abomokhtar
19-02-2012, 11:45 PM
بقلم/ حمادة نصار
"الطابور الخامس" مصطلح متداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية .. ويعود بالأصالة والتبع إلي نابليون بونابرت ومعناه أنّه إذا حاصر نابليون بجيوشه البلد المراد احتلاله من جهاته الأربع.. كان له صف خامس ومكانه داخل البلد نفسها.. ومهمته بث الأراجيف والإشاعات ومحاولة زلزلة قناعات الناس.. والعمل علي تسويق المفاهيم والتصورات التي يقررها العدو بين الناس والتي تخدم أهدافه العدوانية وتهيئة المناخ العام لقبول الاحتلال الأجنبي.
وبناء ً علي ما تقدم ذكره يصبح الطابور الخامس أكثر أسلحة العدو تأثيراً وأمضاها شدة وحدة .. وأسرعها في تحقيق الهدف المرسوم والغاية المبتغاة.. ولذا لا غني لجيش من الجيوش المتحاربة عنه قديما ً وحديثا ً.
والطابور الخامس في حالتنا الراهنة هم أولئك الممولون خارجياً تحت مسمي مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين وغيرها من المسميات التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب!!
هم الذين يخادعون الجماهير ويدغدغون مشاعر البسطاء بدعوي أنّهم يريدونها دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية.
ويرفعون عقيرتهم دائماً بهتافات زاعقة من *** "يسقط يسقط حكم العسكر" .. وينخدع ذوو النوايا الحسنة بهذه الشعارات البراقة التي تشبه قمة جبل الجليد العائم لا تعبر بالضرورة عن حجم المستتر منه.
والحقيقة أنّ تصرفاتهم لا تتسق مع هذه الشعارات ولا تتناسب مع ما ينهقون به ليل نهار.. بل تدفع إلي الاتجاه المعاكس وكأنّها تطالب العسكر أن يتوكلوا علي الله تعالي وأن يركبوا الشعب من الآن إلي يوم القيامة!!!
وأشعر أنك تسألني وكيف يكون ذلك وهم لا يكفون عن الصياح والنعيق والنهيق "يسقط يسقط حكم العسكر"؟!.
وهل هذا لغز يحتاج إلي من هو في عبقرية المفتش كرومبو؟!!!
أقول لك لا .. ولكن تدبر معي بعض دلالات الشعارات المرفوعة والرسومات الكاريكاتورية المعبرة وهي تعرض صورة كل من مبارك والعادلي والمشير طنطاوي وقد تضمنت أيقونة حبل المشنقة .. باعتبار أنّ هذا هو المصير الذي ينتظر المشار إليهم أعلاه وفيهم المشير.
فما هو التصرف الطبيعي المتوقع من رجل أول ما يتبادر إلي ذهنه من هذه الشعارات والرسومات أنّ حبل المشنقة هو المآل المحتوم وبئس المصير!!!
ما عساه أن يصنع والحالة هذه أن يترك الحكم طواعية رغبة منه في الحصول علي مكافئة نهاية الخدمة علي طريقة خيل الحكومة!!!
أم أنّه سيلجأ إلي البديل الأسوأ وهو التمسك بالسلطة حتى لو أدي ذلك إلي فرض الأحكام العرفية وتبني الخيار الشمشوني ولينهدم المعبد علي الجميع؟!!.
لقد قلت مرارا ًوتكرارا ً أنّ القضية عند هؤلاء ليست قضية العسكر بالدرجة الأولي.. بقدر ما تكمن في محاولة العسكر الظهور بمظهر من يقف علي مسافة متساوية من كل الفرقاء .. وإن لجأ إليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة لجوء المضطر إلي أكل الميتة!!
لكن ذلك وإن كان ضرورة كما ذكرت لا اختيارا ً إلا أنها المعصية بلا غفران، والحزن الذي لا يجبره سرور الدهر.
فالمفترض والمنتظر من حكومة العسكر أن تحارب الإسلاميين بكل ما أوتيت من قوة .. لا أن تسمح لهم أن يشكلوا أحزاباً علي أساس ديني يحصدوا بها مقاعد مجلسيْ الشعب والشورى.. ومن ثمّ يتحكمون في مصائر البلاد والعباد إنّها والله لثلاثة الأسافي.
والمصيبة التي تستعصي علي النسيان!! أن يصل الإسلاميون إلي سدة الحكم يا لها من نكسة دونها نكسة سبع وستين!!
