يجرى وضع الدستور , وبعدها ينتخب مجلس جديد.
هذه الدعوة وصفها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل على صفحته في الفيس بوك بأنها "اتجاه لحرق البلد كلية".
ليس وحده الشيخ حازم الذي استثارته دعوة البرادعى, فقد أغضبت الكثير من المتظاهرين في ميدان التحرير, وقالوا إن حل البرلمان والحديث عن رئيس مؤقت انتحار وفوضى في الحياة السياسية, وأن هدفهم ليس ذلك , بل سرعة تسليم السلطة لرئيس منتخب قبل وضع الدستور.
لقد انتهينا إلى حرب ضد البرلمان , ودعوات لم تعد خجولة لإسقاطه.
http://www.egyig.com/Public/articles/answer/9/27996011.shtml