abomokhtar
01-02-2012, 12:58 AM
بقلم أ/ صلاح إبراهيم
قال السيد المسيح عليه الصلاة والسلام "من فمك أدينك", علت الأصوات من صبيان الليبرالية تهاجم المجلس العسكري وتصب عليه اللعنات وتحمله مسئولية ما حدث وما لم يحدث وأصبح هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" لبانة في أفواههم.. وخرج شيوخهم ومنظروهم يشرحون للناس خطورة الحكم العسكري في القديم والجديد, الأستاذ صلاح عيسى كتب باستفاضة عن الثورة العرابية وعاش تجربة الثورة المصرية في 25 يناير, والثورتين قام بهما التيار الليبرالي في البداية.. بدأت الثورة الأولى بتمرد في البرلمان .. وبدأت الثانية بتمرد على البرلمان.
في الثورة الأولى دخل الجيش لإشعال الأحداث.. وفي الثانية دخل لتأمين الثورة والحفاظ على مكتسباتها وضمان تسليم السلطة لمن يختاره الشعب, ما رأى أستاذنا صلاح عيسى في الثورتين.. وكيف حكمه على التيار الليبرالي والجناح العسكري في إدارة الأزمة؟, في الثورة الأولى انحاز تمامًا للجناح العسكري من الثورة .. وفي الثانية حيا أيضًا الجناح العسكري حتى كان ما كان.
المعروف أن الثورة العرابية كانت تطير بجناحين:
1- جناح مدني ليبرالي يقوده شريف باشا ابن الأرستقراطية المصرية.
2- وجناح عسكري يقوده عرابي والبارودي وغيرهما من العسكريين الذين صاحبوه عندما واجه الخديوي توفيق شامخًا على فرسه في فناء قصر عابدين.
كان شريف باشا وصحبه يرون أن الأماني ممكنة وستتحقق بالتأكيد عن طريق الدستور والحياة النيابية والتدرج الطبيعي الذي تقوم عليه سنة الحياة في كل مناحيها .. على أن يقوم الجيش بالانسحاب إلى ثكناته ليقوم بعمله الطبيعي في حماية البلاد وتأمينها ضد أعداء الخارج.
وكان رأيهم أيضًا أن تدخل الجيش في الحكم هو استفزاز غير مبرر لقوي التدخل الخارجي التي تتلمظ لكي تبتلع مصر في جوفها.. وأنه لا خير في حكم العسكر لأن النظام العسكري يقوم على الدكتاتورية ولا ينجح بدونها.. بعكس الحياة المدنية التي تقوم على التوافق وعرض وجهات النظر والأخذ والرد.
لذا فما الداعي أن نثور على ديكتاتورية الخديوي لكي نستبدلها بدكتاتورية العسكريين.. وكلتاهما ديكتاتورية ممقوتة في نهاية الأمر.
طبعًا عندما حدث الاختلاف بين وجهتي النظر أصر العسكريون على رأيهم فانسحب شريف باشا بمن معه بعدما توقعوا تطور الأحداث إلى ما آلت إليه.
حكم الأستاذ صلاح عيسى على شريف باشا بالخيانة لأنه انضم إلى الخديوي بعد انكسار الثورة العرابية.. بل كان حكمه على شريف باشا بالخيانة بأثر رجعي إذ تحرى نيته كرجل مكشوف عنه الحجاب.
حيث قرر في كتابه أن شريف باشا انضم للثورة في البداية وهو يضمر خيانتها والعمل على إحباطها وإسقاطها .. وهي نفس التهم التي كالها غلاة متطرفي الليبرالية إلى المجلس العسكري في الوقت الحاضر.
ويستشهد الأستاذ صلاح على كلامه أن شريف باشا رفض تشكيل الوزارة بعد مظاهرة عابدين.. إلا بعد تنفيذ الشروط التي كانت تطالب بها القوي الاستعمارية من عودة الجيش إلى ثكناته والحزم في معاملة العسكريين والأعيان سواء بسواء.
وقال إن شريف باشا كان يقود مخطط خبيث يهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام العسكريين بتجميع أعضاء مجلس النواب ليصبحوا بالتدريج قوة مناسبة لتصريف الشئون الداخلية.. وبذلك تنتفي الشرعية الثورية من الجيش والحاجة إليه في الحياة المدنية.
وإحقاقا ً للحق فقد حيا الليبراليون جيش مصر بعد ثورة 25 يناير بما هو أهله .. ونهجوا نفس نهج الأستاذ صلاح عندما سرد وقائع الثورة العرابية من وجهة نظره .
