مشاهدة النسخة كاملة : حـــــــوار مع بلطـــــــجي


aladdin027
22-02-2012, 10:25 AM
الجزء الأول

اعتدل البلطجي في جلسته ، و هو يسند البندقية الخرطوش في حنان بالغ علي ركبته و كأنه أم حنون تخشي أن توقظ ابنها الرضيع ، ثم نظر لي في تحد سافر لا مبرر له قائلا:
- هاااااااااا ....... نبتدي بقي و لا ايه ظروفك بالظبط ؟
ابتلعت ريقي بصوت شبه مسموع ، و جال نظري في المكان للحظات ، و كنا جلوسا في شقة البلطجي نفسه حيث أصر علي أن يجري الحوار في منطقة نفوذه ، خوفا من أن يكون هذا الحوار - علي حد قوله - كمين للامساك به .
و الغرفة التي كنا نجري بها حوارنا الصحفي عبارة عن صالة في شقة مكونة من غرفتين جانبيتين ،و حمام أدركته من رائحته النفاذة التي لا تطاق و تفوق روائح القنابل المسيلة للدموع التي كنت قد أدمنتها .
و نأتي للصالة نفسها فهي لا بأس بها ، إذا تغاضينا بالطبع عن الأسلحة المختلفة المتناثرة في أرجاء المكان ، و كأنه المتحف الحربي ، و منها السيوف الغليظة ، و العشرات من المطاوي مختلف الأنواع و الأحجام ، و علي أريكة بائسة مكتئبة يوجد صف مكون من ثلاثة رشاشات آلية ، و ما أثار دهشتي أنه يبدو من مظهرها البرٌاق أنها ما تزال جديدة
و علي الجدار برواز به صورته و هو يحمل في يده طبنجة ، و يقف كأنه "جيمس بوند" في احدي أفلامه .
و فجأة انتفضت علي صوت زئير ، و للحظات ظننت أنه سوف يلتهمني و لكنه كان ببساطة يبصق علي الأرض ، ثم نظر لي قائلا :
- يااااالا يا أستاذ ، أنا عندي شغل كتيييير التهاردة
- متأسف ... طيب نبتدي : اسمك ايه ؟
- لأأأأ .... أحنا ما اتفقناش علي كده ... اسمي قال !!! ما لك و مال اسمي .. انت حطلعلي بطاقة ( صخصية )
تدراكت الموقف سريعا قبل أن يزداد غضبه ، فقلت مهدئاً :
- يا معلم و لا تزعل أبداً ، و لو السؤال دا حيضايقك بلاش منه خاااااااالص
- .................................................. ...............
- خلااااااص بقي يا سيييد المعلمين ما تخليش الحوار يقفل من أوله
أخذ " البلطجي " نفسا عميقاً – كاد أن يشفطني فيه – ثم قال و قد لانت سرائره قليلا
- و الله لولا اني بحب الصحافة و أهل الصحافة ما كنت كملت (الحمار) دا أصلا
طبعا تجاهلت الكلمة التي بين القوسين و كأنني سمعتها (حوار) ، و قلت :
- طاب ممكن أسألك عن ذكريات طفولتك ؟!!!
تنهد "صاحبي" و هو يقول :
- يااااااااااا سلااام يا أستاذ فكرتني بالأيام الحلوة
و أخذ يلقي علي مسامعي ذكرياته الرااااائعة