ولسان حال القوم يقول:
" اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب أليم"
القوم الذين يجيدون الكيل بمكيالين .. ويتقنون اللعب علي الحبلين!! ويؤمنون بالشيء ونقيضه حسب ما تقتضي المصلحة الشخصية والمنفعة الآنية!!
خذ الرفيقة المناضلة دينا عبد الرحمن مثلا ً لا تري النضال إلا في التطاول علي المشير والمستشار !!.. وترتدي بدلة الثوار وتناقش قضية القضايا وتطالب بقانون محلي الصنع أو مستورد يضبط موضوع النسبة والتناسب بين الحد الأدنى والحد الأعلى للأجور .. وهي تتقاضي ما يساوي ربع مليون جنيه شهرياً من قناة التحرير وهي قناة حديثة عهد بالثورة.. بل تعتبر إحدى مولوداتها.
فإذا أرادت القناة أن تعيد ترتيب أوراقها وأبلغت عبقرية الزمان والمكان أنّ القناة لا تستطيع تغطية هذه المرتبات الفلكية وتطالب بدورها هذه الألمعية بتخفيض الراتب المدفوع.
هنا تهدد الرفيقة الثورية وتتوعد بترك القناة نهائيا ً.. لماذا؟ .. لأن القناة قد باعت الثورة وخانت دم الثوار؟!!!
وعلي نفس الحافر يضع الرفيق إبراهيم عيسي الحافر ويتساوي مع الرفيقة دينا في الأهداف السامية "سامية جمال" والغايات كأسنان الحمار!!!.
حتى إذا ما شعر أن النيّة مبيتة من قبل القناة إيّاها لخصم جنيه واحد من راتبه الأسطوري قرر أن يغلق صالون الحلاقة الذي يديره ويبحث عن قناة فضائحية أخري يفرش فيها مصطبته.
ولا ينسي الرفيق أن يعلل تركه للقناة السابقة بما عللت به دينا .. وهو أنّ القناة قد باعت الثورة والثوار وراحت تساند حكم العسكر كل العسكر ولو في جزر المالديف!!!.
سبحان الله توافق تام بين الرفاق في الدليل والتعليل أيضاً .. ويصبح الحديث عن الثورة والثوار سبوبة والرزق يحب الخفية!!
http://www.egyig.com/Public/articles/answer/9/29636908.shtml
"الطابور الخامس" مصطلح متداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية .. ويعود بالأصالة والتبع إلي نابليون بونابرت ومعناه أنّه إذا حاصر نابليون بجيوشه البلد المراد احتلاله من جهاته الأربع.. كان له صف خامس ومكانه داخل البلد نفسها.. ومهمته بث الأراجيف والإشاعات ومحاولة زلزلة قناعات الناس.. والعمل علي تسويق المفاهيم والتصورات التي يقررها العدو بين الناس والتي تخدم أهدافه العدوانية وتهيئة المناخ العام لقبول الاحتلال الأجنبي.
وبناء ً علي ما تقدم ذكره يصبح الطابور الخامس أكثر أسلحة العدو تأثيراً وأمضاها شدة وحدة .. وأسرعها في تحقيق الهدف المرسوم والغاية المبتغاة.. ولذا لا غني لجيش من الجيوش المتحاربة عنه قديما ً وحديثا ً.
والطابور الخامس في حالتنا الراهنة هم أولئك الممولون خارجياً تحت مسمي مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين وغيرها من المسميات التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب!!
هم الذين يخادعون الجماهير ويدغدغون مشاعر البسطاء بدعوي أنّهم يريدونها دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية.
ويرفعون عقيرتهم دائماً بهتافات زاعقة من *** "يسقط يسقط حكم العسكر" .. وينخدع ذوو النوايا الحسنة بهذه الشعارات البراقة التي تشبه قمة جبل الجليد العائم لا تعبر بالضرورة عن حجم المستتر منه.
والحقيقة أنّ تصرفاتهم لا تتسق مع هذه الشعارات ولا تتناسب مع ما ينهقون به ليل نهار.. بل تدفع إلي الاتجاه المعاكس وكأنّها تطالب العسكر أن يتوكلوا علي الله تعالي وأن يركبوا الشعب من الآن إلي يوم القيامة!!!
وأشعر أنك تسألني وكيف يكون ذلك وهم لا يكفون عن الصياح والنعيق والنهيق "يسقط يسقط حكم العسكر"؟!.
وهل هذا لغز يحتاج إلي من هو في عبقرية المفتش كرومبو؟!!!
