abomokhtar
15-02-2012, 01:42 AM
فى قومنا فريق من الناس، هم أصلا لا يؤمنون إلا بأن الدين هو مجموعة عبادات، ولا شأن له بحياتنا الدنيا، هذا إذا كانوا أصلا من المسلمين، أما إذا كانوا غير ذلك أو لا يؤمنون بالدين، فبطبيعة الحال، إذ سينكرون العبادات، فهم من باب أولى، سينكرون التوجه الإسلامى كمنهج للحياة، يتضمن كل مجالاتها.
وسواء كان المقصود من مقالنا هؤلاء أو هؤلاء، فنحن نقصر اتهامنا لهم فى حدود "الرأى"، دون أن نقصد بأى صورة من الصور نيلا مما يعتقدون.
فالحق أن الإسلاميين، وكأن القتال قد كتب عليهم وهو كره لهم، ونقصد بالقتال هنا ما يرمز إلى المعارك الفكرية والسياسية والثقافية، وما يجرى هذا المجرى.
ونقول "كُتب" عليهم، لأنهم ظلوا عشرات السنين، فى العهود السابقة، محرومين من ممارسة حقهم فى الشأن السياسى، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل اضطُهدوا وشُرودوا وسُجنوا، ، بل وحُرم بعضهم من حقهم فى تولى الوظائف العامة ذات المستوى الرفيع.
فى مقابل ذلك، كان هناك فريق استند إليهم النظام الحاكم، ووسع لهم فى أرزاقهم، وأعلى لهم فى مراتبهم، وأسبغ عليهم الجوائز والمنح، فلما فقدوا السند الحاكم، تحولوا ليقوموا بدوره، إزاء من فرّج الله كربتهم، وأزاح عنهم وعن الوطن كله غمة القهر والاستبداد، وأصبح من حقهم أن يشاركوا فى بناء مستقبل بلادهم.
إن هؤلاء الذين يقومون بدور النظام البائد تجاه أصحاب المرجعية الإسلامية، مشغولون ليل نهار باختراع الشائعات، ويشطحون فى التأويلات، وينثرون الشكوك فى كل مكان، فى مختلف الأجهزة الإعلامية، حتى أصبح مرآهم وسماع آرائهم قطعة من العذاب، من شدة وكثرة الافتراءات، وما ينطبق عليه المثل القائل: "مالقوش فى الورد عيب، قالوا يا أحمر الخدين"!!
والحق أقول، إن ليست هذه هى المرة الأولى، التى أكتب فيها عن هذه القضية، لكن، ما العمل، وسيل الافتراءات مستمر، والهجوم الضارى لا يهدأ؟
أحدث ما شاهدته: حوار بين نائب برلمانى، وبين آخرين، من مثيرى مثل هذه الآراء الغريبة، شكا النائب مما يلمسه الجميع من سيل الإثارة والفتن التى تبثها كثير من الفضائيات الخاصة، فيكمل أحد الجهابذة، دون استئذان فى التحدث: "...يبقى الحل هو وقف الفضائيات..؟!!" هل رأيت عزيزى القارئ افتراءً مثل هذا؟ إنه مجرد عينة، وإلا فهل عندما يسىء جهاز إعلامى، لا يكون هناك من حل إلا إغلاقه؟ كلا، فهناك التصحيح، والتطوير، والتصويب، لكنه المعلق المحترم، يريد أن يبث رسالة إلى المشاهدين، بأن هذه هى النتيجة الطبيعية لكلام النائب الغلبان، والرجل من هذا برىء!!
وهذا إعلامى كبير، كان يحظى بحب كثيرين واحترامهم، على الرغم من سابق عمله فى تليفزيون أنس الفقى الحكومى، يحاور أحد الإخوان، فيقرأ له بيانًا سبق أن أصدره الإخوان فى العهد السابق، عام 2008، عام الانتفاضة الشعبية فى المحلة، يؤيدون فيه حق الإضراب، والاحتجاج، ثم يبادره بالتساؤل الماكر: فكيف الآن تشجبون حق الناس فى الإضراب (بمناسبة الدعوة له، فى 11 فبراير 2012)...