وطالب الكثيرون منهم أن يبقى جيش مصر حاكمًا عسكريًا للبلاد زهاء سنتين حتى تتشكل المؤسسات الدستورية الديمقراطية بطريقة تدريجية طبيعية ينضج فيها وعي الشعب.. وناصروا الاستفتاء الذي وضع خارطة طريق لهذا الانتقال والذي بدا فيه المجلس العسكري زاهدًا في السلطة .. وذلك لأنه قصر الفترة الانتقالية إلى حوالي عام بدلًا من عامين أو ثلاثة.
كما طلبوا بل وطالب الأستاذ عادل حمودة كتابةً على الشاشة ببقاء المجلس العسكري .. وضغط الليبراليون جهد طاقتهم لحشد أنصارهم للمشاركة بكل قوة في الاستفتاء ليأتي بكلمة "لا" لهذا التحول المفاجئ في موقف المجلس العسكري .. والذي لجأ لأساليب ديمقراطية يعرفون مسبقًا أنها ستأتي حتمًا بالتيار الإسلامي الخصم التقليدي الذي حشدوا جميع وسائلهم على مدى أكثر من مائة عام لإبعاده عن حقه الشرعي في حكم البلاد.
وبالتالي سلت جميع سيوف المعسكر اليساري لذبح الخصم الإسلامي ومن تسبب في صعوده بزعمهم وهو المجلس العسكري .
ولم يخجلوا من الالتفاف حول الاستفتاء النزيه .. ورفعوا قميص الفتنة مكتوبًا عليه " الدستور أولًا".
وظل د/ البرادعي على حاله منذ بدأ دعوته بالتمرد على برلمان التزييف يظهر ليختفي.. ويختفي ليظهر ..عندما ينجح أتباعه في إشعال الوضع وشغل الناس ووجدناه يستخدم المبدأ القديم لعشاق السلطة وهو " قل لا .. حتى يولوك" بكل كفاءة.
وهي نصيحة عربية وجهت لكل طالب سلطة ينازعه فيها غيره.. بمعنى أن يحاول إبقاء الوضع مشتعلًا حتى يتولى السلطة التي تمكنه من التنكيل بجميع معارضيه.
وكان التحول في الموقف الليبرالي عظيمًا.. فكتابة الأستاذ صلاح التي صبت في مصلحة عرابي وخونت شريف .. بالرغم من أن العسكريين في ثورة عرابي أدت تصرفاتهم إلى احتلال البلاد.. وكان ذلك وضعًا حتميًا بعدما هرب وزير ماليتهم بأموال الخزينة المصرية وسلمها لقائد الأسطول البريطاني المعادي .. واعتماد الثورة بعدها على ذهب ومجوهرات المتبرعات من أميرات الأسرة الحاكمة.. وكان هذا الأمر عجيبًا.
مارس الليبراليون لعبتهم في التخوين لشركائهم العسكريين والإسلاميين.. رغم أنهم كانوا العامل الحاسم في نجاح الثورة أولًا وفي تأمينها ثانيًا.
ورغم نجاح المجلس العسكري في تأمين البلاد وإجراء الاستفتاء النزيه والانتخابات الشفافة التي عبرت عن الأغلبية.. إلا أنهم تعلقوا ببعض مظاهر فشله في إدارة بعض الأزمات التي افتعلوها هم وأتباعهم.. وأصبح حكم العسكر رجسًا من عمل الشيطان .. وليس ذلك إلا لأنه لم يأت بهم في نهاية المطاف رغم إدارة الجماهير.
وليس ذلك ذنبًا في حق المجلس العسكري .. ولكنه ذنب الشعب الذي لم ينخدع بكل أساليب السحرة التي مارسوها في حقه من خلال فضائياتهم ومنابرهم الإعلامية الرهيبة واعتصاماتهم وقلاقلهم وأموالهم – أقصد أموال الخواجة – التي دفعوها بسخاء للصبية والموتورين حارقي المنشآت ومثيري الشغب.