أقول لك لا .. ولكن تدبر معي بعض دلالات الشعارات المرفوعة والرسومات الكاريكاتورية المعبرة وهي تعرض صورة كل من مبارك والعادلي والمشير طنطاوي وقد تضمنت أيقونة حبل المشنقة .. باعتبار أنّ هذا هو المصير الذي ينتظر المشار إليهم أعلاه وفيهم المشير.
فما هو التصرف الطبيعي المتوقع من رجل أول ما يتبادر إلي ذهنه من هذه الشعارات والرسومات أنّ حبل المشنقة هو المآل المحتوم وبئس المصير!!!
ما عساه أن يصنع والحالة هذه أن يترك الحكم طواعية رغبة منه في الحصول علي مكافئة نهاية الخدمة علي طريقة خيل الحكومة!!!
أم أنّه سيلجأ إلي البديل الأسوأ وهو التمسك بالسلطة حتى لو أدي ذلك إلي فرض الأحكام العرفية وتبني الخيار الشمشوني ولينهدم المعبد علي الجميع؟!!.
لقد قلت مرارا ًوتكرارا ً أنّ القضية عند هؤلاء ليست قضية العسكر بالدرجة الأولي.. بقدر ما تكمن في محاولة العسكر الظهور بمظهر من يقف علي مسافة متساوية من كل الفرقاء .. وإن لجأ إليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة لجوء المضطر إلي أكل الميتة!!
لكن ذلك وإن كان ضرورة كما ذكرت لا اختيارا ً إلا أنها المعصية بلا غفران، والحزن الذي لا يجبره سرور الدهر.
فالمفترض والمنتظر من حكومة العسكر أن تحارب الإسلاميين بكل ما أوتيت من قوة .. لا أن تسمح لهم أن يشكلوا أحزاباً علي أساس ديني يحصدوا بها مقاعد مجلسيْ الشعب والشورى.. ومن ثمّ يتحكمون في مصائر البلاد والعباد إنّها والله لثلاثة الأسافي.
والمصيبة التي تستعصي علي النسيان!! أن يصل الإسلاميون إلي سدة الحكم يا لها من نكسة دونها نكسة سبع وستين!!
ولسان حال القوم يقول:
" اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب أليم"
القوم الذين يجيدون الكيل بمكيالين .. ويتقنون اللعب علي الحبلين!! ويؤمنون بالشيء ونقيضه حسب ما تقتضي المصلحة الشخصية والمنفعة الآنية!!
خذ الرفيقة المناضلة دينا عبد الرحمن مثلا ً لا تري النضال إلا في التطاول علي المشير والمستشار !!.. وترتدي بدلة الثوار وتناقش قضية القضايا وتطالب بقانون محلي الصنع أو مستورد يضبط موضوع النسبة والتناسب بين الحد الأدنى والحد الأعلى للأجور .. وهي تتقاضي ما يساوي ربع مليون جنيه شهرياً من قناة التحرير وهي قناة حديثة عهد بالثورة.. بل تعتبر إحدى مولوداتها.
فإذا أرادت القناة أن تعيد ترتيب أوراقها وأبلغت عبقرية الزمان والمكان أنّ القناة لا تستطيع تغطية هذه المرتبات الفلكية وتطالب بدورها هذه الألمعية بتخفيض الراتب المدفوع.
هنا تهدد الرفيقة الثورية وتتوعد بترك القناة نهائيا ً.. لماذا؟ .. لأن القناة قد باعت الثورة وخانت دم الثوار؟!!!
وعلي نفس الحافر يضع الرفيق إبراهيم عيسي الحافر ويتساوي مع الرفيقة دينا في الأهداف السامية "سامية جمال" والغايات كأسنان الحمار!!!.
حتى إذا ما شعر أن النيّة مبيتة من قبل القناة إيّاها لخصم جنيه واحد من راتبه الأسطوري قرر أن يغلق صالون الحلاقة الذي يديره ويبحث عن قناة فضائحية أخري يفرش فيها مصطبته.
ولا ينسي الرفيق أن يعلل تركه للقناة السابقة بما عللت به دينا .. وهو أنّ القناة قد باعت الثورة والثوار وراحت تساند حكم العسكر كل العسكر ولو في جزر المالديف!!!.
سبحان الله توافق تام بين الرفاق في الدليل والتعليل أيضاً .. ويصبح الحديث عن الثورة والثوار سبوبة والرزق يحب الخفية!!
http://www.egyig.com/Public/articles/answer/9/29636908.shtml