إن القياس هنا فاسد تمامًا، لأن ما حدث بالأمس، كان فى ظل نظام قاهر فاسد، لابد من الثورة عليه، بينما الآن، بدأنا نرى مئات النواب الذين اخترناهم لأول مرة فى التاريخ، وفى الطريق إلى الخطوات الأخيرة لاستكمال بناء النظام الجديد، ومن هنا كان حلالا أن نُضرب بالأمس، ووطنيًا، ويصبح حرامًا أن نفعل ذلك اليوم!
ويحاور المذيع نفسه فى فقرة أخرى، ضيفًا ثانيًا، مستمرًا فى الإثارة والتهييج، فيقول له: افرض أننى قلت لك لو لم تفعل لى كذا، سوف أخرج لأحطم سيارتك، أفلا يكون الحل هو أن تحقق ما أطلبه منك؟، فإذا عاندت، فمن حقى تنفيذ تهديدى؟!
أرأيتم منطقًا معوجًا مثل هذا؟ ذلك أن التفكير المنطقى يطرح تساؤلاً أساسيًا: وهل مطلبك يتسم بالمعقولية والمنطقية؟ وهل الصورة الوحيدة لرد فعلك أن تحطم السيارة؟ الحق أن لسانى يعف عن وصف هذا المنطق الإثارى العدوانى!
ويظهر ضيف يشجع الدعوة إلى الإضراب، فيستند إلى أننا قد تعطلنا، منذ فترة، ما يقرب من أسبوع، نتيجة "لضم" إجازة عيد الأضحى فى يومى الجمعة والسبت، ولم نعمل، وتعطل الإنتاج، فلماذا نستكثر عليهم يومًا آخر جديدًا للإضراب؟
وهو منطق لا يقل اعوجاجًا عن سابقه، فإذا كنت قد استأت من تعطل سبعة أيام، ولك فى ذلك حق، فهل المنطق يقول بزيادة الأيام إلى ثمانية، أم يقول "كفاية بقى؟!"
لكنها، روح التهجم.. ونزعة الافتراء، وعضوية حزب "يا أحمر الخدين" !!
وهذه جريدة يومية، أنا شخصيًا أحترمها كثيرًا، لكن، جل مَن لا يسهو، فقد قرأت خبرًا مطولاً منذ أسبوعين تقريبًا، يحمل عنوانًا يشير إلى أن الإخوان هاجموا العالم الكبير الدكتور محمد غنيم، مما لابد أن يبث ضيقًا فى نفس القارئ، لأن الرجل من علماء مصر العظام، وأياديه البيضاء على طب الكلى، مشهورة.
لكن، إذ أقرأ ما تحت العنوان، أجد أن هناك اختلافًا ونقدًا قد تم تبادله بين الإخوان والدكتور العظيم، ومن ثم، فلا غرابة فى هذا، فالاختلاف وارد، أما العنوان فهو يوحى بافتراء الإخوان على عالم كلنا نجله ونحترمه!!
وفضلا عن ذلك، فعظمة الدكتور غنيم الطبية، لا تعنى التسليم بمواقفه وآرائه السياسية، فكلنا يذكر كيف أدت حوارات قام بها الراحل رجاء النقاش، مع نجيب محفوظ، وبعضها سياسى، فأثارت على الأديب الكبير زوبعة كبيرة، لأن آراء نجيب السياسية لم تكن مع الأسف بنفس عظمة أدبه، ويكفى أشهرها، تشجيعه للصلح مع الكيان النازى الصهيونى: إسرائيل؟!
ويردد بعض المغايرين، القول إن هناك مَن "سرقوا" الثورة، قاصدين بذلك، أنهم لم يشاركوا فيها، خاصة فى بداياتها، ثم، لما رأوها توشك أن تنجح، التحقوا بالركب، وجنوا هم الثمار، بينما الثوار لم يجنوا شيئًا!! وهم بطبيعة الحال، يقصدون بذلك، "الإسلاميين"!
ولا أريد أن أناقش مسألة المشاركة من عدمها، فذلك حديثه يطول، وليس فى يدى حاليًا الأدلة المبرهنة على عدم صحة الادعاء، ولكن يكفى، أن أشير إلى أن هناك ثلاث مناسبات كبرى، صوتت فيها أغلبية الشعب المصرى لصالح الإسلاميين، وبنفس النسبة على وجه التقريب، والتى تصل إلى ثلاثة أرباع المصريين: المرة الأولى: الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الثانية، انتخابات مجلس الشعب، الثالثة: انتخابات مجلس الشورى..
