abomokhtar
13-02-2012, 01:04 PM
أنا متزوجة منذ 15 عامًا، وزوجي إنسان ممتاز لا ينغص عليَّ حياتي، إلا أن زوجي عندما يغضب يتلفظ بألفاظ نابية، وأحيانًا يهينني أمام أولادي.. طوال فترة زواجنا كنت كلما حدث هذا منه أستحضر قول الصحابي: "إني تصدقتُ بعرضي" فأصمت، ولا أتخذ موقفًا يوقف هذه التصرفات؛ بل كنت أذهب لأبعد من هذا.. إنني كنت أتزين له وأغالب شيطاني بألا أبيته وهو غاضب.
ولكن مع تراكم المواقف لا أستطيع التحمل، خاصةً بعد أن سمعته ينصح أخًا له حديث الزواج قائلاً: "النساء صنف يسعد جدًّا لما ياخد على دماغه.. الواحدة منهم تهينها وتمسح بكرامتها الأرض تعطيك أحلى ما عندها".
وقد تعجَّب زوجي جدًّا عندما طلبت زوجة صديقه الخلع بعد أول موقف نفَّذ فيه نصيحته، أنا فعلاً أشعرُ بخطئي عندما أهدرت كرامتي ولكن كيف لي أن أصلح الموقف؟.
تجيب عنها: أسماء صقر الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):
اسمحي لي قبل أن أبدأ معك في الرد أن أطلب منك أن تكوني سعيدةً وفخورةً بما وفقك الله له من التصدق على زوجك بعرضك- كما قلتِ- وبمغالبة الشيطان والانتصار عليه في أغلب معاركه معكما.. وقبل هذا وذاك أنك ما زلت تصفيه بالإنسان الممتاز!!
إننا حين ننتصر على أنفسنا- كما تعلمين- يكون النصر على ما سواها هينًا.. هينًا جدًّا.
لقد كنتِ تثبتي نفسك بنواياك لله وتدفعيها دفعًا وتبذلي جهدًا لا يمكن أن يقال عنه سوى أنه متألق.. ولكن فوجئت بكلماته منه عن قصد الإهانة وجرح الكرامة وقد كنت تتمنين أن تكون إساءاته معك زلات وهفوات ليس خلفها قناعات ومقاصد سيئة.
وإني ورغم أني سمعت منك ما قاله إلا أني ما زلت أعتقد أن هذا محض كلام مما يكثر منه بعض الرجال ويعتبرونه هزل (هزار)، ولكن الهزل كثيرًا ما يسوء ويؤلم ويتحول إلى صدام وكثيرات لن تتحملنه ولن تحرصن على بيوتهن أولاً كما فعلتِ أنت، ولن يكون ذلك لسوئهن ولكننا نختلف عن بعضنا في المزايا والعيوب والقدرات.
الزلات والأخطاء تختلف تماما عن الإهانة وإهدار الكرامة.. سامحيني ولكنك أخطأتِ حين كنت سلبيةً تمامًا لدرجة أنه تعلَّم منك قاعدة "النساء صنف يحبُّ الإهانة!! ويجعلها ذلك تعطيه أحلى ما عندها".
وأخطئتِ أكثر عندما تركتِ أبناءك يعايشون أخطاء فادحة كثيرة عندما شاهدوا والدهم يهين والدتهم!! إن ذلك لم يكن يصح إطلاقًا لا منه ولا منكِ، ويجب ألا يتكرر مرةً أخرى.
والحل يكون كالآتي:
أولاً: أن تعلمي وتوقني أن طريقة أن "أتحمل وحدي مهما كان" ورغم روعتها وسمو أخلاقياتها إلا أنها ليست الطريقة الصحيحة في العلاقات الإنسانية طويلة الأمد مثل الزواج؛ ذلك أنها غالبًا لا تصمد.. فلئن صمدت عشر سنين وعشرين سنة إلا أنه لا بد ستأتي سنة ويوم ولحظة تنتهي طاقتك.. أو يأتي موقف لن تتحملي معه هذه الطريقة.. مثل أن يستخدمها أمام زوجة ابنك أو زوج ابنتكِ كما كان يفعل أمامهما!
إن العطاء بين الأزواج يجب أن يكون متبادلاً، وإن لم يكن التبادل متكافئًا.. الزوجة غالبًا ما تعطي أكثر بكثيرٍ في أمور العاطفة والتحمُّل وغيرها.. ولكن لا بد من أن يخطو كلا الطرفين في اتجاه الآخر في طريق الـ100 خطوة، ولئن خطوت 80 خطوةً فعليكِ أن تساعديه ليخطو الـ20 ولا تتخطيها له.