فماذا كان بوسع المجلس العسكري وكل أمم الأرض أن يفعلوا لكسر إرادة شعب عريق عرف طريقه وصمم عليه؟
وهل قامت الثورة ليسلطن المشتاقون أنفسهم رغمًا عن الإرادة الشعبية؟
عجبت لك يا زمن
http://www.egyig.com/Public/articles/recent_issues/9/27997053.shtml
قال السيد المسيح عليه الصلاة والسلام "من فمك أدينك", علت الأصوات من صبيان الليبرالية تهاجم المجلس العسكري وتصب عليه اللعنات وتحمله مسئولية ما حدث وما لم يحدث وأصبح هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" لبانة في أفواههم.. وخرج شيوخهم ومنظروهم يشرحون للناس خطورة الحكم العسكري في القديم والجديد, الأستاذ صلاح عيسى كتب باستفاضة عن الثورة العرابية وعاش تجربة الثورة المصرية في 25 يناير, والثورتين قام بهما التيار الليبرالي في البداية.. بدأت الثورة الأولى بتمرد في البرلمان .. وبدأت الثانية بتمرد على البرلمان.
في الثورة الأولى دخل الجيش لإشعال الأحداث.. وفي الثانية دخل لتأمين الثورة والحفاظ على مكتسباتها وضمان تسليم السلطة لمن يختاره الشعب, ما رأى أستاذنا صلاح عيسى في الثورتين.. وكيف حكمه على التيار الليبرالي والجناح العسكري في إدارة الأزمة؟, في الثورة الأولى انحاز تمامًا للجناح العسكري من الثورة .. وفي الثانية حيا أيضًا الجناح العسكري حتى كان ما كان.
المعروف أن الثورة العرابية كانت تطير بجناحين:
1- جناح مدني ليبرالي يقوده شريف باشا ابن الأرستقراطية المصرية.
2- وجناح عسكري يقوده عرابي والبارودي وغيرهما من العسكريين الذين صاحبوه عندما واجه الخديوي توفيق شامخًا على فرسه في فناء قصر عابدين.
كان شريف باشا وصحبه يرون أن الأماني ممكنة وستتحقق بالتأكيد عن طريق الدستور والحياة النيابية والتدرج الطبيعي الذي تقوم عليه سنة الحياة في كل مناحيها .. على أن يقوم الجيش بالانسحاب إلى ثكناته ليقوم بعمله الطبيعي في حماية البلاد وتأمينها ضد أعداء الخارج.
وكان رأيهم أيضًا أن تدخل الجيش في الحكم هو استفزاز غير مبرر لقوي التدخل الخارجي التي تتلمظ لكي تبتلع مصر في جوفها.. وأنه لا خير في حكم العسكر لأن النظام العسكري يقوم على الدكتاتورية ولا ينجح بدونها.. بعكس الحياة المدنية التي تقوم على التوافق وعرض وجهات النظر والأخذ والرد.
لذا فما الداعي أن نثور على ديكتاتورية الخديوي لكي نستبدلها بدكتاتورية العسكريين.. وكلتاهما ديكتاتورية ممقوتة في نهاية الأمر.
طبعًا عندما حدث الاختلاف بين وجهتي النظر أصر العسكريون على رأيهم فانسحب شريف باشا بمن معه بعدما توقعوا تطور الأحداث إلى ما آلت إليه.
حكم الأستاذ صلاح عيسى على شريف باشا بالخيانة لأنه انضم إلى الخديوي بعد انكسار الثورة العرابية.. بل كان حكمه على شريف باشا بالخيانة بأثر رجعي إذ تحرى نيته كرجل مكشوف عنه الحجاب.
حيث قرر في كتابه أن شريف باشا انضم للثورة في البداية وهو يضمر خيانتها والعمل على إحباطها وإسقاطها .. وهي نفس التهم التي كالها غلاة متطرفي الليبرالية إلى المجلس العسكري في الوقت الحاضر.
ويستشهد الأستاذ صلاح على كلامه أن شريف باشا رفض تشكيل الوزارة بعد مظاهرة عابدين.. إلا بعد تنفيذ الشروط التي كانت تطالب بها القوي الاستعمارية من عودة الجيش إلى ثكناته والحزم في معاملة العسكريين والأعيان سواء بسواء.
وقال إن شريف باشا كان يقود مخطط خبيث يهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام العسكريين بتجميع أعضاء مجلس النواب ليصبحوا بالتدريج قوة مناسبة لتصريف الشئون الداخلية.. وبذلك تنتفي الشرعية الثورية من الجيش والحاجة إليه في الحياة المدنية.
وإحقاقا ً للحق فقد حيا الليبراليون جيش مصر بعد ثورة 25 يناير بما هو أهله .. ونهجوا نفس نهج الأستاذ صلاح عندما سرد وقائع الثورة العرابية من وجهة نظره .