فإذا كان الإسلاميون قد "سرقوا" الثورة، فكيف صوت لهم الشعب بثلاثة أرباع الأصوات فى المرة الأولى، على الرغم مما شاهدناه من ضراوة التشكيك فى الإسلاميين، وإثارة الفزع من احتمال توليهم السلطة؟
وقالوا، إن التصويت الغالب عند التعديلات الدستورية، كان نتيجة استخدام بعض الإسلاميين التخويف من النار، لمن يعترض، والتبشير بالجنة لمن يوافق!
فإذا كان هؤلاء قد استطاعوا أن يضحكوا على ما يقرب من ثلاثين مليون مصرى، وهو الأمر الذى يصعب تصديقه، فهل بلغ المصريون درجة من "العبط" و"الهبل" بحيث يضحك الإسلاميون عليهم فى المرة الثانية، ثم فى الثالثة؟ ألا ساء ما يقولون!!
ويمسك نائب "محترم" بخرطوش فى يده معارضًا به قول وزير الداخلية بأن الوزارة لم تطلق النار على المتظاهرين، لكنه لم يبين الدليل على أن هذا الخرطوش، من إطلاق وزارة الداخلية، لكن، لابد من الاتهام الفورى، بحق أحيانا وبغير حق أحيانا أخرى. أفلا يكون هناك احتمال أن يكون الخرطوش منطلقًا من مصدر آخر؟
بل إن هذا ليثير التساؤل المهم: وما الذى دفع هذه الجماهير لتذهب إلى الداخلية تريد الاعتداء عليها ومهاجمتها، وهى رمز هيبة الدولة، واهتزازها يعين على مزيد من افتقاد الأمن وانفلاته، وبعد ذلك نشكو، ونصرخ من عدم إحساسنا بالأمن!
ليس هذا دفاعًا عن الداخلية، فلها فى قلب كل مصرى، عبر عقود طويلة، مرارة، ليس من السهل التغلب عليها بسرعة، ولكن لابد أن نساعدها فى عملها الحالى، من حيث عودة الأمن، وتصويب السياسة والفلسفة والمعاملة، ولا يكون ذلك بالهجوم الدائم، وتوجيه الحجارة والمولوتوف إلى مبناها! مرة أخرى، فإن الاعتداء على مؤسسة مهمة للدولة، لا أظنه يدخل فى عداد المهام الوطينة.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ...).
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=102795
وسواء كان المقصود من مقالنا هؤلاء أو هؤلاء، فنحن نقصر اتهامنا لهم فى حدود "الرأى"، دون أن نقصد بأى صورة من الصور نيلا مما يعتقدون.
فالحق أن الإسلاميين، وكأن القتال قد كتب عليهم وهو كره لهم، ونقصد بالقتال هنا ما يرمز إلى المعارك الفكرية والسياسية والثقافية، وما يجرى هذا المجرى.
ونقول "كُتب" عليهم، لأنهم ظلوا عشرات السنين، فى العهود السابقة، محرومين من ممارسة حقهم فى الشأن السياسى، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل اضطُهدوا وشُرودوا وسُجنوا، ، بل وحُرم بعضهم من حقهم فى تولى الوظائف العامة ذات المستوى الرفيع.
فى مقابل ذلك، كان هناك فريق استند إليهم النظام الحاكم، ووسع لهم فى أرزاقهم، وأعلى لهم فى مراتبهم، وأسبغ عليهم الجوائز والمنح، فلما فقدوا السند الحاكم، تحولوا ليقوموا بدوره، إزاء من فرّج الله كربتهم، وأزاح عنهم وعن الوطن كله غمة القهر والاستبداد، وأصبح من حقهم أن يشاركوا فى بناء مستقبل بلادهم.
إن هؤلاء الذين يقومون بدور النظام البائد تجاه أصحاب المرجعية الإسلامية، مشغولون ليل نهار باختراع الشائعات، ويشطحون فى التأويلات، وينثرون الشكوك فى كل مكان، فى مختلف الأجهزة الإعلامية، حتى أصبح مرآهم وسماع آرائهم قطعة من العذاب، من شدة وكثرة الافتراءات، وما ينطبق عليه المثل القائل: "مالقوش فى الورد عيب، قالوا يا أحمر الخدين"!!