ثانيًا: عليك أن تحدثيه بما يجول في صدرك ورأسك.. ليس دفعة واحدة وليس بطريقةٍ مباشرة؛ لأنه قد اعتاد منك أنك تحملين هذه الأحمال الثقيلة، فإن جئت فجأةً وأخبرته أنها ثقيلة لن يستوعب.. "أو لم يكن خفيفًا طوال الـ15 سنة؟.. غريبة جدًّا!".
بهدوء كما تفعلين دائمًا اسأليه عدة أسئلة في مناسبات مختلفة.. وبعد أن تسمعي منه حتى آخر حرف لديه.. ساعديه في الإجابة... الأسئلة يمكن أن تكون مثل:
(حين تكون غاضبًا وتحدثني بطريقة لا أقبلها وتستخدم ألفاظًا لا تليق.. لم تظنني أسامحك ولا أتوقف عندها وأجعلها في حجمها الكبير الذي رأيته واستشعرته؟).
(ما شعورك بما أشعر به عندما يراني أبنائي وأنت تكلمني بهذه الطريقة؟)
(ما أحب وقت لي معك؟)
(متى أشعر بالفخر بك أكثر من أي وقت؟)
مهما كانت إجابته مستفزة أخبريه بإجابتكِ أنتِ.. جهزي أسئلتك أنتِ واسمعي منه ثم عليه أن يعلم إجابتك.
ثالثًا: لا تقبلي بالإهانة.. وذلك لا يعني إطلاقًا أني أشجعكِ على أن تتصدي له بطريقة تخالف طريقتك التي التمستيها طوال زواجك ولكني أطلب منك وأنت مستمرة على مبادئك الرائعة وانتصاراتك المباركة على نفسك وشيطانك.. أن تتوقفي لثوان.. تتبسمي تبسم المغضب.. كما كان يفعل النبي.. إن التغير البسيط الذي يحمل في طياته بعض الرسائل أو الانسحاب سيظهر الأثر الذي نريد وغير ذلك من الوسائل الهادئة.
يمكنك أن تُسجلي له بعض لحظات خروجه عن الألفاظ اللائقة.. وتتركيها له في طريقه ليجدها وليسمعها وهو وحده دون أن تحدثيه عن ذلك.. إن ذلك سيريه ما تريدين أن تريه بغير أن يحتاج إلى أن يبرر ذلك لأحد.. باختصار سيجبره على أن يبرر ذلك أمام نفسه!
أسعد الله دنياكم وآخرتكم.
ولكن مع تراكم المواقف لا أستطيع التحمل، خاصةً بعد أن سمعته ينصح أخًا له حديث الزواج قائلاً: "النساء صنف يسعد جدًّا لما ياخد على دماغه.. الواحدة منهم تهينها وتمسح بكرامتها الأرض تعطيك أحلى ما عندها".
وقد تعجَّب زوجي جدًّا عندما طلبت زوجة صديقه الخلع بعد أول موقف نفَّذ فيه نصيحته، أنا فعلاً أشعرُ بخطئي عندما أهدرت كرامتي ولكن كيف لي أن أصلح الموقف؟.
تجيب عنها: أسماء صقر الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):
اسمحي لي قبل أن أبدأ معك في الرد أن أطلب منك أن تكوني سعيدةً وفخورةً بما وفقك الله له من التصدق على زوجك بعرضك- كما قلتِ- وبمغالبة الشيطان والانتصار عليه في أغلب معاركه معكما.. وقبل هذا وذاك أنك ما زلت تصفيه بالإنسان الممتاز!!
إننا حين ننتصر على أنفسنا- كما تعلمين- يكون النصر على ما سواها هينًا.. هينًا جدًّا.
لقد كنتِ تثبتي نفسك بنواياك لله وتدفعيها دفعًا وتبذلي جهدًا لا يمكن أن يقال عنه سوى أنه متألق.. ولكن فوجئت بكلماته منه عن قصد الإهانة وجرح الكرامة وقد كنت تتمنين أن تكون إساءاته معك زلات وهفوات ليس خلفها قناعات ومقاصد سيئة.
وإني ورغم أني سمعت منك ما قاله إلا أني ما زلت أعتقد أن هذا محض كلام مما يكثر منه بعض الرجال ويعتبرونه هزل (هزار)، ولكن الهزل كثيرًا ما يسوء ويؤلم ويتحول إلى صدام وكثيرات لن تتحملنه ولن تحرصن على بيوتهن أولاً كما فعلتِ أنت، ولن يكون ذلك لسوئهن ولكننا نختلف عن بعضنا في المزايا والعيوب والقدرات.