وطالب الكثيرون منهم أن يبقى جيش مصر حاكمًا عسكريًا للبلاد زهاء سنتين حتى تتشكل المؤسسات الدستورية الديمقراطية بطريقة تدريجية طبيعية ينضج فيها وعي الشعب.. وناصروا الاستفتاء الذي وضع خارطة طريق لهذا الانتقال والذي بدا فيه المجلس العسكري زاهدًا في السلطة .. وذلك لأنه قصر الفترة الانتقالية إلى حوالي عام بدلًا من عامين أو ثلاثة.
كما طلبوا بل وطالب الأستاذ عادل حمودة كتابةً على الشاشة ببقاء المجلس العسكري .. وضغط الليبراليون جهد طاقتهم لحشد أنصارهم للمشاركة بكل قوة في الاستفتاء ليأتي بكلمة "لا" لهذا التحول المفاجئ في موقف المجلس العسكري .. والذي لجأ لأساليب ديمقراطية يعرفون مسبقًا أنها ستأتي حتمًا بالتيار الإسلامي الخصم التقليدي الذي حشدوا جميع وسائلهم على مدى أكثر من مائة عام لإبعاده عن حقه الشرعي في حكم البلاد.
وبالتالي سلت جميع سيوف المعسكر اليساري لذبح الخصم الإسلامي ومن تسبب في صعوده بزعمهم وهو المجلس العسكري .
ولم يخجلوا من الالتفاف حول الاستفتاء النزيه .. ورفعوا قميص الفتنة مكتوبًا عليه " الدستور أولًا".
وظل د/ البرادعي على حاله منذ بدأ دعوته بالتمرد على برلمان التزييف يظهر ليختفي.. ويختفي ليظهر ..عندما ينجح أتباعه في إشعال الوضع وشغل الناس ووجدناه يستخدم المبدأ القديم لعشاق السلطة وهو " قل لا .. حتى يولوك" بكل كفاءة.
وهي نصيحة عربية وجهت لكل طالب سلطة ينازعه فيها غيره.. بمعنى أن يحاول إبقاء الوضع مشتعلًا حتى يتولى السلطة التي تمكنه من التنكيل بجميع معارضيه.
وكان التحول في الموقف الليبرالي عظيمًا.. فكتابة الأستاذ صلاح التي صبت في مصلحة عرابي وخونت شريف .. بالرغم من أن العسكريين في ثورة عرابي أدت تصرفاتهم إلى احتلال البلاد.. وكان ذلك وضعًا حتميًا بعدما هرب وزير ماليتهم بأموال الخزينة المصرية وسلمها لقائد الأسطول البريطاني المعادي .. واعتماد الثورة بعدها على ذهب ومجوهرات المتبرعات من أميرات الأسرة الحاكمة.. وكان هذا الأمر عجيبًا.
مارس الليبراليون لعبتهم في التخوين لشركائهم العسكريين والإسلاميين.. رغم أنهم كانوا العامل الحاسم في نجاح الثورة أولًا وفي تأمينها ثانيًا.
ورغم نجاح المجلس العسكري في تأمين البلاد وإجراء الاستفتاء النزيه والانتخابات الشفافة التي عبرت عن الأغلبية.. إلا أنهم تعلقوا ببعض مظاهر فشله في إدارة بعض الأزمات التي افتعلوها هم وأتباعهم.. وأصبح حكم العسكر رجسًا من عمل الشيطان .. وليس ذلك إلا لأنه لم يأت بهم في نهاية المطاف رغم إدارة الجماهير.
وليس ذلك ذنبًا في حق المجلس العسكري .. ولكنه ذنب الشعب الذي لم ينخدع بكل أساليب السحرة التي مارسوها في حقه من خلال فضائياتهم ومنابرهم الإعلامية الرهيبة واعتصاماتهم وقلاقلهم وأموالهم – أقصد أموال الخواجة – التي دفعوها بسخاء للصبية والموتورين حارقي المنشآت ومثيري الشغب.
فماذا كان بوسع المجلس العسكري وكل أمم الأرض أن يفعلوا لكسر إرادة شعب عريق عرف طريقه وصمم عليه؟
وهل قامت الثورة ليسلطن المشتاقون أنفسهم رغمًا عن الإرادة الشعبية؟
عجبت لك يا زمن
http://www.egyig.com/Public/articles/recent_issues/9/27997053.shtml