والحق أقول، إن ليست هذه هى المرة الأولى، التى أكتب فيها عن هذه القضية، لكن، ما العمل، وسيل الافتراءات مستمر، والهجوم الضارى لا يهدأ؟
أحدث ما شاهدته: حوار بين نائب برلمانى، وبين آخرين، من مثيرى مثل هذه الآراء الغريبة، شكا النائب مما يلمسه الجميع من سيل الإثارة والفتن التى تبثها كثير من الفضائيات الخاصة، فيكمل أحد الجهابذة، دون استئذان فى التحدث: "...يبقى الحل هو وقف الفضائيات..؟!!" هل رأيت عزيزى القارئ افتراءً مثل هذا؟ إنه مجرد عينة، وإلا فهل عندما يسىء جهاز إعلامى، لا يكون هناك من حل إلا إغلاقه؟ كلا، فهناك التصحيح، والتطوير، والتصويب، لكنه المعلق المحترم، يريد أن يبث رسالة إلى المشاهدين، بأن هذه هى النتيجة الطبيعية لكلام النائب الغلبان، والرجل من هذا برىء!!
وهذا إعلامى كبير، كان يحظى بحب كثيرين واحترامهم، على الرغم من سابق عمله فى تليفزيون أنس الفقى الحكومى، يحاور أحد الإخوان، فيقرأ له بيانًا سبق أن أصدره الإخوان فى العهد السابق، عام 2008، عام الانتفاضة الشعبية فى المحلة، يؤيدون فيه حق الإضراب، والاحتجاج، ثم يبادره بالتساؤل الماكر: فكيف الآن تشجبون حق الناس فى الإضراب (بمناسبة الدعوة له، فى 11 فبراير 2012)...
إن القياس هنا فاسد تمامًا، لأن ما حدث بالأمس، كان فى ظل نظام قاهر فاسد، لابد من الثورة عليه، بينما الآن، بدأنا نرى مئات النواب الذين اخترناهم لأول مرة فى التاريخ، وفى الطريق إلى الخطوات الأخيرة لاستكمال بناء النظام الجديد، ومن هنا كان حلالا أن نُضرب بالأمس، ووطنيًا، ويصبح حرامًا أن نفعل ذلك اليوم!
ويحاور المذيع نفسه فى فقرة أخرى، ضيفًا ثانيًا، مستمرًا فى الإثارة والتهييج، فيقول له: افرض أننى قلت لك لو لم تفعل لى كذا، سوف أخرج لأحطم سيارتك، أفلا يكون الحل هو أن تحقق ما أطلبه منك؟، فإذا عاندت، فمن حقى تنفيذ تهديدى؟!
أرأيتم منطقًا معوجًا مثل هذا؟ ذلك أن التفكير المنطقى يطرح تساؤلاً أساسيًا: وهل مطلبك يتسم بالمعقولية والمنطقية؟ وهل الصورة الوحيدة لرد فعلك أن تحطم السيارة؟ الحق أن لسانى يعف عن وصف هذا المنطق الإثارى العدوانى!
ويظهر ضيف يشجع الدعوة إلى الإضراب، فيستند إلى أننا قد تعطلنا، منذ فترة، ما يقرب من أسبوع، نتيجة "لضم" إجازة عيد الأضحى فى يومى الجمعة والسبت، ولم نعمل، وتعطل الإنتاج، فلماذا نستكثر عليهم يومًا آخر جديدًا للإضراب؟
وهو منطق لا يقل اعوجاجًا عن سابقه، فإذا كنت قد استأت من تعطل سبعة أيام، ولك فى ذلك حق، فهل المنطق يقول بزيادة الأيام إلى ثمانية، أم يقول "كفاية بقى؟!"
لكنها، روح التهجم.. ونزعة الافتراء، وعضوية حزب "يا أحمر الخدين" !!
وهذه جريدة يومية، أنا شخصيًا أحترمها كثيرًا، لكن، جل مَن لا يسهو، فقد قرأت خبرًا مطولاً منذ أسبوعين تقريبًا، يحمل عنوانًا يشير إلى أن الإخوان هاجموا العالم الكبير الدكتور محمد غنيم، مما لابد أن يبث ضيقًا فى نفس القارئ، لأن الرجل من علماء مصر العظام، وأياديه البيضاء على طب الكلى، مشهورة.