الزلات والأخطاء تختلف تماما عن الإهانة وإهدار الكرامة.. سامحيني ولكنك أخطأتِ حين كنت سلبيةً تمامًا لدرجة أنه تعلَّم منك قاعدة "النساء صنف يحبُّ الإهانة!! ويجعلها ذلك تعطيه أحلى ما عندها".
وأخطئتِ أكثر عندما تركتِ أبناءك يعايشون أخطاء فادحة كثيرة عندما شاهدوا والدهم يهين والدتهم!! إن ذلك لم يكن يصح إطلاقًا لا منه ولا منكِ، ويجب ألا يتكرر مرةً أخرى.
والحل يكون كالآتي:
أولاً: أن تعلمي وتوقني أن طريقة أن "أتحمل وحدي مهما كان" ورغم روعتها وسمو أخلاقياتها إلا أنها ليست الطريقة الصحيحة في العلاقات الإنسانية طويلة الأمد مثل الزواج؛ ذلك أنها غالبًا لا تصمد.. فلئن صمدت عشر سنين وعشرين سنة إلا أنه لا بد ستأتي سنة ويوم ولحظة تنتهي طاقتك.. أو يأتي موقف لن تتحملي معه هذه الطريقة.. مثل أن يستخدمها أمام زوجة ابنك أو زوج ابنتكِ كما كان يفعل أمامهما!
إن العطاء بين الأزواج يجب أن يكون متبادلاً، وإن لم يكن التبادل متكافئًا.. الزوجة غالبًا ما تعطي أكثر بكثيرٍ في أمور العاطفة والتحمُّل وغيرها.. ولكن لا بد من أن يخطو كلا الطرفين في اتجاه الآخر في طريق الـ100 خطوة، ولئن خطوت 80 خطوةً فعليكِ أن تساعديه ليخطو الـ20 ولا تتخطيها له.
ثانيًا: عليك أن تحدثيه بما يجول في صدرك ورأسك.. ليس دفعة واحدة وليس بطريقةٍ مباشرة؛ لأنه قد اعتاد منك أنك تحملين هذه الأحمال الثقيلة، فإن جئت فجأةً وأخبرته أنها ثقيلة لن يستوعب.. "أو لم يكن خفيفًا طوال الـ15 سنة؟.. غريبة جدًّا!".
بهدوء كما تفعلين دائمًا اسأليه عدة أسئلة في مناسبات مختلفة.. وبعد أن تسمعي منه حتى آخر حرف لديه.. ساعديه في الإجابة... الأسئلة يمكن أن تكون مثل:
(حين تكون غاضبًا وتحدثني بطريقة لا أقبلها وتستخدم ألفاظًا لا تليق.. لم تظنني أسامحك ولا أتوقف عندها وأجعلها في حجمها الكبير الذي رأيته واستشعرته؟).
(ما شعورك بما أشعر به عندما يراني أبنائي وأنت تكلمني بهذه الطريقة؟)
(ما أحب وقت لي معك؟)
(متى أشعر بالفخر بك أكثر من أي وقت؟)
مهما كانت إجابته مستفزة أخبريه بإجابتكِ أنتِ.. جهزي أسئلتك أنتِ واسمعي منه ثم عليه أن يعلم إجابتك.
ثالثًا: لا تقبلي بالإهانة.. وذلك لا يعني إطلاقًا أني أشجعكِ على أن تتصدي له بطريقة تخالف طريقتك التي التمستيها طوال زواجك ولكني أطلب منك وأنت مستمرة على مبادئك الرائعة وانتصاراتك المباركة على نفسك وشيطانك.. أن تتوقفي لثوان.. تتبسمي تبسم المغضب.. كما كان يفعل النبي.. إن التغير البسيط الذي يحمل في طياته بعض الرسائل أو الانسحاب سيظهر الأثر الذي نريد وغير ذلك من الوسائل الهادئة.
يمكنك أن تُسجلي له بعض لحظات خروجه عن الألفاظ اللائقة.. وتتركيها له في طريقه ليجدها وليسمعها وهو وحده دون أن تحدثيه عن ذلك.. إن ذلك سيريه ما تريدين أن تريه بغير أن يحتاج إلى أن يبرر ذلك لأحد.. باختصار سيجبره على أن يبرر ذلك أمام نفسه!
أسعد الله دنياكم وآخرتكم.