لكن، إذ أقرأ ما تحت العنوان، أجد أن هناك اختلافًا ونقدًا قد تم تبادله بين الإخوان والدكتور العظيم، ومن ثم، فلا غرابة فى هذا، فالاختلاف وارد، أما العنوان فهو يوحى بافتراء الإخوان على عالم كلنا نجله ونحترمه!!
وفضلا عن ذلك، فعظمة الدكتور غنيم الطبية، لا تعنى التسليم بمواقفه وآرائه السياسية، فكلنا يذكر كيف أدت حوارات قام بها الراحل رجاء النقاش، مع نجيب محفوظ، وبعضها سياسى، فأثارت على الأديب الكبير زوبعة كبيرة، لأن آراء نجيب السياسية لم تكن مع الأسف بنفس عظمة أدبه، ويكفى أشهرها، تشجيعه للصلح مع الكيان النازى الصهيونى: إسرائيل؟!
ويردد بعض المغايرين، القول إن هناك مَن "سرقوا" الثورة، قاصدين بذلك، أنهم لم يشاركوا فيها، خاصة فى بداياتها، ثم، لما رأوها توشك أن تنجح، التحقوا بالركب، وجنوا هم الثمار، بينما الثوار لم يجنوا شيئًا!! وهم بطبيعة الحال، يقصدون بذلك، "الإسلاميين"!
ولا أريد أن أناقش مسألة المشاركة من عدمها، فذلك حديثه يطول، وليس فى يدى حاليًا الأدلة المبرهنة على عدم صحة الادعاء، ولكن يكفى، أن أشير إلى أن هناك ثلاث مناسبات كبرى، صوتت فيها أغلبية الشعب المصرى لصالح الإسلاميين، وبنفس النسبة على وجه التقريب، والتى تصل إلى ثلاثة أرباع المصريين: المرة الأولى: الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الثانية، انتخابات مجلس الشعب، الثالثة: انتخابات مجلس الشورى..
فإذا كان الإسلاميون قد "سرقوا" الثورة، فكيف صوت لهم الشعب بثلاثة أرباع الأصوات فى المرة الأولى، على الرغم مما شاهدناه من ضراوة التشكيك فى الإسلاميين، وإثارة الفزع من احتمال توليهم السلطة؟
وقالوا، إن التصويت الغالب عند التعديلات الدستورية، كان نتيجة استخدام بعض الإسلاميين التخويف من النار، لمن يعترض، والتبشير بالجنة لمن يوافق!
فإذا كان هؤلاء قد استطاعوا أن يضحكوا على ما يقرب من ثلاثين مليون مصرى، وهو الأمر الذى يصعب تصديقه، فهل بلغ المصريون درجة من "العبط" و"الهبل" بحيث يضحك الإسلاميون عليهم فى المرة الثانية، ثم فى الثالثة؟ ألا ساء ما يقولون!!
ويمسك نائب "محترم" بخرطوش فى يده معارضًا به قول وزير الداخلية بأن الوزارة لم تطلق النار على المتظاهرين، لكنه لم يبين الدليل على أن هذا الخرطوش، من إطلاق وزارة الداخلية، لكن، لابد من الاتهام الفورى، بحق أحيانا وبغير حق أحيانا أخرى. أفلا يكون هناك احتمال أن يكون الخرطوش منطلقًا من مصدر آخر؟
بل إن هذا ليثير التساؤل المهم: وما الذى دفع هذه الجماهير لتذهب إلى الداخلية تريد الاعتداء عليها ومهاجمتها، وهى رمز هيبة الدولة، واهتزازها يعين على مزيد من افتقاد الأمن وانفلاته، وبعد ذلك نشكو، ونصرخ من عدم إحساسنا بالأمن!
ليس هذا دفاعًا عن الداخلية، فلها فى قلب كل مصرى، عبر عقود طويلة، مرارة، ليس من السهل التغلب عليها بسرعة، ولكن لابد أن نساعدها فى عملها الحالى، من حيث عودة الأمن، وتصويب السياسة والفلسفة والمعاملة، ولا يكون ذلك بالهجوم الدائم، وتوجيه الحجارة والمولوتوف إلى مبناها! مرة أخرى، فإن الاعتداء على مؤسسة مهمة للدولة، لا أظنه يدخل فى عداد المهام الوطينة.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ...).
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=102795